عرض مشاركة واحدة
قديم 12-25-2010, 03:14 PM   #1




 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 459
معدل تقييم المستوى: 173
جـــرحني زمااااني is on a distinguished road
افتراضي الحُبُ أخِـــيــرآ أصبَحَ وَحِيدآ

بِزمنِ الكُسورِ والجَوَارحِ الأليمهـ ..
كانَ بِعصرِ العُهُودِ القديمهـ ,,
سَكنتِ الحَيَاةُ تِلكَـ الصِفَاتِ التي نَعيشُ بِها الحَيَاةِ البشريهـ ..
الحب , التضحيه , الكره , الحقد ,
ومُشتقَاتُها مِنَ الصِفَاتِ بِكامِلِ أصنافِهـا ..
الجميلهـ ..السيئهـ .. الحزينهـ .. المبهِجهـ
:
:
عَاشوا زَمنٍ إختَصَ بِهم وحدهم وبِنرجِسيةٍ تَخُصُهم ,,
إخوهـ مُتَحابِينَ مُتَلازِمينَ فِيما بينَـهًم لايُفرِقُهُم سِوى المَوتُ فقط ..
كانت غِنوَتُهم المِياهُـ العذبهـ ,
وكانت رَقَصاتُهم على أصواتِ أورَاقُ الأشجَارِ التي تُدَاعِبُها الرياح ,,
حَصَلَ لَهُم كُلُ مَاهوَ جَميلٌ بِحيَاتِهم ..
وفجأهـ ..!
حَصَل الغَيرُ مُتَوقع.. ؟
قست على أرضِهِم تِلكَـ الرِيَاحُ التي كـانت تُـنشِدُ لَهم أموَاجَ الغِنَاءَ الرُومَانسِي ,,
سَحقتِ الحَيَاةَ بِـقسّوةِ الأمطَارِ والعَوَاصِفِ المُرعِبةِ لِـتِلّكَـ الصِفَاتِ البريئهـ ..
~ ومِنِ ثُمَ بَعدَ ذَلِكَـ ~ ..
الكُلُ مِنهُم حَاوَلَ النجَاةَ بِحيَاتِهِـ كـي يَبقَى لِلأجيَالِ عِنوَانٌ يُـحكَى بهـ ,
الكُلُ مِنهُم أختبئ
مِنهُم مَنِ إختَبئ فَوقَ الأشجار ..
ومِنهُم مَنِ إختَبَاءَ تَحتَ أعمَاقِ المُحِيطَـات ..
ومَن إختَبئَ بِأروَاحِ الصُخُورِ الرملِيةَ طَلَبً لِلأمَــان ,,
جَميعُهُم إنقَرضــوا بِلاَ مَوَاعِيِدٍ مُتَزامِنهـ ..
ولم يَبقَى مِنهُم أَحَدآ سِوى
.,ـ الــــحُـــب .,ـ
الحُبُ أخِـــيــرآ أصبَحَ وَحِيدآ..!! لماذا.. ؟
ذَاكَـ الحُبُ المُدَلَلَ مِنَ الجَمِيع أصبح وحيدا.. !!
ذَاكَـ الحُبُ المُرهَفُ العَذّب أصبح طَلِـيقـآ لِلتَجرُبهـ ..!!

/ نَـعَـم / ,,
الجَمِيلُ شَكّلاً ومَضمونَـاً ..
إختِبَارٌ صَعبٌ لَهُـ ذَلِـكَـ المِسكِين اليتيم ,
فِي أعمَاقِ الغُيومِ الجَافةِ عَلَى أطرَافِهِـ يَمشِي إِلىَ دُرُوبٍ
غَامِضةٍ لَيسَ لَها أحضَانٍ لِإحتِوَائِهـ ,,
وَبعدَ جُهدٍ وَجدَ المقرَ المَنشُودِ إليهِـ ألآ وَهِـيَ قُـبُورِ الموتَى مِن أمثَالِهـ
كُهُوفِ العقَارِبِ التي يُغطِيها أعشَاشُ العَنَاكِبِ الجَائِعهـ ..
,, وَصَل إلى نِهَايةِ المَطَاف ,,
عُذرآ لِنَعُودُ قليلآ لِبقيةِ أشِقائِهـ
/
\
وَبعدَ عَودَةِ الحَيَاةُ كَمَا كَانت ..
إلى الرقصِ والغِنَاءِ الجميل ..
وروائِعُ العُذُوبَةِ بِاللقَاءِ بَعدَ الفُرَاقِ الحَزين ,,
الجَمِيعُ إطمَائنَ عَلَى بَعضِهم البعضَ بِشَغَفٍ وأحضَانٍ عَارِمهـ ,
وبعدَ بُرهـةٍ مِنَ الوقتِ أحَسوا بِأنَهُم فَقدوا أعزَ مَن لَديهِم ..!!

.,ـ الـــحـــب .,ـ
أينَ هوَ الحُب ..؟
أينَ هوَ ذَاكَـ الطِفلُ البريئ ..؟
بَحثوا عَنهُـ بِجَمِيعِ الأمَاكن ..
بَحثوا بِغُيومِ الحُزن ,
وبِفُتَاتِ البرق ولم يجدوه ..!!
َبحثَ الكُرهـ وَلم يَجتَهِد لِأنهُـ كرهـ ,,
وبَحثَ الحِقدُ وَلم يتفَانى لِأنهُـ حِقد..
وبَحثتِ السعَادَةَ وَلم تَستَمِر لِأنها أُحبِطَت مِنَ التعب..
... عَــادوا فَارِغِي الأَيدِي كَمَا ذَهبوا ...
إنتَفَضتِ التَضحِيةَ بِشوقٍ لِلحُبِ تَؤامُها وشَقِيقُ سَرِيرَتِها ,,
حَملَتِ التَضحِيةَ حَقَائِبُ الودَاع ,
وعَزمَت عَلى أَنـهـا لن تَعودُ إلاَ بِالحُبِ المُشرِق ..
ذَهبتّ والحُزُنُ يَأكُلُ أعَمَاقُ الذِكرَياتِ بينَهَا وبَينَ الحُبُ عَشِيقُ زَمَنِها ,
وَاستَمرت بِالبَحثِ حتى أوشَكت بِاليَأسِ عَلى أن الحُـــبَ ذَهبَ مِن قُطُوفِ قَلبِها وَلَن يَعُودَ مِنهُـ سِوى قِنَاعُ الحُزنِ البَائِسُ بِشريَانِــها ..
:
:
إليهِـ نَرى مَاحَلَ بِهـ ..؟

:
:., ـــ الــحُـبـ .,ـ

سَكَنَ مَنزِلِهـ المُتَرعرِع بِـقُلُوبِ المَوتَى ..
والعَنَاكِبُ تُغطِيهِـ بِخُيُوطِـهَـا مِن البَردِ القَارِص ,
وَالعَقَارِبُ تَأتِيهِـ بِالغِذَاء ..!!
َغرِيبٌ مَايَحصُلُ لِلحُب ..!!
لِمَاذَا لم تَقتُلَهُـ تِلكَ العَنَاويِنُ المُرعِبه ..؟
لِأنَهُـ حُبٌ مَزَقَ قُلوبِهم بالحزن ,,
لِمَاذَا نَحنٌ الَبَشر نَقتُلَهُـ بِاليَومِ مَرَاتٍ عِدهـ ..؟
لِمَاذَا العقَارِبُ لم تَقتُلَهـ ..؟
لماذا.. لماذا ..؟؟
لِأنَهُـ وَجدَ أَهلً أعَاضُوهُـ فُقدَانِهِـ لِأُسرَتِهِـ الحَقيِقِيهـ ..

:
:
.’ـ وكَمـــــــــا تَرون مَن حَبَ بِصِدقٍ لاَالتضحيهـ لِنرى ماحّلَ بِـهـا ,,
:
:
وَحَصَلتِ المُعجِزهـ ..!!
سَمِعت صَوتُ أَنينُ طِفلٍ فَاقِدُ تَؤامَ رُوحِهـ ,,
جُنتِ التضحيهـ وخُطُوَاتِها مُتَسارِعهـ ,
مِن خِلاَلِها مُزِقَت يَديِهَا وَقدَمَيها مِنَ الأَشوَاكِـ والحِجَارةِ القَاسِية
َ التي لَم تَرحم أبـدآ حَنَانُها البَاكي لِلحُب ,
وَلم تُحِسُ بِجُروحِها وَآلآمِهَا مِن هَذَيــانِ الفرح ..
وَكُلمَا إِقتَربَت , إزدَادَ الصَوتُ يعتلي ..
ويعتلي ..
إلى أن وَصَلت لِذلِكَـ الكَهفُ المَوحِش ..!!
إحسَاسُها يُجبِرُهَا عَلى الدُخُولِ مِن أَجلِ الحُب ,
لِأَنَها تَضحِيهـ ..
وَضحّت مِن أَجلِ الحُبِ فِعلآ ,,
إختَرقَت أعشَاشُ العَنَاكِب بِخوفٍ يُخَالِجُهُـ العَزّمُ المُستَمِر ..
وَتَخطَت العَقَارِبُ وَهيَ تَبكي بِصمت ,
وفجأهـ ..!!
وَجَدت ذَاكَـ الحُب الطِفل ,
الآن أصبَحَ الحُبُ شَيخآ كَليل ,
مِن شِدَةِ الحُزنِ الَذي فَتَق وَجنَتيهِـ وأَجرَى الدَمعُ عَلى طُرُقِ خَديهِـ المُورِدهـ والمُبتَهِجهـ ..
بَكتِ التضحيهـ بُكَاءٍ أَبكت مَعهَا الطُيُورُ بِـالسمَاء مِن بُكَائِها ,,
بُكَاءُ شَوقٍ عَلى دُمُوعٍ مِنَ المَنظرِ الَذي هُوَ عَليهِـ الحُب ..!!
إقَتَربتِ التضحيه مِنَ الــحُــب وهوَ جُثةٍ تُحِيطُهُـ طُيُوف رُوحَهُـ المُقَارِبةَ عَلى الرَحِيل ,,
نَزَفت دُمُوعِ الــحُــبِ المُعتَادِ عَليها ..
إحَتضنتِ التَضحِيةُ الحُب حتَى إختَلطَت دِماءُ التضحية بِدُموعِ الــحُــب ,
وقَبّلَتهُـ قُبلَةً شَعّت مِن وَجنَتيهِـ أنوَارُ الطُيُوفِ العَائِدةَ لِلحَياةُ مِن جَديد ..
الآن بَدأَ الحُب يَستَقي الذِكرَيات ,
وبَدأَ يُعَاتِبُ التضحيهـ وبَاقي أشِقائِهـ عَلى تَركِهم لَهُـ وَهوَ بِأشَدِ الحَاجةِ إليهم ..!!
قَامتِ التضحيهـ بِمسحِ الدُمُوعِ والدِماءُ مِن خَديَ الـــحُــب ,,
وَهِي تَقول : أنا تَضحِيهـ وأنتَ حُـــب نَحنُ مَعآ لِلأبد ..
أعِدُكَـ بِأَني لَن أترُكَكـ مَابَقيَ مِنَ العُمرِ زَهرٍ ودَهر ..
أَنتَ أُسُكنّ فِي قُلُوبِ البَشر وأَنا خَلفُكَـ إلَى أن يُفرِقُنا المووووووت
أعِدُكَ يَاحُب أعِدُكَ يَاحُب..
بُدَ مِن أَن يُضَحي .
__________________
جـــرحني زمااااني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس