عرض مشاركة واحدة
قديم 07-17-2016, 07:55 PM   #2




 
تاريخ التسجيل: May 2016
المشاركات: 454
معدل تقييم المستوى: 107
نور الحرف is on a distinguished road
افتراضي رد: الحكمة من قصة سيدنا موسى مع ابنتي صاحب مدين

الدرس الثاني :

المؤمن يهتم بحال الناس، و يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر.

قال تعالى ( وَلَمَّا وَرَدَ مآءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمْ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا..))

إن المؤمن بالله يسأل عن حال الناس، ولا يسكت عن الأوضاع الخطأ، يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر،فسيدنا موسى عليه السلام لم يكتف برؤية المشهد؛رجال يستأثرون بالماء دون النساء،وامرأتان تبذلان جهدهما تذودان

و تكفكفان غنمهما أن ترد غنم أولئك الرعاة لئلا يؤذيا بل بادر بالسؤال والاستجواب.



الدرس الثالث:

خطورة اختلاط الرجال بالنساء وما ينتج عنه من مفاسد.

(( قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِير )) فالفتاتان فضلتا الانتظار والصبر ومدافعة الأغنام المندفعة صوب الماء،على مزاحمة الرجال،والاختلاط بهم، فالاختلاط شرٌّ محض يؤدي إلى شيوع البغاء، وقلة الحياء، وضياع الأعراض، وشيوع المنكرات، وفشوِّ الزنا، وغير ذلك من الموبقات العظيمة.



الدرس الرابع :

فائدة الاعتذار ، وإزالة الشبهة عن النفس .

ثم قالتا (وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ)) قال أبو حيان: "فيه اعتذارٍ لموسى عن مباشرتهما السقي بأنفسهما، وتنبيهٌ على أن أباهما لا يقدر على السقي لشيخوخته وكبره، واستعطافٌ لموسى على إعانتهما" .



الدرس الخامس :

المساعدة وقضاء الحوائج في حياة المسلم .

قال تعالى ( فَسَقَى لَهُمَا )) كانت هذه الإجابة العملية من سيدنا موسى عليه السلام، بعد مشاهدته لذلك المنظر، وسماعه لذلك الجواب، واستشعاره لمعاناتهما، تصرف تصرّف الرجل ذي المروءة والشهامة، الرجل الكريم الذي يعرف ما أوجب الله عليه وما يحب الله له" فَسَقَى لَهُمَا " وهذا هو حال المسلم مع الناس؛ مساعدة، وقضاء حوائج، ومواساة بالمال والنفس، وتقديم كل ما يستطيع.

***********************

الدرس السّادس :

اللجؤ والتضرع والدعاء والافتقار للخالق جل شأنه.

قال سبحانه: (( ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِير )) درس في اللجؤ إلى الخالق سبحانه والاستعانة به ودعائه، وهذا يذكرنا بدعاء وتضرع النبي عليه السلام عندما ذهب إلى الطائف وهو"يبدي عجزه وضعفه،ويصور فقره واحتياجه،ويستجلب رحمة ربه،ويستمطر سحابة كرمه

" اللهم أشكو إليك ضعف قوتي ، وقلة حيلتي ، وهواني على الناس..."



الدرس السّابع :

أدب المناجاة والذوق الرفيع العالي ، والذكر المستمر.

ثم انظر إلى أدب الدعاء والمناجاة والذوق العالي الرفيع في قول موسى عليه السلام (( رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ )) لم يقل: أنا فقير إلى خيرك

يا رب، ومحتاج، ولم يقل أطعمني مثلاً، بل عبر عن حاجته بهذه الكلمات الرائعات، وهذا شأن الأنبياء صفوة الخلق، في جميل المناجاة وحسن الدعاء.



الدرس الثامن :

حياء المرأة الفطري

قال تعالى ( فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاء ٍ)) جاءت بتكليف من أبيها تَمْشِى عَلَى ٱسْتِحْيَاء مشية فيها حياء، لا فيها تبذُّل لا فيها تبرُّج، لا فيها إغواء، لا فيها تهييج، وإنما مشية الحياء،فالفتاة القويمة تستحي بفطرتها عند لقاء الرجال والحديث معهم .



الدرس التاسع :

كلام المرأة المسلمة مع الأجانب مختصر وواضح وغير مضطرب ولا مغري!!

(( قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا )) وجهت الدعوة إلى موسى عليه السلام في أقصر لفظ وأوضحه ، ما أكثرت من الكلام ولا أطالت في الحديث وإنما لفظ مختصر لكنه واضح في غير ما اضطراب ولا تلجلج يغري

أو يهيج .قال ابن كثير: "وهذا تأدبٌ في العبارة لم تطلبه طلباً مطلقاً لئلا يوهم ريبة".



الدرس العاشر :

مكافأة صنيع المعروف، وأهمية تربية الأبناء التربية السليمة الصحيحة.

(( قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا )) إنَّ أبي يطلبك ليعوضك عن أجر السقاية لغنمنا،لأنك صنعت إلينا معروفاً ونريد أن نكافئك. وفيما مضى من وصف لهاتين الفتاتين ثناء من ربنا عزّ وجلّ في القرآن عليهما وعلى أبيهما الصالح القانت الذي أحسن تربيتهما وتوجيههما وتعليمهما حتى كانتا على مثل هذا الخلق القويم."وهذا يجعل واجب الآباء والمربين مهمّاً ومؤثراً في تربية خلق الحياء الكسبي، الذي يحجز الأطفال عن العيّ والخجل، ويحفظ الشباب من الشرور والآثام "



الدرس الحادي عشر :

حاجة الإنسان إلى من يخفف عنه ، ويطمئن قلبه.

قال تعالى ( فَلَمَّا جَاءهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ )) لما وصل عليه السلام إلى الرجل الصالح وذكر له ما كان من أمره، وما جرى له من السبب الذي خرج من أجله من بلده فقال له : لا تخف ، و طب نفسا، وقرّ عينا فقد خرجت من مملكتهم فلا حكم لهم في بلادنا ولهذا قال

" نجوت من القوم الظالمين " فالإنسان دائماً يحتاج إلى من يخفف عنه مصائبه ويطمئن قلبه.



الدرس الثاني عشر :

صوت الأنوثة المستقيمة السليمة .

(( قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْه ُ))فهي تشير على أبيها باستئجاره ليكفيها وأختها مؤنة العمل والاحتكاك والتبذل . وهو قوي على العمل أمين على المال . فالأمين على العرض هكذا أمين على ما سواه . وهي لا تتلعثم في هذه الإشارة ولا تضطرب , ولا تخشى سوء الظن والتهمة . فهي بريئة النفس , نظيفة الحس ; ومن ثم لا تخشى شيئا , ولا تتمتم ولا تجمجم وهي تعرض اقتراحها على أبيها إنها وأختها تعانيان من رعي الغنم , ومن مزاحمة الرجال على الماء , ومن الاحتكاك الذي لا بد منه للمرأة التي تزاول أعمال الرجال وهي تتأذى وأختها من هذا كله، وتريد أن تكون امرأة تأوي إلى بيت ; امرأة عفيفة مستورة لا تحتك بالرجال الغرباء في المرعى والمسقى والمرأة العفيفة الروح النظيفة القلب , السليمة الفطرة , لا تستريح لمزاحمة الرجال , ولا للتبذل الناشئ من هذه المزاحمة.



الدرس الثالث عشر :

شرطان أساسيان للإدارة الصحيحة.

(( إِنَّ خَيْرَ مَنْ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِين ُ)) قال أبو حيان: " وقولها كلام حكيم جامع لأنه إذا اجتمعت الكفاية والأمانة في القائم بأمرٍ من الأمور فقد تمَّ المقصود" كان من أهم الشروط وأكثرها أصالةً شرطان لُخصا في «القوّة» و«الأمانة». ومن البديهي أنّ القوّة المذكورة ـ آنفاً ـ ليس المراد منها قوّة الجسم فحسب، بل القدرة على تحمّل المسؤولية أيضاً.



الدرس الرابع عشر :

عرض الرجل وليته على الرجل الصالح .

(( قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ )) إني أريد أن أزوجك إحدى بنتيَّ هاتين، "فهو يعرض نكاحا ً لا يخجل منه يعرض بناء أسرة وإقامة بيت وليس في هذا ما يخجل , ولا ما يدعو إلى التحرج والتردد والإيماء من بعيد , والتصنع والتكلف مما يشاهد في البيئة التي تنحرف عن سواء الفطرة , وتخضع لتقاليد مصطنعة باطلة سخيفة , تمنع الوالد أو ولي الأمر من التقدم لمن يرتضي خلقه ودينه وكفايته لابنته أو أخته أو قريبته ; وتحتم أن يكون الزوج أو وليه أو وكيله هو الذي يتقدم، أو لا يليق أن يجيء العرض من الجانب الذي فيه المرأة ! ومن مفارقات مثل هذه البيئة المنحرفة أن الفتيان والفتيات يلتقون ويتحدثون ويختلطون ويتكشفون بعضهم لبعض في غير

ما خطبة ولا نية نكاح . فأما حين تعرض الخطبة أو يذكر النكاح , فيهبط الخجل المصطنع، وتقوم الحوائل المتكلفة وتمتنع المصارحة والبساطة والإبانة !"

***********************

يتبــــــــع :
نور الحرف غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس