عرض مشاركة واحدة
قديم 07-20-2006, 09:08 AM   #3






 
الصورة الرمزية أبـــ بنت ـــوهـا
 
تاريخ التسجيل: Mar 2006
المشاركات: 18,134
معدل تقييم المستوى: 30
أبـــ بنت ـــوهـا has a spectacular aura aboutأبـــ بنت ـــوهـا has a spectacular aura aboutأبـــ بنت ـــوهـا has a spectacular aura about
افتراضي رد: (( أبــطـــــــــال من الصحــــــراء ))

[align=center]
بعد هذا أرسل مفتاح الغييثي إلى قبائل شمر يستحميهم , ويطلب منهم النجدة , فحضر عدد
منهم , ووقفوا في وجه سعدون , وقفة الأبطال , وحصلت بينهم وبين سعدون معركة هائلة ,
على المنهل المسمى بـ ( ظفرة ) وهو من مياه شمر, انتصر فيها شمر على العواجي وقبائله .
ورغم أن شمر انتصروا فيه هذه المعركة , فإن سعدون العواجي وأبناءه لم يفقدوا شيئا من
أراضي شمر التي كسبوها .

لقد استفحل أمر عقاب العواجي , وجندل عددا كبيرا من فرسان شمر , لذا فقد اتفق شمر على
أن يصبوا فنجانا من البن , ويضعوه بينهم , ويقولون لفرسانهم : الذي يشربه في مجتمعهم
هو المسؤول عن قتل عقاب , في أول معركة نخوضها معه , إنه لا يمكن أن يتجرأ على شربه
إلا من كان قوي الجنان , وعنده الثقة بنفسه , فقام شاب من بين الصفوف يسمى ( أبا الوقيّ
ولكم يكن من عائلة لها ماض بالفروسية , فأخذ الفنجان وشربه , في مجلس شمر , وقال أنا
شارب فنجان عقاب , وسأقابله على ظهور الخيل , وعندما التحم شمر في معركة مع ولد
سليمان جماعة عقاب العواجي , وعندما رأى ( أبا الوقيّ ) عقابا بين الخيل , دفع جواده ,
وكان عقاب لا يظن أن احدا يتجرأ ويهجم عليه , خاصة مثل هذا الشاب الصغير , فلقيه عقاب
ولما اقترب كل واحد من الآخر , أطلق كل منهما سهمه على الآخر , ولكن لم يصب أحدهما ,
والتصقت جواداهما , وتماسكا بالأيدي على ظهور الخيل , ثم وقعا على الأرض , فهجمت
فرسان قبائل عنزه , لتخليص عقاب وهجمت فرسان شمر هي الأخرى لتخليص أبا الوقيّ ,
الشاب الذي ضرب أروع مثل بالبطولة , ونفذ ما التزم به , ودارت المعركة وحمى الوطيس ,
وثار غبار الخيل , وغطى كل شيء , حتى أن الفارس لا يبصر الآخر وتخلص عقاب من الشاب
أبا الوقيّ , وقام من الأرض والغبار يحجب كل واحد عن الآخر ووقعت يد عقاب على سيف
بالأرض وأمسك بجواد واقف فوق رأسه . وكذلك أبا الوقيّ هو الآخر . أخذ سيفا , ووجد جوادا
من حوله , فأخذه , وعندما افترقا إذا بالسيف والجواد اللذان مع عقاب هما لأبا الوقي ّ , وأبا
الوقيّ وجد أن الجواد الذي معه والسيف هما سيف وجواد عقاب , وانفصلت المعركة بعد ذلك ,
وكانت النتيجة خيبة أمل للشيخ سعدون , لأنه رأى بالأمر غضاضة عليه , حيث أن جواد ابنه
وسيفه يأخذهما شاب صغير من قبيلة شمر , ليس معروفا , ولم يكن له ماض , وليس كفوا
لمقابلة عقاب في نظره , وقد قلق للأمر وسهر ليلته ولم ينم , فجاء إليه شيوخ قبيلة ولد
سليمان وقالوا له لا تقلق يا أبا عقاب على فقدان الجواد والسيف , فكل خيلنا وسيوفنا نقدمها
لعقاب , عوضا عن جواده وسيفه , فقال : أنا لا يهمني جواد عقاب أو سيفه , ولكن الذي
يشغل بالي , ويحز في نفسي وأخشى منه , هو أن شاعر شمر ( مبيريك التبيناوي ) , قد وقع
على بيت من الشعر , عالق بذهني الآن , فقالوا له : وما هو هذا البيت الذي تخشى أن يجده
شاعر شمر ؟ فقال لهم : هو هذا البيت :


السيف من يمنى عقاب ٍ خذيناه***والخيل بدّل كدشها بالأصايـل

وفعلا وقع ما كان يخشاه سعدون , حيث بعد انفصال المعركة , قال شاعر شمر مبيريك
التبيناوي , قصيدة من ضمنها البيت الذي أشار إليه سعدون , وهو ثاني بيت من القصيدة الآتية :


