عرض مشاركة واحدة
قديم 11-02-2006, 10:26 PM   #3




 
تاريخ التسجيل: Jan 2006
المشاركات: 1,935
معدل تقييم المستوى: 261
ابوعبدالله 2000 is on a distinguished road
افتراضي رد: سيرة الفارس الشاعر الشيخ(كنعان الطيار) ابو عنزه بطولاته،مواقفه،عشقه،أشعاره

[align=center]ونزل بطريقه على بوادي قبيلة شمر فكان له الكثير من الأحداث مع هذه القبيلة العزيزة .

فقد نزل كنعان وصحبه على أحد شيوخ قبيلة الخرصة من شمر , وأمضى يومه عنده , كان بالمجلس رجل يقال له الوطيفي , يلمح همساً بأن كنعان قد نزل على هذه المناطق لنيةٍ سيئة يرومها من ابنه فلان .. فتناها إلى سمع أحد رفاق كنعان ما ألمح به الرجل , ولم يخبره بما سمع إلا حين ساروا عقب توديعهم للقوم فتوقف الشيخ كنعان صامتاً لبرهه ! ثم ألتفت لصحبه قائلاً :
يـــا راكـبـيــن كــــور حــيــل ٍ شـومـلــن
كالربد وإلا ايديـن النعـام الهـوارب (1)

يـاراكـبــيــن الــهــجــن بالله ريّـــضـــوا
خـوذوا كـلام ٍ مـن ضميـري غرايـب(2)

خـــوذوا مـنــي لـنــزل السـيـافـا تـحـيــة
مقدمهم اخو جوزا عفيف الضرايب (3)

يــــا شــبــه هــــداجٍ لــيـــا كــثـــر ورده
يـودع بجـال البـيـت مـثـل النهـايـب (4)

أوا خـريـصـاتٍ عـلــى الـكــود والـكــدى
غميـقـيـن الأريــــا مغـفـلـيـن الـطـلايــب

قـهّـارة المظـهـور فـــي وجـــه ضـدهــم
إن هلهلـن بالكـون حمـر العصـايـب(5)

يامـا قـضـوا مــن غــزو مخـفـي عــداوة
يـامـا اذهـبـوا مــن مـرهــبٍ بالـحـرايـب

جـاراتــهــم خـواتــهــم لـــــو يـــمـــرون
مـا يدهلـون البيـت والـجـار غـايـب (6)

والله هـــي ابـرامــن حــمــام ( بـيـنـبـا )
وابرا من اللي بيـن صلـب وترايـب (7)

أنــــا كـنــعــان لــيـــا صـــــار الــوغـــى
وان شـبّــت الهـيـجـا ونــــار الـحـرايــب

وان صحـت فـي خيـل المعـادي تـذيـرت
والـخـيـل بالـفـرسـان راحـــت حـطـايـب

يشـهـد لــي سيـفـي ورمـحــي وسـابـقـي
ولا عـــاش رجـــلٍ يـمـتــدح بـالـكـذايـب


1- الكور : شداد الناقة من فرش , والحيل : جمع حائل وهي الناقة التي مر عليها حول دون أن تلد , شوملن : أي اتجهن إلى الشمال , الربد : جمع ربده وهي أنثى النعام .
2- ريضوا : تريّثوا .
3- السيافا : هم الخرصة من شمر , أخو جوزا : الجربا شيخ شمر .
4-ورده : أي من يرده من البادية, هدّاج :عين هداج في تيماء , غزير المياه ويذكر أن دلائه التي يسنى بها بلغت تسعين دلو .
5- الكون : الحرب , حمر العصايب : النساء العاصبات رؤسهن بالعصائب الحمراء.
6- يدهلون : يدخلون
7- أي أنها أبرأ من حمام مكة و بل أنها أبرأمن الإنسان قبل أن يتخلّق وقبل أن يكون جنيناً وهو بين الصلب والترائب ( وهذه منتهى البراءة)

وبعد حين توجه كنعان ومن معه إلى حيث قبيلة الأسلم من شمر, وبالتحديد للشيخ بن طوالة , والذي كان لدية ابنة , خفق بالآفاق ذكرها لما جمعته من ذكاءٍ وجمال , وأصل نبيل , فطلبها الشيخ كنعان حليلةً من والدها .. الذي وافق على تزويجها إياه , ثم سار الشيخ إلى حيث قومه عنزة, ولما وصل إلى مشارف مناطقهم التفت إليها وهي في هودجها.

وقال : قولي إن شاء الله

فقالت : إن شاء الله , ولكن على ماذا ؟

فقال لها : إن شاء الله إن وصلنا إلى أهلنا نجدهم وقد أطبق عليهم غزواً وأخذ حلالهم !!؟

فقالت : ولكن لم يا كنعان ؟

فقال لها : لتري فعلي وفعل سيفي هذا , فتطيب عيناك ويبهج قلبك بمن رضيت به حليلاً..

فقالت : ولكني سمعت عن مكانتك وشجاعتك الكثير ولم أقبل بالإقتران بك وأرفض شجعان شمر إلا لما أعرفه عنك وأسمع به ..

فقال لها : أيا َ كان الأمر فإن من سمع ليس كمن رأى ؟!!

فلما اقتربوا من الحي و وأصبحوا على مقربة من الرعاة , وجدوهم وقد نعت شعثهم وفرّق شملهم وشتت جمعهم , فقد تحقق لكنعان ما تمناه واستجابت الأقدار لمبتغاه, حيث استقبله الرعاة بالضجيج والصراخ, وأخبروه بأنهم قد نهبوا من فترة وجيزة وأن الصائح قد ذهب منذ قليل ليفزّع الفرسان ليستنقذوا الإبل من الغارة , فهدّأ كنعان من روعهم ثم ألتفت لزوجته وقال لها : ها قد تحقق ما تمنيت , فسيري معي بإثر القوم حتى ترى عينيك .وطلب من رفاق رحلته أن يكملوا مسيرهم إلى مضارب القوم ويطمئنوهم بأنه سيلحق بالغزاة ويرد الأبل المسلوبة.

ثم أدار عنق فرسه وجدّ بالمسير إلى حيث سار الغزاة وبرفقته زوجته وهي على هودجها , وحين تراءى له غبار الإبل اعتلى فوق مرتفع من الأرض , وأناخ راحلة زوجته ولبس درعه واستلّ سيفه , ثم أخذت زوجته تهلهل وتزغرد له وتردد :


جاكم علـى قبّـا قحـوم // يا هية ياللي بالشعيب

حــر ٍّ تنـفّـض مخلـبـه // مجربٍ ضربه عطيـب

الــيــوم يـــــومٍ للهداد // كنعان يا سقم الحريب



فأنتبه الغزاة لهما , وعاد مجموعة منهم إليه يريدون قتله طامعين بفرسه, فما كان منه إلاّوأن أغار عليهم من المرتفع وأطبق على مقدّمتهم وهو يردد بصوت يجلجل بالوادي :

لعينـيـك يــا عــذب اللـمـى // أضرب وأنا ضربي عجيب

بــنــت يـالـلــي تـنـظـريــن // تكـحّـلـي بـفـعـل ٍ عـجـيــب

قـلــع الـرمــك كــــار لــنــا // وملاعـب حـرّاب الحـريـب

إن زغـرت (الكافـر) ذبــح //يـرحــم ولا اظـنــه يـعـيـب



ثم إنه أخذ يناوشهم بأطراف رمحه فأخلى ظهور الخيل من فرسانها , فارتعد باقي الفرسان من فعله , وأخذوا بالهرب من أمامه ! ثم أغار على فلولهم وأخذ يرمي الفرسان عن خيلهم حتى أقبل على من بقي منهم مع الإبل المنهوبه , فطلبوا منه أن يمنعهم وأن ينثني عن قتلهم , على أن يسلّموا له . فوافقهم عل ذلك على أن يترجّلوا عن ظهور جيادهم ويلقوا بأسلحتهم ودروعهم , فأسرعوا بفعل ذلك !! وأخذ يسوقهم أمامه وزوجته في هودجها تسير جذلى خلفهم, وماهي إلاّ برهة من الزمن حتى أقبل عليهم فرسان عنزة وقد تأهب كلاً منهم للقتال حيث وجدوا أن الشيخ كنعان الطيار قد كفاهم مؤونته , حيث أستقبلوه وحليلته بما يليق بهذه المناسبة وأمضى لياليه هانئاً وادعاً في نومه .
تابع[/align]
ابوعبدالله 2000 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس