منتديات الويلان - عرض مشاركة واحدة - الاخبار الاقتصادية ليوم السبت 11 مارس 2006

03-11-2006, 09:27 AM

المستثمرون والسوق
د. محمد بن سلطان السهلي - - - 11/02/1427هـ
ما هو التفسير المنطقي لما يحدث في السوق في هذه الأيام؟ ما الذي حدث؟ هل كان الحدث متوقعاً؟ ماذا يمكن أن نسمي هذا الحدث؟ هل هو تصحيح للسوق؟ هل هو تصحيح للهيئة؟ هل هو تصحيح للمتعاملين؟ هل هو تصحيح للاقتصاد؟ أسئلة عديدة يطرحها الناس خلال هذه الأيام، دون أن يوجد جواب واضح لها. وحيث إن ما كان يقوله بعض المراقبين في الماضي بأن الارتفاع الذي حصل في الأسعار كان مبالغاً فيه، فقد كان عندئذ من المنطقي ألا يستمر هذا الارتفاع فترة طويلة مما يعني حتمية حصول حركة تصحيحية للسوق عند نقطة معينة، وهذا ما حصل فعلاً خلال الأسبوعين الماضيين. إلا أننا في الوقت نفسه نؤكد أيضاً أن الانخفاض الذي حدث كان مبالغاً فيه وغير مبرر في حدته وقسوته. فما السبب الرئيسي يا ترى في هذه المبالغات عند الارتفاع، وعند الانخفاض؟
وبدلاً من الإجابة عن جميع هذه التساؤلات، فإنه بالإمكان تفسير كل ما يحدث بالتركيز على أكثر مقومات السوق الثلاثة المعروفة (آلية السوق، المعلومات، والمستثمرين) تأثيراً في السوق السعودي. وأنا أقولها بكل أسف إن المستثمرين هم أضعف الحلقات الثلاث وأقلها نضجاً لدينا في السوق السعودي. وما أقصده هنا هو السلوك الاستثماري للمستثمرين وليس المستثمرين بذواتهم وأشخاصهم. فمن المتعارف عليه في أسواق المال أن الأثر الجماعي لقرارات المستثمرين سوف يحدد أسعار الأسهم، لذا فإن الاهتمام يجب أن ينصب على الأثر الجماعي لتصرفات المستثمرين ككل وليس كل مستثمر على حدة. وهذه نقطة يجب التأكيد عليها في السوق السعودي نظراً لكثرة ما يشاع عن دور كبار المضاربين وتلاعبهم في الأسعار، وتحميلهم المسؤولية في خسارة صغار المستثمرين. أو تحميل هيئة سوق المال ما يحدث في السوق وكأن ارتفاع الأسعار أو انخفاضها دليل على نجاح الهيئة أو فشلها.
إن ما حدث في السوق يمكن إرجاعه إلى عدم التوازن بين الطلب والعرض الذي يعود سببه إلى المستثمرين وسلوكهم. ففي العام المنصرم كان هناك أغلبية من المستثمرين الراغبين في الشراء مع قلة العرض، مما جعل التوازن في صالح العرض فارتفعت الأسعار. أما هذه الأيام فانعكست الصورة، فالواضح أن هناك أغلبية من المستثمرين الراغبين في البيع مع كثرة العرض وقلة الطلب، فحدث الانخفاض الحاد. وفي ضوء ذلك فإن دراسة واقع السوق هذه الأيام يجب أن يأخذ في الاعتبار دور سلوك المستثمرين وقلقهم النفسي حول السوق كأحد العوامل الرئيسة التي سببت الانخفاضات الحادة. أما آلية السوق بما في ذلك الهيئة فهذا له حديث لاحق .

*قسم المحاسبة ـ جامعة الملك سعود
[email protected]

03-11-2006, 09:27 AM	#7
تاريخ التسجيل: Feb 2006 المشاركات: 1,591 معدل تقييم المستوى: 254	مشاركة: الاخبار الاقتصادية ليوم السبت 11 مارس 2006 المستثمرون والسوق د. محمد بن سلطان السهلي - - - 11/02/1427هـ ما هو التفسير المنطقي لما يحدث في السوق في هذه الأيام؟ ما الذي حدث؟ هل كان الحدث متوقعاً؟ ماذا يمكن أن نسمي هذا الحدث؟ هل هو تصحيح للسوق؟ هل هو تصحيح للهيئة؟ هل هو تصحيح للمتعاملين؟ هل هو تصحيح للاقتصاد؟ أسئلة عديدة يطرحها الناس خلال هذه الأيام، دون أن يوجد جواب واضح لها. وحيث إن ما كان يقوله بعض المراقبين في الماضي بأن الارتفاع الذي حصل في الأسعار كان مبالغاً فيه، فقد كان عندئذ من المنطقي ألا يستمر هذا الارتفاع فترة طويلة مما يعني حتمية حصول حركة تصحيحية للسوق عند نقطة معينة، وهذا ما حصل فعلاً خلال الأسبوعين الماضيين. إلا أننا في الوقت نفسه نؤكد أيضاً أن الانخفاض الذي حدث كان مبالغاً فيه وغير مبرر في حدته وقسوته. فما السبب الرئيسي يا ترى في هذه المبالغات عند الارتفاع، وعند الانخفاض؟ وبدلاً من الإجابة عن جميع هذه التساؤلات، فإنه بالإمكان تفسير كل ما يحدث بالتركيز على أكثر مقومات السوق الثلاثة المعروفة (آلية السوق، المعلومات، والمستثمرين) تأثيراً في السوق السعودي. وأنا أقولها بكل أسف إن المستثمرين هم أضعف الحلقات الثلاث وأقلها نضجاً لدينا في السوق السعودي. وما أقصده هنا هو السلوك الاستثماري للمستثمرين وليس المستثمرين بذواتهم وأشخاصهم. فمن المتعارف عليه في أسواق المال أن الأثر الجماعي لقرارات المستثمرين سوف يحدد أسعار الأسهم، لذا فإن الاهتمام يجب أن ينصب على الأثر الجماعي لتصرفات المستثمرين ككل وليس كل مستثمر على حدة. وهذه نقطة يجب التأكيد عليها في السوق السعودي نظراً لكثرة ما يشاع عن دور كبار المضاربين وتلاعبهم في الأسعار، وتحميلهم المسؤولية في خسارة صغار المستثمرين. أو تحميل هيئة سوق المال ما يحدث في السوق وكأن ارتفاع الأسعار أو انخفاضها دليل على نجاح الهيئة أو فشلها. إن ما حدث في السوق يمكن إرجاعه إلى عدم التوازن بين الطلب والعرض الذي يعود سببه إلى المستثمرين وسلوكهم. ففي العام المنصرم كان هناك أغلبية من المستثمرين الراغبين في الشراء مع قلة العرض، مما جعل التوازن في صالح العرض فارتفعت الأسعار. أما هذه الأيام فانعكست الصورة، فالواضح أن هناك أغلبية من المستثمرين الراغبين في البيع مع كثرة العرض وقلة الطلب، فحدث الانخفاض الحاد. وفي ضوء ذلك فإن دراسة واقع السوق هذه الأيام يجب أن يأخذ في الاعتبار دور سلوك المستثمرين وقلقهم النفسي حول السوق كأحد العوامل الرئيسة التي سببت الانخفاضات الحادة. أما آلية السوق بما في ذلك الهيئة فهذا له حديث لاحق . *قسم المحاسبة ـ جامعة الملك سعود [email protected]