عرض مشاركة واحدة
قديم 08-15-2008, 06:41 PM   #4


 
الصورة الرمزية فواز أبوخالد
 
تاريخ التسجيل: Nov 2005
المشاركات: 5,685
معدل تقييم المستوى: 340
فواز أبوخالد will become famous soon enough
افتراضي رد: كيف تكتب قصة قصيرة ...!!

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشلال مشاهدة المشاركة
[align=center]::

أخوي فواز أبو خالد[/align]


نمره واحد: أشكرك على هذا النقل الأكثر من رائع.

نمره ثنين: تعلم سعيي للتحلي بالشجاعة منذ أمد .

نمره ثلاثة: هذه أحدى محاولاتي لكتابة القصة القصيرة، آمل أن تحوز أعجاب قراء الويلان

[align=center]********

(( في بيتنا عريس ))[/align]
يقود رشيد السيارة بسرعة منخفضة، ويتمعّن في مباني الحي، فهو بعيد عهد بمدينة الرياض وأحيائها، هذا الشاب صاحب القدرات الذهنية المتواضعة، والأنف الغليظ ذو الشامة السوداء الناتئة، تلك الشامة التي يحلف الناظر من بعيد بأنها ذبابة، والى جانبه يجلس بهدوء الأولياء والده، وهو شيخ سبعيني، دمث الأخلاق، قلما غادر القرية إلا لسبب وجيه. يحظى باحترام واسع بين أقربائه، وقد ساعده على ذلك سمعة طيبة تركها آبائه الأولين، وفصاحة في اللسان قل أن تجد لها نظيراً بين أقرانه. فاجأ الأب أبنه بينما كان الأخير يبحلق في المباني ويعبث بأنفه:

- ترى بيته ما هو ببعيد.

- ما أدري هذا شارعه وإلا لا؟

- شف أي واحد ننشده. ما أنت بدالّه.

فجاءه يوقف رشيد عربته أمام أحدى الفلل القديمة ويطرق الباب

- مرحبا تفضلوا.

- أبوك موجود؟

- نعم نعم ... الله يحييكم.

يدلف أبو رشيد من الباب الخارجي وهو يتنحنح ويتبعه ابنه. في حين قفز مسعد بخفة إلى داخل المنزل، ليخبر والده بوصول الضيوف، يتململ صاحب الدار وهو يستمع لأبنه الذي لا يزال يتحدث عن القادمين وما عليهما من مظاهر الأناقة الغير معهودة.

- بسرعة جهزوا لنا القهوة ... قالها أبو مسعد وهو يتجه إلى المجلس.

وبعد تبادل التحايا والترحاب، وتناول القهوة والشاي، أبدى صاحب الدار رغبته في عمل وليمة على شرف الضيوف، وقد وافق أبو رشيد على الدعوة بلا تردد. دلف أبو مسعد إلى داخل المنزل ليؤكد على أخذ الاستعدادات للعشاء، ولكن زوجته فاجأته:

- وش عند أبو رشيد؟

- والله ما أدري ، ما قال أي شي.

استرسلت أم مسعد وهي تتلفت كي لا يراها أحد، وقالت بحماس

- يمكن يبي وحده من البنات لرشيد.

يرد أبو مسعد وهو يبتسم

- هذا سبب وجيه، لكن على العموم الله يحييهم.

- الله يحييهم، مع أني ما أطيق خشّة رشيد، لكن الشكوى لله.

- يا بنت الحلال رشيد ولا الخلا. على الأقل الولد سالم من المخدرات.

- صدقت يا بومسعد

أكبر البنات عهود، تزحف ببطء باتجاه الثلاثين عاماً، مع أنها حادة الذكاء ومتوسطة الجمال، وقد حصلت على شهادة البكالوريوس من كلية إعداد المعلمات قبل ثمان سنوات، ومنذ ذلك الحين وهي تقبع في بيت والدها، حتى خيل إليها أن الزمن قد توقّف، فلم يتقدم إليها خلال هذه المدة الطويلة أحد،و لم توفق في الحصول على وظيفة، فبقيت في انتظار أقدار الله. كانت هي وأخواتها الثلاث يشاهدن التلفاز حين دخلت عليهن أمهن وهي تبتسم وتقول:

- عندنا عشا الليلة

لم يكترثن للخبر واستقبلنه ببرود تام، الصغرى فقط سألتها

- لمن؟

- لواحد من أهل قريتنا يقال له أبو رشيد.

سكتت، لكنها لم تطق صبراً، فأردفت:

- الظاهر انه جاي هو وولده رشيد يخطبون

نزل الخبر على البنات الأربع كنزول الغيث، فارتسمت على وجوههن ابتسامات، لم ترها والدتهن منذ زمن بعيد، كانت الكبرى مشدوهة من هول المفاجأة، كانت أشبه بالوردة التي ذبلت من العطش ثم فوجئت بالماء البارد، وسرحت مع خيالها (أخيراً .. أخيراً، هاهو الحظ يبتسم بعد لأي، وهاهو الغائب المنتظر يتربع في مجلس والدي، سأتزوج، وسأصبح أماً، وسيكون للحياة طعماً آخر، اللهم لك الحمد. من هو رشيد ؟ وماذا يعمل؟ كل هذا لا يهمني، المهم أنه يعلم عاداتنا، الخاطب ليس له عن أكبر البنات محيصاً)

هبّت عواصف النشاط والهمة على كافّة أرجاء المنزل، وتكاثرت الاقتراحات التي تجعل المائدة كأفضل ما يمكن أن تكون، وتلقى أبو مسعد سيلاً من الاتصالات، جميعها تطلب إضافات لعمل المزيد من الأطباق المختلفة، وكان يتلقاها بصدر رحب، فهو الآخر يحس بأهمية الحدث ويقدّر هذه المشاعر، وقبيل صلاة العشاء كانت مهامه قد أنجزت تقريباً، وعاود الجلوس إلى ضيفيه، في حين أن المطبخ أشبه بخلية النحل، فالبنات الأربع وأمهن منهمكات في أعمالهن، ويتبادلن النكات التي تدور حول الزواج المرتقب بحبور.

- وش أخبارك طول هالسنين يابو مسعد. قالها أبو رشيد وهو يرتشف فنجان القهوة.

- أبشرك الأمور طيبه ولاعندنا خلاف.

- هالحين وش عندك من العيال غير مسعد؟

وهنا يحدث أبو مسعد نفسه يبدو أن أبو رشيد يحاول التمهيد للخطبة.

- أبد يابو رشيد ماعندي من الأولاد غير مسعد.

- الله يخليه إلك. خواته وش كثرهن؟

- أربع الله يصلح لنا ولك الذريّة.

فجأة يصيح جرس المنزل مؤذناً بقدوم أحد المدعوّين، وينهض أبو مسعد للترحيب بالقادم، ثم يأخذ الصينية لتجديد القهوة والشاي وبعد خروجه من المطبخ، تلحق به أم مسعد لتسأله

- هاه قال لك شي؟

- مهد للموضوع ولكن قاطعنا سعد بمجيّه.

- الله يجعلها تجيه، هالابله ماقعد لين يصلي العشا في بيته.

- لاتدعين على الرجال، الدعوى سهلة.

يتوافد أقرباء أبو مسعد حتى أكتظ بهم المجلس، ويخوضون في أحاديث عامة، كان لأبو رشيد نصيب الأسد من الحديث فيها، وأهل الدار في شغل مع الأفكار السعيدة التي طغت على قسمات وجوههم بدءً بمسعد الذي لايعلم سبباً لسعادته إلا كون أخواته البنات يبادلنه النكات بعد أن ألبسنه أزهى الثياب وأكثرها أناقة، وانتهاءً بأبي مسعد الذي تأكدت عنده شكوك زوجته بعد أسئلة أبو رشيد الأخيرة.

بعد أربع ساعات من العمل المتواصل، هاهي المائدة قد أخذت زخرفها وأزيّنت بما لذ وطاب من صنوف الطعام. اطمأن أبو مسعد على حسن الترتيب ثم دعا الحضور إلى صالة الطعام وهو يكرر عبارات الترحاب. أثناء تواجدهم حول المائدة أبدى الجميع إعجابهم بجودة الطعام وحسن ترتيبه، وقد كانت الأم وبناتها الأربع يسترقن السمع وينظر بعضهن إلى بعض في سعادة غامرة.

يأخذ الحضور أماكنهم في المجلس بعد العشاء الطيب، ويتبادلون الأحاديث الجانبية، وهنا يقاطعهم أبو رشيد ليقول: بأنه تقدم بطلب مدرسة ثانوية للبنات في القرية ويحتاج أكبر عدد من أسماء بنات الأقارب ليدعم بها طلبه.

[align=center]::[/align]
[align=center]

هذه ليست محاولة لكتابة قصة قصيرة

هذه قصة قصيرة كتبت بإبداع .. وهي نموذج يقتدى به

شكراااااااااا يا لشلال ...... بإنتظار قصصك الأخرى ..
[/align]
__________________
.............
موقع فواز أبوخالد :
..........
فواز أبوخالد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس