تاريخ التسجيل: Feb 2006
الدولة: HAFRAWEE
العمر: 44
المشاركات: 198
معدل تقييم المستوى: 226
|
الرساله الهزليه ؟؟؟
[align=center] الرساله الهزليه لأبن زيدون من عيون الأدب الأندلسي
وقد كتبها على لسان عشيقته (ولاده بنت المستكفي) وأرسلها إلى أبن عبدوس , الذي
سقط هو الآخر في حب ولاده , ولكن خطته لم تنجح , وأصبح هو المبعد وخصمه المقرب ,
إليكم الرساااااااله التي نقلتها لكم , واللي مستعجل يقرأ الخط الأحمر وهو ماشي ,
ولايسرع .
يقول إبن زيدون في رسالته الهزليّة :
(( اما بعد , ايها المصاب بعقله , المورط بجهله , البين سقطه ,
الفاحش غلطه ,العاثر في ذيل اغتراره , الاعمى عن شمس نهاره ,الساقط سقوط الذباب على الشراب ,
المتهافت تهافت الفراش في الشهاب , فان العجب اكبر , ومعرفة المرء نفسه اصوب , وانك راسلتني
مستهديا من صلتي ما صفرت منه ايدي أمثالك , متصديا من خلّتي ما قُرعت دونه أنوف أشكالك ,
كاذبا نفسك انك ستنزل عنها الي , وتخلف بعدها علي
ولست بأول ذي همة دعته لما ليس بالنائل
حتى خلت ان يوسف _ عليه السلام _ حاسنك فغضضت منه ,
وان امراة العزيز رأتك فسلت عنه , وأن قارون أصاب بعض ما كنزت ,
والنّطفَ عثر على فضل ما ركزت ,وكسرى حمل غاشيتك , وقيصر رعى ماشيتك ,
والاسكندر قتل دارا في طاعتك , وأردشير جاهد ملوك الطوائف لخروجهم عن جماعتك ,
والضحاك استدعى مسالمتك , وجذيمة الابرش تمنى منادمتك , وشيرين قد نافست بوران فيك ,
وبلقيس غايرت الزباء عليك , وان مالك بن نويرة انما ردف لك , وعروة ابن جعفر انما رحل اليك ,
وكليب بن ربيعة انما حمى المرعى بعزتك , وجساسا انما قتله بانفتك , ومهلهلا انما طلب ثأره بهمتك ,
والسموءل انما وفى عن عهدك , والاحنف انما احتبى في بردك , وحاتما انما جاد بوفرك ,
ولقى الاضياف ببشرك , وزيد بن مهلهل انما ركب بفخذيك , والسليك ابن السلكه انما عدا على رجليك ,
وعامر بن مالك انما لاعب الاسنة بيديك , وقيس بن زهير انما استعان بدهائك , واياس بن معاوية انما
استضاء بمصباح ذكائك , وسحبان انما تكلم بلسانك , وعمرو بن الاهتم انما سحر ببيانك ,
وان الصلح بين بكر و تغلب تم برسالتك , والحمالات بين عبس وذبيان اسندت الى كفالتك ,
وان احتال هرم بن سنان لعلقمة وعامر حتى رضيا كان عن اشارتك, وجوابه لعمر _ وقد سأله عن ايهما
كان ينفر _ وقع عن ارادتك , وان الحجاج تقلد ولاية العراق بجدك , وقتيبة فتح ما وراء النهر بسعدك ,
والمهلب اوهن شوكة الازارقة بأيدك , وفرق ذات بينهم بكيدك , وأن هرمس اعطي بلينوس ما اخذ منك ,
وافلاطون اورد على ارسطاطاليس ما نقل عنك , وبطليموس سوى الاسطرلاب بتدبيرك ,
وصور الكرة على تقديرك , وبقراط علم العلل والمراض بلط حسك , وجالينوس عرف طبائع الحشائش
بدقة حدسك , وكلاهما قلدك في العلاج , وسألك عن المزاج , واستوصفك تركيب الاعضاء ,
واستشارك في الداء والدواء , وانك نهجت لابي معشر طريق القضاء , وأظهرت جابربن حيان
على سر الكيمياء , وأعطيت النظّام أصلا أدرك به الحقائق , وجعلت للكندي رسما استخرج به الدقائق ,
و إن صناعة الالحان اختراعك , وتاليف الاوتار والانقار توليدك وابتداعك , وان عبدالحميد الكاتب
بارى اقلامك , و سهل بن هارون مدون كلامك , وعمرو بن بحر مستمليك , ومالك بن انس مستفتيك ,
و إنك اللذي اقام البراهين , ووضع القوانين , وحد الماهية , وبين الكيفية والكمية ,
وناظر في الجوهر والعَرَض , وميز الصحة من المرض , وفك المعمّى , وفصل بين الأسم والمسمى ,
وصرف وقسم , وعدل وقوّم , وصف الاسماء والافعال , وبوب الظرف والحال , وبنى وأعرب ,
ونفى وتعجب , ووصل وقطع , وثنى وجمع , وأظهر وأضمر , واستفهم وأخبر , وأهمل وقيد ,
وأرسل وأسند , وبحث ونظر , وتصفح الاديان , ورجّح بين مذهبي ماني و غيلان , وأشار بذبح الجعد ,
وقتل بشار بن برد , وأنك لو شأت خرقت العادات , وخالفت المعهودات , فأحلت البحار عذبة ,
وأعدت السّلام رطبة , ونقلت غدا فصار امسا , وزدت في العناصر فكانت خمسا , وأنك
المقول فيه : ((كلّ الصيد في جوف الفرا)) .
و : ليس على الله بمستنكرِ أن يجمع العالم في واحد..
والمعنيّ بقول ابي تمام :
فلو صورت نفسك لم تزدها
على ما فيك من كرم الطباعِ
والمراد بقول ابي الطيب المتنبي :
ذكر الانام لنا فكان قصيدة
كنت البديع الفرد من أبياتها
فكدمت في غير مكدم , واستسمنت ذا ورم , ونفخت في غير ضرم ,
ولم تجد لرمح مهزا , ولا لشفرة محزا , بل رضيت من الغنيمة بالأياب , وتمنّيت الرجوع بخفي حنين ,
حتى لأني قلت :
* لقد هان من بالت عليه الثعالب *
وأنشدت :
على انها الايام قد صرن كلها عجائب , حتى ليس فيها عجائب
ونخرت وكفرت , وعبست وبسرت , وأبدأت وأعدت , وأبرقتُ وأرعدت .
و :
* هممت ولم أفعل وكدت وليتني*
ولولا ان للجوار ذمة , وللضيافة حرمة , لكان الجواب في قذال الدّمُستقِ ,
والنعل حاضرة إن عادت العقرب , والعقوبة ممكنة ان أصرّ المذنب .
وهبها لم تلاحظك بعين كليلة عن عيوبك , ملؤها حبيبها , حسنٌ فيها من تود , وكانت انما حلّتك بحُلاك ,
ووسمتك بسيماك , ولم تعرك شهادة , ولا تكلفت لك زيادة , بل صدقت سن بكرها فيما ذكرتهُ عنكَ ,
ووضعتِ الهِناءَ مواضع النقبِ بما نسَبتهُ اليك , ولم تكن كاذبةً فيما أثنت به عليك , فالمعيدي تسمع به
خير من ان تراه .
هجين القذال , ارعن السبال , طويل العنق والعلاوةِ , مُفرط الحمق والغباوة , جافي الطبع ,
سيئ الاجابة و السمع , بغيض الهيئة , سخيف الذهاب والجيئة , ظاهر الوسواس , منتن الانفاس ,
كثير المعايب , مشهور المثالب , كلامكَ تمتمة , وحديثُك غمغمة , وبينك فهفهة , وضحكك قهقهة ,
ومشيُك هرولة , وغناك مسألة , ودينُك زندقة , وعلمُك مخرقة مساوٍ لو قسمن على الغواني
لما أمهرن الاّ بالطلاق ..
حتى ان باقلا موصوفٌ بالبلاغة اذا قرن بك , وهبنّقة مستحق لاسم العقل اذا اضيف اليك ,
وطويسا مأثور عن يمن الطائر اذا قيس عليك , فوجودك عدم , والاغتباط بك ندم , والخيبة منك ظفر ,
والجنة معك سقر .
كيف رأيت لؤمك لكرمي كِفاء , وَضِعَتُكَ لشرفي وفاء , واني جهلت ان الاشياء انما تنجذب الى أشكالها ,
والطير انما تقع على الافها , وهلا علمت ان الشرق والغرب لا يجتمعان , و شعرت ان المؤمن والكافر
لا يتقاربان , و قلت : الخبيث و الطيب لا يستويان , وتمثلت :
أيها المنكح الثريا سهيلا عمرك الله كيف يلتقيان
وذكتَ اني عِلقٌ لا يباع فيمن زاد , وطائرٌ لا يصيده من اراد , وغرض لا يصيبه
الاّ من اجاد , ما احسبك الا كنت قد تهيأت للتهنئة , وترشحت للترفئة , ولولا ان جرح العجماء جبار ,
للقيت من الكواعب ما لاقى يسار, فما هم الاّ بدون ما هممت به , ولا تعرض الا لايسر ما تعرضت .
أين إدعاؤكك رواية الاشعار , وتعاطيك حفظ السير والاخبار , اما ثاب لك قول الشاعر :
بنو دارم اكفاؤهم ال مسمع
وتنكح في اكفائها الحبطاتُ
وهلا عشّيت ولم تغتر! وما اشك انك تكون وافد البراجم , أو ترجع بصحبة المتلمس ,
او أفعل بك ما فعله عقيل بن علفة بالجهني حين اتاه خاطبا , فدهن استه بزيت , وأدناه من قرية النمل .
وهل فقَدتُ الاراقم فانكح في جنبٍ , او عَضَلَني همام بن مرة فاقول : زوج من عود , خير من قعود !
ولعمري لو بلغت هذا المبلغ , لارتفعت , عن هذه الحِطة , ولا رضيت بهذه الخطة , فالنار ولا العار ,
والمنية ولا الدنية ,والحرة تجوع ولا تاكل بثدييها
فكيف وفي ابناء قومي منكح وفتيان هِزّان الطوال الغرانقة
ما كنت لاتخطى المسك الى الرماد , ولا امتطي الثور بعد الجواد , فانما يتيمم من لم يجد ماء ,
ويرعى الهشيمَ , من عدِمَ الجميم , ويركب الصعب من لا ذلول له , ولعلك انما غرك من علمت صبوتي اليه ,
وشَهِدت مساعفتي له , من أقمار العصر , وريحان المصر , اللذين همُ الكواكب عُلُوّ هممٍ ,
والرياضُ طيب شيم ..
من تلقى منهم تقل لاقيت سيدهم مثل النجوم التي يسري بها الساري
فنحن قدح ليس منها , ما انت وهم ؟ واين تقع منهم ؟ وهل انت الا واو عمرو فيهم ,
وكالوشيظة في العظم بينهم !
وان كنت انما بلغت قعر تابوتك , وتجافيت عن بعض قوتك , وعطرت اردانك , وجررت هميانك ,
واختلت في مشيتك , وحذفت فضول لحيتك , واصلحت شاربك , ومططت حاجبك , ورفعت خط عذارك ,
واستانفت عقد ازارك , رجاء الاكتنان فيهم , وطمعا في الاعتداد منهم , فظننت عجزا ,
و أخطأت استك الحفرة .
والله لو كساك محرق البردين , وحلّتك مارية بالقرطين , وقلدك عمرو الصمصامة ,
وحملك الحارث على النعامة , ما شككت فيك , ولا سترت اباك , ولا كنتَ الا ذاك .
وهبك ساميتهم في ذروة المجد والحسب , وجاريتهم في غاية الظرف والادب ,
اليس تأوي الى بيت قعيدته لكاع , اذا كلهم عزب خالي الذراع !
وهل يجتمع لي فيك الا الحشف وسوء الكيلة , ويقترن علي فيك بك الاّ الغدة والموت في بيت سلولية !
تعالى الله يا سلم بن عمرو أذل الحرص اعناق الرجال
ما كان اخلفك بان تقدر بذراعك , وتربع علي ضلعك , ولاتكن براقش الدالة على اهلها ,
وعنز السوء المستثيرة لحتفها , فما اراك الا سقط العشاء بك على سرحان , وبك لا بظبي أعفر ,
أعذرت ان اغنيت شيا , واسمعت لو ناديت حيا
إن العصا قرعت لذي الحلم
والشيئ تحقره وقد ينمـي
وان بادرت بالندامة , ورجعت على نفسك بالملامة , كنت قد اشتريت العافية
لك بالعافية منك , وان قلت :
(( جعجعة بلا طحن )) و ((رب صلف تحت الراعدة )) , وانشدت :
لا يؤيسنك من مخدرة قول تغلظه وان جرحا
فعدت لما نهيت عنه , وراجعت ما استعفيت منه , بعث من يزعجك
الى الخضراء دفعا , ويستحثك نحوها وكزا و صفعا ...))[/align]
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
__________________
|