منتديات الويلان - معمـر القذافي يعلن حربا على شعبه

http://www.elnashra.com/images/Image...dafi%20new.jpg
أنا معمّر القذافي، ملك ملوك إفريقيا والحاكم المطلق الذي لن تجدوا شبيهاً له أينما بحثتم. أنا معمّر القذافي، الرجل المثالي الذي لم يخلق الله مثيلاً له. أنا من حاربت الأجانب باختلاف أنواعهم ولن يصعب عليّ محاربة حفنة من "الجرذان". أنا معمّر القذافي، المجد الذي لا يمكن لليبيا ولا للأمة أن تفرّط به. أنا معمّر القذافي، الرجل الذي بات أرفع من كلّ المناصب والذي لا يمكن أن يطالَب بالاستقالة لأن صفته أبدية أزلية لا يمكن الاستقالة منها. أنا القائد والزعيم، أنا معمّر القذافي الرجل الذي حوّل ليبيا إلى جنّة بعد أن كانت أشبه بالنار. أنا القائد المستعدّ لـ"إعدام" كل من تسول له نفسه أن يهدّدني أو يطالبني بالتنحي. أنا مستعدّ لاستخدام القوة "إذا استدعت الحاجة" ولديّ بندقيتي وسأقاتل شعبي الثائر حتى آخر قطرة من دمي ولن أغادر ليبيا إلا "شهيداً شهيداً شهيداً"...
ما سبق ليس مقتطفات من برنامج انتقادي ساخر يستخدم أسلوب "المبالغة" لايصال رسالة سياسية معيّنة وليس مقتطفات من مسرحية هزلية كتبها أحد الكتّاب العرب. ما سبق هو في الواقع عبارة عن مقتطفات "مع بعض التصرف" من خطاب حقيقي لمن يفترض به أن يكون رئيساً عربياً وقائداً انموذجاً يقتدي به الشعب.
ما سبق هو مقتطفات من الخطاب المطوّل الأول للزعيم الليبي معمّر القذافي بعيد اندلاع الثورة الليبية، المستوحاة من الثورتين التونسية والمصرية، حيث أطاحت الشعوب بحكّامها الذين لا يشبعون من السلطة.
لكن، مع "العقيد"، الوضع اختلف عن بكرة أبيه. فالرجل الذي يشبه حسني مبارك وزين العابدين بن علي في الممارسات السلطوية لم يحاول "التودّد" إلى شعبه كما فعل أولئك الذين يسير على خطاهم.
على العكس تماماً، هو أعلن "حرباً بلا هوادة" على شعبه الثائر والغاضب، المطالب بالحرية وهي أبسط الحقوق الانسانية. طالب "محبيه"، وهو مقتنع بأنه كثر لا بل يُعدّون بالملايين، بالنزول إلى الشوارع من أجل "القتيل" في سبيل.. "العقيد". وصف شعبه بأقبح الأوصاف، أوصاف خجل "الأعداء" من استخدامها بحقّ بعضهم البعض وأعلنها "ثورة" حتى "الشهادة"، طبعاً وفق مفهومه الشخصي لـ"الشهادة"، البعيد كل البعد عن كل مفاهيم "الشهادة" الممكنة.
أكثر من ذلك، زعم أنه لم يستخدم "القوة" حتى الآن، وذلك بعد أن تحدثت كل الأنباء الواردة من العاصمة الليبية، عن مجازر ومذابح بالجملة وعن إبادة جماعية لكلّ المتظاهرين الذين تعرّضوا للقصف من الجو في مفارقة غريبة عجيبة. بعد كل ذلك، قال القائد المعظّم المبجّل أنه لم يستخدم القوة، لكنه مستعدّ لذلك بطبيعة الحال.
"خطاب مخيف"... هكذا وصفته المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي شعرت بـ"الرعب" بمجرّد سماعها للخطاب. فما الذي تركته لخمسة ملايين ليبي باتوا مهدّدين بواحدة من أسوأ عمليات الابادة الجماعية؟!
معمّر القذافي لمعارضيه: سأصفّيكم واحداً واحداً!!!http://www.elnashra.com/images/Image...new%20new.jpeg
معمّر القذافي سيطهّر ليبيا بيتاً بيتاً، سيقتل كلّ من يعارضه، سيقصف كل من "يتمرّد" عليه، هو الذي لا يجد في قاموسه معنى لـ"تظاهرة سلمية" إلا إذا كانت تضامناً مع غزة والعراق، أما إذا كانت هذه التظاهرة ضدّه فتصبح عندها "تمردا مسلحاً" كما قال هو، مستنداً إلى منطق اللا منطق الذي يتمتّع به.
"سنعلن الزحف المقدس وسنوجه نداء إلى الملايين من الصحراء إلى الصحراء، وسنزحف عليهم بالملايين لتطهير ليبيا بيتا بيتا وشبرا شبرا ودارا دارا وزنقة زنقة"، قال القذافي متوعدا شعبه أمام مرأى العالم كله وصمته المريب، فخورا بنفسه وبإنجازاته البطولية التي زاد عليها بالأمس واحداً قد يكون أهمها ألا وهو إدخال بلاده في حرب ضروس لن يكون من السهل الخروج منها، وكل ذلك في سبيل بقائه في السلطة لا أكثر.
"معمر القذافي ليس رئيسا أو صاحب منصب كي يستقيل.. هذه بلادي ولن أتركها... ولن اترك هذه الأرض.. هذه بلادي.. أنا لست رئيس جمهورية.. أنا قائد ثورة"، هكذا قال القذافي. "معمر القذافي تاريخ ومقاومة وثورة... أنا لست رئيسا ورجلا عاديا حتى يتم قتلي بالسم.. أنا مجد لا تفرط فيه ليبيا أو الشعب الليبي"، أضاف، مصدّقاً أنه الزعيم الذي لا يوجد له شبيه في العالم وأنه الرجل الذي لا يجرؤ أحد على معارضته.
"لقد دقت ساعة الزحف والعمل والانتصار، ولا رجوع. إلى الأمام، إلى الأمام، إلى الأمام، ثورة، ثورة، ثورة"، ختم القذافي كلمته المطوّلة قبل أن يضرب بقبضته على الطاولة التي كانت أمامه وينسحب.

لا حلّ أمامه سوى الانتحار!
لكنّ القذافي الفخور بنفسه لم يدرك ربما أنه متى دقت ساعة الثورة، فإنّ كلّ أساليب القمع لن تنجح في إعادة عقارب الساعة إلى الوراء، رغم أنه يصنّف نفسه على أنه "قائد ثورة إلى الأبد" وبالتالي فمن البديهي أن يدرك كلّ ذلك.
فالقذافي، الذي قضى على نفسه بشكل أو بآخر وانتهى كما يقول بعض المقرّبين منه، لم ينتبه أنّ أقرب المقربين إليه بدأوا بالتخلي عنه بعد أن شعروا بقرب زوال "القذافية السياسية".
وفي آخر المستجدات على هذا الصعيد، أعلن وزير الداخلية الليبي اللواء الركن عبد الفتاح يونس العبيدي استقالته وانضمامه الى "ثورة 17 فبراير". وقال العبيدي في تسجيل مصور "أعلن انا اللواء ركن عبد الفتاح يونس اني تخليت عن جميع مناصبي استجابة لثورة 17 فبراير وذلك لقناعتي التامة بصدق مطالبها العادلة"، معرباً عن اعتقاده في حديث تلفزيوني بأن القذافي عنيد وهو لن يتنحى "ولا حلّ أمامه سوى الانتحار". وكان القذافي أكد في كلمته أن العبيدي يقف الى جانبه، وأنه تعرض لاطلاق النار في مدينة بنغازي التي انطلقت منها حركة الاحتجاج، وان مصيره مجهول.
وكان المندوب الدائم لليبيا لدى الجامعة العربية عبد المنعم الهوني اعلن استقالته للالتحاق بالثورة، فيما حض أعضاء في الفريق الدبلوماسي الليبي في الامم المتحدة، وعلى رأسهم مساعد السفير ابراهيم الدباشي، الجيش الليبي على الاطاحة بمعمر القذافي "الطاغية". وفي الولايات المتحدة، اعلن السفير علي العجيلي انه يرفض خدمة "دكتاتورية" ودعا الى تنحي معمر القذافي، فيما استقال سفراء ودبلوماسيون من مهامهم في البعثات الدبلوماسية، أو فكوا ارتباطهم بنظام القذافي، في الهند وبنغلاديش واستراليا وماليزيا والصين والمغرب الدنمارك والسويد ومالطا، وغيرها من الدول.