أبا الوقي يالبيض خضّبـن يمنـاه***وأنا اشهد انه من عيـال الحمايـل
السيف من يمنى عقـاب ٍ خذينـاه***والخيل بـدّل كدشهـا بالأصايـل
هـذي سلـوم ٍ بيننـا يالقـرابـاه***يا زين بيع المنسمح يا بـن وايـل
وعقاب ما سبّه ولا سـب حليـاه***أن جو على قب المهار الأصايـل
يركض على الصابور ولابه مراواه***شي ٍ تعرفه كـل سمـو القبايـل
لا شك عندي لـه فهـود ٍ مغـذاه***عيال شمر فـوق قـب السلايـل
( سمو : عموم )


وفي بعض السنين نزل على سعدون وأبنائه الشيخ مجول بن شعلان , ومعه قسم من قبائل
الروله أيام الربيع , وقد اتفق مجول بن شعلان وسعدون العواجي , أن يغيرا على قبائل حرب
الموجودين بأراضي ( رخا ) الماء المعروف , وفعلا غزوا حربا وأغاروا عليهم بالمكان
المذكور , وأخذوا منهم مواشي كثيرة , من بينها إبل مشهورة تسمى بـ ( شملا ) وكان زعيم
قبائل حرب ابن فرهود , غائبا عندما أغاروا عليهم , وبعد أن رجعوا إلى ديارهم غانمين ,
رحلوا جميعا إلى الشمال , بديار سورية , لأنها باردة في أيام الصيف , وعندما علم الشيخ ابن
فرهود برحيل سعدون العواجي وأبناءه وعربانهم مع الشيخ مجول بن شعلان أرسل لهم قصيدة
يتهددهم , ويقول ارجعوا لدياركم محاولا أن يأخذ ثأره منهم , ومبينا ندمه أنه لم يحضر عندما
أخذت الإبل المشهورة شملا , وعندما وصلت قصيدته لسعدون رد عليه بقصيدة ثم رجع بقبائله
متحديا ابن فرهود , ونزل منهل حرب ( رخا ) وأغار على قبائل حرب , وأخذ أموالا وخيلا
كثيرة , بعد أن توارى عنه ابن فرهود , طالبا لنفسه النجاة .

بعد أن رجع سعدون وقبائله إلى موطنهم , كان عقاب بن سعدون لا يكفيه أن يهاجم عربانا
بعربانه , ولكنه كان دائما يغزو غزوات بعيدة المدى , يغنم فيها أموالا من مواشي الأعداء
البعيدين , وكان يغزو احيانا جهات القصيم , وأواسط نجد .

وفي غزوة من غزواته صادف ثلاثمائة فارس من فرسان حرب وكان معه ثمانون فارسا فوقع
الطراد بينه وبينهم وحصل خسائر بين الجميع , ولم يغنم إبلا من حرب , رغم انه لم يغز إلا
من أجلها , وأثناء رجوعه وعند وصوله إلى أحياء قبائله , اعترضته فتاة تسأله عن حليلها
وكان من الفرسان المرافقين له :


يا عقاب يا حبس الظعن باللقا الشين***ياللـي حريبـك بالهزيمـه يمنّـا
عنّيت ذيب الخيل يـوم الاكاويـن***نور العيون بغيبـة الشمـس عنّـا
هو سالـم ٍ وإلا رمـوه المعاديـن***يا عقـاب خبّرنـي تـراي أتمنّـا


فأجابها بهذه القصيدة :


يا بنت ياللي عن حليلك تساليـن***حنّـا لنـا حـي يسالـون عنـا
خمسة عشر ليله على الوجه مقفين***نـدور وضـح ٍ بالأباهـر تحنّـا
وسفنا هل البل شاربين الغلاويـن***مـن دون رخـم للحويّـر تحنّـا
جونـا ثلاثميـه وحنـا ثمانيـن***مثل المحوص الشّلف منهم ومنـا
وبانت رديّتهن وشفنـا الردييـن***وكل ٍ عرفنا عزوتـه يـوم كنـا
ليتك تراعي يا عـذاب المزاييـن***يـوم أن عيـدان القنـا يطعننـا
منا حليلك طـاح بيـن المثاريـن***في ديرة ٍ فيها الوضيحـي تثنّـى
ومنهم جدعنا عند شوقك ثلاثيـن***وكم خيّر ٍ من راس رمحي يونّـا
في ساعة ٍ فيها تشيب الغلاميـن***انطح نحور الخيـل يـوم اقلبنّـا
يا ما نقلت الدين وألحقتـه الديـن***وحريبنا فـي نومتـه مـا تهنّـا
أرسي لهم يا بنت وأنتي تعرفيـن***لياما حمام النصر رفرف وغنّـى
وأردها وألحـق ربـوعٍ مخلّيـن***ونروي حدود مصقّلات ٍ تحنّـى
وقلايعي من نقوة الخيل عشريـن***قـبّ ٍ ولا فيهـم ثبـار ٍ ودنّــا


بهذا أنبأها عقاب أن حليلها قد قتل .
[/align]
__________________
أبـــ بنت ـــوهـا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس