عندما تمعن النظر في طريقة الليبراليين وأهدافهم , عبر مقالاتهم وحواراتهم وحتى عبر منتدياتهم في الانترنت , تجدهم يحاولون أن يوحون إلى المتلقي بطريقة أو بأخرى سواءً كان مشاهداً أو مستمعاً أو قارئاً أن هدفهم الشهوة واللذة الحيوانية فقط ؟! يُـوهِـمـون المتلقي بهذا الأمر ولو بطريقة الإيحاء .

وللأسف الشديد فقد انساق لهذا الأمر كثيرٌ من الناس حتى المثقفين والمفكرين والذي كان المفترض بهم أن يتريثوا قبل أن يطلقوا مثل هذه الاتهامات وهذه الأحكام وإن كان البعض يطلقها من باب نافلة القول . . .

فهم دائماً تجدهم يدندنون حول الحرية الشخصية حتى ولو على حساب الأحكام الشرعية فتجدهم يدورون في فلك حرية المرأة وقيادتها للسيارة و الاختلاط وأيضاً كشف المرأة لوجهها وهذا محور من محاورهم في كل ما يقولونه ويكتبونه

المحور الثاني الهجوم على أهل الاستقامة والصلاح والدعوة والإرشاد بالتجريح والتقريع وتعظيم أخطائهم وتهويلها . . .

إذا نحن أمام محوران المحور الأول المرأة وما في حكمها
المحور الثاني الرجل الداعية وما في حكمه من أهل الخير

فالأول يريدون إخراجه وسن القوانين التي تكفل انفلاته من أي قيد ولو كان على حساب الشريعة . . .

الثاني يريدون حبسه والتضييق عليه أو حصر دوره في المسجد وربما القضاء عليه لو استطاعوا . . .

وهذان المحوران 99% من مقالاتهم ونتاجهم الفكري يدور في فلكهما . . .

لكن أنا ماذا أريد من هذه المقدمة الطويلة والتي قد يعرفها الجميع ؟!



أنا أريد أن أربط بينهم وبين الأجندة الإرهابية التي يسعى لها التكفيريين والظلاميين وأهدافهم في بلادي حفظها الله ولكن عبر أحد هذه المحاور التي عند الليبراليين ــــ فانتبهوا لما أقول جيداً لأنه يخضع للفكر والمنطق كثيراً ولا بد من إعمال التأمل فيما أقول ــــ . . .

أليس التكفيريين يهاجمون ويفجرون ويحاولون أن يزعزعوا أمن بلادنا ؟! بلا .

وما هو هدفهم ؟!

هدفهم أن يجروا أمريكا والدول الكافرة إلى هذه البلاد الطاهرة ؟! فهذا قصدهم أن يحاولوا ـــ عبر تفجيراتهم وقتلهم للأبرياء والمعصومين ـــ جر أمريكا والمجتمع الكافر لهذه البلاد ــ حماها الله ــ من أجل حفظ مصالحها هنا في بلادنا وهذا هو الهدف الأعظم عند التكفيريين . . .

قد يتساءل أحدكم فيقول : و ما دخل الليبراليون في هذا الأمر ؟!

الليبراليون لهم نفس هذا الهدف الذي عند التكفيريين ولكن الأسلوب يختلف فهؤلاء لهم طريقتهم وأسلوبهم والليبراليون لهم طريقتهم وأسلوبهم ؟! ! ! !

ولا أدل على ذلك من أن بعض التكفيريين والذين تلبرلو وركبوا موجة الليبرالية كانوا في السابق تكفيريين متعصبين بل هم أول من قام بمحاولة التفجير في بلادنا . . .

فهؤلاء ـــ الليبراليون ـــ يريدون أن يجروا أمريكا والغرب الكافر إلى هذه البلاد المسلمة وهو نفس الهدف الذي عند التكفيريين . فكما أن هناك دولتان تدعمان التكفيريين في الإساءة لهذه البلاد وشريعتها وحكامها فهناك أيضاً دولاً كافرة تدعم الليبراليين وتؤيد فكرهم في الإساءة لمنهج هذه البلاد وشريعتها . . .



اترك لكم تأملاتكم وأفكاركم لتحاولوا الربط المنطقي بين هؤلاء وهؤلاء في هذا الهدف ولكن كلٌ له طريقته و أسلوبه . . .

وإن شاء الله أبيّن لكم ذلك ولكن بعد أن يأخذ الموضوع حقه من التفكير والتأمّل . . .

ولكن إخوتي ادعوا الله بقلبٍ خاشعٍ متضرعين فيه إلى الله أن يحفظ بلادنا من كل سوء وفتنة فالأخطار الآن مدلهمّة ولن يحفظنا ويحفظ بلادنا و أمنها إلا الله جلّ في علاه وذلك بتقوى الله سبحانه . . .

وإلى ذلك الحين أترككم في رعاية الله وحفظه

و*13
اخوكم سلمان الشبيعان