مشاركة: الاخبار الاقتصادية ليوم الجمعة 24 مارس 2006
أخطر مشكلة في عملية إنقاذ سوق الأسهم
أعتبر شخصياً ان اهم عامل في نجاح او انقاذ أي أمر هو القيادي الذي تقوم بتعيينه للقيام بالمهمة. وقد حاول خادم الحرمين الشريفين - يحفظه الله - من خلال بعض القرارات الحكيمة ان ينقذ سوق الاسهم من الوضع الذي هو فيه. وهو يحفظه الله يطلب دائماً النصيحة المخلصة.
اقول - وبالله التوفيق - انني لا امتلك شخصياً سهماً واحداً في سوق الاسهم لأنني اعرف منذ فترة طويلة ان هبوطه بهذه الطريقة هو أمر متوقع وقد تابعت اوضاع هيئة سوق المال وسوق الاسهم خلال الفترة السابقة ووجدت ان الدولة تحتاج إلى النظر في وضع هيئة السوق فاعضاء هيئة السوق لا شك مخلصون لوطنهم وهم من عائلات كريمة، وطيبون إلى حد كبير. وهذه هي المشكلة في ان تكون طيباً في سوق الاسهم حيث يوجد هوامير يتجاوزون كل حدود الاخلاق - باعتراف هيئة سوق المال - ويقومون بالتدليس لخدع مواطنيهم من المستثمرين في سوق المال للقيام بخطوات خاطئة حتى يقوموا بسرقة اموالهم وقد لاحظت العقوبات التي قامت بها هيئة سوق المال فوجدت انها لا تعلن عن اسماء الهوامير الذين تقوم بمعاقبتهم واذا عاقبتهم لا تأخذ سوى جزء بسيط من اموالهم التي سرقوها من المواطنين، مما يشجعهم على الرجوع إلى التدليس والتضليل. وهي لا تفكر في مصادرة اموالهم المستثمرة في سوق المال او سجنهم مع ان هذا هو ما تفعله الدول المتقدمة التي استوردنا منها فكرة سوق المال اصلا.
ان الاخوة الموجودين في هيئة سوق المال هم طيبون ينبغي ان يكونوا في وظائف طيبة يمكن لهم من خلالها ان يخدموا وطنهم باخلاص. اما ان يكونوا في هيئة سوق المال، فهو في اعتقادي اخطر مكان. ونحن نحتاج فيه إلى مخلصين يتميزون بصفات الدهاء والقوة والمكر والقدرة على وضع الخطوط الحمراء التي يعاقبون من يتجاوزها بعقوبات تجعله لا يفكر في تجاوزها مرة اخرى.
والضعف مشكلة كبرى لدى القائد الاداري، وقد قدم أهل الكوفة على الفاروق عمر بن الخطاب يشكون والي الكوفة سعد بن ابي وقاص فقال من يعذرني من اهل الكوفة؟! ان وليتهم التقي ضعفوه، وان وليتهم القوي فجروه؟! فقال المغيرة بن شعبة يا أمير المؤمنين ان التقي الضعيف له تقاه ولك ضعفه، وان القوي الفاجر لك قوته وعليه فجوره قال صدقت انت القوي الفاجر فاخرج عليهم.
ولذلك نحن لا نريد شخصاً يتصف بالصفات الطيبة فهذه صفات موظف يعمل في بنك او في وظيفة عامة لا يوجد فيها مشكلة هوامير مثل الموجودة في سوق الاسهم بل نريد شخصاً قوياً قادراً على تنظيم سوق الاسهم والتخطيط له بطريقة صحيحة وقادراً على ايقاف الهوامير عند حدهم والا فان الدولة ستواجه مشكلة كبيرة جداً من اهمها اختفاء مدخرات الناس البسطاء بسبب اكل الهوامير لها مما يؤدي إلى ازدياد مشكلة الفقر والبطالة والدخول إلى السجون بسبب الديون.
وربما يؤدي الضعف في قيادة هيئة سوق المال إلى انهيار سوق الاسهم والاقتصاد السعودي كله لا سمح الله كما حصل في دول جنوب شرق آسيا (النمور الآسيوية) عندما قام الهامور سايروس اليهودي بالتعاون مع هوامير آسيا بعمليات ادت إلى انهيار اسواق الاسهم في تلك الدول والى افتقار تلك الدول كما هو معروف وقد صرح بذلك رئيس وزراء ماليزيا السابق مهاتير محمد فهل من متعظ؟!
استاذ بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن - المدينة المنورة
|