عرض مشاركة واحدة
قديم 05-13-2008, 05:27 AM   #7




 
تاريخ التسجيل: Jan 2006
المشاركات: 1,935
معدل تقييم المستوى: 261
ابوعبدالله 2000 is on a distinguished road
افتراضي رد: قصـــــــــــــــه منقوله

[align=center]كان يقف شامخا بقامته الطويلة وبشرته البرونزية التي تعلوها سمرة اكتسبها من الشمس .. يقف بعباءة التخرج السوداء ويتوج رأسه الشماغ العربي الأصيل

ذكّره منظر العباءات السوداء بزوجته الغالية سندس والتي تنتظره على بعد أكثر من ثلاثمائة كيلومتر ..
تذكّر عباءتها التي قدمت بها قبل ثماني سنوات ولم تغيرها منذ ذلك الحين

لقد تسلل إليها البلى وخف سوادها حتى صارت شهباء ..
ولا تصلح لأن تخرج بها إلى ما هو أبعد من خيامهم ..

حتى القرى المجاورة كانت عباءتها لا تليق بالقدوم فيها عليها

- عامر نادوا على اسمك .. أسرع

كان ذلك صوت زميله يستحثه على تسلم شهادة التقدير من وكيل القسم الذي نادى على اسمه ..

أسرع عامر وقد خطرت في باله فكرة فرح بها وتحمس لتحقيقها

بعدما خرج من الجامعة استقل عامر سيارته التي تقف خارجا وهي سيارة قديمة من نوع تويوتا هايلكس

اشتراها بعد أن جمع لها من مكافأة الجامعة

توجه بلا وعي للسوق وهو يتحسس محفظته كلما توقف عند إشارة ليرى إن كان ما فيها يكفي لغرضه ..
وعندما وصل إلى سوق قباء ترجل عند أحد محلات العبايات النسائية ..
فاختار عباءة شديدة السواد وطرحة حريرية لزوجته الغالية

ما إن جلس عامر على مقعد السيارة حتى تذكر سليمان الذي صار عمره الآن سبع سنوات وأسيل ذات الأربع ونصف وحسام ذي السنتين ..
وهل يعقل أن يفرح هو وزوجته وتفرح بعباءتها ولا يفرح أطفاله بشيء؟

نظر إلى محفظته التي كانت لا تحوي غير 75 ريالا بالكاد تكفي للبنزين وبعض الحاجيات التي سيشتريها كالخبز مثلا

عند محطة البنزين نزل عامر ليشتري بعض الحلوى فهي لا تكلف مالا مثل الهدايا والملابس ..

وكان يتمنى لو معه مزيد من المال ليشتري لهم ملابسا جديدة أو يحقق لهم بعض طلباتهم ..

فهذا سليمان يريد حذاءا جديدا .. فزملاؤه في المدرسة عليهم أحذية وهو قد انقطع نعله وصار يذهب حافيا

تنهد عامر وهو ينظر للأمل القريب .. نعم القريب جدا فسيقدم أوراقه لديوان الخدمة وينتظر تعيينه قريبا ..

لقد قال له زملاؤه أن خريجي الأحياء الدقيقة محظوظون بسبب قلتهم ووفرة الوظائف الشاغرة لهم

7

7



7


7

فرحت سندسا كثيرا وهي تختال بعباءتها الجديدة .. فرحت بعودة زوجها بعد غياب ثلاثة أسابيع بسبب الاختبارات التطبيقية المتواصلة وفرحة بحفل تخريجه .. وفرحت بقرب انتهاء دراسته

أما عامر فكان يقف متأملا فرحتها وبهجتها ..

وهي تبدو كالحورية الجميلة بعباءة أميرية .. أو كالبدر المنير يلبس سواد الليل ..

وحولها أولادها الصغار يدورون كوصائف حولها ..

وكل واحد منهم يقول: ياااه عباءتك يا ماما مررره حلوة ..

والصغير حسام يدور معهم ويردد: الوه الوه(يعني حلوة) ظنا منه أنهم يلعبون لعبة ما من ألعابهم الكثيرة

جلس عامر جانبا بعد أن ذهبت سندس لتعد طعام الغداء وهو يتمنى في نفسه أن لا تسأله سؤالها المعتاد

: إذا تخرجت يا عامر .. هل سنسكن في المدينة؟؟

لن تحتج بالمصاريف لأنك ستستلم مرتبا كافيا لتغطية معيشتنا هناك .. ماذا قلت؟؟
ثم يتذكر رده عليها: لا أعلم يا سندس .. لكل حديث أوانه .. ولم أتخرج بعد

لا يريدها أن تسأله لأنه يعد لمفاجأة ستسرها بالطبع ... وهي التي لم تر أنوار المدينة من ثماني سنوات ولم تركب سيارة ولم تنزل سوقا وهي المغرمة به ولم تر من أقاربها سوى أهلها ..

وهي التي فارقت صديقات طفولتها رغما عنها وابتعدت عن رفاهية المدن إلى قسوة البادية

لا يريدها أن تسأله وهو الذي يعرف أمنياتها في العودة للمدينة .. وبالسكن فيها مجاورة لأهلها ..
وللمسجد النبوي الذي تبكي عندما تسمع أذانه يشق سماعات الراديو المتواضع

لا يريدها أن تسأله وهو الذي يعرف طموحها الذي حولته طموحا له وأصرت على أن يكون رجلا عصاميا يشق طريقه الصعب بكل قوة وحماسة وخاصة بعد أن توفت أمه العام الماضي ..

فبقت وحيدة تواجه صعوبات الحياة البدوية فترعى أغنامها مع سليمان وتترك أسيل وحسام الصغير عند عمتهم

ثم تعود لتصنع غداءهم وترعى شئون خيمتها فتصنع السمن والإقط وتحيك بعض الصوف

لتبيع بعض ما تعمله وتتعيش منه وصغارها ..

وتقوم في الصباح الباكر لتحلب أغنامها وتسقي صغارها ثم تودعهم عمتهم وتذهب للرعي مجددا

أحس عامر بدمعة حارقة تكاد تخرج من ناظريه ولكنها تمنعت ..

ربما خوفا أن يراها صغاره فيعيبونه عليها ..

لكم قاست هذه الفتاة المدللة الجميلة التي كان ينتظر مجيئها شبان الأردن ويبنون أحلامهم عليها؟!

لا يريدها أن تسأله لأنه ببساطة لا يريد أن تجد إجابة مخيبة ولا يريد أن تكتشف مفاجأة خبأها لها وعما قليل ستعرفها .. لذلك فكر بأن يصرفها عن هذا السؤال بطريقة ذكية

قدمت سندس لتدخل خيمتها حافية القدمين تتعثر بثوبها الطويل وتلف رأسها بوشاح طويل وتغطي نصف وجهها عن حرارة الشمس فتبرز عيناها العسليتان وتمسك بيديها صحن الغداء الذي أعدت فيه لحما ومرقا ليأكلوه بالخبز الطازج الذي ينتظرونه كلما عاد به عامر من المدينة

وضعت الصحن أمام عامر الذي لم يرفع ناظره عنها منذ أن قدمت من خارج الخيمة ..

وقد لاحظت نظراته الملازمة لها .. ثم التفتت لتنادي أولادها للغداء متلافية بذلك نظراته ..

ثم تسحب حسام الصغير الذي أمسكها من خلفها وكأنه فرح بجلوس أمه ليتسلق ظهرها ..

ثم تضعه في حجرها وتطعمه الخبز المغمس في المرق

سألها عامر: أتحبين الأردن؟؟

- شيء طبيعي لما أكون أردنية .. أحب الأردن

- ومازلت لا تعترفين أنك بدوية وأصبحت أما لهؤلاء البدو؟ (وأشار لأولادهما)

- قد يكونون بدوا ولكني أنا أردنية .. لتقل أردنية بدوية .. ولكن لست سعودية بدوية

- ولمَ هذا التعصب؟

- ليس تعصبا .. هذه هي الحقيقة

- وهل تودين زيارة الأردن؟

- هل أنت جاد؟

- أجيبي على قدر سؤالي؟

- بالطبع .. أتمنى وأحلم أيضا بزيارتها (وجاءت صورة أقاربها ومساكنهم هناك في عمان ومزارعهم التي يخرجون إليها وجوها العليل)

- إذن استعدي لزيارتها ولا تسأليني متى بالضبط .. لأني لم أحدد بعد .. انتبهي(وأشار بيده) استعدي بصمت إلى أن أخبرك بسفرنا


نظرت إليه بنظرات غريبة وابتسامة تخلط السرور والدهشة ..

حاولت شكره ولكن مفاجأته علقت لسانها ولم ينتظرها عامر بل قام ليغسل يديه ويرتاح ..

فقد ارتاح لخطته التي ستصرفها عن أسئلتها الكثيرة وستنشغل من الآن بالإعداد للسفر للأردن

"

"
- هيا يا أم محمد هل انتهيت؟

- نعم .. لقد جهزت الأغراض .. ولكن هل سيأتي الأولاد معنا

- نعم فاليوم سننتهي من ترتيب منزل ابنتك

- هيا يا أولاد (وأكملت وهي تبحث عنهم) هيا يا أفنان ..

سنذهب إلى بيت أختك سندس .. وأنت يا جنى .. هيا ..

- صحيح يا ماما؟ (تسألها جنى التي صار عمرها الآن 13 عاما)

- إيه يا ماما .. خلصوا لنذهب سريعا

أما أفنان فأسرعت لتحمل صندوقا أعدته هدية لأختها التي ستسكن منزلها الجديد وكانت أفنان قد بلغت السادسة عشرة من عمرها ..

أما محمد فهو في السنة النهائية من الثانوية وهو يستعد لاجتياز شهادة الثانوية بتفوق

أما أيمن ذي الست سنوات والذي جاء بعد أحداث زواج سندس

فهو ماهر في تقليدهم فقط ويردد كلامهم أنه يحب سندس ويحب سليمان وأسيل وحسام ...

وإلا ما يعرّفه بسندس وهو لا يراها في السنة إلا مرة أو مرتين بالكثير؟

عندما خرج أبو محمد كان محمد داخلا للتو فقال له: سنذهب إلى منزل أختك سندس لنستقبلها الليلة إن شاء الله .

. فهي قادمة مع عامر .. وأريدك أن لا تتأخر عن الحضور على الأقل قبل أن تصل أختك

- لا تهتم يا أبي .. سأكون حاضرا .. ولكن لم تقل لي متى ستصل سندس؟

- قد تصل بعد صلاة المغرب مباشرة .. وما عليك إلا أن تصلي وتأتي بعد الصلاة مباشرة

- حسنا .. هل تريد أن أحضر معي شيئا؟

- لا أريد أن أشغلك عن دراستك .. ستحضر معنا وتستقبل أختك .. وبعد العشاء ستنصرف لتكمل مذاكرتك ..

مفهوم؟؟
- نعم .. سأعود إن شاء الله


"
في منزل سندس أو بالأصح عامر الجديد
"

تركض أم محمد وبناتها لإعداد القهوة والعشاء ...

وكلما دخلت أم محمد مكانا ذهبت لتتأكد من أن أثاثه مكتمل ولا ينقصه شيء ..

حتى المناديل والتحف والأشياء الصغيرة تتفقدها وتقلبها ..

وكلما دخلت المطبخ ركضت للتأكد من أن الثلاجة لا ينقصها شيء مما تحبه سندس ..

من الجبن والزيتون والمربى وبعض الحلويات وصينية الكنافة التي ستقدم بعد العشاء

منذ يومين وأم محمد تحاول أن تتذكر كل ما تحبه ابنتها لتقدمه لها عندما تأتي مسافرة من البادية التي ابتعدت فيها كثيرا عن أشياء تحبها وأخرى تعشقها

وقفت أمام المربى وقد دمعت عيناها وهي تتذكر سندس عندما كانت طفلة تلعق المربى بأصبعها

فتضربها على يدها وذات يوم هددتها إن لعقته بأصبعها مجددا أن تكوي يدها بالنار ..

فأخذت عود ثقاب بعد أن أطفأته ولامست به راحة ابنتها لتصرخ وتبكي ..

وقفت أم محمد تبكي أمام الثلاجة وهي تتذكر قسوتها على ابنتها

ثم قالت

تعالي يا سندس العقي المربى كما تريدين .. العقي كل ما يحلو لك .. كم كنت قاسية معك ..

لو كنت عارفة أنك ستلاقين هذا المصير .. وأنك ستحرمين من هذه المتع والملذات لما عاقبتك

ووضعت حدا لنهمك وحبك للمربى

- ماما .. ماذا بك ؟ هل تبكين؟ (أيمن الصغير يسألها بحيرة)

- لا يا حبيبي .. لكن عيوني تحرقني قليلا ربما من برودة الثلاجة

(ثم أقفلت الثلاجة وهي تقول في نفسها ومتى كانت البرودة تحرق العينين؟)

7

7

في الطريق وعلى سيارة عامر القديمة الهايلكس كانت سندس تجلس بجانبه وفي حضنها حسام وفي الخلف

يجلس سليمان وأسيل وهما ينظران إلى الطريق ويقولان: أنظر يا بابا .. الطريق يجري بسرعة إلى الخلف

فيبتسم أبوهما لكلامهما ويرد عليهما: الطريق لا يجري بل السيارة تجري للأمام

- أعرف يا بابا .. نحن نحسبه يجري وهو لا يجري .. (كان ذلك رد سليمان حتى لا يظنه والده غبيا)

أما سندس فعيناها لا تفارق خطوط الطريق البيضاء وكأن السيارة تبتلعها فتستمع بهذا المنظر وبسرعة السيارة التي لم تركبها منذ أكثر من ثماني سنوات وهو عمر زواجها

- كم يوما سنجلس يا عامر؟

- لا أدري بالضبط

- وما أخبار تعيينك؟ هل ظهر اسمك؟

- سنأخذ الأخبار عندما نصل المدينة..

- يارب يظهر اسمك في المدينة .. حتى نسكنها ..

- لماذا يا ماما؟ لماذا تدعين أن نسكن المدينة هل هي أحسن؟؟ (سليمان يسأل)

- نعم .. عندما تراها يا سليمان ستعرف لمَ أحبها وأتمنى سكناها

:::::::::
::::
::
توقفت سيارة عامر أمام منزل جميل يتوسط فناءا تتزين جوانبه ببعض الشجيرات ..

ثم يلتفت عامر إلى أولاده قائلا: هيا انزلوا

- ولكن .. ليس هذا منزل أهلي؟؟

- هم أعطوني هذا العنوان

- هل غيروا منزلهم؟؟

- ربما (ونزل بسرعة حتى لا تحاصره بأسئلتها وضرب الجرس)

حينها أسرع محمد ليفتح الباب لأخته وزوجها وأولادها ثم يأخذهم إلى داخل المنزل الصغير ..

دخلت سندس حاملة حسام بيدها ومن خلفها عامر وقد أمسك سليمان بيده وأسيل بالأخرى

- مرحبا .. مرحبا .. أنرتم المكان بحضوركم (كان ذالك صوت أبي محمد مرحبا وفرحا بقدومهم)

- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..

أهلا حبيبتي .. أهلا بابنتي الغالية (ثم نظر إلى عامر) أهلا بأبي سليمان .. تفضل .. حياك الله

دخلوا جميعهم للصالة التي كانت أم محمد تنتظرهم فيها أما أفنان وجنى فدخلن إلى غرفة جانبية حتى

لا يراهن عامر .. ولم تكد تقوم من مكانها حتى أسرعت سندس إليها لتضمها إلى صدرها

وتبكي فرحة بلقائها

ثم سلمت أم محمد على عامر وضمت سليمان وأسيل وقبلتهم على خدودهم الغضة ثم حملت حساما وضمته بقوة لتفرغ فيها حبها وشوقها له ولأمه وأحفادها

همس أيمن في أذن سندس قائلا أن جنى وأفنان يردن السلام عليها وعلى أولادها فهن لا يطقن الانتظار ..

فقامت مسرعة خلف أيمن ونادت سليمان وأسيل ودخلت الغرفة على أخواتها اللاتي اشتاقت لهن كثيرا

لقد احتارت بينهن فكل واحدة منهن تريد السلام عليها أولا وتريد أن تضمها إلى صدرها ..

لقد كان لقاءا حارا بحرارة أشواقهم وحبهم لبعضهم

بعد برهة من الزمن خرجت سندس للتناول القهوة مع والديها وزوجها ..

وبينما هي كذلك كانت تتأمل المنزل الصغير والجديد ..

فتارة تنظر للسقف تزينه بعض الإضاءات الصفراء والبيضاء

وتارة تتأمل أصباغ الجدارن الجميلة وتتأمل ستائره ومفارشه وسجاده ..

وفي نفس الوقت تتعجب من صغر المكان .. وتقول في نفسها

(هل يعقل أن يسكن أهلي في بيت أصغر من بيتهم السابق؟؟)

بعد العشاء قامت سندس إلى المطبخ العصري لتساعد في نقل ما تبقى من العشاء إلى المطبخ ..

ثم أخذت تقارن بين خيمتها وبين هذا المطبخ

أول ما نظرت إلى صنبور الماء .. لا يحتاجون إلى نقل الماء كما تفعل ..

ثم نظرت إلى الفرن .. صحيح أنها تمتلك فرنا صغيرا ولكنه لا يجاري هذا الفرن .. ثم نظرت للثلاجة ..

كم افتقدتها وكم احتاجتها .. وكم تمنتها في بعض الليالي التي يقصر فيها الطعام عليهم ..

وتتخيلها أما للطعام تلده.. وهم يأكلون ما تلد

تأملت دواليب المطبخ وأرففه والأواني الصينية والزجاجية ... ما أجملها وما أبهاها وهي تعكس النور من نظافتها ولمعانها ..

ثم تذكرت أوانيها في البر لا تكاد تنظف من الغبار والطين أو الرماد

7

حتى الحمام – أعزكم الله – لم يكن بودها عندما دخلته أن تخرج منه ..

وقفت تتأمل نظافته وبريق السيراميك فيه .. والخزف والتحف التي تجمله

وعندما خرجت كانت أمامها مغسلتين براقتين ويتوافر فيهما الماء البارد والدافئ ..

ثم تذكرت الأيام التي كانت تخرج في البرد والصقيع لتحضر الماء ثم تدفئه ليتوضئوا منه للصلاة

لم يخف على أحد دهشة سندس وتأملاتها في المنزل وشوقها الشديد للسكن في المدينة ..

ولذلك خطط عامر قبل ذلك مع والدها لاستئجار منزل من دور واحد بالقرب من منزل أهلها وتجهيزه وتأثيثه بما يسر سندس

بعد أن تناول الجميع الشاي في الجلسة المسائية التي تلت العشاء سألت سندس والدتها عن منامهم ..

لأن أولادها بدؤوا يتساقطون هنا وهناك وقد غلبهم النعاس

ضحكت والدتها ثم سحبتها لتدخل قسما فيه ثلاث غرف نوم فتحت الأولى وقالت هنا ينام سليمان ..

فنظرت إليها سندس بدهشة: لوحده؟؟

قالت: نعم ... ثم سحبتها للأخرى وقالت: هنا تنام أسيل .. فأعادت سندس سؤالها : لوحدها؟

قالت: نعم ثم سحبتها للغرفة الأكبر وقالت: وهنا ستنامين وعامر

- ولكن كيف ... ؟ .. وأنتم يا أمي .. هل ستنامون فوق؟؟

- لا يوجد فوق .. انتهى المنزل .. ونحن سننام في منزلنا

- منزلكم؟؟

- نعم

- وهذا؟

- منزلكم أنتم

- ماذا؟! .. منزلنا نحن؟؟

- نعم

- أمي ..

- (قاطعتها أمها) لا تتعجبي يا سندس ..

فهذه هي المفاجأة التي أعدها لك عامر وساعدناه في ذلك ..

وهو أقل ما يمكن أن يقدمه لك .. لو سمحت حالته المادية لاشترى قصرا يليق بك ..

ولكنه استأجر منزلا في المدينة التي تحبين سكناها وتحبين جوار أهلك فيها

وقبلهم جوار نبيك صلى الله عليه وسلم

دمعت عينا سندس وهي لا تكاد تصدق أذنيها فخرجت إلى حيث يجلس والدها وعامر لتتأكد من أن ما تعيشه

واقع وليس حلما .. وعندما رآها عامر بادرها بالسؤال: هل أعجبك منزلنا يا سندس؟؟

جلست بجانبه ثم قالت: هل صحيح ما تسمعه أذناي؟

أمسك عامر بأذنها وقال: وإن لم تصدق أذناك ذلك فسأقطعها حتى تفيقي وتصدقي

جاءها صوت والدها مؤكدا: مبارك يا بنيتي هذا المنزل ..

اللهم اجعله منزل خير وبركة ..
اللهم أنزلهم منزلا مباركا وأنت خير المنزلين

حينها تأكدت سندس أنه لا تحلم وأن ما تسمعه حقيقة ..

فصوت أبيها دائما ما يكون جادا وحقيقيا وحازما وكأنه الفاصل بين الحلم والحقيقة

.

.[/align]
__________________

ابوعبدالله 2000
ابوعبدالله 2000 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس