منتديات الويلان - كتاب عشائر الشام لأحمد وصفي زكريا

[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم

أكرر أعتذاري عن الغياب
ولكن المهم والأهم ان الحب للأعضاء بأزدياد

كتاب أحمد وصفي زكريا

من اجمل الكتب التي كتبت عن القبائل العربية كتاب عشائر الشام للأديب أحمد وصفي زكريا فلقد احتوى الكتاب على معلومات شبة كاملة عن جميع القبائل وخاصه القبائل القاطنة في البادية السورية والجزيرة فلقد بدأ الكاتب
في وصف جغرافية تلك الديار مثل الشامية وديرة الشنبل والزور والحماد القعرة ووادي السرحان وصف دقيق من جميع النواحي من حيث التضاريس والحيوانات والنباتات وأماكن المياة وأسماء الابار والخبرات وحتى القرى والحصون في تلك المنطقة وقد أثرى هذا القسم كثيرا ثم تحدث عن تاريخ البدو من أقسام القبائل وهجرات العرب وبدو الجزيرة والشامية الاولون وقبائل صدر الاسلام واحداث البدو من تلك الفترة حتى عهده ثم تحدث عن أوصاف البدو من بدنية وروحية واقسامهم بشكل مفصل ثم تحدث عن الحالة الاجتماعية عند البدو والتقاليد والعادات وكيفية قضاء الوقت واللهو ثم تكلم عن عن القضاء عند البدو والحقوق الجزائية لديهم هذا الجزء الاول من الكتاب وهو جزأن في مجلد واحد اما الجزء الثاني فتكلم تعداد العشائر ووصفها مقسم تلك القبائل حسب أماكن سكنها

في الحقيقة يعتبر الكتاب من أثرى الكتب العربية التي تكلمت عن البدو وخاصة بدو تلك المناطق لما أحتواه الكتاب من المعلومات القيمة والشبة دقيقة عنهم

لذلك رأيت كتابت مواضيع عن ذلك الكتاب على دفعات قد يثري معلومات الاخوان وهذا ماأتمناه

القسم الاول

أوصاف البدو

البدو ويقال لهم الاعراب بالفتح هم: أهل البادية من العرب والواحد بدوي او اعرابي ولفظة العرب قديمة يراد بها في اللغات السامية معنى البدو والبادية وتلك خصيصة العرب في التاريخ القديم قال الأزهري رجل عربي اذا كان نسبه في العرب ثابتا وان لم يكن فصيحا وجمعه العرب ورجل اعرابي اذا كان بدويا صاحب نجعة وانتواء وارتياد كلأ وتتبع مساقط الغيث وسواء كان من العرب او من مواليهم فمن نزل البادية أو جاور البادين فظعن بظعنهم وانتوى بانتوائهم فهم اعراب اهل وبر ومن نزل بلاد الريف واستوطن المدن والقرى العربية وغيرها ممن ينتمي الى العرب فهم عرب اهل مدر او اهل حضر وان لم يكونوا فصحاء وقد صار لفظ الاعرابي بعد الاسلام مما يراد به الجفاء وغلظ الطبع وكانوا يسمون ذلك في الرجل اعرابية فيقولون للجاف منهم : ألم تترك اعرابييتك بعد ؟ وبذلك خرجت الكلمة عن مطلق معنى البادية الى معنى خاص يلازمها قيل وجمع الاعراب أعاريب قال المتنبي
من الجاذر في زي الاعاريب حمر الحلى والمطايا والجلابيب
هذا وللبدو أوصاف بدنية واشكال وملامح طبيعية وخصال واخلاق وافكا فطرية خاصة بهم يختلفون بها أي اختلاف عن العرب المتحضرين في القرى ناهيك سكان المدن فالبدو ذوو اجسام هزيلة في الغالب وقامات متوسطة وملامح منتظمة ووجوة اسيلة والوانسمراء أميل للسواد وجباه عريضة بارزة وعيون سوداء وبصاصة وأسارير مقطبة واسنان منتظمة الرحى بيضاء كالثلج هذا اى سعي حثيث وجلد غريب وطبع نزق وطور قلق وبصيرة نافذة ومزاج عصبي وذكاء حاد وصحة بدن وصراحة جنان وطلاقة لسان وقناعة متناهية وسط عيش أكثرة شظف ومضض وحياة جلها محفوف بالعناء والمخاطر وعدم الاطمئنان والهدوء في بوادي جرداء وبراري قفراء وحر لاهب وبد قارس اعتادوا على ذلك كلة والفوا اتراحة وافراحة لايبغون عنه حولا ولايقبلون به من ترف الحضارة بدلا شديدوا الحرص على عرفهم وعاداتهم وباقون على الفطرة اللتي كانوا عليها منذ الاف السنين دائبون على أخلاقهم وخصالهم الصالحة والطالحة صعوبة المراس وجرأة وحماس وحفظ ذمام وكرم وإقراء ضيف مع لوثة وعيث إذا قدروا يهيجون للشئ التافه ثم لايقفون في هياجهم عند حد أذا ماجرحت كرامتهم أو انتهكت حرمتهم وهم لايتكلفون في شئ من احوالهم واعمالهم ولايتثاقلون من الامراض والكوارث ولايبالون بالحياة بقدر الحضر ولايعملون ويجهدون إلا اذا عضتهم الحاجة بانيابها وهم يهوون الخمول والكسل ويحبون الفوضى والخلل اذا جاعوا افترسوا واذا شبعوا تنافسوا واذا صابهم ضيم سهروا وتربصوا وهم يتربصون للأخذ بالثأر ولو مضت علية سنون وهم يميلون إلى حرية قل ان يحدها احد ولكن حريتهم التي يفهمونها هي الحرية الشخصية لا الحرية الاجتماعية والوطن الذي يذكرونة وموئل الاباء والاجداد الذي يعزونة هو بيت الشعر ومخيم العشيرة السارح لا الارض الثابتة والديار الممدودة والشعور والاعتزاز عندهم اناني فردي قبلي عشائري فالبدوي لايمدح إلا نفسة وفرسه ومهنده
ومن اوصاف البدو أنهم ينزلون البادية ويسكنون بيوت الشعر ويرحلون من مكان إلى اخر وهذا الترحال يدعى انتواء أو تبدي والتبدي يؤتى على درجات متفاوتة فمن الاعراب من يتبدى بلا انقطاع مهما كان الموسم ومنهم من يستقر في مكانه اغلب ايام السنة ولا يتبدى إلا ضمن دائرة قصيرة المدى وبين هؤلاء وأولئك بدو تختلف بدواتهم حسب القسم الذي هم منه وفي التبدي تشريق وتغريب حسب المواسم فالبدو يقطنون في الصيف منطقة الأصطياف أو التقيظ وفي اللغة قاظ أو يقيظ القوم بمكان كذا تقيظا وتقيظوا: أقاموا به زمن القيظ والقيظ بلغة بدونا شدة الحر أو هو المكان الذي يقام فية وقت القيظ وفي موسم الشتاء يذهبون إلى منطقة اخرى بعيدة جدا عن الاولى تدعى منطقة التشتية أو المشاتي جمع مشتى والمشتاة والانتقال من منطقة اخرى يدعى ايضا الظعن او النجعة وظعن في اللغة بمعنى سار تقول ظعنوا عن ديارهم والنجعة على نوعين إحداهما تتجة من الشرق الجنوبي إلى الغرب الشمالي في بادية الشام وفيها انتقال من منطقة التشتية إلى منطقة التقيظ وتدعى التغريب والثانية تتجه على عكس الاولى وتنتقل من منطقة التقيظ الى منطقة التشتية وتدعى التشريق او نجعة الخريف
ومسلك النجعة هو الطريق التي تسلكة العشيرة في سيرها والمنتجع هو المكان الذي تقصدة العشيرة للنجعة وتحط فية ومسلك النجعة والمنتجع لكل عشيرة مستقران إلا انهما قد يتبدلان عند الضرورة وحصول المقدرة على تبديلها
ومزايا النجعة هي انها قبل كل شئ محتمة إذ أن ضرورة الحياة والعيش من وراء الماشية حتمت على البدو أن يضربوا في البراري والبوادي ويطلبوا الكلأ الذي لاينبت في كل وزمان بالقدر المطلوب ومن مزايا النجعة أيضا أنها ممتنعة التغير والتقلب أي ان مناطق النجعة لكل عشيرة هي ثابته غير متغيرة وقد حصلت على هذا الثبات من وضع اليد على مكان النجعة بالسيف أو بتوالي استعماله على كر السنين ومرور الزمن او بعد اتفاق وتراض مع غيرها وإذا جائت عشيرة جديدة وهمت ان تتبدى في منتجعات غيرها تعرض نفسها فورا للمهاجمة والمطاردة ومن هنا كان اكثر العداوات والحزازات بين البدو من جراء التنازع على المنتجعات وطمع القوي وتعديه على الضعيف فيها على ان الأمر قد يمكن تسويته بالتراضي والدراهم تلعب دورها هنا ايضا

وسوف نتكلم عن اقسام البدو العشائر الجمالة والعشائر الغنامة والعشائر المتحضرة المستقرة في المرات القادمة انشاء الله [/align]