عرض مشاركة واحدة
قديم 05-13-2008, 05:09 AM   #1




 
تاريخ التسجيل: Jan 2006
المشاركات: 1,935
معدل تقييم المستوى: 261
ابوعبدالله 2000 is on a distinguished road
افتراضي قصـــــــــــــــه منقوله

[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هذهـ قصة مقتبسة من قصة واقعية حدثت في نفس الأماكن المذكوره وأعجبتني أحداثها

فــنقـلتها لكم


(خيمتك يا عـــامـــر ... عامرة بســـنـــدس)


في بادية بين الحجاز والشام .. هناك راعي بدوي يجول بأغنامه في مناطق العشب ومناقع الماء ..

فالوقت وقت الربيع ولم تجف الأرض بعد من أمطار الشتاء رغم قلتها

راعي في الخامسة والعشرين من عمره .. لم يتزوج بعد .. ربما لأن أمه العجوز وحيده وأخوته المتفرقون كل مشغول بأولاده .. فكان سندها بعد أبوه الذي مات من قريب على كبر في السن

كل فجر يصحو ليصلي الفجر وقبل ذلك يدفئ بعضا من الماء لتتوضأ أمه ومن ثم يتوضأ هو ..

وبعد الصلاة



يحلب بعض الأغنام ليسقي أمه ثم يأخذ أغنامه راعيا حتى تميل الشمس للغروب

يعود ليصلي المغرب ويدخل على أمه في خيمتها وقد أعدت بعض الإقط ليأكله مع قليل من الماء ..

ويسألها عن بعض الأخبار ثم يخرج للقاء بعض أصحابه الذين قرروا تسميته الشايب .. فقد كبر بنظرهم ولم يتزوج ..

والعادة في قبيلتهم أنهم يتزوجون قبيل العشرين أو بعدها بقليل ولكن عامر تعداها ولم يتزوج إلى الآن .. وكان قد خطب له أبوه ابنة ابن عمه سلمى

ولم يتم الزواج لأن أباه مرض لمدة سنتين ثم توفي بعدها ..



.



عامر استعاب أن يتزوج في مثل هذهـ الظروف ..

ثم فكر في أمه التي ليس لها أحد غيره بعد رحيل أخوانه إلى المدينة حيث السعة والحضارة والمدنية

كان يتمنى في نفسه أن تكون سلمى نعم الزوجة وأن تحسن معاملة أمه التي تقدمت في السن ..


ولكنه غير مطمئن لذلك ..

0
0
0
0
0
0
0

لقد خُطبت سلمى وستتزوج قريبا ..

خطبها أحد أبناء القبيلة الذي يسكن في المدينة ويعمل في السلك العسكري ..

وقد أعطاه أبوها بعدما علم تراخي عامر وبعدما لمّح له بذلك


قال له في مجلس الرجال وهو يشير للطعام:
يا تمد يدك .. يا غيرك يمده :::>(مشيرا إلى موضوع زواجه من سلمى)

فأجاب عامر وهو في ضيق
: من يمده لا ترده:::> (يعني الذي يتقدم لها لا ترده)



لا يدري لمَ قال هذا الكلام .. وكأن هناك هاتفا يهتف في أذنه ويقول هي ليست من نصيبك لا تتمسك بها ..

أو ربما حدسه القوي ينبئه أنها ليست هي التي خلقت من أجل أن تكون زوجته

لذلك حاول أن يبتعد عن التفكير فيها ..

وحاول أن يُبعد عنه إحساسٌ خفيٌ بالندم على فواتها ..

كان يقول: وليش أتحسر .. وما هي من نصيبي .. والنصيب يقولون مكتوب على الجبين

ومع ذلك كانت كثيرا ما تخطر على باله وكثيرا ما يحاول طرد تلك الأفكار والذكريات التي تربطه بها

0
0
0
0
0
0
0



في موسم الربيع ذاك ..



وعلى مقربة من طريق الحجاز الذي يتجه شمالا إلى تبوك ومنها إلى الشام ..

توقفت سيارة حمراء صغيرة ونزل منها رجل أبيض وطويل ثم سأله بلكنة شامية هل هناك ماء؟

فأجابه عامر نعم
وأعطاه ما معه من ماء
قال الرجل ما يكفينا .. هل هناك غيره؟
نظر عامر في ما حوله وقال: إذا كنت تريد الماء فاتبعني .. فقد نفذت مئونتي

تبعه الرجل إلى أن وصل مضارب قبيلته فأعطاه الماء فشرب قليلا ثم جلس متظاهرا بالتعب ..


قال له عامر: هل أنت جائع؟


رد عليه الرجل: لا يهم سنصبر على الجوع إلى أن تظهر لنا بعض المحطات في الطريق وهناك سنشتري لنا غداءا


- لن تذهب من هنا وأنت ضيفي وجائع .. سأعطيك شيئا يذهب جوعك


دخل لأمه وطلب منها كثيرا من الإقط وبعض السمن الذي تستخرجه من حليب الغنم وحمله مسرعا للرجل خارج الخيمة ثم قال معتذرا: ليس هذا حقك ..



- لا بأس نحن على طريق سفر طويل ونريد الوصول بسرعة .. وما أعطيتنا قد يسلينا على طول الطريق
- لو تنتظر قليلـ.....
- (قاطعه الرجل) لقد تركت أولادي في السيارة لوحدهم ولا بد أن أعود مسرعا
- كما تريد

شكره الرجل ثم هرول مسرعاً إلى سيارته ثم توقف على بعد عدة أمتار وأشار إليه أن اتبعني فتبعه عامر مستغربا

وعندما اقترب الرجل من سيارته توقف منتظراً وصول عامر ثم سأله:

- هل أنت متزوج؟
- لا
- خاطب؟
- ... (صمت قليلا وقد تذكر سلمى) .....لا
- وهل تمانع أن أزوجك؟
- ماذا؟
- هل تريد الزواج؟؟
- وكيف؟
- لا تسأل كيف فعروسك عندي
- هل أنت جاد؟
- فقط أخبرني عن اسمك وعن قبيلتك

عامر تملكته الدهشة فوقف فاغرا فاه ينظر بعينين متسعتين للرجل الذي يعرض عليه الزواج ولمّا يعرفه بعد ..

وكان غير مصدق .. حتى أنه فرك عينه ليتأكد أن هذا المشهد حقيقة وليس حلما

ابتسم الرجل ثم ربت على كتفه وقال: هل عندكم قهوة؟

- وما دخل القهوة بالزواج؟

- (ضحك الرجل) تعال .. لنذهب قرب الخيمة وسأخبرك كيف تتزوج؟

مشى عامر متجها لخيمته ومشى معه الرجل الشامي الغريب ..

ثم استوقفه في وسط المسافة بحيث يرى سيارته في غرب المكان وخيمة عامر في شرقه

وقال: يا بني لي قصة سأحكيها لك .. وأنا أعرض عليك الزواج من ابنتي .. ولا أظنك إلا من خيرة البدو هنا

- وما قصتك يا عم؟؟

- (تنهد بعمق ثم قال) لقد أقسمت أن أزوج ابنتي لراعي غنم بدوي يعيش في الصحراء .. وتوسمت فيك خيرا ..
وقد تكون أنسب من يبر بقَسَمي[/align]
__________________

ابوعبدالله 2000
ابوعبدالله 2000 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس