عرض مشاركة واحدة
قديم 01-03-2006, 06:02 AM   #3
أ / نايف ألأدهم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2006
الدولة: مدينة لاتتوهون فيها..بل تحبون..
المشاركات: 405
معدل تقييم المستوى: 232
عالي الخيل is on a distinguished road
افتراضي مشاركة: التعريف المختصر الكامل للمعلقات من كافة الجوانب

[align=center]
[align=center]لبيد بن ربيعة[/align]

هو لبيد بن ربيعة بن عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب بن ربيعة . . الكلابي

قال المرزباني : كان فارساً شجاعاً سخيّاً ، قال الشعر في الجاهلية دهراً .

قال أكثر أهل الأخبار : إنّه كان شريفاً في الجاهلية والإسلام ، وكان قد نذر أن لا تهبّ الصبا إلاّ نحر وأطعم ، ثمّ نزل الكوفة ، وكان المغيرة بن شعبة إذا هبّت الصبا يقول : أعينوا أبا عقيل على مروءته .

وحكى الرياشي : لمّا اشتدّ الجدب على مضر بدعوة النبيّ(صلى الله عليه وسلم) وفد عليه وفد قيس وفيهم لبيد فأنشد :

[poem=font="Simplified Arabic,4,white,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/10.gif" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
أتيناك يا خير البريّة كلّها = لترحمنا ممّا لقينا من الأزلِ

أتيناك والعذراء تدمى لبانها = وقد ذهلت أمّ الصبيّ عن الطفلِ

فإن تدعُ بالسقيا وبالعفو ترسل الـ = ـسّماءَ لنا والأمر يبقى على الأَصْلِ[/poem]

وهو من الشعراء ، الّذين ترفعوا عن مدح الناس لنيل جوائزهم وصِلاتهم ، كما أنّه كان من الشعراء المتقدّمين في الشعر .

وأمّا أبوه فقد عرف بربيعة المقترين لسخائه ، وقد قُتل والده وهو صغير السّنّ ، فتكفّل أعمامهُ تربيتَه .

ويرى بروكلمان احتمال مجيء لبيد إلى هذه الدنيا في حوالى سنة 560م . أمّا وفاته فكانت سنة 40هـ . وقيل : 41هـ . لمّا دخل معاوية الكوفة بعد أن صالح الإمام الحسن بن علي ونزل النخيلة ، وقيل : إنّه مات بالكوفة أيّام الوليد بن عقبة في خلافة عثمان ، كما ورد أنّه توفّي سنة نيف وستين .

قالوا فيه :

1 ـ النبي(صلى الله عليه وسلم) : أصدق كلمة قالها الشاعر كلمة لبيد :

ألا كلّ شيء ما خلا الله باطل


وروى أنّ لبيداً أنشد النبي(صلى الله عليه وسلم) قوله :

ألا كلّ شيء ما خلا الله باطلُ

فقال له : صدقت .

فقال :

وكلّ نعيم لا محالة زائلُ

فقال له : كذبت ، نعيم الآخرة لا يزول .

2 ـ المرزباني : إنّ الفرزدق سمع رجلاً ينشد قول لبيد :

[poem=font="Simplified Arabic,4,white,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/10.gif" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
وجلا السيوف من الطلولِ كأنّها = زبر تجدّ متونَها أقلامُها[/poem]

فنزل عن بغلته وسجد ، فقيل له : ما هذا؟ فقال : أنا أعرف سجدة الشعر كما يعرفون سجدة القرآن .

القول في إسلامه

وأمّا إسلامه فقد أجمعت الرواة على إقبال لبيد على الإسلام من كلّ قلبه ، وعلى تمسّكه بدينه تمسّكاً شديداً ، ولا سيما حينما يشعر بتأثير وطأة الشيخوخة عليه ، وبقرب دنوّ أجله; ويظهر أنّ شيخوخته قد أبعدته عن المساهمة في الأحداث السياسية التي وقعت في أيّامه ، فابتعد عن السياسة ، وابتعد عن الخوض في الأحداث ، ولهذا لا نجد في شعره شيئاً ، ولا فيما روي عنه من أخبار أنّه تحزّب لأحد أو خاصم أحداً .

وروي أنّ لبيداً ترك الشعر وانصرف عنه ، فلمّا كتب عمر إلى عامله المغيرة ابن شعبة على الكوفة يقول له : استنشد من قبلك من شعراء مصرك ما قالوا في الإسلام . أرسل إلى لبيد ، فقال : أرجزاً تُريد أم قصيداً؟ فقال :

أنشدني ما قلته في الإسلام ، فكتب سورة البقرة في صحيفة ثمّ أتى بها ، وقال : أَبدلني الله هذا في الإسلام مكان الشعر . فكتب المغيرة بذلك إلى عمر فنقص من عطاء الأغلب خمسمائة وجعلها في عطاء لبيد .

وجعله في اُسد الغابة من المؤلّفة قلوبهم وممّن حسن إسلامه ، وكان عمره مائة وخمساً وخمسين سنة ، منها خمس وأربعون في الإسلام وتسعون في الجاهلية .

مختارات من شعره

له قصيدة في رثاء النعمان بن المنذر ، تعرّض فيها للموت ولزوال النعيم ولعدم دوام الدنيا لأحد ، مطلعها :

[poem=font="Simplified Arabic,4,white,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/10.gif" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
ألا تسألان المرء ماذا يحاولُ = أنحب فيقضى أم ضلالٌ وباطلٌ؟[/poem]

وقد ذكر فيها الله جلّ جلاله بقوله :

[poem=font="Simplified Arabic,4,white,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/10.gif" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
أرى الناس لا يدرون ما قدرُ أمرِهمُ = بلى : كلّ ذي لبّ إلى الله واسلُ
ألا كلُّ شيء ما خلا الله باطلُ = وكلّ نعيم لا محالة زائلُ
وكلُّ اُناس سوف تدخلُ بينهم = دويهيّةٌ تصفرّ منها الأناملُ
وكلّ امرئ يوماً سيعلمُ سعيه = إذا كشّفت عند الإله المحاصلُ [/poem]

معلّقة لبيد بن ربيعة

البحر : الكامل . عدد الأبيات : 89 موزّعة فيما يلي : 11 في ديار الحبيبة . 10 في رحلة الحبيبة وبعدها وأثره . 33 في الناقة . 21 في الفخر الشخصي . 14 في الفخر القبلي .


يبدأ الشاعر معلقته ببكاء الأطلال ووصفها ، وكيف أنّ الديار قد درست معالمها حتّى عادت لا ترى فقد هجرت ، وأصبحت لا يدخلها أحدٌ لخرابها :

[poem=font="Simplified Arabic,4,white,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/10.gif" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
عفت الديار محلّها فمقامها = بمنىً تأبّد غولها فرجامها

رزقت مرابيع النجوم وصابها = ودقَ الرواعد جودها فرهامها[/poem]

ثمّ عاد بمخيلته شريط الذكريات ، ذكريات فراق الأحبّة فيتحدّث عن الظعائن الجميلات الرشيقات ، وعن هوادجهنّ المكسوّة بالقماش والستائر :

[poem=font="Simplified Arabic,4,white,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/10.gif" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
مشاقتك ظعن الحيّ يوم تحمّلوا= فتكنّسوا قطناً تصرّ خيامها

من كلِّ محفوف يظلّ عصيّه = روح عليه كلّةٌ وقرامها[/poem]

ويرى أن يقطع أمله منها ويترك رجاءه فيها ما دامت نوار قد تغيّر وصلها :

[poem=font="Simplified Arabic,4,white,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/10.gif" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
ما قطع لبانه من تعرّض وصله = ولشرّ واصل خلّة صرّامها[/poem]

ثمّ يأخذ في وصف ناقته بألفاظ غريبة وتعابير بدوية متينة ، فهو يشبهها بالغمامة الحمراء تدفعها رياح الجنوب فيقول :

[poem=font="Simplified Arabic,4,white,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/10.gif" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
فلها هبابٌ في الزمامِ كأنّها = صهباء خفّ مع الجنوب حمامُها[/poem]

واُخرى يشبّهها بالبقرة الوحشيّة قائلاً :

[poem=font="Simplified Arabic,4,white,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/10.gif" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
خنساءُ ضيّعتِ الغريرَ فلم ترِمْ = عُرْضَ الشّقائقِ طوفها وبُغامُها

لمعفّر قَهْد تنازعَ شلوهُ = غبسٌ كواسبُ ، لا يُمَنّ طعامُها[/poem]

وعلى الرغم من تعرّضه لوصف الناقة فلم تفته الحكمة :

[poem=font="Simplified Arabic,4,white,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/10.gif" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
صادفْنَ منها غرّة فأصبنها = إنّ المنايا لا تطيش سهامها[/poem]


ويقول :

[poem=font="Simplified Arabic,4,white,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/10.gif" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
لتذودهنّ وأيقنت إن لم تَزُدْ = أن قد أحمّ من الحتوفِ حمامها[/poem]

فهو مؤمن بقضاء الله ، قانع بما قسم له وكتب عليه ، راض بذلك ، ويدعو النّاس إلى الرضا :

[poem=font="Simplified Arabic,4,white,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/10.gif" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
فاقنع بما كتب المليكُ فإنّما= قسم الخلائق بيننا علاّمها[/poem]

ثمّ ينتقل لبيد للفخر بفروسيّته ، وكونه يحمي قومه في موضع المحنة والخوف ، يرقب لهم عند ثغور الأعداء وهو بكامل عدّته متأهّباً للنزال ، حتّى إذا أجنّه الظلام نزل من مرقبه إلى السهل ، وامتطى جواده القوي السريع :

[poem=font="Simplified Arabic,4,white,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/10.gif" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
ولقد حميت الحيّ تحمل مثكتي = فرطٌ وشاحي إذ غدوت لجامها
فعلوت مرتقباً على ذي هبوة = حرج إلى أعلامهنّ قَتَامُها
حتّى إذا ألقت يداً في كافر = وأجنّ عورات الثغور ظلامها
أسهلت وانتصبتْ كجذعِ منيفة = جرداءَ يَحْصَرُ دونَها جرّامُها[/poem]


ولبيد خير شاعر برّ قومه ، فهو يحبّهم ويؤثرهم ويشيد بمآثرهم ويسجّل مكرماتهم ، ويفخر بأيّامهم وأحسابهم ، فسجّل في معلّقته فضائل قومه ، وافتخر بأهله وخصّهم بأجود الثناء :

[poem=font="Simplified Arabic,4,white,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/10.gif" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
إنّا إذا التقت المجامعُ لم يزل = منّا لزازُ عظيمة جشّامُّها
من معشر سنّت لهم آباؤهم = ولكلّ قوم سنّةٌ وإمُامها
لا يطبعون ولا يبور فعالُهم = إذ لا يميل مع الهوى أحلامُها
وهم السعاةُ إذا العشيرة اُفظِعَتْ = وهُمُ فوارسها وهم حكّامُها
وهُمُ ربيعٌ للمجاور فيهمُ = والمرملاتِ إذا تطاولَ عامُها
وهُمُ العشيرةُ أن يُبَطّئ حاسدٌ = أو أن يميلَ مع العدى لوّامُها [/poem][/align]

التعديل الأخير تم بواسطة عالي الخيل ; 01-03-2006 الساعة 06:10 AM
عالي الخيل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس