الخبر - فيصل الفريان
المصدر جريد اليوم السعودية
ابدى ذوو المعتقلين السعوديين في سجن غوانتانامو تخوفهم من ان يكون طلبات استغناء ابنائهم عن المحامين الامريكين جاء تحت ضغط امريكي. وقالوا: سنتأكد من ذلك واذا تبين لنا ان طلب الاستغناء جاء بناء على قناعة من المعتقلين فسوف نشرع في تنفيذه فورا. الى ذلك تواصل (اليوم) نشر رسائل المعتقلين السعوديين بغوانتانامو والتي يصفون فيها احوالهم واوضاعهم بـ"السيئة". وحملت رسائل المعتقلين كلمات تخلد في ثناياها مشاعر الاشتياق الى الاهل والاصدقاء فمنهم من ارسل قصيدة الى والديه واخر عكست رسالته معاناته في الوقت الذي عبر من خلالها عن سعادته بمشاهدة صور اشقائه الثلاثة لاول مرة في حياته. وبعث المعتقل السعودي عبد الله بن ثاني العنزي رسالة إلى والده الذي يسكن بالقيصومة بحفر الباطن يصف فيها حاله وأوضاعه في معتقل غوانتانامو الذي أمضى به أكثر من اربع سنوات بعيدا عن أحبابه، وحاول من خلال قصيدة شعرية أن يطمئن والديه وزوجته واقاربه على صحته وأوضاعه، وأنه على ما يرام وخاصة أنه المعتقل الوحيد ضمن مئات المعتقلين الذي يعاني من بتر في ساقية الاثنتين، وبعث سلامة لأشقائه الذين لم يرهم طيلة عمره إلا بعد وصول صورهم له حيث ولدوا وهو خارج المملكة.
وقال شعرا :
يابوي سجني سجن ظلم وتزوير
ظلم يبكي شامخات المدينة
مالي جريمة ولارتكبت المحاذير
عكف المخالب بيع بيع السمينة
واوضح شقيق المعتقل متعب العنزي أن عائلته لم تر عبدالله منذ سنوات عديدة بعد سفره لأفغانستان وهو بكامل صحته الجسدية، الا من خلال صوره التي استلموها من السلطات المختصة في المملكة لشقيقهم في المعتقل للتعرف عليه.
واشار: من خلالها علمنا ببتر ساقيه.
وحول طلب عبد الله الغاء توكيل المحامي الأمريكي، أكد متعب أن هذا الموضوع يتم مناقشته من خلال العائلة بشكل أوسع، مشيراً إلى أنه خائف من أن يكون الطلب من أخيه بناء على طلبات من السلطات في المعتقل، مؤكداً أنه سيعمل على التأكد من هذا الوضع قبل اتخاذ قرار إلغاء توكيل المحامي .
وحول مواعيد الرسائل التي تصلهم من هناك، يقول متعب ان المواعيد مختلفة وان آخر رسالة وصلت قبل سنة تقريباً، مشيرا الى ان الرسائل تصل سنويا .
واضاف أن آخر رسالتين وصلتا من عبدالله كانتا تحملان قصيدتين الأولى باللهجة العامية وموجهة لوالده، أما الثانية فمكتوبة باللغة العربية الفصحى وصلت قبل أسبوع وهو يطمئننا على صحته ويشكو طول غيابه علينا ويقول فيها :
سجون وأغلال وقهر وغربة
وحرية الإنسان باتت غياهب
وحرية الإنسان أضحت رخيصة
يزداد عليها في المزاد المطالب
من جانبها أكدت أم سلمان وهي شقيقة المعتقل محمد ( أبو عبد الله) أنها لم تبادر حتى الآن الى إلغاء التوكيل الممنوح من قبلهم لأحد المحامين الأمريكيين في ولاية نيويورك الأمريكية، معللة ذلك بأنها لم تملك الوقت الكافي لعمل الإجراءات القانونية اللازمة لذلك، مضيفة أنها ستعمل خلال الأيام القادمة على إلغاء التوكيل إذا ما تأكد إليها أن طلب شقيقها ليس بناء على ضغوطات أمريكية عليه. وقالت أم سلمان مضى على استلامنا رسالة من اخينا عاما ونصف العام، وقالت تفاجأنا بطلبه الاستغناء عن محاميه . وكشف مستشار الشئون الإسلامية في الصليب الأحمر الدكتور عامر الزمايلي أن تأخير وصول الرسائل البريدية لأهالي المعتقلين في المملكة يعود إلى إخضاع كل رسالة للتفتيش والقراءة وتحليلها وطمس بعض الكلمات غير المفهومة من قبل السلطات الأمريكية المشرفة على المعتقل .
وقال : اجتمعت مع كافة المعتقلين السعوديين بغوانتانامو وحالتهم الصحية متفاوتة وبعض منهم متردية واخرون استطاعوا التعايش مع الوضع ، مشيراً إلى أن السلطات الأمريكية تتجاوز لجنة الصليب الأحمر مرارا وتكرارا بعدم اخبارهم بموعد إطلاق سراح مجموعات من المعتقلين، مطالبا اياها بالتنسيق مع اللجنة قبل إطلاق سراح أي معتقل.