جدة: محمد الشمري
ارتفع أمس المؤشر العام لسوق الأسهم السعودية «تاسي»، ليضيف إلى رصيده 92.62 نقطة، أو ما يعادل 0.71 في المائة صعودا إلى 13145.81 نقطة، في الوقت الذي يستعين فيه المتعاملون بالصبر، انتظارا لنتائج أعمال الستة أشهر الأولى للشركة السعودية للصناعات الأساسية «سابك»، التي يأمل أهل السوق، في أن تحمل مبررا لتأكيد الاستمرار في المسار الصاعد، حيث تؤثر «سابك» في المؤشر بشكل كبير، إذ تعادل مع ثلاث شركات أخرى ما نسبته 60 في المائة من المؤشر تقريبا.
وينتظر أن تكون نتائج أعمال «سابك» و«الاتصالات السعودية»، معيارا حقيقيا لاستشراف مستقبل سوق المال، خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، على أن يكون تحقيق الأولى أرباحا صافية لا تقل عن 4.5 مليار ريال، حدا أدنى لاعتبار النتيجة النهائية إيجابية وتخدم مصالح السوق.

في هذه الأثناء، جاء تأكيد عدم العودة لاختراق حاجز الـ13 ألف نقطة هبوطا أثناء التداولات، ضمن أهم ما سجله المتعاملون عن تداولات جلستي عمل سوق المال أمس.

ويعتبر تدوير ما لا يقل عن 26.2 مليار ريال (6.98 مليار دولار) تأكيدا واضحا على تدفق كميات جيدة من السيولة إلى سوق المال المحلية، التي شهدت تعاملاتها في أول أيام الأسبوع تداول أكثر من 351.8 مليون سهم، إثر تنفيذ 512.7 ألف صفقة رفعت أسعار أسهم 66 شركة، مقابل تراجع أسعار أسهم 14 شركة، من أصل أسهم 81 شركة مدرجة في سوق المال.

وبناء على مراقبة تعاملات السوق، ظهر تفوق قوى الشراء واضحا في مختلف قطاعات السوق بشكل عام، فيما سلك صناع السوق مسارا يرمي إلى تسيير أسعار الأسهم القيادية ـ باستثناء سهم شركة الكهرباء ـ بشكل أفقي، انتظارا للنتائج المالية التي لم تصدر بعد لـ«سابك» و«الاتصالات السعودية»، على وجه الخصوص.

وفي كل الأحوال ينتظر أن تستمر تعاملات السوق خلال الأسبوع الحالي في فتح المجال رحبا أمام راغبي تحقيق مكاسب واضحة وصريحة عبر المضاربة اليومية وشبه اليومية، على أن يتغير الوضع بعد نحو عشر جلسات، التي قد تظهر بعدها علامات تأكيد طلب مغادرة غير المحترفين، سواء في المضاربة أو الاستثمار وفتح المجال أمام ذوي الخبرة والاحتراف لقيادة التعاملات اللاحقة.

* حترش: السوق في وضع جيد ونتائج «سابك» هي الفيصل وهنا أوضح محمد حترش وهو مخطط مالي ومدير ثروات معتمد رسميا، لـ«الشرق الأوسط»، أن السوق تظهر علامات تستدعي تنامي الحالة المتفائلة بأداء جيد خلال الأسبوع الحالي، على أن تكون نتائج «سابك» هي الفيصل بالنسبة للتعاملات في ما بعد. ذاهبا إلى أن نتائج «الاتصالات السعودية» سيكون لها أيضا تأثيرها على مسار التعاملات في الفترة المقبلة، فيما ستظل تعاملات الفترة التي تسبق النتائج التي تترقبها السوق بعيدة عن داعي القلق والخوف.

وشدد حترش على أن سوق المال في كل الأحوال سيحكم تحركها صناع السوق الذين يجيدون قراءة مختلف المعطيات التي تؤثر على سير التعاملات، سواء في السلب أو الإيجاب، مستبعدا عدم الدخول في تجربة مريرة في المستقبل المنظور بعد تجاوز تجربة قاسية لن ترحل من ذاكرة الأوساط العاملة في السوق بسهولة، فضلا عن أنها ستظل فصلا مهما في تاريخ تعاملات سوق المال التي نشأت قبل 21 عاما.

* البراك: الفترة الحالية تستدعي الحيرة ونقطة توقف المؤشر مشجعة وعلى الطرف الآخر، يرى عبد الله البراك عضو جمعية المحاسبين وخبير تحليل تعاملات سوق الأسهم أمس، أن الفترة الحالية تستدعي الحيرة، لكن ذلك لم يمنع المؤشر العام من التوقف عند مستوى مشجع.

وقال البراك لـ«الشرق الأوسط»، إن التعاملات التي تأتي بعد تجربة تراجع قوي ومريرة غالبا ما يغلب عليها طابع الحيرة، وهو ما تعاني منه سوق المال في السعودية، منذ الانتهاء من مسار هابط استمر نحو ثلاثة أشهر. واعتبر أن النتائج التي تم الإعلان عنها عن أعمال النصف الأول من العام الحالي وبشكل خاص في قطاع البنوك تبدو جيدة إلى حد ما، وذلك قياسا بالأسعار السائدة ووضع السوق التي تصنف ضمن الأسواق الناشئة.

وأشار إلى أن التعاملات المقبلة ستكون مرهونة بما تسفر عنه نتائج أعمال الستة أشهر الأولى من العام الحالي لـ«سابك»، مفيدا بأن تحقيق هذه الشركة أرباحا تتجاوز الخمسة مليارات ريال (1.33 مليار دولار) ستكون مدعاة للبحث عن نقاط جدية للمؤشر العام الذي سينتشي صعودا عندئذ.

وزاد أنه في حال كانت أرباح «سابك» في مستوى أقل من الخمسة مليارات، فإن ذلك سيكون مدعاة للمرور بموجة بيع من شأنها خفض قيمة المؤشر العام بشكل مؤقت قد لا يتجاوز أسبوعا واحدا من التعاملات.

* السمان: كل شيء على ما يرام في سوق المال من جانبه أوضح الدكتور أيمن السمان وهو خبير في تحليل تعاملات سوق المال، لـ«الشرق الأوسط»، أن كل شيء يبدو على ما يرام في سوق الأسهم السعودية، في إشارة منه إلى أن أولى تعاملات الأسبوع تعكس حالة من التفاؤل السائد بين أوساط المتعاملين خلف شاشات التداول.

وذهب إلى أن التداولات التي انتهت إلى الصعود من دون المرور بتراجع يكسر حاجز الـ13 ألف نقطة هبوطا، يؤكد رغبة قوى السوق في توديع المنطقة الحالية إلى منطقة أعلى خلال جلسات عمل الأيام القريبة المقبلة.

وقال إن نتائج «سابك» التي لم تعلن بعد عن أعمال النصف الأول من العام الحالي ستكون فيصل التعاملات المقبلة، وهو الرأي نفسه الذي اتفق عليه مختلف مراقبي تعاملات سوق المال أمس.