عرض مشاركة واحدة
قديم 01-03-2006, 06:06 AM   #4
أ / نايف ألأدهم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2006
الدولة: مدينة لاتتوهون فيها..بل تحبون..
المشاركات: 405
معدل تقييم المستوى: 232
عالي الخيل is on a distinguished road
افتراضي مشاركة: التعريف المختصر الكامل للمعلقات من كافة الجوانب

[align=center]
[align=center] زهير بن أبي سلمى[/align]

هو زهير بن أبي سلمى ـ واسم أبي سلمى : ربيعة بن رباح المزني من مزينة ابن أد بن طايخة .

كانت محلّتهم في بلاد غطفان ، فظنّ الناس أنّه من غطفان ، وهو ما ذهب إليه ابن قتيبة أيضاً .

وهو أحد الشعراء الثلاثة الفحول المقدّمين على سائر الشعراء بالاتّفاق ، وإنّما الخلاف في تقديم أحدهم على الآخر ، وهم : امرؤ القيس وزهير والنابغة . ويقال : إنّه لم يتصل الشعر في ولد أحد من الفحول في الجاهلية ما اتصل في ولد زهير ، وكان والد زهير شاعراً ، واُخته سلمى شاعرة ، واُخته الخنساء شاعرة ، وابناه كعب ومجبر شاعرين ، وكان خال زهير أسعد بن الغدير شاعراً ، والغدير اُمّه وبها عرف ، وكان أخوه بشامة بن الغدير شاعراً كثير الشعر .

ويظهر من شعر ينسب إليه أنّه عاش طويلا إذ يقول متأفّفاً من هذه الحياة ومشقّاتها حتّى سئم منها :

[poem=font="Simplified Arabic,4,white,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/10.gif" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
سئمت تكاليف الحياة ومن يعش= ثمانين حولاً لا أبا لك يسأم[/poem]

قالوا فيه :

1 ـ الحطيئة اُستاذ زهير : سئل عنه فقال : ما رأيت مثله في تكفِّيه على أكتاف القوافي ، وأخذه بأعنّتها حيث شاء ، من اختلاف معانيها امتداحاً وذمّاً44 .

2 ـ ابن الاعرابي : كان لزهير في الشعر ما لم يكن لغيره .

3 ـ قدامة بن موسى ـ وكان عالماً بالشعر ـ : كان يقدّم زهيراً .


4 ـ عكرمة بن جرير : قلت لأبي : مَن أشعر الناس؟ قال : أجاهليةٌ أم إسلامية؟ فقلت : جاهلية ، قال : زهير .

مميّزات شعره :

امتاز زهير بمدحيّاته ، وحكميّاته ، وبلاغته ، وكان لشعره تأثير كبير في نفوس العرب . وكان أبوه مقرّباً من اُمراء ذبيان ، وخصوصاً هرم بن سنان والحارث ابن عوف ، وأوّل قصيدة نظمها في مدحهما على أثر مكرمة أتياها . معلّقته المشهورة .

ويؤخذ من بعض أقواله أنّه كان مؤمناً بالبعث كقوله :

[poem=font="Simplified Arabic,4,white,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/10.gif" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
يؤخَّر فيودَع في كتاب فيدَّخَرْ= ليومِ الحسابِ أو يعجّلْ فينتقمِ[/poem]

وممّا يدلّ على تعقّله وحنكته وسعة صدره حِكمه في معلّقته ، وقد جمع خلاصة التقاضي في بيت واحد :

[poem=font="Simplified Arabic,4,white,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/10.gif" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
وإنّ الحقّ مقطعه ثلاث : = يمينٌ أو نفارٌ أو جلاءُ[/poem]

معلّقة زهير بن أبي سلمى

البحر : الطويل . عدد الأبيات : 59 موزّعة فيما يلي : 6 في الأطلال . 9 في الأظعان . 10 في مدح الساعين بالسلام . 21 في الحديث إلى المتحاربين . 13 في الحكم .

يبدأ الشاعر معلّقته بالحديث عمّا صارت إليه ديار الحبيبة ، فقد هجرها عشرين عاماً ، فأصبحت دمناً بالية ، وآثارها خافتة ، ومعالمها متغيّرة ، فلمّا تأكّد منها هتف محيّياً ودعا لها بالنعيم :

[poem=font="Simplified Arabic,4,white,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/10.gif" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
أمن اُمّ أوفى دِمنةٌ لم تَكَلَّمِ = بحَوْمانَةِ الدّرّاجِ فالمتثَلَّمِ

وقفتُ بها من بعدِ عشرينَ حجّةً = فَلاَْياً عرفتُ الدار بعد توهُّمِ

فلمّا عرفتُ الدار قلت لربعها = ألا أنعم صباحاً أيّها الربع وأسلمِ[/poem]

ثمّ عاد بالذاكرة إلى الوراء يسترجع ساعة الفراق ، ويصف النساء اللاتي ارتحلن عنها ، فيتبعهنّ ببصره كئيباً حزيناً ، ويصف الطريق الّتي سلكنها ، والهوادج التي كنّ فيهاو . . . :

[poem=font="Simplified Arabic,4,white,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/10.gif" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
بكرن بكوراً واستحرنَ بسحره = فهنّ ووادي الرسّ كاليدِ للفمِ
جعلن القنان عن يمين وحزنه = وكم بالقنان من محلّ ومحرمِ
فلمّا وردنَ الماء زرقاً جمامه = وضعْنَ عِصِيَّ الحاضرِ المتخيَّمِ
وفيهنّ ملهى للّطيف ومنظر = أنيق لعين الناظر المتوسّمِ [/poem]


وكأنّه حينما وصل إلى هذا المنظر الجميل الفتّان سبح به خاطره إلى جمال الخلق وروعة السلوك ، وحبّ الخير والتضحية في سبيل الأمن والاستقرار ، فشرع يتحدّث عن الساعين في الخير ، المحبّين للسلام ، الداعين إلى الإخاء والصفاء ، فأشاد بشخصين عظيمين هما هرم والحارث ، وذلك لموقفهما النبيل في إطفاء نار الحرب بين عبس وذبيان ، وتحمّلهما ديات القتلى من مالهما وقد بلغت ثلاثة آلاف بعير ، قال :

[poem=font="Simplified Arabic,4,white,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/10.gif" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
سعى ساعياً غيظ من مرّة بعدما = تبزّل ما بين العشيرة بالدمِ
فأقسمت بالبيت الّذي طاف حوله = رجال بنوه من قريش وجرهمِ
يميناً لنعم السّيّدان وُجدتما = على كلّ حال من سحيل ومبرمِ
تداركتما عبساً وذبيان بعدما = تفانوا ودقّوا بينهم عطر منشمِ
وقد قلتما : إن ندرك السلم واسعاً = بمال ومعروف من القول نسلمِ
فأصبحتما منها على خير موطن = بعيدين فيها من عقوق ومأثمِ[/poem]


ثمّ وجّه الكلام إلى الأحلاف المتحاربين قائلاً :

هل أقسمتم أن تفعلوا ما لاينبغي؟ لا تظهروا الصلح ، وفي نيّتكم الغدر; لأنّ الله سيدخره لكم ويحاسبكم عليه ، إن عاجلاً أو آجلاً ، يقول :

[poem=font="Simplified Arabic,4,white,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/10.gif" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
ألا أبلغ الأحلاف عنّي رسالة = وذبيان هل أقسمتم كلّ مقسمِ

فلا تكتمنّ الله ما في صدوركم = ليخفى ومهما يكتم اللهُ يعلمِ

يؤخّر فيوضع في كتاب فيدّخر= ليوم الحساب أو يعجّل فينقمِ[/poem]

ثمّ انتقل من هذا المجال مجال النصح والتوجيه وتأكيد السلام إلى مجال الحكمة الإنسانية العامة ، حكمة الرجل المجرّب للحياة ، الذي ذاقها وخبرها وعاش في خضمّها ، ثمّ امتدّ به العمر فزهدها وانصرف عنها ، قال :

[poem=font="Simplified Arabic,4,white,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/10.gif" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
ومن يك ذا فضل فيبخل بفضله = على قومِهِ يُسْتَغْن عنهُ ويذمَمِ
ومن لا يذد عن حوضه بسلاحه = يُهَدَّمْ ، ومن لا يظلم الناسَ يُظْلَمِ
ومن لا يصانع في اُمور كثيرة = يضرّس بأنياب ويوطأ بمنسمِ
ومن يجعل المعروف من دون عرضه = يَفُرْهُ ومن لا يتّقِ الشّتم يُشتَمِ
ومهما تكن عند امرئ من خليقة = وإن خالها تخفى على الناسِ تُعلَمِ
سئمتَ تكاليفَ الحياةِ ومن يعش = ثمانين حولاً لا أبا لك يسأمِ
وأعلمُ ما في اليومِ والأمسِ قبلهُ = ولكنّني من علم ما في غد عمِ
رأيتُ المنايا خبط عشواءَ من تُصب = تمتْهُ ومن تُخطئ يعمّر فيهرمِ[/poem]



ويختمها بتأكيد معروف الممدوحين عليه فيقول :

[poem=font="Simplified Arabic,4,white,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/10.gif" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
سألنا فأعطيتم وعدنا فعدتمُ = ومن يكثر التسآلَ يوماً سيحرمِ[/poem][/align]

التعديل الأخير تم بواسطة عالي الخيل ; 01-03-2006 الساعة 06:10 AM
عالي الخيل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس