عرض مشاركة واحدة
قديم 10-30-2010, 06:47 PM   #1


 
الصورة الرمزية فواز أبوخالد
 
تاريخ التسجيل: Nov 2005
المشاركات: 5,685
معدل تقييم المستوى: 339
فواز أبوخالد will become famous soon enough
افتراضي ... ادعوا لأخيكم ...

.. ادعوا لأخيكم ..




فجأة ألم بي ، ألم شنيع بدأ في المعدة ، تحاملت على نفسي ، أخذ يزداد ، كان يأتيني


في فترات متباعدة ، بداية ظننته قرحة في المعدة ، اتجه إلى أقرب صيدلية وأختار


الدواء بنفسي ، لم أهتم به ، أصابره حتى يضمحل ويختفي ، راودني شعور هذه المرة


أنه لن يغادرني ، أشتد كربي ، أخذت أتلوى ، ازداد بي فتكا ، في ليلة باردة أخذ


يتصبب العرق مني ، شمل ظهري ، انحنيت له ، استمر طوفانه ، طغى على مشاعري ،


حيث أنا ، بعيدا عن مدينتي ، أدافع الحنين لأطفالي وأهلي ،أحسست بحاجتي لمن


يواسيني ، تمنيت أني بقربها ، رفعت سماعة الهاتف لأشكو لها ، تذكرت أني سأدخل


الحزن على قلبها ، تركت الاتصال ، تضاعف الألم , أسعفني زميلي إلى المستشفى ، لازمت السرير


الأبيض ، عاتبني الطبيب لإهمالي الفحص الطبي منذ البداية ، أعطوني مسكنات ، زال الألم ،


حمدت الله تعالى على نعمة العافية ، خرجت من المستشفى ، اتجهت إلى العاصمة ، أجريت


فحوصات شامله ، قرر الطبيب ضرورة التدخل الجراحي ، أكد لي أنها ستكون بسيطة ، لم أثق


بكلامه ، خرجت إلى حين ، لم أجد موعدا إلا بعد سنة ، بعد الواسطة نقصت المدة شهرين ,


كلما أحسست بألم بسيط ظننته منها ، اتبعت الحمية بضعة أشهر ، طال الأمد ، مللت


الحمية ، اطمأننت ، تركتها ، رجعت الآلام ، عزمت على إجراء العملية ، لجأت


إلى الله تعالى ، يا كاشف كل بلوى ، يا الله ، يارب ، ألبسني ثوب


الصحة والعافية ، تذكرت قوله صلى الله عليه وسلم ، ثلاثة لاترد دعوتهم ، ذكر منهم ،


دعاء المسلم لأخيه بظهر الغيب ، ترددت قليلا ، منعني الحياء ، وسوس إلي شيطاني ، أنت


مشاكس ، انتقدت الكثير منهم ، سوف يشمتون بك ، لن يدعوا لك أحد ، بعضهم ربما قال : يارب


ريحنا منه , شجعت نفسي : لكني ما قصدت إلا الخير لهم ، ندمت على تلك المعارك والانتصارات


الزائفة ، التي أفقدتني الكثيرين ، أخذ يترأى لي شبح الموت ، ما أقصر هذه الحياة ،


كم فرطنا فيها ، أعمال وأحلام سوّفت في إنجازها حتى تبخرت , سرحت بي الهواجس ,


لم أشعر إلا وأنا أردد بصوت مسموع :


نؤمل آمالا ونرجو نتاجها ... وعلى الردى مما نرجيه أقرب


ونبني القصور المشخمرات في الهوى ... وفي علمنا أنا نموت وتخرب


انتبهت لنفسي , صمت فجأة , ازددت رعبا ، لو حدث لي مكروه ، هل سيذكرني منهم أحد ، كتاباتي


التي أرجوا أن تشفع لي عند الله تعالى ، هل ستجد من يرفعها ، غدا الموعد ،


يا الله ما أسرع الأيام ، تجري بنا لآجالنا ، ألحت علي الفكرة ، أحجمت عنها ، أزف الوقت ، قررت


الإقدام ، كتبتها في المنتدى ، لم أشأ أن يوصي بها غيري ، يامن


أخطأت بحقكم ، سامحوني ، حيا وميتا أخوكم بحاجة لدعائكم ، كانت مؤثرة ،


حاولت إبقائها هكذا ، أحسست أنها تشي بحاجتي وضعفي ، وتحطم ما أشعر به من أنفة


وقوة , لم أستطع عليها صبرا ، غلب الطبع على التطبع , دفعتني العزة , نقلتها من موقعها الأول ,


كتبتها قصة قصيرة , أضفت لها مازحا ، ومن لا يدعو فلا يلومن إلا نفسه .








...............
__________________
__________________
.............
موقع فواز أبوخالد :
..........
فواز أبوخالد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس