عرض مشاركة واحدة
قديم 02-08-2007, 02:26 AM   #1


 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
المشاركات: 14
معدل تقييم المستوى: 0
اسماعيل is on a distinguished road
افتراضي الأمير سعود بن محمد والاصلاح الاجتماعي

قراءة في منهج الإصلاح الاجتماعي عند الأمير سعود بن محمد:

يُعد الأمير سعود بن محمد بن عبد العزيز آل سعود واحد من ابرز أعلام العلم والأدب والفكر... في المرحلة الراهنة فهو رجل دين وعلم أدب واجتماع وسياسة وليس بمقدور المرء مهما علا شأنه أن يحيط بالنتاج الفكري لهذا الرجل بعجالة كهذه وإنما يحتاج الأمر إلى مجلدات عديدة وزمن أطول .
ويأتي ميدان الإصلاح الاجتماعي واحد من أهم الميادين المجتمعية التي يبرز بها الأمير سعود بن محمد في حياة مجتمعنا العربي و الإسلامي الراهن ، ولا سيما في تصديه للقضايا الاجتماعية ذات الخصوصية القبلية المعقدة والتي تحتاج في حلولها إلى رجل ذي ثقافة موسوعية في الشؤون الاجتماعية والدينية والسياسية و... ، تمكنه من مواجهتها لتحقيق الاستقرار الاجتماعي بين خلايا المجتمع .
ونظراً لخصوصية هذه القراءة سوف نُطلع أخوتنا الأعزاء من خلال مجالستنا للأمير سعود عدة سنوات على أهم المعالم الرئيسية لمنهج الأمير سعود بن محمد في الإصلاح الاجتماعي أثناء تصديه لحل القضايا الاجتماعية العالقة بين بعض أفراد المجتمع أو قبائله ، ناهيك أن مجتمعنا العربي و الإسلامي اليوم يكاد يفقد أهم أركان عوامل استقراره وعدالته بفقدانه لهذه النخبة من المصلحين الحق فيه .
ويقوم منهج الأمير سعود بن محمد في الإصلاح الاجتماعي على مجموعة من الطرق والأساليب يعتمدها الأمير سعود في الإصلاح بين الناس و إرشادهم إلى طريق الهدى والحق والصواب على الوجه الذي ترق له قلوبهم ومشاعرهم، وتستيقظ له عقولهم وتدفعهم إلى العمل الصالح الموصل إلى طاعة أمر الله وحده والأخذ بسنة رسوله الكريم (ص) ونشر العدل بين الناس ، حيث يرى الأمير سعود بن محمد أنه لا يمكن نجاح الإصلاح في المجتمع أو نشر العدل والمساواة بين أفراده إلا بتربية النفس والجيل والمجتمع على الإيمان بالله تعالى ومراقبته والخضوع له وحده ، وأن هذه التربية الإسلامية للفرد والأسرة والمجتمع فريضة على كل فرد مسلم وأمانة يحملها الجيل الحالي للجيل الذي بعده ويؤديها المربين والمصلحين للناس لُيثاب فاعلها ويعاقب المقصر فيها .
فقد امرنا الله تعالى ثم رسوله الكريم (ص) على حمل هذه المسؤولية الفردية في الإصلاح و المساواة بين المسلمين في تكليفها القرآني والنبوي ، قال تعالى : ((ومن أحسن قولاً من دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين)) وقال (ص) : [ما أهدى المسلم لأخيه هدية أفضل من كلمة حكمة تزيده هدى أو ترده عن رده] . ومن ذلك نرى أن الأسس التي يقوم عليها منهج الأمير سعود بن محمد هي اسس دينية و اجتماعية تهدف لاصلاح ذات البين ونشر العدل والمساواة بين الناس لتسود المحبة والألفة ويقوى المجتمع باتحاد أجزاءه .
1 - مصادر منهج الأمير سعود بن محمد في الإصلاح الاجتماعي :
أ . القرآن الكريم :
يشكل القرآن الكريم المصدر الأول لمنهج الأمير سعود بن محمد في الإصلاح الاجتماعي ، وهو كتاب الله الكريم الذي أنزله الله تعالى على نبيه محمد بن عبد الله (ص) بالحق، ليختم به الشرائع الدينية السماوية في الأرض، وجعله نظاماً شاملاً لجميع نواحي الحياة الإنسانية والصلة بين العبد وربه.
ويتقيد الأمير سعود بن محمد في منهجه الإصلاحي بما جاء به القرآن الكريم من أحكام تتعلق بالعقيدة و المعاملات، وبتزكية النفوس وتهذيبها، وبيان الأخلاق الكريمة الواجب التحلي بها، والأخلاق السيئة الواجب الابتعاد عنها بما يكفل نشر العدل والمساواة والمحبة بين الناس و إعطاء كل ذي حق حقه.
ب . السُنة النبوية الشريفة( ):
وهي المصدر الثاني لمنهج الأمير سعود بن محمد في الإصلاح الاجتماعي ، فالأمير سعود يتقيد أثناء استماعه للقضايا المعروضة عليه وإصدار أحكامه و حلوله لهل بكل ما جاءت به السنة النبوية الشريفة من نقلٍ مسند وصحيح من قول أو فعل أو صفة أو تقرير للرسول الكريم محمد (ص) لإيمانه والتزامه بما جاء في القرآن الكريم من أقوال لله تعالى حاثة على طاعة الرسول محمد (ص) والتقيد بما أمر به كقوله تعالى: ((وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى)). وقوله تعالى: ((قل أطيعوا الله والرسول)) وقوله تعالى في وجوب تحكيم الرسول فيما يحصل من خلاف وقبول ما يحكم به: ((فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكّموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً )). وبذلك يكون منهج الأمير سعود بن محمد في الإصلاح الاجتماعي مستمد من كتاب الله عز وجل وسنة نبيه المصطفى (ص) .
3- أهداف منهج الأمير سعود بن محمد في الإصلاح الاجتماعي :
يهدف الأمير سعود بن محمد في منهجه بالإصلاح الاجتماعي إلى تحقيق مجموعة من الأهداف منها :
أ. وعظ الأفراد بالنصيحة الحسنة وإرشادهم بالكلمة الطيبة والبرهان الصحيح إلى الطريق القويم الذي يكفل سواد المحبة ونبذ الخلافات بينهم وإعادة الحقوق لأصحابها .
ب. العمل على تزكية نفوس أفراد المجتمع وحفظها من الانحراف لتحقيق الاستقرار الاجتماعي في حياة أفراد المجتمع .
ج. تقويم سلوك الأفراد في علاقاتهم الخاصة والعامة وتوجيهه الوجهة الإسلامية الصحيحة لما فيه الخير والصلاح
للفرد والمجتمع والأمة .
د. التقرب إلى الله عز وجل ابتغاء مرضاته وثوابه في الدنيا والآخرة .
4- خصائص منهج الأمير سعود بن محمد في الإصلاح الاجتماعي :
يتصف منهج الأمير سعود بن محمد في الإصلاح الاجتماعي بعدة خصائص نجملها فيما يلي:
أ . واقعيته : المتمثلة في سهولة وإمكانية التزام الأفراد في حياتهم الخاصة والعامة بأحكامه
وقبول حلوله للقضايا المطروحة عليه بطرق تتوافق وحاجات أفراد المجتمع
المعاشة في حياتهم اليومية .
أ. فعاليته : المتمثلة بمدى تأثيره العاطفي العميق والجياش في نفوس الأفراد، ودفعهم للعمل
بقبول أحكامه وحلوله بما فيه صلاح وخير أنفسهم ومجتمعهم وأمتهم .
ج . بساطته : المتمثلة بصحة وسلامة طرقه وأساليبه الاجتماعية من خلال فهم القضية
بكافة جوانبها الظاهرة والخفية ومن ثم حلها بالشكل الأمثل .
د . مثاليته : المتمثلة بتنـزهه عن أي غرض أو هدف دنيوي إلى ما هو أسمى في الحياة الآخرة .
5- طرق منهج الأمير سعود بن محمد في الإصلاح الاجتماعي :
تتحدد الطرق المنهجية التي يعتمدها صاحب السمو الأمير سعود بن محمد لتحقيق أهداف منهجه في الإصلاح الاجتماعي بما يلي :
أ. طريقة المقابلة الحرة :
وتتمثل هذه الطريقة في مقابلته لجميع أطراف القضية ، والاستماع لحججهم بحلم وروية ، ومناقشتهم
بالحوار المنطقي العقلاني الموضوعي أثناء طرحه لتساؤلاته وآرائه في القضية .
ب. طريقة المقابلة الفردية :
وتتمثل هذه الطريقة في مقابلته بعضاً من أفراد المجتمع من ذوي السمعة الطيبة والمكانة الاجتماعية الرفيعة ليتفهم منهم أبعاد الموضوعات أو المشاكل الاجتماعية الخاصة المعروضة عليه .
وبعد أن تتضح كافة جوانب القضية عند الأمير سعود بن محمد يشرع بإصدار حلوله
على الوجهة التي يرى فيها إحقاق الحق ونشر العدل والمحبة بين الأفراد .
ويغلُب على القضايا التي تُعرض على الأمير سعود في مجلس ضيافته صفة التعقيد فكان يبذل جهداً كبيراً في حلها وارضاء كافة الأطراف المتخاصمة وقد لاحظنا أثناء حل الأمير سعود للقضايا ذات الطابع المادي أنه كان يحمل نفسه تأعباءكامل المبلغ المطلوب لصاحب الحق في سبيل إنهاء الموضوع بين المتخاصمين بسلام ووئام .
******
وفي نهاية هذا العرض أود أن أتقدم بالشكر والعرفان لسيدي صاحب السمو الأمير سعود بن محمد بن عبد العزيز آل سعود أحسن الله خاتمته لما قدمه لي من رعاية مباركة في دراستي الميدانية ( الدراسات العُليا ) بدول الخليج لأربع سنوات مضت تكللت بالتوفيق والنجاح .
*****
المصدر : نُزل القبيلة العربية بين الأصالة والمعاصرة – نموذج : نَزل صاحب السمو الأمير سعود بن محمد – دراسة - اجتماعية - أدبية - ميدانية ، للباحث إسماعيل السلامات ، سنة : 1999م – 2003 .
اسماعيل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس