عرض مشاركة واحدة
قديم 05-13-2008, 05:10 AM   #2




 
تاريخ التسجيل: Jan 2006
المشاركات: 1,935
معدل تقييم المستوى: 261
ابوعبدالله 2000 is on a distinguished road
افتراضي رد: قصـــــــــــــــه منقوله

[align=center]


- اسمع يا بني .. لا تخف فابنتي بصحة وعافية وعلى قدر من الجمال ..

ولكن هناك على رأسها قرن الغرور والكبرياء ولن يكسره غيرك....

اسمع ما أقول ؛ فقط الغرور .. ولا تكسر عزتها وكرامتها .. ولا تسيء معاملتها

- (عامر مندهش ولم يستطع الكلام) ....... !!

ثم طلب منه أن يرتب نفسه فلن يبيت الليلة إلا مع زوجته الشامية الجديدة ..

وفعلا لم يأت المساء إلا وقد اجتمع بعض من رجال القرية ليشهد بعضهم عند الشيخ الذي ملكهما على
هذا الزواج الغريب وليذبحوا بعض الأغنام بهذه المناسبة

كانت النساء يتطلعن من خيامهن المتفرقة محاولة التقاط خبر أو كلمة تؤكد ما يشيع في المكان
من خبر أقرب للكذب منه للحقيقة !!

أما عامر فكان أقرب للشخص الحالم منه للواعي ..
فهو رغم هذهـ المراسم غير مصدق ما يشاهده بعينيه وما يسمعه بأذنيه ..





حتى دخل على عروسه الجديدة





أول ما رآها حسب أنه في عالم آخر غير عالمه ..

قد تكون حورية من الجنة نزلت هذهـ الخيمة المتواضعة ..

أو ربما جنية من تلك اللاتي يسمعن بهن في قصص أمه وهن يترصد للرجال وخاصة الشباب


لم يكن عليها فستان زفاف

ولم تصبغ وجهها الأبيض بالأصباغ

ولم تسرح شعرها البني اللامع

بل كانت تغطيه بطرحتها وتلف جسمها بعباءتها..



هي لم تستعد لزواج مفاجئ كهذا ..

ولم يخطر ببالها أن ينتهي بها الطريق هنا في الصحراء

للتزوج بدويا أسمرا وراعي غنم وثيابه صفراء ونعله متقطع

لم يكن عليها سوى جلابية سوداء اشترتها العام الماضي من الأردن وبجوارها حقيبتها التي فيها ملابسها
التي أعدتها للسفر للأردن ..

وكانت ملامحها الناعمة الجميلة حزينة منكسرة ..

وتجلس بقرب الزاوية في الخيمة وقد ضمت حقيبتها وكأنها تأنس بها وتعوضها فراق أهلها..

أو قد تعطيها بعض الإحساس بالأمان من هذا البدوي الذي يسمونه الآن زوجها

كان مشهدا غريبا فعلا ..

فهو واقف بالقرب من باب خيمته لا يدري ماذا يفعل مع عروسه التي بدا عليها الخوف والضيق
فانزوت على نفسها؟؟

جلس قرب الباب ثم قال: سدس؟ صح اسمك كذا؟

- (نظرت إليه ولم تتكلم) ........

- سدس .. أكيد عرفتِ إن اسمي عامر ..

- اسمي سندس

- سندس؟ (وأخذ يردد اسمها ليحفظه فهو لا يريد أن تصحح خطأه التافه في نطق اسمها)
سندس .. سندس ... ولكن ما معنى سندس؟؟

- (نظرت إليه ولم ترد ثم وضعت رأسها على ركبتيها وانخرطت في البكاء) ......

فجع عامر لبكائها فقام يدور في الخيمة .. يخاف أن يقترب منها فتزيد حدة بكائها ونفورها

ويخاف أن يخرج في هذا الليل فيراه أحد ويفتضح أمره

جلس يفكر في حيرة كيف يتفاهم مع عروسه هذهـ؟؟



ثم أخذ يتكلم مخففا عنها.. ويخبرها أنه رجل وشهم ويحترمها

ثم جلس يقص عليها ملامح حياته الماضية مع أمه وأبيه الذي مات قبل سنوات وأخوته اللذين تفرقوا

وبقى هو فقط مع أمه

كان يقصد من حديثه أن يخفف من الوحشة وأن يكون بداية ألفة بينهما ..
ولم ينتبه إلى أنها نامت على هيئتها تلك

في الغد كانت أخبار الزواج الغريب قد انتشرت وصارت حديثهم المفضل وخاصة النساء ..

أما عامر فخرج مثل كل يوم يحلب الأغنام ثم يذهب ليرعاها





وعندما عاد في المساء









زار أمه أولا التي كانت توصيه بزوجته خيرا وتدعو له أن تكون زوجة صالحة وأن يرزقه الله الذرية الصالحة

ثم قالت له متى نزور زوجتك؟

تلعثم عامر في رده فزوجته نافرة مضطربة وكيف تزورها أمه وهي بتلك الحال؟ ..

ثم





قال لها : سترينها .. لا تقلقي يا أمي .. سأرى إن كانت مستعدة وأناديك لتزوريها

عندما دخل عليها كانت جالسة والملل باد عليها وبجانبها إناء فارغ كانت قد شربت ما به من لبن

سألها عن حالها فأجابت بخير .. ثم جلس بجوار الباب حتى لا يزعجها باقترابه وسألها إن كانت تريد طعاما؟







كادت أن تصرخ به وتقول.. :


وهل هذا طعامكم وغداءكم؟؟ أنا لا أريد شيئا من هذا .. ما هذهـ العيشة؟؟؟

ولكنها لم تقل ..



عندما نظرت في عينيه رأت شفقة ورحمة وحنانا .. رأت رجلا بدويا ولكن البادية لم تؤثر عليه بطباعها القاسية .. ها هو يحترمها ويداريها



لقد أسكتتها طباعه الرقيقة وأخلاقه الدمثة .. واستحت أن تصرخ به أو تفرغ فيه غضبها .. وكأن معاملته لها امتصت نفورها وغضبها

قالت بعد تردد .. لقد أكلت .. لقد ناولني أحد ما إناءا فيه بعض الرز واللحم

ابتسم وقال: مازلت ضيفتهم وسيجلبون لك الطعام غدا وبعد غد أيضا ..



لم ترد







ولكنها أطرقت فهي لا تريد أن ترى ابتسامته ..

قد يكون ذلك خوفا من أن يرق قلبها له أو تغيرها ابتسامته العذبة





في الصباح الثاني من زواجهم







زارت أم عامر زوجة ابنها الأصغر وأحضرت معها بعض التمر الذي تخبئه للضيوف فقط وأحضرت القهوة


وجلست معها تحدثها بأحاديث عامة لا تخص أحدا

كأن تقول لها: سبحان الله يا بنتي .. الأرزاق بيد الله .. وهو الذي يقسم الرزق والنصيب ..

وهو الذي يعطي ويأخذ ..

وما شابه هذا الكلام




ظلت الحال هكذا أياما ..




فعامر لا يقترب من زوجته سندس.. فقط يحضر الطعام والماء وينام على طرف من الخيمة ..

إلى أن أنست به سندس وأعجبتها أخلاقه فصارت تنتظر مجيئه وتستعذب كلامه وتبتسم لابتسامته

طرح عليها فكرة أن ترى الأغنام وتخرج معه لتشم الهواء العليل وتمتع نظرها بالأرجاء الرحبة والأفق الواسع ..

خصوصا وأن الربيع ينتشر في بعض المرابع

فرحت سندس فخرجت معه لتتفرج وتشاهد البر الواسع


.. وأعجبها ذلك ..

سارت معه وتبعته في كل مكان يذهب إليه .. وكان هو يؤنسها بحديثه ويسمي لها الأشياء التي لا تعرفها والشجيرات التي تنتشر في شعيب الوادي

ويحكي لها عن الحيات وجحورها والحشرات وأسماءها .. لقد ظنته جاهلا وغير متعلم ..

فهو لم يواصل دراسته بعد المتوسطة التي درسها في الهجرة القريبة منهم ..

ثم تركها ليتفرغ لرعي الغنم بعد أن تزوجت أخواته وسافر أخوانه وكبرت أمه






والآن عرفت سندس أن الجهل لا يكون في من ترك المدرسة فقط ..

فها هي جاهلة بأمور كثيرة يعلّمها إياها عامر غير المتعلم في نظرها

كان يزيد في نظرها كل يوم .. وصارت تأنس به .. وتشتاق لعودته .. ومع ذلك لا تظهر له شيئا من ذلك

,

,

,



,





,
صار عامر يصحب زوجته الشامية الجديدة بعض الأيام معه للرعي لتؤنس وحدتها

وتستنشق الهواء العليل وليبعدها عن تفكيرها بأهلها الذين سافروا للأردن من دونها


بدأ عامر طريقته في جذبها إليه ..


فصار يمشي مسرعا لتلحقه أو يختبئ عنها لتبحث عنه ..

محاولا بذلك أن يجعلها تتعلق به وأن تعرف أنه الشخص الوحيد هنا الذي تأمن بجواره

وفي أحد المرات نظر خلفها وقال سندس ابعدي ... بسرعة ابعدي

فقفزت من مكانها وهي تقول : ماذا رأيت هل هي حية أم عقرب أم ماذا..؟؟

أخذها ضاحكا وقال لقد هربت الحية عندما رأتني

نظرت لعينيه تريد أن تتأكد من صحة كلامه ثم قالت: وهل تهرب الحيات منك؟

نعم أنا راعي غنم وأحمي نفسي جيدا وقد عرفتني وصارت تهابني ..

أما أنت فعروس :: حضرية :: لا تستطيع الدفاع عن نفسها .. لذلك لا تخافك (ثم ضحك)

فعرفت أنه يمزح وكان يفتعل تلك القصة لتقترب منه أكثر ..

عرفت لعبته وأعجبتها طريقته وذكاءه ...

فابتسمت له ثم تذكرت أنه زوجها وأنها مقصرة في حقه .. وحتى لو كانت غير راضية عن زواجها هذا سابقا ..

فليس لها الآن إلا الرضا بما قسمه الله لها .. وعليها أن تسلم أمرها لله وأن تؤدي حق زوجها الذي يداريها

ويكرمها منذ أسابيع مضت ولم ترى منه ما يسوؤها ..

,


,



,

في ذلك الوقت لم يكن لرجال وشباب القبيلة حديث غير عامر وزوجته الشامية ..

كانت نفوسهم تتطلع لمعرفة أخبارهم وهل عامر سعيد معها ؟
وهل هي سعيدة بوضعها الجديد؟ وكيف هي ؟ هل هي أجمل من نسائهم؟

,


,



ولكن أخلاقهم لا تسمح لهم بالتلصص على عامر ولا على زوجته لرؤيتها إلا بعض الفتية الصغار الذين كانوا يترصدون أوقات دخول عامر وزوجته للخيمة قبيل المغرب .. لعلهم يلمحون طرفا من يدها أو رجلها .. لعلهم يرون بياضها الذي تتحدث به نساؤهم أو يرون عينيها العسليتين الجميلتين


وأنى لهم ذلك وعامر يغطي كل شيء في زوجته حتى لا يظهر منها شيء البتة ..



كان يقول لها عند خروجنا من الخيمة :






لا يظهر حتى ظفرك ..

فإذا ابتعدنا لك أن تأخذي راحتك


أما نساء القبيلة






فكل يوم والآخر يزرن أم عامر لعلها تعزم زوجة ابنها الشامية ليرينها عن قرب ..


ففي نفوسهن فضول لرؤية هذه العروس الغريبة ..

وكانت أم عامر تصرفهن عن هذا الموضوع لأنها لا تريد أن تحرج زوجة ابنها الخجولة بنظرها ..

وكانت أيضا تنتظر فرصة مناسبة لجمعها ببقية النساء

:

:


:

:

بعد أربعة أشهر

:



:




توقفت سيارة حمراء صغيره وترجل منها أبو سندس الذي سار باحثا عن عامر








أو أي شخص يدله على عامر ..[/align]
__________________

ابوعبدالله 2000
ابوعبدالله 2000 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس