الموضوع: التواضع
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-10-2006, 10:21 PM   #1


 
تاريخ التسجيل: Nov 2005
المشاركات: 1,140
معدل تقييم المستوى: 248
محمد الهدبان will become famous soon enough
افتراضي التواضع

التواضع خلق حميد اتسم به الانبياء والعلماء والصالحون ، والإنسان يسمو بتواضعه وخلقه ، ففيه دليل على رجاحة العقل وطمأنينة النفس وصدق الشعور ، ولو تأملت سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم لوجدت أنها أنموذج بديع للخلق العظيم ومثال للرأفة والسماحة والتواضع يقول عليه الصلاة والسلام ( خيرني ربي بين أمرين أن أكون نبياً ملكاً أو نبياً عبداً فلم أدر أيها أختار ، وكان صفيي من الملائكة جبريل فرفعت رأسي إليه فقال : تواضع لربك فقلت عبداً رسولاً ) .
والتواضع مفتاح تزكية النفوس ، وسبيل إلى مغفرة الذنوب ، والتواضع هو الطريق لجمع القلوب والكلمة ، وفض النزاع والخلاف بين أبناء المجتمع . والتواضع لا يوزن بميزان العرق والمال أو السلطان أو الجاه بل هو تسابق وتنافس في ساحة التقوى والعمل الصالح .
فالتواضع : روح الإيمان الحي ، وصف الله به عباده الصالحين فقال تعالى :{ وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً } (63) سورة الفرقان .
فالمسلم يتواضع ليرتفع ، وسنة الله جارية في رفع المتواضعين ووضع المتكبرين قال صلى الله عليه وسلم : ( ما تواضع أحد لله إلاّ رفعه ) وكفى للإمتثال بهذا الخلق العظيم ما أمر الله به في كتابه : { واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين }(215)سوره الشعراء ، ولقد رفع الله ذكر المتواضعين وأثنى عليه وقدم حبه لهم فقال تعالى : { يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين }(54) سورة المائدة ، وجعل جزاء المتواضعين مثلاً إلى يوم القيامة فقال سبحانه :{ تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علواًّ في الأرض ولا فساداًً والعاقبة للمتقين }(83)سورة القصص .
ولقد كان الصحابة رضوان الله عليهم على غرار رسول الله صلى الله وسلم لطفاً وحلماً وتواضعاً ورحابة صدر فأبو بكر الصديق رضى الله عنه يقول : لا يحقرنّ أحد أحد من المسلمين فإن صغير المسلمين عند الله كبير ، وأول كلام قاله عمر رضى الله عنه حين صعد المنبر : اللهم أنني شديد فليني وإني ضعيف فقوني وأنني بخيل فسخني . ويقول ابن مسعود رضى لله عنه : من تواضع لله تخشعاً رفعه الله يوم القيامة ، ومن تطاول تعظماً وضعه الله يوم القيامة . ويقول الحسن البصري رحمه الله : التواضع أن تخرج من منزلك ولا تلقى مسلماً إلاّ ورأيت له عليك فضلاً . ولفضيلة التواضع مظاهر كثيرة تعبر عن وجودها نلحظها في الأمور التالية :
1.حسن المعاملة للناس التي هي مظهر جلي من مظاهر التواضع حيث يحب الناس المرء السمح لطيف المعشر موطأ الأكناف دمث الطباع .
2. أن يكون المرء عفواً كريماً متسامحاً لا يحمل غلاً ولا يضمر حقداً على أحد .
3. العطف على المستضعفين والرأفة بالمساكين ، والإشفاق على المظلومين .
4. محاسبة النفس ومساءلة الذات والبعد عن تتبع عيوب الناس .
5. المتواضع تراه راضياً بعيشته قانعاً برزقه .
وبعد أن رأينا ما للتواضع من أثر عظيم في صقل النفوس وتهذيبها وماله من فوائد في شيوع الخير بين أفراد المجتمع ، وهذا يدعونا إلى العناية بهذا الخلق العظيم أشد العناية وغرسه في نفوس الصغار كي يغدوا طبعاُ راسخاً وسلوكاً حياً في وجدانهم وتربية لنفوسهم .
والذي نلحظه من أخواننا المشاركين في هذا المنتدى اختيار اسماء وألقاب فيه نوع من التزكية ونوع من التعالي والفخر المذموم نسأل الله عز وجل أن يردنا إليه رداً جميلاً وأن يبعدنا من الكبر وتزكية النفس والتعالى على الناس ، ويجب أن نجعل قدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم في التواضع وغيره .

المرجع : ( روضة المشتاق في مكارم الأخلاق ) بتصرف .
محمد الهدبان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس