الموضوع: حقيقة الحب
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-27-2006, 06:09 PM   #1




 
تاريخ التسجيل: Feb 2006
المشاركات: 331
معدل تقييم المستوى: 229
مجنونها is on a distinguished road
افتراضي حقيقة الحب

الحب .. ما هي حقيقته ؟

كم سطر المحبون من الأبيات في وصف ديار أحبتهم والوقوف على أطلالها

وكم أضاعوا من الأوقات سارحين وراء خيالات الحبيب

آهات المحبين ، وأنينهم ، وشكواهم .. استعذبها أناسٌ فتابعوهم دون تفكير

ولم يتنبهوا لنهاية أحداث قصص هواهم .. وما آل إليه مصيرهم

فأصبحوا يتلذذون بالآلام ، ويسكبون الدموع ، ويجترون ماضي الذكريات

فيبقون أسرى زمانٍ ولى ، وأحداثٍ انتهت وربما أوهام لا أساس لها

*****

وأكثر أولئك العاشقين لم يظفر بحبيبه

وبعضهم ظفر به ثم قلاه و خبت جذوة محبته

وربما تحول بعد ما كان من أخص محبيه إلى أعدى عِداه

وبعضهم أصبح قصةً يتسامر عليها الساهرون أو يتعجب منها القراء ، يسمونه مجنوناً ، وكفاه فخراً!!

و متى كان الجنون فخراً ...

أيستعذب الجنون إذا أضيف لاسم لبنى وليلى ويُضحي بعقله ؟ عجباً عجبا

وبعضهم ضاع عقله تبعاً لهواه

لم يظفر بحبيبه ولا حافظ على ما وهبه الله من الفكر والعقل

ولا استفاد من أيامه في ما يعود عليه بالنفع في دنياه وأخراه

*****

وتمر الأيام .. وترى المحبين صرعى على جانبي طريق الحياة

منهم من يسمي ماضي حبه سراباً

ومنهم من يشكو قسوة أحبته

ومنهم من يبرر تغيره على حبيبه بأن الماضي كان مجرد أحلام

ومنهم من لا بحبيبه ظفر ولا لحياته استنقذ فلا هو حيٌ فيُرجى ولا ميت فيُنعى

*****

وكم أساء مسيء بدعوى الحب فأضاع من يحبه حقاً جرياً وراء عدوٍ من أعدى أعدائه

وقال هذا قلبي لا أمر لي عليه

زوجتي تحبني لكنني أحب سواها

وأمي تريد الخير لي وتوجهني لكنني لا أملك قلبي ويهمنى رضا أصدقائي

*****

والحق أن هناك حباً ، وهناك وهم

هناك حبٌ حقيقي لا تغير صفوه الأيام ولا تكدره الآلام

وهناك وفاءٌ لا يعرفه أسرى الأوهام

وهناك قلوبٌ لا تمل أحبتها بل تزداد لهم حباً على مرور الأيام

وهناك مشاعر تزداد ألقاً بازدياد أيام العمر

وكلما اقتربت نهاية الحياة زادت أشواق المحب لأحبته

فالموت هذا المخيف لا يقطعه عن أحبته بل يقربه إليهم

والحياةُ الفانية التي يؤرق أدعياءَ الحبِّ فراقُها ، هذا المحبُّ الصادق لا يخاف مغادرتها

لأنه يعلم أنَّ هناك حياةً أفضلُ منها في جنةٍ عرضها السماوات والأرض

لا تعبٌ فيها ولا نصب

يلقى فيها من هو أحب إليه مما سواه ربُّه سبحانه وتعالى الله المستحق لكل حب

الذي تحبب لعباده بما أسبغ عليهم من نعمٍ تتوالى وعطفٍ ورحمه

أنفاسهم وحياتهم منه سبحانه

وتوفيقهم وخيرهم بيده

خلق عباده ولم يتركهم هملاً بل أحسن إليهم فكرّمهم وأحسن صورهم ورزقهم وأرسل رسله إليهم لينقذوهم من الظلمات إلى النور

أعطاهم وعافاهم وعلَّمهم وآواهم مذ كانوا صغاراً لا حول لهم ولا قوة وحتى تنتهي بهم الحياة

أحسن إلى آبائهم وأمهاتهم ، و فطرهم على محبة أبنائهم رحمةً بهم وبأبنائهم

ما بهم من نعمةٍ فمنه وحده لا شريك له ، سبحانه وبحمده لا نحصي ثناءً عليه

إنها حياةٌ خالدة في الدار الآخرة

من كان فيها محباً صادقاً لربه يسعد بلُقيا الأحبة حقاً : محمداً صلى الله عليه وسلم وصحبه

أحبة أطهار النفوس ، حسنهم لا يزول لم يتدنسوا بأرجاس المعاصي ولم يتهافتوا على الدنيا كتهافتنا عليها

أحبةٌ ، تُبنى محبتهم على تقوى من الله وخير لا على صورٍ يؤثر فيها مرور الأيام ويزيل حسنها

حبٌ بعيد عن الشهوات وعن متاع الحياة الدنيا

حبٌ كان لله قبل عباده ، وفي الله أصله ومنشأه فغيرهم من الناس يحبون شهواتهم والصور الفاتنة

وهم أشد حباً لله من حب أصحاب الشهوات لشهواتهم

اللهم نور بصائرنا وارزقنا حبك ، واجعل حبك أحب الأشياء إلينا

واجعلنا ممن يحب رسولك محمداً صلى الله عليه وسلم وأصحابه وممن يتبع سنته وهديه

( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) (آل عمران:31)





منقول من الساحة
مجنونها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس