كشف رئيس قسم الطب النفسي بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض الدكتور خالد الزيد لـ"الوطن" عن وجود عيادة أسبوعية متخصصة لمعالجة موظفي المستشفى الذين يعانون من أعراض اكتئابية، بعد ملاحظة تردد العديد من الممرضات والأطباء و العاملين إلى عيادات الطب النفسي في مراحل متأخرة من المرض كما هو شائع لدى قطاع كبير من المجتمع.
وأضاف أن هناك مجموعة دعم لمرضى الاكتئاب في طور التشكل تضم عددا من الأطباء وأخصائيين اجتماعيين وآخرين تعافوا من المرض إثر تلقيهم العلاج بهدف توفير النصائح والتعريف بالمشكلة الصحية ومساعدة المرضى من الموظفين كونهم عناصر مهمة في تقديم الرعاية الصحية لمراجعي المستشفى منتقداً في الوقت ذاته عدم اهتمام مسؤولي القطاع الصحي بهذه الناحية رغم الدراسات العلمية المثبتة.
وأوضح الزيد أن مرضى الاكتئاب يعانون أيضاً من "وصمة" المرض الاجتماعية الأمر الذي يفرض عليهم حال من التردد في مباشرة العلاج مع ظهور الأعراض الأولى. وأضاف أن الدراسات العالمية تشير إلى إصابة 40% من العاملين في قطاع التمريض بمرض الاكتئاب ونحو 20% إلى 30% من بين الأطباء، لافتاً إلى أن الدراسات تلك أثبتت أن نسبة الانتحار بين الأطباء تبلغ 1.5 مقابل المنتحرين من غير الأطباء بسبب المرض.
وأكد أن العاملين في بيئة المستشفيات يتعرضون لضغوط وظيفية من نوع مختلف تتمثل في ضرورة الجاهزية في أي وقت وتعدد المناوبات الأمر الذي يسبب اضطرابات النوم وهو أحد أعراض الاكتئاب كما أن إحساسهم بالعجز أمام بعض الحالات المرضيه المستعصية ومشاهدتهم للمرضى الذين يذوقون الآلام دون أن يستطيعوا مساعدتهم يؤدي إلى خلق ضغوط خاصة يتمايز فيها العامل في المستشفى عن أي بيئة وظيفية أخرى.
وبين استشاري الأمراض النفسية أن الاكتئاب ينتج عن عوامل وراثية وأخرى بيولوجية ناتجة عن اختلال الموصلات العصبية بالمخ، وأعراض المرض تظهر من خلال ضعف التركيز والخمول واضطرابات النوم والأكل كما تظهر أعراض المرض من خلال الحزن وانعدام الاستمتاع بالحياة. مشيرا إلى أن الاكتئاب مرض شائع يصيب على الأقل 10% من سكان العالم، مشيراً إلى أن دراسات قامت بها منظمة الصحة العالمية توضح أن الاكتئاب هو المسبب الأول للعجز عن العمل وبالتالي التقاعد المبكر، كما أنه يتسبب بحوالي 50% من حالات الانتحار في العالم، لكنه أكد أنه يستجيب للعلاج بشكل جيد حيث أن 80% من حالات الاكتئاب التي يتم علاجها تُشفى تماماً.