.. حطام إمرأة ..!
حريق هائل في منزل العائلة , أودى بحياة الأب وهو يحاول إنقاذ أبنائه ,
مالبث أن لحقت به الأم متأثرة بحروقها , حادث أليم
في يوم كئيب أودي بحياة والديها , بكت حزنا لفقدهما , وبكت أسى على
حال أشقائها من بعدهما , عانت كثيرا لتوفق بين ارضاء زوجها
ورعاية إخوتها , أثر ذلك على زوجها , تألم لألمها ,
انطفأت مشاعرها , ذبلت عواطفها , بانت علامات الشقاء على محياها , بدت
أكبر سنا , أهملت بيتها , لاطفها زوجها , صبر عليها , لمح لها , صارحها ,
انذرها , لم تستجب لنداءاته , لم يعد يرى فيها إلا ظلال زوجة ,
أيس منها وفارقها على مضض .
وهبت نفسها لإخوتها , ترعاهم , تعطف عليهم , تعيش آلامهم وأحلامهم ,
تفرح لفرحهم وتحزن لحزنهم , سارت معهم حتى شبوا عن
الطوق , كانت لهم الأم والأب والأخت , روضت نفسها
لإرضائهم , أفنت عمرها في خدمتهم , عنفت كل من نصحها بالزواج
وقالت إخوتي هم أولادي .
اكتملت فرحتها عندما زوجت آخرهم , بدأت تحس بالوحدة
رويدا رويدا , وإن كانوا مقيمين على برها , يصلونها
في معظم الإجازات , تأنس بهم وبأبنائهم , تصرمت الأيام , كبرت
في سنها وهن عظمها , اجتمع إخوتها عندها , حدثوها
على استحياء بأن الدنيا تغيرت , وأن الحياة أصبحت باهضة التكاليف ,
ترددوا قليلا ثم أخبروها عزمهم بيع منزل العائلة , رفضت
بشدة , جادلتهم , رجتهم ألا يبيعوه , بكت أيامها فيه ,
لم يحرك ذلك فيهم ساكنا , وباعوا البيت .
تقاسموا ثمنه , اخذ أصغرهم جزءا من نصيبها وجلبها
لتسكن معه , فرح بها أطفاله , شاركت البنات غرفتهن , كثرت
خلافاته مع زوجته , ذهبت مغاضبة عند والديها , هرع على أثرها ,
إسترضاها , أعادها لمنزلها , وبنى في فناء المنزل غرفة ,
ألقى حطام شقيقته فيها .
........ فواز أبو خالد .