عرض مشاركة واحدة
قديم 10-13-2010, 11:55 PM   #3


 
الصورة الرمزية كامل الخدلي
 
تاريخ التسجيل: Nov 2005
المشاركات: 6,831
معدل تقييم المستوى: 362
كامل الخدلي is on a distinguished road
افتراضي رد: لماذا السعودية ؟

عليكم أن تتقوا الله عز وجل فيمن اضطرته الظروف، ودفعته الحاجة، وسخره الله لخدمتك وخدمة آل بيتك، من إخوانك المسلمين وغيرهم،
وأن ترعى فيهم وصية نبيك صلى الله عليه وسلم، حيث قال موصياً بالإحسان إليهم، ومحذراً من تكليفهم ما لا يطيقون، ومن الإساءة إليهم:

عن أبي ذَرٍّ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم : " إِخْوَانُكُمْ خَوَلُكُمْ، جَعَلَهُمُ اللّه تحْتَ أيْدِيكُمْ. فَمَنْ كَانَ أخُوهُ تَحْتَ يَدِهِ فَلْيُطْعِمْهُ مما يأكُلُ وَلْيُلْبِسْهُ مِما يَلْبَسُ.ولا تُكَلِّفُوهُمْ ما يَغْلِبُهُمْ فإنْ تكلَّفوهُمْ فأعِينُوهُمْ ". (متفق عليه).

حق الخادم على مستخدمه:

أولاً: أن يطعم خادمه مما يطعم.
لقد رأيت بعض الأشخاص يأكلون ثم يقدمون بقايا طعامهم لخدمهم ، وآخرين يأمرون الخدم بطبخ طعام آخر غير طعام أهل البيت ( مثلا خالي من اللحوم والأسماك ) لهم .
فأحذروا أن تكونوا منهم ، لأن نفسهم تشتهي مثلما تشتهون أنتم .


ثانياً: أن يلبسه مما يلبس.
لا تنسوه بكسوة الصيف والشتاء ، وكسوة العيد أيضا .


ثالثاً: لا يكلفه ما يغلبه وإلا أعانه عليه، إما بنفسه، أوبأجراء آخرين.
تذكروا أنهم بشر ولهم طاقة معينة ، فهم ليسوا آلات لا تحس بالتعب .


رابعاً: أن يسكنه فيما يسكن، أوفي سكن يقيه الحر، والبرد، والمطر.
حاولوا أن تتفقدوا غرفهم ربما تعاني من خرير المطر مثلا ، باردة شتاءا فتوفروا البطانيات ، او حارة صيفا فتتأكدوا من عمل المكيفات وصلاحيتها .


خامساً: أن يعطيه من الأجر ما يناسب عمله ومجهوده، ولا ينبغي أن يستغل حاجته وفقره، وانخفاض مستوى دخل الفرد في بلده، كما يحدث الآن في كثير من البلاد .
ساعدهم بأن تشتري لهم الحاجات الأساسية والكمالية مثل الشامبو والكريم ، الأدوية ولا تدعهم يشترونها من مالهم فوالله أنه قليل ولن تتأثر ميزانيتك بذلك ، اعتبرها صدقة.


سادساً: أن لا يسبه، ولا يشتمه، ولا يضربه.
عن أبي مسعود البدري رضي الله عنه قال: "كنت أضرب غلاماً لي، فسمعت خلفي صوتاً: اعلم أبا مسعود، اعلم أبا مسعود – مرتين - أن الله أقدر عليك منك عليه؛ فالتفتُ، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم".

سابعاً: أن يحسن معاملته ويكرمه.
فعليك أخي المسلم إذا دعتك قدرتك إلى ظلم من جعله الله تحت ولا يتك وسلطانك من خادم، أوعامل، أورعية، أن تتذكر قدرة الله وبطشه وجبروته عليك.


ثامناً: أن يعامله ذكراً أوأنثى المعاملة الشرعية التي بينها الشارع.
مثلا لا نطلب من الخادمات النساء ايقاض الصبية البالغين من النوم فيطلعو على عوراتهم دون قصد منهم ، ونأمرهم بلبس الحجاب عند الرجال .


تاسعاً: أن يتجاوز عن خطئه وتقصيره.
لا تزيد عليه التوبيخ عندما ينسى فعل أمرته به ، او يكسر بعض الأواني دون قصد .


عاشراً: يجتهد أن يعوضه ما فقده من أهل وعشيرة وتباين بيئة.
اشتر له كرت هاتف كل شهرين مثلا ليحادث أهله ، صدقوني أنها تعني الكثير لهم ، فبذلك يشعروا أنكم تحسون بمعاناتهم ويطمأنوا على أهلهم فيرتاحوا نفسيا ويبذلوا الكثير لكم .


أحد عشر: أن يمسكه بإحسان أويتخلى عنه بإحسان، فإن الله كتب الإحسان على كل شيء.

الثاني عشر: أن يخصَّ الخدم المسلمين بعناية ورفق أكثر من غيرهم، وأن لا يظلم غير المسلمين، بل ينبغي أن يدعوهم إلى الإسلام بسلوكه الحسن، ومعاملته الطيبة، ولا ينفرهم ويبغضهم في الإسلام بسلوكه، فالدين المعاملة.

نموذج حسن لمعاملة سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم لخدمه:

من خلقه صلى الله عليه وسلم حسن معاملة الخدم
قال تعالى
« وانك لعلى خلق عظيم»سورة القلم « آية 4».

كانت معاملة رسولنا صلى الله عليه وسلم لمن يخدمه معاملة الوالد الشفوق لولده، والأخ الرحيم لأخيه، لا يميز بين رقيق وأجير ومتطوع، مما جعل زيد بن حارثة رضي الله عنه يفضله على والديه وعشيرته.
زيد بن حارثة عربي من بني كلب أسِرَ وهو طفل في الجاهلية، وبيع بمكة، فاشتراه حكيم بن حزام لعمته خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، فوهبته لرسول الله صلى الله عليه وسلم بعد زواجه بها، ثم تبناه بعدُ، وكان يُدْعى زيد بن محمد حتى نزل قوله تعالى: "ادعوهم لآبائهم" الذي أبطل التبني.
قال ابن عبد البر رحمه الله: (قال أبوه حارثة بن شراحيل حين فقده:





بكيتُ على زيد ولـم أدر مـا فعـلْأحَيٌّ يُرْجَّـى أم دونـه أتـى الأجـلْ
فـوالله لا أدري وإن كنـتُ سـائـلاًأغالك سَهْلُ الأرض أم غالك الجبـلْ
فياليت شعري هل لك الدَّهْرُ رجعـةفحسبي من الدنيا رجوعك لي بجَـلْ
تذكرنيـه الشمـسُ عنـد طلوعهـاوتعـرضُ ذكـراه إذا قـارب الطَّفَـلْ
وإن هبـت الأرواحُ هيجـن ذكــرهفيا طول حزنـي عليـه ويـا وَجَـلْ
سأعمِلُ نَصَّ العيس في الأرض جاهداًولا أسأمُ التطـواف أوتسـأم الإبـلْ
حياتـي أو تأتـي عـلـيَّ منيـتـيوكل امرئ فـانٍ وإن غـرَّه الأجـلْ
سأوصي به عمـراً وقيسـاً كليهمـاوأوصي يزيدَ ثـم مـن بعـده جَبَـلْ


فحج ناس من كلب، فرأوا زيداً فعرفهم وعرفوه، فقال لهم: أبلغوا عني أهلي هذه الأبيات، فإني أعلم أنهم قد جزعوا عليَّ؛ فقال:



أحن إلى قومي وإن كنـتُ نائيـاًفإني قعيد البيت عنـد المشاعـر
فكفوا من الوجد الذي قد شجاكـمولا تعملوا في الأرض نَصَّ الأباعر
فإني بحمد الله فـي خيـر أسـرةكـرام معـدٍّ كابـراً بعـد كابـر


فانطلق الكلبيون فأعلموا أباه، فقال: ابني وَرَبَّ الكعبة؛ ووصفوا له موضعه، وعند من هو، فخرج حارثة وكعب ابنا شراحيل لفدائه، وقدما مكة، فسألا عن النبي صلى الله عليه وسلم، فقيل: هو في المسجد؛ فدخلا عليه، فقال: يا ابن عبد المطلب، يا ابن هاشم، يا ابن سيد قومه، أنتم أهل حرم الله وجيرانه، تفكون العاني وتطعمون الأسير، جئناك في ابننا عندك، فامنن علينا، وأحسن إلينـا في فيـدائه؛ قـال: ومن هو؟ قالـوا: زيد بن حارثة؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فهلا غير ذلك! قالوا: وما هو؟ قال: أدعوه فأخيِّره، فإن اختاركم فهو لكم، وإن اختارني فوالله ما أنا بالذي أختار على من اختارني أحداً؛ قالا: قد زدتنا على النصف وأحسنت؛ فدعاه فقال: هل تعرف هؤلاء؟ قال: نعم؛ قال: من هذا؟ قال: هذا أبي وهذا عمي؛ قال: فأنا من قد علمتَ ورأيتَ صحبتي لك، فاخترني أواخترهما؛ قال زيد: ما أنا بالذي أختار عليك أحداً، أنت مني مكان الأب والعم؛ فقالا: ويحك يا زيد! أتختار العبودية على الحرية، وعلى أبيك وعمك، وعلى أهل بيتك! قال: نعم، قد رأيت من هذا الرجل شيئاً، ما أنا بالذي أختار عليه أحداً أبداً؛ فلما رأى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ذلك أخرجه إلى الحِجْر، فقال: يا من حضر، اشهدوا أن زيداً ابني يرثني وأرثه؛ فلما رأى ذلك أبوه وعمه طابت نفوسهما فانصرفا).

وإليك نموذجاً آخر لحسن معاملة رسول الله صلى الله عليه وسلم لخدمه، عندما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة مهاجراً، قالت أم سليم رضي الله عنها لرسول الله صلى الله عليه وسلم: هذا غلامي أنس يخدمك؛ فقبله رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان عمره آنذاك عشر سنين، فخدم رسولَ الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين، فقال:
« خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما قال لي: اف قط ، وما قال لشئ صنعته لم صنعته ولا لشئ تركته لم تركته وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم من احسن الناس خلقا، ولا مسست خزا ولا حريرا ولا شيئا كان الين من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا شممت مسكا قط ولا عطرا كان اطيب من عرق رسول الله صلى الله عليه وسلم».

وأخيرا اسمحوا لي أن نسيت بعض الحقوق وأتشرف بأن تذكروننا بها.



اخوتي بالله اردت من هذا الموضوع أن أسلط الضوء على حقوق الخدم التي يجهلها البعض أو يقصر فيها ،
عليكم أن تتقوا الله عز وجل فيمن اضطرته الظروف، ودفعته الحاجة، وسخره الله لخدمتك وخدمة آل بيتك، من إخوانك المسلمين وغيرهم،
وأن ترعى فيهم وصية نبيك صلى الله عليه وسلم، حيث قال موصياً بالإحسان إليهم، ومحذراً من تكليفهم ما لا يطيقون، ومن الإساءة إليهم:

عن أبي ذَرٍّ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم : " إِخْوَانُكُمْ خَوَلُكُمْ، جَعَلَهُمُ اللّه تحْتَ أيْدِيكُمْ. فَمَنْ كَانَ أخُوهُ تَحْتَ يَدِهِ فَلْيُطْعِمْهُ مما يأكُلُ وَلْيُلْبِسْهُ مِما يَلْبَسُ.ولا تُكَلِّفُوهُمْ ما يَغْلِبُهُمْ فإنْ تكلَّفوهُمْ فأعِينُوهُمْ ". (متفق عليه).

حق الخادم على مستخدمه:

أولاً: أن يطعم خادمه مما يطعم.
لقد رأيت بعض الأشخاص يأكلون ثم يقدمون بقايا طعامهم لخدمهم ، وآخرين يأمرون الخدم بطبخ طعام آخر غير طعام أهل البيت ( مثلا خالي من اللحوم والأسماك ) لهم .
فأحذروا أن تكونوا منهم ، لأن نفسهم تشتهي مثلما تشتهون أنتم .


ثانياً: أن يلبسه مما يلبس.
لا تنسوه بكسوة الصيف والشتاء ، وكسوة العيد أيضا .


ثالثاً: لا يكلفه ما يغلبه وإلا أعانه عليه، إما بنفسه، أوبأجراء آخرين.
تذكروا أنهم بشر ولهم طاقة معينة ، فهم ليسوا آلات لا تحس بالتعب .


رابعاً: أن يسكنه فيما يسكن، أوفي سكن يقيه الحر، والبرد، والمطر.
حاولوا أن تتفقدوا غرفهم ربما تعاني من خرير المطر مثلا ، باردة شتاءا فتوفروا البطانيات ، او حارة صيفا فتتأكدوا من عمل المكيفات وصلاحيتها .


خامساً: أن يعطيه من الأجر ما يناسب عمله ومجهوده، ولا ينبغي أن يستغل حاجته وفقره، وانخفاض مستوى دخل الفرد في بلده، كما يحدث الآن في كثير من البلاد .
ساعدهم بأن تشتري لهم الحاجات الأساسية والكمالية مثل الشامبو والكريم ، الأدوية ولا تدعهم يشترونها من مالهم فوالله أنه قليل ولن تتأثر ميزانيتك بذلك ، اعتبرها صدقة.


سادساً: أن لا يسبه، ولا يشتمه، ولا يضربه.
عن أبي مسعود البدري رضي الله عنه قال: "كنت أضرب غلاماً لي، فسمعت خلفي صوتاً: اعلم أبا مسعود، اعلم أبا مسعود – مرتين - أن الله أقدر عليك منك عليه؛ فالتفتُ، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم".

سابعاً: أن يحسن معاملته ويكرمه.
فعليك أخي المسلم إذا دعتك قدرتك إلى ظلم من جعله الله تحت ولا يتك وسلطانك من خادم، أوعامل، أورعية، أن تتذكر قدرة الله وبطشه وجبروته عليك.


ثامناً: أن يعامله ذكراً أوأنثى المعاملة الشرعية التي بينها الشارع.
مثلا لا نطلب من الخادمات النساء ايقاض الصبية البالغين من النوم فيطلعو على عوراتهم دون قصد منهم ، ونأمرهم بلبس الحجاب عند الرجال .


تاسعاً: أن يتجاوز عن خطئه وتقصيره.
لا تزيد عليه التوبيخ عندما ينسى فعل أمرته به ، او يكسر بعض الأواني دون قصد .


عاشراً: يجتهد أن يعوضه ما فقده من أهل وعشيرة وتباين بيئة.
اشتر له كرت هاتف كل شهرين مثلا ليحادث أهله ، صدقوني أنها تعني الكثير لهم ، فبذلك يشعروا أنكم تحسون بمعاناتهم ويطمأنوا على أهلهم فيرتاحوا نفسيا ويبذلوا الكثير لكم .


أحد عشر: أن يمسكه بإحسان أويتخلى عنه بإحسان، فإن الله كتب الإحسان على كل شيء.

الثاني عشر: أن يخصَّ الخدم المسلمين بعناية ورفق أكثر من غيرهم، وأن لا يظلم غير المسلمين، بل ينبغي أن يدعوهم إلى الإسلام بسلوكه الحسن، ومعاملته الطيبة، ولا ينفرهم ويبغضهم في الإسلام بسلوكه، فالدين المعاملة.

نموذج حسن لمعاملة سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم لخدمه:

من خلقه صلى الله عليه وسلم حسن معاملة الخدم
قال تعالى
« وانك لعلى خلق عظيم»سورة القلم « آية 4».

كانت معاملة رسولنا صلى الله عليه وسلم لمن يخدمه معاملة الوالد الشفوق لولده، والأخ الرحيم لأخيه، لا يميز بين رقيق وأجير ومتطوع، مما جعل زيد بن حارثة رضي الله عنه يفضله على والديه وعشيرته.
زيد بن حارثة عربي من بني كلب أسِرَ وهو طفل في الجاهلية، وبيع بمكة، فاشتراه حكيم بن حزام لعمته خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، فوهبته لرسول الله صلى الله عليه وسلم بعد زواجه بها، ثم تبناه بعدُ، وكان يُدْعى زيد بن محمد حتى نزل قوله تعالى: "ادعوهم لآبائهم" الذي أبطل التبني.
قال ابن عبد البر رحمه الله: (قال أبوه حارثة بن شراحيل حين فقده:





بكيتُ على زيد ولـم أدر مـا فعـلْأحَيٌّ يُرْجَّـى أم دونـه أتـى الأجـلْ
فـوالله لا أدري وإن كنـتُ سـائـلاًأغالك سَهْلُ الأرض أم غالك الجبـلْ
فياليت شعري هل لك الدَّهْرُ رجعـةفحسبي من الدنيا رجوعك لي بجَـلْ
تذكرنيـه الشمـسُ عنـد طلوعهـاوتعـرضُ ذكـراه إذا قـارب الطَّفَـلْ
وإن هبـت الأرواحُ هيجـن ذكــرهفيا طول حزنـي عليـه ويـا وَجَـلْ
سأعمِلُ نَصَّ العيس في الأرض جاهداًولا أسأمُ التطـواف أوتسـأم الإبـلْ
حياتـي أو تأتـي عـلـيَّ منيـتـيوكل امرئ فـانٍ وإن غـرَّه الأجـلْ
سأوصي به عمـراً وقيسـاً كليهمـاوأوصي يزيدَ ثـم مـن بعـده جَبَـلْ


فحج ناس من كلب، فرأوا زيداً فعرفهم وعرفوه، فقال لهم: أبلغوا عني أهلي هذه الأبيات، فإني أعلم أنهم قد جزعوا عليَّ؛ فقال:



أحن إلى قومي وإن كنـتُ نائيـاًفإني قعيد البيت عنـد المشاعـر
فكفوا من الوجد الذي قد شجاكـمولا تعملوا في الأرض نَصَّ الأباعر
فإني بحمد الله فـي خيـر أسـرةكـرام معـدٍّ كابـراً بعـد كابـر


فانطلق الكلبيون فأعلموا أباه، فقال: ابني وَرَبَّ الكعبة؛ ووصفوا له موضعه، وعند من هو، فخرج حارثة وكعب ابنا شراحيل لفدائه، وقدما مكة، فسألا عن النبي صلى الله عليه وسلم، فقيل: هو في المسجد؛ فدخلا عليه، فقال: يا ابن عبد المطلب، يا ابن هاشم، يا ابن سيد قومه، أنتم أهل حرم الله وجيرانه، تفكون العاني وتطعمون الأسير، جئناك في ابننا عندك، فامنن علينا، وأحسن إلينـا في فيـدائه؛ قـال: ومن هو؟ قالـوا: زيد بن حارثة؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فهلا غير ذلك! قالوا: وما هو؟ قال: أدعوه فأخيِّره، فإن اختاركم فهو لكم، وإن اختارني فوالله ما أنا بالذي أختار على من اختارني أحداً؛ قالا: قد زدتنا على النصف وأحسنت؛ فدعاه فقال: هل تعرف هؤلاء؟ قال: نعم؛ قال: من هذا؟ قال: هذا أبي وهذا عمي؛ قال: فأنا من قد علمتَ ورأيتَ صحبتي لك، فاخترني أواخترهما؛ قال زيد: ما أنا بالذي أختار عليك أحداً، أنت مني مكان الأب والعم؛ فقالا: ويحك يا زيد! أتختار العبودية على الحرية، وعلى أبيك وعمك، وعلى أهل بيتك! قال: نعم، قد رأيت من هذا الرجل شيئاً، ما أنا بالذي أختار عليه أحداً أبداً؛ فلما رأى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ذلك أخرجه إلى الحِجْر، فقال: يا من حضر، اشهدوا أن زيداً ابني يرثني وأرثه؛ فلما رأى ذلك أبوه وعمه طابت نفوسهما فانصرفا).

وإليك نموذجاً آخر لحسن معاملة رسول الله صلى الله عليه وسلم لخدمه، عندما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة مهاجراً، قالت أم سليم رضي الله عنها لرسول الله صلى الله عليه وسلم: هذا غلامي أنس يخدمك؛ فقبله رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان عمره آنذاك عشر سنين، فخدم رسولَ الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين، فقال:
« خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما قال لي: اف قط ، وما قال لشئ صنعته لم صنعته ولا لشئ تركته لم تركته وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم من احسن الناس خلقا، ولا مسست خزا ولا حريرا ولا شيئا كان الين من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا شممت مسكا قط ولا عطرا كان اطيب من عرق رسول الله صلى الله عليه وسلم».

وأخيرا اسمحوا لي أن نسيت بعض الحقوق وأتشرف بأن تذكروننا بها.
__________________


كامل الخدلي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس