الموضوع: أقوى من اللهب !!
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-11-2007, 09:58 AM   #1




 
الصورة الرمزية عبدالله العنزي
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
الدولة: أرض الله الواسعة
المشاركات: 822
معدل تقييم المستوى: 228
عبدالله العنزي is on a distinguished road
أقوى من اللهب !!

[align=center]أقوى من اللهب ... !!





هل سأبني بهذه النقود منزلاً لأطفالي .. ؟!

أم أجمعها في الخزانة .. ؟!


هكذا كان تفكير الأب في النقود التي حصلها من عمله طيلة أيامه ..

أم سأجمعها لكي أ ............

وقطع عليه تفكيره صوت الأم تنادي لتناول العشاء ... بدأ الاب بتناول العشاء فهو يشعر

بالارهاق بعد عمل يوماً شاق ... لقد كان يكدح من أجل ان يوفر لفلذات كبده لقمة العيش ...

و بعد ان انتهى من طعامه ذهب لينام ... و ما ان استلقى على فراشه ... الا و قد اخذت تداعبه

الآمال .. فهو يجمعه ماله القليل الذي يحصله من العمل في الخزانة في منزله ... يريد ان يبني

منزلاً جميلاً يضم حديقة واسعة يلهو بها أطفاله ... يردي ان يفرحهم ويرسم البسمة على

وجوههم و يحقق آمالهم و أمنياتهم الصغيرة ... يحلم بأن برى السور بادياً على و جووهم

البريئة ... يريد ان يسمع ضحكاتهم الطفولية المملؤة بالسعادة ... فهمه الوحيد ان يشقى لكي

يسعدوا ... و ان يفنى لكي يخلدوا ... و ما انتهى من آماله حتى غلبه النوم على هذه الأحلام

الجميلة ... فغط في نوم ٍ عميق


و فــــجــــأة ... !!!


استيقظ الاب المسكين على صرخات اطفاله و صوت امهم ... قام من نومه فزعاً و يحدث نفسه

هل انا في حلم ...؟! أم هو الوقع المؤلم ... ؟! و ما ان فاق من تفكيره الا و ألسنة اللهب هنا

و هناك تتطاير في منزله تعلن بداية المأساة !!! فهب فزعاً و بدأ يلملم أطفاله ... و خرجوا

جمعاً خارج المنزل ... فأخذ يحترق منزلهم بما فيه .. و تبخرت الآمال و الأحلام ... و احتر

و احترقت النقود التي تضم أجمل أمنياته ... و احترق معها كل شيء .. لقد ضاقت الدنيا في

في عينه ... و ماتت شجيرة امله في تربة اليأس ...فأستسلم الاب البأس لتصاريف الاقدار قهراً

و أفاق من تفكيره و بدأ يتفقد فلذات اكباده ... فإذا بابنه الصغير لم يكن بينهم ؟! لم يصدق

عينه و أخذ يتفقدهم مرة أخرى ... و أخذت الصور تتزاحم امام عينه .. هل من الممكن ان

يكون الولد قد احترق ؟! لم يعد ذلك الاب يفكر بالغنى و الفقر ام السعادة و الشقاء ...

فلقد كان جُل تفكيره ان يكون اولاده سالمين ... فهب الى المنزل مرة أخرى و أخذ يقلب بصره

هنا و هناك ... ولم يعد يشعر بحرارة الارض الشديدة و هي تغلي تحته ..؟! بل قد شغله التفكير

بأبنه المفقود ... فلم يعد يشعر بنفسه ... او يفسح مجالاً لآلامه ... بدأ يتفقد الغرف و الممرات

و في النهاية ... وجد ابنه في احد الغرف منبكا ً على وجهه ..!! فقد كان الطفل نائماً ... شعر

الاب بإرتياح غامر ... و نسى آلام الجرارة في أسفل اقدامه ... فها هو يرى ابنه سالماً و لم

يمسه أذى ... أخذه مسرعاً الى الخارج و ضمه ضمة قوية ثم أنزله الى الارض ... و ما ان

وطئت قدما الصغير الارض ... حتى تبسم الاب ابتسامة الرضا و القناعة ... ابتسامه حملها كل

كل مايريد قوله لأبنائه ... وهو ينظر اليهم مكررا ً نظراه لابنه الصغير ...

عندها ابتسم ابتسامه و الفرح و الابتهاج و السعادة على محياه ... ففي هذه اللحظة سقط

الاب مغشيا ً عليه .... ذهبوا به الاى المستشفى ... فإذا به قد فارق الحياة .. نعم ..!! فقد كانت

حرارة الارض الارض عالية جدا ً و لم يحتملها

لقد مات ليزرع البسمة على شفاة صغاره ...

و كدح و تعب لكي يوفر لهم لقمة العيش و الحياة الكريمة ...

و ها هو اليوم يضحي بحياته لأجل أحدهم ...

و لـــــــــكــــــــن .. !!



كان حنانه أقوى من اللهب .. !!














بقلم الأخت : غادة بنت سليمان العودة

















تحياتي و احتراماتي[/align]
__________________
التوقيع الجديد تحت الإنشاء
عبدالله العنزي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس