عرض مشاركة واحدة
قديم 11-05-2010, 06:35 PM   #1
أبــو وائــــــل




 
الصورة الرمزية رمضان العنزي
 
تاريخ التسجيل: Sep 2005
المشاركات: 9,410
معدل تقييم المستوى: 30
رمضان العنزي has a spectacular aura aboutرمضان العنزي has a spectacular aura aboutرمضان العنزي has a spectacular aura about
افتراضي مقالة رائعة من مدونة الدكتور إبراهيم الخليفي

مقالة رائعة من مدونة الدكتور إبراهيم الخليفي

فمن هو الذي التقط لك هذه الصورة، وثبتها في مخيلتك؟. أهو أنت؟ .. أم آخرون؟.

في كل يوم أنت تنظر في المرآة، فمن هو هذا الشخص الذي تراه فيها؟ …. أهو “أنت” الذي تريده أنت؟… وتؤمن بقدراته؟ … وتثق بإمكاناته؟ …. وتعتقد أنك قد اخترته طواعية، وصنعت منه الشخصية التي تتراءى بها للآخرين؟ ….

أم أنه شخص آخر؟ … صنعته ظروف أحاطت بك، وبيئة صاغتك، … وبرمجة رديئة مورست عليك، …

هل أنت يا ترى .. قد تم تشكيلك على طريقة … (القص) و (اللصق) … ؟؟!!.

تاريخ تكويننا يُنبي عن قدر هائل من المدخلات، التي يسهم الآخرون فيها بتشكيلنا …

بعض ذلك التشكيل يتم عن طريق الحب، والإعجاب بالنموذج، ومن ثم .. تقليده والتشكل عليه …

وبعض ذلك التشكيل يتم عن طريق الضبط القسري .. المؤدي للمسايرة الحذرة الوجلة، ومن ثم .. البرمجة والتنميط … على طريقة الآباء المتسلطين، والسلاطين المتجبرين .. !!

وبعض ذلك التشكيل تم بردود أفعال، … وانتفاضات مراهقة منك، … وعناد ومكابرة، … تبنيت فيها موقفاً مضاداً .. بلا تعمق، أو تعقل أحياناً .. !!

فمن أنت … ؟

من أنت على الحقيقة .. ؟

وهل ساهمت أنت مساهمة فعّالة في تكوينك .. ؟

يقول الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله : ” إذا بلغ الغلام ثلاثة عشر .. فجدد دينه “. أي لا تجعله يا أيها الأب الواعي، والمربي الفاضل .. يعيش في جلبابك .. !!

ومعنى تجديد الدين هو تجديد الإلتزام وجعله فردياً. والدين هو ما دان به الشخص أي خضع له وسلم، .. من مباديء، ومثل، وقيم، والتزامات .. فاجعل ابنك يستقل بقناعاته واجتهاداته .. وإن اختلفت عن ما تحمله من تلك القناعات والإجتهادات .. طالما كانت ضمن ألوان الطيف التي رآها فقهاؤكم المعتمدون.

المواطنة الصالحة هي أن تلتزم بالحق. يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ” لا يكن أحدكم إمعة، يقول أنا مع الناس، إن أحسن الناس أحسنت، وإن أساءوا أسأت. ولكن وطنوا أنفسكم، إن أحسن الناس أن تحسنوا، وإن أساءوا أن تجتنبوا إساءتهم “.

المواطنة تعني المسؤولية الفردية، ومراجعة المكونات الشخصية لذاتك. وتمحيصها وتزكيتها. حتى لو كنت وحدك، … فإن نبينا إبراهيم صلى الله عليه وسلم لما تمرد على واقعه المريض كان أمة وحده .. الصورة التي كانت صقيلة واضحة في ذهنه الحنيف المسلم السليم، كانت لا تنتمي لذلك الواقع المنحرف السقيم ..

خذ عربتك .. وتسوق بكل رقي في سوق النماذج والأفكار .. لا تدخل السوق إلا بصورة رائقة جلية عن ذاتك التي تريدها أنت، وستكونها أنت. اختر من تلك النماذج والأفكار ما يرقى بك، واطرح جانباً ما لديك من صور أنت غير مقتنع بها عنك، أو لا تليق بك ..

في البداية كان ما شكلك هو صورة ذهنية أنت غير أكيد من صلاحيتها .. فشكّل أنت ما سيأتي بصورة ذهنية جديدة، واعتقاد شخصي جديد فيمن ستكونه.

“كن أنت” .. واختر بحكمة وتعقل ذلك الكيان الجديد …
__________________
رمضان العنزي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس