منتديات الويلان

منتديات الويلان (http://www.al-welan.com/vb/index.php)
-   منتـدى الأدب العــربـــي (http://www.al-welan.com/vb/forumdisplay.php?f=41)
-   -   حتى لاتندم (منقول) (http://www.al-welan.com/vb/showthread.php?t=22490)

رمضان العنزي 08-03-2010 10:24 AM

حتى لاتندم (منقول)
 
إذا استطعت أن تسيطر على غضبك لحظة واحدة ستوفر على نفسك مائة يوم من الندم.










وقف جان في المحطة مزهوّا ببدلته العسكرية الأنيقة، وراح يراقب وجوه الناس وهم ينحدرون من القطار واحدا بعد الآخر.





كان في الحقيقة يبحث عن وجه المرأة التي يعرفها قلبه، لكنه لم ير وجهها قط.





قالت له بأنها ستعلق على صدرها وردة حمراء ليتمكن من أن يميزها من بين مئات المسافرين.



لقد بدأت معرفته بها منذ حوالي ثلاثة عشر شهرا، كان ذلك في المكتبة العامة في فلوريدا عندما اختار كتابا وراح يقلب صفحاته.


لم يشده ما جاء في الكتاب بقدر ما شدته الملاحظات التي كتبت بقلم الرصاص على هامش كل صفحة.



أدرك من خلال قرائتها بأن كاتبها إنسان مرهف الحس دمث الأخلاق، وشعر بالغبطة عندما قرأ اسمها مكتوبا على الغلاف باعتبارها السيدة التي تبرعت للمكتبة بالكتاب.


ذهب إلى البيت وراح يبحث عن اسمها حتى عثر عليه في كتاب الهواتف، كتب لها ومنذ ذلك الحين بدأت بينهما علاقة دافئة وتوطدت عبر الرسائل الكثيرة التي تبادلوها.



خلال تلك المدة، اُستدعي للخدمة وغادر أمريكا متوجها إلى إحدى القواعد العسكرية التي كانت تشارك في الحرب العالمية الثانية.


بعد غياب دام عاما، عاد إلى فلوريدا واستأنف علاقته بتلك السيدة التي أكتشف فيما بعد أنها في مقتبل العمر وتوقع أن تكون في غاية الجمال.



أتفقا على موعد لتزوره، وبناء على ذلك الموعد راح في الوقت المحدد إلى محطة القطار المجاورة لمكان إقامته.


شعر بأن الثواني التي مرت كانت أياما، وراح يمعن في كل وجه على حدة.



لمحها قادمة باتجاهه بقامتها النحيلة وشعرها الأشقر الجميل، وقال في نفسه: هي كما كنت أتخيلها، يا إلهي ما أجملها!


شعر بقشعريرة باردة تسللت عبر مفاصله، لكنه استجمع قواه واقترب بضع خطوات باتجاها مبتسما وملوحا بيده.


كاد يُغمى عليه عندما مرّت من جانبه وتجاوزته، ولاحظ خلفها سيدة في الأربعين من عمرها، امتد الشيب ليغطي معظم رأسها وقد وضعت وردة حمراء على صدرها، تماما كما وعدته حبيبته أن تفعل.


شعر بخيبة أمل كبيرة: "ياإلهي لقد أخطأت الظن! توقعت بأن تكون الفتاة الشابة الجميلة التي تجاوزتني هي الحبيبة التي انتظرتها أكثر من عام، لأفاجئ بامرأة بعمر أمي وقد كذبت عليّ"


أخفى مشاعره وقرر في ثوان أن يكون لطيفا، لأنها ولمدة أكثر من عام ـ وبينما كانت رحى الحرب دائرة ـ بعثت الأمل في قلبه على أن يبقى حيا.



استجمع قواه، حياها بأدب ومدّ يده مصافحا: أهلا، أنا الضابط جان وأتوقع بأنك السيدة مينال!



قال يحدث نفسه: "إن لم يكن من أجل الحب، لتكن صداقة"!، ثم أشار إلى المطعم الذي يقع على إحدى زوايا المحطة: "تفضلي لكي نتناول طعام الغداء معا"



فردت: يابني، أنا لست السيدة مينال، ولا أعرف شيئا عما بينكما. ثم تابعت تقول:



قبيل أن يصل القطار إلى المحطة اقتربت مني تلك الشابة الجميلة التي كانت ترتدي معطفا أخضر ومرت بقربك منذ لحظات، وأعطتني وردة حمراء وقالت: سيقابلك شخص في المحطة وسيظن بأنك أنا. إن كان لطيفا معك ودعاك إلى الغداء قولي له بأنني أنتظره في ذلك المطعم، وإن لم يدعوك اتركيه وشأنه، لقد قالت لي بأنها تحاول أن تختبر إنسانيتك ومدى لطفك.



عانقها شاكرا وركض باتجاه المطعم!



...............



عزيزي القارئ:



اللحظات الحرجة في حياتنا هي التي تكشف معدننا وطيبة أخلاقنا. الطريقة التي نتعامل بها مع الحدث، وليس الحدث بحدّ ذاته، هي التي تحدد هويتنا الإنسانية ومدى إلتزامنا بالعرف الأخلاقي.



ظن ذلك الشاب في أعماقه بأن تلك المرأة التي تبدو بعمر والدته قد غشته، ولم تكن الفتاة التي بنى أحلامه على لقائها، ومع ذلك لم يخرج عن أدبه، بل ظل محتفظا برباطة جأشه. تذكر كلماتها التي شجعته على أن يبقى حيا ومتفائلا خلال الحرب، وحاول في لحظة أن يتناسى غشها، فكان لطيفا ودعاها إلى تناول الغداء.



هناك مثل صيني يقول: إذا استطعت أن تسيطر على غضبك لحظة واحدة ستوفر على نفسك مائة يوم من الندم.



تصوروا لو سمح هذا الشاب لغضبه أن يسيطر عليه، كم يوما من الندم كان سيعيش؟!!


سعدالعنزي 08-03-2010 12:36 PM

رد: حتى لاتندم (منقول)
 
[frame="7 80"]
ابو وايل

لا تأتي لنا الا بالشيء الجميل والمفيد

عسى ان نكون استوعبنا تلك التجربه فيزيدنا الله اجتهادا لنطبق ما يدور في سطور هذا الموضوع المميز


الله لا يحرمنا تواجدك ومواضيعك المفيده للغايه

دمت بخير
[/frame]

نايف العنزي 08-03-2010 12:42 PM

رد: حتى لاتندم (منقول)
 
الغضب وسرعة الأنفعال ..
سببان لنهيار أجمل اللحضات ..
كل شيء ينتهي بسرعه عند أطلاق أحكامنا الخاطئه ..
ابو واااائل.. يعطيك الف عافيه ..
القصه جميله و مؤثره ..
لا عدمنا روعة حضورك و تميز أختيارك للمواضيع

الزير سالم23 08-03-2010 12:53 PM

رد: حتى لاتندم (منقول)
 
ابو وايل

لا تأتي لنا الا بالشيء الجميل والمفيد

عسى ان نكون استوعبنا تلك التجربه فيزيدنا الله اجتهادا لنطبق ما يدور في سطور هذا الموضوع المميز


الله لا يحرمنا تواجدك ومواضيعك المفيده للغايه

دمت بخير

ابوتركي 08-03-2010 01:02 PM

رد: حتى لاتندم (منقول)
 
ابو واااائل.. يعطيك الف عافيه ..
القصه جميله و مؤثره ..
لا عدمنا روعة حضورك و تميز أختيارك للمواضيع

الـــــريـــــم 08-03-2010 01:16 PM

رد: حتى لاتندم (منقول)
 
[align=center]
اللحظات الحرجة في حياتنا هي التي تكشف معدننا وطيبة أخلاقنا. الطريقة التي نتعامل بها مع الحدث، وليس الحدث بحدّ ذاته، هي التي تحدد هويتنا الإنسانية ومدى إلتزامنا بالعرف الأخلاقي.

تسلم عمي ابو وئل على هذه القصه وهذا الاختيار القيم والمتميز
دائما يعجبني مواضيعك واختيارك للمواضيع الهادفه
وخاصه تعليقك على اي موضوع تقوم بطرحه
الله يعطيك العافيه عمي على كل ماتقدمه لنا من مواضيع قيمه وهادفه

تحياتي واحترامي لك
[/align]

ابوسلطان 08-03-2010 02:23 PM

رد: حتى لاتندم (منقول)
 
قصه مؤثره دائماً سرعت الغضب يفقد اشي الكثير
ابو وائل الله يعطيك العافيه على الختيار
المفيد

امير القلوب 08-04-2010 03:09 PM

رد: حتى لاتندم (منقول)
 
اللحظات الحرجة في حياتنا هي التي تكشف معدننا وطيبة أخلاقنا. الطريقة التي نتعامل بها مع الحدث، وليس الحدث بحدّ ذاته، هي التي تحدد هويتنا الإنسانية ومدى إلتزامنا بالعرف الأخلاقي.




ظن ذلك الشاب في أعماقه بأن تلك المرأة التي تبدو بعمر والدته قد غشته، ولم تكن الفتاة التي بنى أحلامه على لقائها، ومع ذلك لم يخرج عن أدبه، بل ظل محتفظا برباطة جأشه. تذكر كلماتها التي شجعته على أن يبقى حيا ومتفائلا خلال الحرب، وحاول في لحظة أن يتناسى غشها، فكان لطيفا ودعاها إلى تناول الغداء.




هناك مثل صيني يقول: إذا استطعت أن تسيطر على غضبك لحظة واحدة ستوفر على نفسك مائة يوم من الندم.




تصوروا لو سمح هذا الشاب لغضبه أن يسيطر عليه، كم يوما من الندم كان سيعيش؟!!






يعطيك الله العافيه واعجبني موضوعك
تقبل تحياتي

الشريف 08-23-2010 08:52 AM

رد: حتى لاتندم (منقول)
 
بارك الله فيك ابو وائل


الساعة الآن 01:44 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.