عرض مشاركة واحدة
قديم 09-06-2009, 02:15 PM   #5




 
تاريخ التسجيل: Mar 2006
المشاركات: 441
معدل تقييم المستوى: 230
ابن قعيشيش is on a distinguished road
افتراضي رد: تنظيم القاعدة والاستخبارات الغربية


هذه المقالة نشرت قبل عام تقريبا من الوقت الذي تم فيه محاولة الاعتداء الاجرامي على الامير النبيل محمد بن نايف حفظه الله ويوضح هذا الفكر في استغلاله للشباب وربطه بخوارج هذا العصر وهنا ينبغي على مختلف اطياف المجتمع الانتباه لأبنائنا وتقوية أرتباطهم بعقيدتهم السمحه وولات أمورهم الخيرين

رواية (آلموت) للكاتب فلاديمير بارتول - من إصدارات دار الزمن في لندن - ترجمة فاطمة النظامي، تحكي عن أحداث تاريخية حقيقية وقعت في بداية 1094 ميلادي لزعيم فرقة باطنية هو حسن بن الصباح الذي هرب من القاهرة إبان حكم الدولة الفاطمية، وقام بتأسيس مملكة داخل قلعة اعتمد فيها السيطرة على أتباعه بالطاعة العمياء، وهدد الممالك المجاورة بالاغتيالات، وأصبح بعبعًا مخيفًا للممالك الإسلامية، ووصل في قراءته وأبحاثه وفلسفته إلى حب الزعامة والوصول إلى مفاهيم فلسفية يخلط فيها بين الحقائق الدينية والأساطير المزيفة.. ونجح في تكوين الشباب واستقطابهم، وتكوين فرق فدائية منهم تعشق الموت، وتجندل الجيوش المقابلة، وتهزمهم حبًّا للموت، وطمعًا في الجنة.. أمّا هذه الجنة فهي جنة حاول فيها المشعوذ حسن بن الصباح محاكاة الجنة الحقيقية، فأستغل منطقة طبيعية جميلة، وأوجد فيها أنهارًا وجداول وفسيفساء وألوانًا وزهورًا وأشجارًا يانعة وفواكه وطيورًا وحدائق غنّاء، والأهم في ذلك أنه وضع فيها تشكيلة من أجمل الفتيات الجميلات، ووضع كل ذلك في سياج يصعب الوصول إليها، وتحت حراسة شباب أخصاهم ليقوموا بالحراسة والعناية لهذه الجنة المزعومة، وبدأ يرسل لها الشباب بعد تخديرهم بالحشيش إلى درجة الإغماء عليهم، ثم يصحون وسط هذا النعيم المزعوم، ويجدون أنفسهم مع الحسناوات والفرش الوثيرة، والأكل الجيد، وبعد هذه المتع يتم تخديرهم، ويعادون إلى الحياة الحقيقية، فيروون لأقرانهم ما عاشوه، وأن الزعيم الأعلى قادر على إرسالهم إلى الجنة، والاستمتاع بها، ثم العودة للحياة، فشاع ذلك وبدأ الأهالي يرسلون أولادهم إلى جيشه، وتزايدت قوته، وكوّن فرق اغتيالات انتحارية لمن عاداه، وكان صديقًا لعمر الخيام، ووصل إلى حد ادّعائه النبوة، وأنه المهدي المنتظر.. وعندما يتمعن القارئ لهذه الرواية والأحداث التي مرت بها يرى التقارب الكبير في الفكر والإستراتيجية في الاعتماد على الشباب، وتكوين فرق من الانتحاريين الذين لا يهابون الموت، ويستهدفون الأعمار ما بين 15 - 25 سنة، ويكون الهدف هو الجنة، والحور العين حتى ترى المنتحر يقدم على الموت دون تردد.. ويقتل الأبرياء، ويفجّر المدنيين حتى لو كان فيهم نساء وأطفال، ويكفّر والديه، ويخرج على طاعات ولي الأمر، وكان يسعى للخراب والإرهاب والدمار من أجل فكرة الانتحار والحور العين التي يزرعها زعماؤهم، وهؤلاء الزعماء لا يذهبون، ولا ينتحرون، ولا يحرصون على الجنة ..
بل إن في بعض أدبيات جماعات التكفير والتفجير لا يرون بأسًا من استخدام الشباب لحبوب الكبتاغون المنشطة، حيث تجعله أكثر جرأة وحماسًا للقتل والإقدام والإجرام، ولهذا فالعلاقة قائمة بين الإرهاب والمخدرات، سواء بنظرية التطهير عندما يدخل السجن مدمن سابق، ويلجأ للدّين فيجدون فيه فرصة لهم لجهله وحماسه في تطويعه لخدمة الأغراض التكفيرية والتفجيرية في أن الانتحار هو الحل للتطهير من الذنوب السابقة، والفوز بالحور العين ممّا يجعل بعض هؤلاء يدخلون في حالة هيجان جنسي، وهو مقدم على الموت خصوصًا وأنه يزف عبر أناشيد زفة الشهيد التي يتم تصويرها في أشرطة مثل ذهابهم للانتحار، وإزهاق الأنفس، والعمران والحياة.. (انظر كذلك كتاب المذاهب الإسلامية لعبدالرحمن بدوي عن هذه الفرقة). هذه الرواية جديرة بالقراءة ليعي الآباء والمربون والدعاة والعلماء الطيبون كيف يتم تحوير الهدف الديني النبيل لخدمة الغرض السياسي، وتحويل الشباب إلى قنابل مفخخة في غفلة لازالت مستمرة من المجتمعات الإسلامية جمعاء.
بقلم الدكتور :- سعود بن صالح المصيبيح
9/9/1429 هجرياً
ابن قعيشيش غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس