عرض مشاركة واحدة
قديم 03-13-2010, 01:05 AM   #1


 
الصورة الرمزية فواز أبوخالد
 
تاريخ التسجيل: Nov 2005
المشاركات: 5,685
معدل تقييم المستوى: 339
فواز أبوخالد will become famous soon enough
افتراضي .. الشيطان الأكبر ...!!

............

على ضفاف أحد الأنهرتقع تلك القرية الحالمة , بطبيعتها البكر وحدائقها الغناء ونسيمها العليل كانت جنة الله في أرضه , جمالها إنعكس على جمال أخلاق سكانها , فلا تجد أطيب ولا أكرم أخلاقا منهم , رحماء فيما بينهم , بل ورحماء مع غيرهم , كانوا يعيشون في سلام ووئام لايكدر صفوهم شئ , وفي أحد الأيام زارهم أحد السائحين فأعجبته قريتهم فأشترى منزلا بجوار إحدى أكبر العوائل التي كان رجالها يتجاوزون العشرين .



بعد عام من إستيطانه لتلك القرية زاره أحد أقاربه وكان شابا متعلما , تشع من عينيه علامات المكر والدهاء , ورث بعض المال عن والده , فأقنعه قريبه للإستثمار في القرية , فأشترى منزلا ومزرعة , ووظف بعض رجال القرية لخدمته وللعمل في مزرعته , إستطاع عن طريق معارفه وعلاقاته فتح مدرسة ومستوصف حكومي بالقرية ونجح في إيصال الكهرباء لقريتهم فزاد عدد السكان وتطورت المباني, ولم يمض عقدان من الزمان حتى كسب ثقة أهل القرية فكانوا يأخذون برأيه ويأتمرون بأمره , واصبح كبير القرية .



في صباح أحد الأيام إعتدى قريبه على أحد جيرانه وشج رأسه , على إثر نزاع بينهما حول حدود أرضه التي بدأت بالإتساع على حسابهم , فكاد أشقائه أن يفتكوا به , ثم بدا لهم من بعد ذلك أن يتريثوا , حتى تدخل كبير القرية , فتنازلوا إكراما له , ولم تمض بضعة أشهر حتى شج رأس أحدهم مرة أخرى , لنفس السبب وكان ذلك على مرأى من كبير القرية , فضغط عليهم وذكرهم بحقوق الجار وأقنعهم أن الصلح خير وأنهم لايملكون مايثبت ملكيتهم لتلك الأرض , وأن جارهم لايملك غبر هذه القطعة الصغيرة , ودفع لهم بعض المال فقنعوا .



تمادى ذلك الرجل في تطاوله على جيرانه وما ذلك إلا لثقته بحلمهم , وبنفوذ قريبه لديهم , فزاد غيه وأستولى على حقل الزيتون , فتشاوروا أمرهم بينهم وتعددت الآراء ثم قرروا رفع أمره لكبير القرية لثقتهم بعدله وإنصافه لهم , قابلوه فألقى عليهم خطبة عصماء تحدث فيها عن مآسي العنف من تدمير لمكاسبهم الحضارية وخراب لتلك المباني التي شيدوها بقريتهم وضرب لهم أمثلة من العالم المتحضر , وأن القضايا لاتحل إلا بالحوار السلمي وأن العنف لن يكون هو الحل أبدا , ثم أخذ يعدهم ويمنيهم , حتى تمكن من إقناعهم أنه سيعوضهم بمبلغ مالي كبير يستثمرونه في بقية أرضهم وأنه سوف يساعدهم حتى تتضاعف أرباحهم ويزيد دخلهم ويتحسن مستواهم المعيشي .



مرت الأيام وبنى ذلك الرجل مصنعا على تلك الأرض وقام كبير القرية بحث سكان القرية على توظيف نسائهم في المصنع وذكرهم بحقوق المرأة وأن في تعطيلها تعطيل لنصف المجتمع و بدونها يتنفس برئة واحدة وأنه لن تقوم لهم حضارة بدون خروج المرأة للعمل وأن النساء شقائق الرجال , حتى تمكن من توظيف نصف نساء القرية في ذلك المصنع , وكن سعيدات بهذا العمل وترى ملامح البهجة والنور في وجههن وهن عائدات من المصنع , ولم يفتضح أمرهن إلا بعد أن إنضمت اليهن إحدى شقيقات أولئك الرجال للعمل في المصنع مؤخرا , ففي مساء يوم كئيب عادت وهي تصيح وقد مزقت ثيابها , وأثر الإغتصاب عليها واضحة , فأجتمع حولها أشقائها وهم مذهولون ,

وسألوها : من فعل هذا بك ؟

قالت : مدير المصنع .

قالوا : ومن مدير المصنع ؟

قالت وهي تبكي : الشيطان الأكبر .





…………








__________________
.............
موقع فواز أبوخالد :
..........
فواز أبوخالد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس