عرض مشاركة واحدة
قديم 05-13-2008, 05:23 AM   #6




 
تاريخ التسجيل: Jan 2006
المشاركات: 1,935
معدل تقييم المستوى: 261
ابوعبدالله 2000 is on a distinguished road
افتراضي رد: قصـــــــــــــــه منقوله

[align=center] اسما بدويا
- أنا أود تسميته حسام .. وهو يريد سليمان على اسم أبيه
- وماذا ستفعلون غدا ؟.. وهو يوم سابعه .. يجب أن تحسموا الأمر
- لا أدري

:


:

في يوم الخميس استمتعت عائلة أبو محمد بتواجدهم في البادية

التي يزدان جوها في الشتاء بالأمطار الخفيفة التي تلطف الجو وترطب الأرض فينبت بعده العشب

فخرجوا مع عامر صباحا ليشاهدوا الربيع في بعض الأراضي المجاورة للجبال وأماكن تجمع شعبان الوادي ..

وهناك لعب الأولاد وتسابقوا واستمتع أبو محمد بحديث عامر عن البادية وعن الحيوانات البرية والأعشاب الربيعية

أما أم محمد فبقت بجوار ابنتها سندس وكانت أم عامر تزورهم ما بين وقت وآخر
وتحضر لهم القهوة والحليب الدافئ ..
وكانت أم محمد تنصح ابنتها في خلوتهما في كيفية معاملة الصغير الذي يحتاج للدفء
ولبعض الأدوية التي تفيده

بعد الظهر ذبح عامر عقيقتي ابنه ووزعها على قبيلته وترك بعضا ليطبخه عشاءا له ولأهل زوجته

كان يوم الخميس ذاك يوما مليئا بالأحداث السعيدة سواءً لعامر وسندس أو لعائلة أبي محمد ..

في المساء حسم أبو محمد الخلاف بين الزوجين حول اسم المولود
قائلا: يا ابنتي اسم المولود من حق الوالد .. هو الذي يسمي ..
وأنت فضلك الله بثلاث حقوق على أبيه ولكن ليس من بينها تسمية .. وسليمان اسم نبي من أنبياء الله ..
- لكنه لا يعجبني .. وليس في عائلتي ..
- يا بنتي عائلتك هي عامر وابنك هذا .. وتنتمون إلى هذا المكان .. أتمنى أن تفهمي كلامي

- (عامر) يا عمي دعها تسمي ما تريد .. أنا سأتنازل ...

- (قاطعه أبو محمد) لا .. لن تتنازل الآن .. هي ستسمي ما تريد لكن ليس الآن ...
المولود الثاني إن شاء الله (ثم نظر إلى ابنته وابتسم)

- (قالت سندس بعد أن رأت إصرار أبيها) حسنا .. ليكن سليمان
- بوركت يا ابنتي .. كوني دائما مطيعة واعلمي أن من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه ..
وأنت تركتِ عنادك لترضي زوجك وسيعوضك الله به سعادة ورضا

في الغد في يوم الجمعة ودعت سندس أهلها الذين أنسوها بتلك الزيارة التي لن تنسها أبدا ..
وكانت تخاف من ساعة الفراق .. وها هي حانت .. فأخذت تعزي نفسها بوليدها الذي لن يفارقها
وسيبقى معها ليملأ عليها دنيتها

بعد أن رحلوا وجدت سندس الخيمة كئيبة موحشة .. أرجاؤها خالية .. فصارت تتذكر أماكنهم بالأمس فيها ..

فأبوها كان يتصدر المجلس وبجانبه عامر ولكن من جهة الباب وأمها تجلس دائما على طرف فراشها وأخوتها موزعون هنا وهناك

دمعت عيناها ثم ضمت سليمان إلى صدرها لعله يؤنسها بنبضات قلبه الصغير ..
ثم قامت لتفتح هداياهم التي جلبوها من المدينة

إنها ملابس لسليمان وسرير ليرفعه عن الأرض وناموسية لتحفظه من الحشرات الطائرة ..

وما هذا أيضا؟
إنها ألعاب له إذا كبر قليلا .. وهذه ملابس لها ...

فرحت بكل ذلك وقامت لترتبه في دولابها الذي ما عاد لها وحدها .. بل يشاركها فيه سليمان

7

7

7
زادت سندس من اهتمامها بزوجها أكثر من قبل ..

فالآن هو أبو وليدها وحبيبها سليمان .. وكانت تريد منه رجلا يفخر به سليمان في حياته
وليس مجرد راعي غنم في صحراء شمال الحجاز

كانت تسأله عن تعليمه فيقول أنه ترك المدرسة من بعد المتوسطة ليتفرغ لرعي الغنم ولمساعدة والدته ..
ولكن سندس قالت له يجب أن تكمل تعليمك .. وأنا سأرعى الغنم بدلا منك ..
وسأهتم بسليمان وبأمك أما أنت يجب أن تبحث عن ثانوية لتكمل تعليمك فيها

أمام إصرارها بحث عن أقرب ثانوية في الهجر القريبة وسجل فيها ليدرس ..
وتبقى مشكلة النقل .. فليس من المعقول أن يمشي مسافات بالكيلوات ومتى يصل؟ ..
فأشارت عليه سندس أن ينقله أحد أبناء القبيلة ممن معهم سيارة مقابل أن يعطيه سمن الغنم ليبيعه السائق ويستفيد منه

اتفقوا على ذلك وكانت سندس وأم عامر توفران السمن وتقتران على نفسيهما من أجل عامر
وسارت الأمور بلا أحداث جديدة حتى أكمل سليمان سنتين ونصفا

عندها أنجبت سندس مولودها الثاني ولكن لم يكن حسام كما كانت تسميه وهو في بطنها ..
لأن المولود كان بنتا جميلة ولم يختلفوا هذه المرة في تسميتها
لأن عامر ترك لها أن تختار ما تشاء بناءا على وعد والدها (أن تسمي الثاني أمه) فأسمتها:

أسيل

طبعا كان البدو حولها يتعجبون من ذوقها ومن هذا الاسم الغريب لابنتها
ولا يملكون إلا أن يقولوا: (حضرية وذوقها غير .. الخوف على عامر الذي ستحضره وتغيره زوجته)

في ذلك الوقت كان عامر يدرس في الصف الثاني ثانوي في الهجرة القريبة
وكانت سندس تتحمّل عنه رعي الغنم .. حتى وضعت حملها وكان الوقت صيفا حيث يستطيع عامر القيام
بالرعي وشئون الخيمة بدلا منها

وكما في ولادتها السابقة زارها أهلها ليباركوا لها مولودتها الجديدة ..
إنها جميلة جدا ولكنها تميل للسمرة قليلا وتملك عينان بدويتان واسعتان كعيني أبيها الساحرتين

ومن ثم أكملوا مسيرتهم إلى الأردن حيث سيقضون إجازة الصيف هناك ..
رحلوا من عند سندس التي حزنت كثيرا لرحيلهم وأكثر عندما طلبت من والدها مرافقتهم
فرفض طلبها رغم شفاعة عامر لها

فبقت كسيرة الخاطر تملؤها الذكريات والحنين للأردن ولأقاربها ..
تتحرق شوقا لمرافقة أهلها في السفر وللسكن معهم سواء في المدينة أو عمان

ولكن .. هيهات هيهات .. وأبوها قد قطع صلتها بكل ذلك .. وأوصد باب اليأس في طريق آمالها وأحلامها ..

صرفت تفكيرها عن كل ذلك فهو لن يزيدها إلا حسرة وألما..
وشغلت نفسها بطفليها وقرة عينها سليمان وأسيل

:::::::::::
:::::
::
وبعد مرور سنة

:

:




:



:تخرج عامر من الثانوية ثم توجه بصحبة أحد أخوته إلى المدينة ليسجل في الجامعة ويكمل دراسته ..

كان متحمسا جدا ويغذي حماسته صوت سندس اللحوح بأن يكمل دراسته ويبني مستقبله

وعندما علمت سندس بأنه قُبل في الجامعة عرضت عليه أن ينتقلوا بالسكن إلى المدينة
فرفض ذلك وقال أنه سيدرس وحيدا هناك وسيتردد ما بين أسبوع وآخر عليها ليراها وأبناءه وأمه

لم تكن لديه قناعة تامة بالسكن في المدينة فهو لا زال يحب البادية ويحب خيمته وأغنامه ولا يرضى بها بديلا

أما أهل سندس فكانوا يزورونها كلما سافروا للأردن ويجلبون معهم الهدايا والملابس والطعام الذي تحبه والحلوى لأطفالها .. وسارت الأمور على ما يرام

:


:




:


عامر البدوي الآن هو في الحرم الجامعي ..

لم يكن ليتخيل نفسه يوما في هذا المكان ..

لم يعتد هذه الجدران التي تسد الرؤية أمام عينيه وتحجب الأفق الرحب .. لم يعتد هذه المكيفات التي تطن فوق رأسه ولا تلك الأنوار القوية المزعجة

كل تلك الأجواء كانت مزعجة له في بداية الأمر .. حتى الطعام لم يناسبه كثيرا ..

وأكثر ما يزعجه هو السكن الجامعي وأخلاق الطلاب المتباينة مابين سيئين وطيبين ..

ولم يمض وقت طويل حتى اعتاد عامر كل ذلك ..

واعتاد حياة المدنية التي كان يسمع بها دائما وخاصة من سندس .. وكان يتبسم كلما تذكر أن سندس الحضرية تسكن البادية الآن وهو البدوي يسكن الحاضرة ..!


اليوم يومٌ مختلف جدا

اليوم هو يوم تخريج دفعة من طلاب الجامعة بأقسامها المختلفة ..

عامر يقف بين زملائه خريجي قسم الأحياء الدقيقة .. لا يدري عامر لمَ انجذب إلى هذا القسم بالذات ..

ربما فضوله لمعرفة هذهـ الأمور التي كان يجهلها تماما هو الذي وجهه هذا التوجيه العلمي البحت ..

والذي أروى عطشه للأمور العلمية خاصة .. والتي كانت سرا ولغزا كبيرا في عالمه

كان عامر يقف بين زملائه مبتسما هادئا فرحا وواثقا بنجاحه وتفوقه الذي ستثبته الاختبارات القادمة ..

ولا يفصله عنها سوى أسبوع الاستعداد

كان يقف شامخا بقامته الطويلة وبشرته البرونزية التي تعلوها سمرة اكتسبها من الشمس ..

يقف بعباءة التخرج السوداء ويتوج رأسه الشماغ العربي الأصيل


:[/align]
__________________

ابوعبدالله 2000
ابوعبدالله 2000 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس