عرض مشاركة واحدة
قديم 02-07-2007, 08:35 PM   #1


 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
المشاركات: 14
معدل تقييم المستوى: 0
اسماعيل is on a distinguished road
افتراضي الدريعي المشهور والعثمانيون

الأمير الدريعي المشهور الشعلان في الوئائق العثمانية

الرجل الذي صنع أمجاد الرولة

عرفت البادية العربية في القرن التاسع عشر الميلادي أحداثا جسيمة في المجال السياسي والعسكري والاجتماعي سجلتها لنا مصادر التاريخ العثمانية والأجنبية والعربية . وقد برز في خضم هذه الأحداث رموز بدوية سطروا فيها أروع صفحات المجد والرفعة والسمو نظراً لما قدموه من تضحيات وأظهروه من بسالة وشجاعة وحكمة في سياسة حسن القيادة والتصرف .
ومن هؤلاء الأبطال كان الأمير الدريعي بن مشهور الشعلان أمير قيبلة الرولة العربية في زمنه وقائدها العام .

1- نسبه: الدريعي بن منيف بن غرير بن محمد " الشعلان" بن جبران بن مرعض بن زيد بن جلاس بن مسلم من قبيلة عنزة الوائلية العريقة الأصل والمحتد .

2- نشأته : ولد الأمير الدريعي بن مشهور الشعلان في بادية نجد حوالي سنه 1775م وتولى رئاسة قبيلة الرولة في حوالي سنة 1797م .
و تشير المصادر العثمانية الرسمية وكتب المستشرقين في الربع الأول من القرن التاسع عشر الميلادي أن تاريخ قبيلة الرولة كان طافح بأخبار الغزوات والحروب والمحن. و بروز قبيلة الرولة قوة عسكرية كبيرة في منطقة البادية العربية الممتدة من نجد إلى العراق إلى بلاد الشام ، كان لها تأثير كبير في مجريات الأحداث السياسية على الصعيد العربي والخارجي التي تدور في فلك واقع ومستقبل البلاد العربية .

ويشير المؤرخ محمد البسام المتوفي سنة 1246هـ في كتابه: الدرر المفاخر أن الأمير الدريعي بن مشهور الشعلان في ذلك الزمن كان أميراً لقبيلة الرولة وشيخها العام مع لواحقها من عشائرالمحلف . جميعهم يأتمرون بأمره وينتهون بنهيه ، فهو مرجعيتهم في السلم والحرب على حد سواء . وفي ذلك يقول المؤرخ المذكور : ( الرولة شيخهم الدريعي المشهور وهذه القبيلة أطول باعاً في الكرمة ورعي الذمم والمساواة للعائل ولارتكاب الفضائل والطعن في المذائق والضرب في المفارق أولئك المجد عليهم أجمل وأخبارهم في المكرمات أعرض أطول ).
وقد ذكره جان سوبلان لاسكاريس في مذكراته : حيث أشار بقيادة الأمير الدريعي بن مشهور الشعلان في قبيلة الرولة وتمثيلها أمام الأحلاف القبلية الصديقة منها والمعادية كما ذكر مقابلة الدريعي الشعلان لإبن سعود في عاصمته الدرعية، أيظاً ذكره موزيل في كتابه أخلاق الرولة بما يلي : ( في الأيام السالفة ( مطلع القرن التاسع عشر) كان للرولة شيخ عام يسمى الدريعي ابن مشهور الشعلان وكان يشتهر بالبسالة (وله صيت بالفُرسة).وذكر لاسكاريس أيضا في الصفحة 180 من كتابه الشهير( لاسكاريس العرب ) زواج الأمير الدريعي من شقيقة وزير حاكم الدرعية ابن سعود رحمه الله .

3- أعماله وبطولاته :
اتسمت بدايات سياسة الأمير الدريعي المشهور بعدائه الواضح للدولة العثمانية ولمصالحها في المنطقة ولذلك تم الإستطدام معها مرات عديدة وفي ذلك ذكر السويسري بيركهارت أن الرولة حاربت جيشاً مؤلفاً من ستة آلاف جندي تركي أرسله والي بغداد لخفظ غلوائها في المنطقة وهزمته هزيمة نكراء .
وقد أدى هذا العداء بين الرولة والدولة العثمانية إلى التقارب الديني والسياسي والعسكري بين ابن سعود و الرولة بمشيخة الدريعي المشهور الشعلان و ابن سعود رافقته الرولة في إحدى عزواته إلى حوران أوصلته إلى أغنى القرى فيها، وهذه كانت مناطق نفوذ قبيلة ولد علي العنزية حيث كانت قبيلة الرولة قبلها تأتي في كل عام إبن سمير لكي تتوسط وتحصل على إجازة من والي دمشق لشراء مؤنتها من الغلال.

وبعد أن أشتد نفوذ الرولة لم يكن أمام الولاة العثمانيون في الباب العالي سبيلاً من التقرب إلى شيخ الرولة العام الدريعي بن مشهور الشعلان ، فعرضوا عليه سبل التقارب و منحوه لقب أمير في البادية العربية وعرضوا عليه مناصرتهم ضد خصومهم وحماية مصالحهم مقابل أن يكون في حمايتهم ، طلبه مجاب وكلمته مسموعة وذلك في سنة 1223هـ ؛ 1808م كما تشير الوثيقة العثمانية التالية في ذلك ا لوقت ، وهي فرمان همايوني وجهه الباب العالي في الأستانة إلى الأمير الدريعي المشهور الشعلان تمت مراجعته وترجمته من قبل الباحث التركي د. محمد طرخان وفقاً لما يلي :












الباب العالي
الصدارة العظمى
مكتب آمدىء ديوان همايون
5021

قدوة الأماثل والأقران ساكن ولاية بادية الشام والجوف الأمير
الدريعي الشعلان رئيس عربان قبيلة الرولة من عنزه زيد قدرهُ

بعد السلام المنهي إليك يكون معلومك هذا التوقيع الرفيع الهمايوني الواصل إليك هو أنه وجهنا إيالة الشام وأميرية الحج وسر عسكرية الحجاز إلى عهدة الدستور المكرم وزيرنا المفخم كنج يوسف باشا أدامَ الله جلاله وأمرناه لتولية إيالة الشام لأجل ضبط وربط المملكة ورفع شرور أرباب الفساد .
وأنت أيها الأمير المومأ إليه تُظهر حسن الصداقة و تكون تحت أمر ورأي وتحرير وزيرنا المشار إليه في بادية الشام فبناء على ذلك أصدرنا لك أمرنا هذا الشريف مخصوصا وأرسلناه حال وصوله تكون أنت ومن في أمرتك من عربان حويطات وأبناء شاكر ووزيرنا رأي واحد في سائر الأحوال ساعيا بحسن الغيرة لما يأمرك به واحتذر المخالفة على الوجه المشروح بموجب صدور أوامرنا الشريفة تكون ممتثلا ومتتبعا واعتمد هذه العلاقة الشريفة غاية الاعتماد تكون عندنا عزيزا مُجابا محفوضاً والسلام .

تحريراً في : 2 ماييس سنة 1221 مالي ، 1223 هـ 1808 م ، الأستانة .
الصدر الأعظم
شلبي مصطفى باشا
الخاتم والتوقيع

************************************

وفي نهاية هذا المقال لابد من القول أن الأمير الدريعي بن مشهور الشعلان كان له دوراً كبير في صنع أمجاد قبيلة الرولة من خلال توحيده لأقسامها وعلو كلمتها و بناء قوتها ، في الربع الأول من القرن التاسع عشر الميلادي وبذلك يكون قد أرسى دعائم وجود واستمرار هذه القبيلة البدوية في وسطها الاجتماعي إلى يومنا هذا .

إسماعيل السلامات
اسماعيل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس