مشاركة: الاخبار الاقتصادية ليوم الجمعة 24 مارس 2006
اقتصاديون: الخسارة على ورق إذا لم يتم البيع .. والتذبذب سيستمر اسبوعاً آخر
مشاري الوهبي - جدة
بينما سجل مؤشر سوق الاسهم هبوطا بأكثر من 700 نقطة امس ، حدث اتجاه عكسي مفاجئ في آخر خمس ثوان ، ليغلق المؤشر عند 15.895.11 نقطة بارتفاع 33 نقطة ما نسبتها 0.21 في المائة ، وسط ذهول كبير في اوساط المتداولين بفعل طلبات اللحظات الاخيرة ، حيث توافدت طلبات على ثلاث شركات قيادية هي الراجحي في الساعة 11.59.53 اذ تم شراء 31949 سهما بسعر 2300 ريال ليغلق السهم بسعر 2448 ريالا ، وفي سابك عند الساعة 11.59.54 تم سحب 47623 سهما بسعر 1378 ريالا ليغلق السهم بسعر 1520 ريالا .. بينما في شركة الاتصالات عند الساعة 11.59.55 تم سحب 36345 سهما بالنسبة الدنيا بسعر 907 ليغلق السهم بسعر 1000 ريال على النسبة العليا.
وعزا المحللون الماليون ما حدث الى عامل الوزن النسبي لهذه الشركات حيث تمثل بحسب تداولات امس ما نسبته 52 في المائة من اجمالي القيمة السوقية للسوق ، بعد ان وصلت معاييرها المالية الى مستويات مغرية وجذابة للمستثمرين ، مبدين تخوفهم من عواقب استمرار نزيف معظم شركات السوق وسط صمت من مجالس ادارت جميع الشركات التى استمر النزيف فيها قرابة شهر مسجلة انخفاضات تجاوزت 70 في المائة من اعلى قيمة وصلتها في الفترة الماضية. وابدى تركي فدعق عضو جمعية الاقتصاد السعودي ، استغرابه الشديد من صمت مجالس ادارات الشركات التى ما زالت تسجل نسب دنيا متتالية لعدم التزامها بأنظمة السوق المالية وتحديدا من حيث الافصاح حيث تلزم مواد فصل الافصاح مجالس ادارات الشركات بالاعلان عن التطورات المستقبلية واعمالهم خلال الفترة الزمنية المتبقية من العام الجاري وتقديم تقويم (للمشاريع) خلال الفترة المستقبلية.
ويرى فدعق ، بان تذبذب السوق ما بين 15 - 17 الف نقطة سيستمر اسبوعا اخر، ويشير الى ان ما حدث في تداولات امس يعكس المعايير المالية المغرية التى وصلت لها الكثير من شركات السوق ، حيث سجلت مكررات ربحيتها ارقاما مغرية للشراء ، الامر الذي ادى الى دخول موجة شراء عالية في اللحظات الاخيرة رفعت المؤشر من 15,96.92 نقطة ليضيف 798 نقطة وليغلق عند 15.895.11 نقطة.
وبلغت باغلاق تداولات امس ، كمية الاسهم المتداولة 4.677.877 توزعت على 38.722 صفقة ، بقيمة اجمالية تجاوزت 3.197.159.742.00 ريال ، انخفض معها اسهم 67 شركة فيما كان الارتفاع من نصيب 4 شركات فقط. عبد الرحمن السماري محلل اقتصادي ، يرى ان الفترة الماضية من الهبوط كانت كفيلة بتجميع اكبر كميات من الاسهم من قبل كبار المضاربين لكي يعودوا بالسوق مرة اخرى الى الصعود لمستويات تتجاوز الارقام القياسية التى شهدها شهر فبراير الماضي. ويبقي السماري ، الخسائر التى منى بها المتداولون وهما ومجرد خسائر على ورق ، متى ابتعدوا عن البيع بخسارة ، ويرجع ذلك الى ان المقومات الاقتصادية التى تعيشها البلاد كفيلة بان تعود بالسوق خلال الفترة القصيرة المقبلة ، بعد ان تتضح الرؤية حول القرارات الاخيرة من دخول المقيمين وتجزئة الاسهم ، داعيا صغار المستثمرين الى البعد عن الهلع والخوف وعدم الانقياد وراء دعوات الخروج من السوق بخسارة. ويشير الى ان مؤشر السوق وصل الى المستويات الدنيا التى لا يمكن ان يكسرها الا في حالات الكوارث والتى لا يمكن وقتها ان تحكم فنيا على السوق ، مؤكدا ان السوق شهد خلال الفترة الماضية اسوأ حالاته ولذلك من المتوقع ان يعود مرة اخرى الى الارتفاع.
وقال السماري ، ان السوق عندما تجاوز 17 الف نقطة خرج عن نطاق السيطرة واصبحت الشركات الضعيفة هي التى تقود المؤشر وتصل به الى مستويات قيادية مبالغ فيها ، وكان لابد للسوق ان يصحح نفسه ولكن التصحيح اتى في ظروف خارجة عن السيطرة وقاد السوق الى الانهيار.
وعن دور التجزئة في انتشال السوق ابان انه بمجرد ان تتضح معالمها وآليات تنفيذها فستكون كفيلة بتقصير الطريق نحو حل ما يعاني منه السوق، وفي ذات الوقت يجب ان تكون عوده نسبة التذبذب الى 10 في المائة ، حيث اصبح الان اي تحرك للسهم في حدود 3 في المائة صعودا او هبوطا يعتبر نسبة كاملة ، وهذا شبه شل لحركة السوق.
و يظهر من تعاملات الاسبوع المنتهي ، تقليص السوق خسائرة قبل الاغلاق بدعم من الصعود المفاجئ في تعامل الثواني الاخيرة من عمر الاسبوع ، وبذلك انخفض مؤشر الاسهم نحو 461 نقطة مقارنة بالاسبوع السابق وبما يعادل 2.8 في المائة، حيث انخفضت قيمة الاسهم المتداولة 33.9 مليون سهم لتقف عند 160.9 مليون سهم بقيمة اجمالية بلغت 92.3 مليار وبانخفاض 31.5 مليار ريال مقارنة بالاسبوع السابق.
|