عرض مشاركة واحدة
قديم 04-03-2006, 03:15 AM   #1


 
تاريخ التسجيل: Nov 2005
المشاركات: 829
معدل تقييم المستوى: 242
طير شلوى is on a distinguished road
Thumbs up إيليا أبو ماضي في مجلس طير شلوى

أيها الأحبة


تعليلتنا اليوم مع أحد شعراء المهجر الذين وضعوا بصماتهم في صفحات

تاريخ الأدب العربي نحن نفهمه ونتمنى أن يفهم عربيتنا الركيكه إليكم إياه .


تعليلتي مع ايليا أبو ماضي

• عندما أخذ الدكتور طه حسين على شعره وقلة احتفاله بالشكل الشعري كان رده؟

• لست مني أن حسبت ...... الشعر ألفاظاً ووزنا

والواقع أن شعر أبو ماضي , وإن لم يكن متيناً كشعر البارودي وشوقي وحافظ ومطران
حيث أنه عاش بعصرهم إلا أن شعره جميل ووجد صدىً واسعاً في زمنه وعبر عدة ازمنه
ولاأعتقد أن شعر ايليا أن يصدأ أو أن يطاله البلى بدليل أن الدراسات عن شعره يتوالى صدورها
منذ قبل وفاته عام (1957م) ومازال له مكانة كبيرة في الشعر العربي المعاصر فقد عرف أبو ماضي
بقصائده التأمليه والفلسفيه وقد قربته هذه القصائد من القارئ وذلك على عكس مايحصل عادةً في شعر التأمل
والفلسفة عملاً بأنه عرف بفلسفته الداعية إلى التفاؤل حيث أنه يدعوا إلى الإبتسامة والفرح لأن كل مافي الحياة زائل :

قال البشاشة ليس تسعد كائناً ........يأتي إلى الدنيا ويذهب مرغما
قلت ابتسم مادام بينك والردى ........ شبرٌ, فإنك بعد لن تتبسما


فقلت أنا :

ابتسم ياصاحب القد اللطيف ...... ترى دنيانا ولا تسوى الزعل


وتشيع الدعوة إلى الفرح والغبطة في أعمال شعرية كثيرة له منها :


أيها الشاكي الليالي إنما الغبطة فكرة
ربما استوطنت الكوخ ومافي الكوخ كسرة
وخلت منها القصور العاليات المشمخرة
تلمس الغصن المعرى فإذا في الغصن نظرة
وإذا رفت على القفر استوى ماءً وخضرة
وإذا مست حصاةٌ صقلتها فهي درة
لك مادامت لك الأرض ومافوق المجرة
فإذا ضيعتها فالكون لايعدل ذرة


فقلت أنا :

ياشاكين مر الليالي والأيام ..... لابد ماياتي حياتك مسرة
لوتملك الدنيا مع حمر الأنعام..... ماعشت في دنياك ياكودمرة

ويخاطب ايليا أبو ماضي المشائمون والمتذمرون من متاعب الحياة :

أيـــهذا الشاكي ومابك داءُ........ كيف تغدوا إذا غدوت عليلا
إن شر الجناة في الأرض نفس...... تتوقى , قبل الرحيل الرحيلا
وترى الشوك في الورود وتعمى...... أن ترى فوقها الندى إكليلا
هو عبئٌ على الحياة ثقيل ......... من يظن الحياة عبئاً ثقيلا
أحكم الناس في الحياة أُناسٌ ..... عللوها فأحسنوا التعليلا
فتمتع بالصبحِ مادمت فيهِ ...... لاتخف أن يزول حتى تزولا


فقلت له :

وشلون تشكي وانت مافيك عله ....... كثر الشكا من غير علة جوارة

اضحك وفرفش والتوالي على الله...... دنياك هذي ماتساوي ...زقارة

فدعانا أبى ماضي إلى التمتع بالحياة وهو بذلك يذكرنا بما دعا إليه عمر الخيام:

لاتشغل البال بماضي الزمانِ ..... ولا بــآتي العيش قبل الأواني
واغنم من الحاضر لذاته ...... فليس في طبع الليالي الأماني


رديت عليه:

لاتشغل البال في ماضٍ مضى ........ ولايهمنك ليالٍ مقبلاتي
كلن برزق الولي طاب ورضى....... واطلب الله يرزقك حسن المماتي


ويتخذ من بعض مظاهر الطبيعة دليلاً على مايذهب إليه , فالطيور قد عرفت حقيقة الكون
وأدركت سير عيشها تطير وتسرح في الحقول ولايهما أملكتها أم لم تملكها إنها تغرد رغم تهديدها
بالخطر من الصقور والصيادين ومع ذلك انها تغني وترتل همسات الحب غير آبهة بكّر الزمان ويطلب منا أبو ماضي أن نكون كالأطيار:

فاطلب اللهو مثلما تطلب الأطيار ...... عند الهجير ظلاً ظليلا
وتعلم حب الطبيعة منها .......... واترك القال للورى والقيلا
فالذي يتقي العواذل يلقى .......... كل حينٍ في كلِ شخص عذولا


فقلت أنا:

ياعذولي ليه بس تركض وراي ...... مالقيت من البشر من يشتهيك
ماادري وش فيني ولاادري وش بلاي ...... كل ماصديت عنك طحت فيك


وعلى الرغم من أن الشاعر في قصائد كثيرة له ينحو هذا النحو الفلسفي أو التأملي إلا أن الشاعرية
لم تجفُ الشاعر ولم تخنه فهو شاعر في هذه القصائد كما هو شاعر في الغزل والوطن فإذا أخذنا أشهر قصائده وهي (الطلاسم) وجدنا شاعريته تتفتق عن ألف معنى وألف صورة يعوزها اليقين ولايعوزها الجمال وروعة المعنى ويفاعة الشاعرية وخصوبتها:

قد سألت البحر يوماً هل أنا يابحر منك ؟
أصحيح مارواه بعضهم عني وعنكا؟
أم ترى مازعموا زوراً وبهتاناً وأُفكا؟
ضحكت أمواجه مني , وقالت :
لست ادري.


هذا البحر بالرغم من كونه , فإنه بنظر أبا ماضي أسير لايملك أمره إذ مهما ثارت أمواجه واشتد غضبها
فهي لاتستطيع أن تتعدى ثبوتها حدود شاطئه .

أنت يابحر أسير آه ماأعظم أسرك
أنت مثلي أيها الجبار لاتملك أمرك
أشبهت حالك حالي , وحكى عذري عذرك
فمتى أنجو من الأسر وتنجو؟
لست أدري .


فقلت أنا :

يابحر وش مااعظمك سبحان خالقك ...... مع ذا ولاتقدر تعدى حدودك

أسير مثلي يابحر يوم أطالعك ....... تكسب مصادر هيبتك من ركودك


ولاتجفوه الشاعرية في قصائد ذات نفس طفولي إذ يتمنى لو يستطيع أن يصبح لصاً ليسرق من النسيم الساري في الضحى سر لطافته وانشراحه وفي هذا المعنى ينوع على فكرته الأثيرة عنده , الغبطة والفرح :

ياليتني لص لأسرق في الضحى ..... سر اللطافة في النسيم الساري
وأجس مؤتلق الجمال باصبعي ..... في زرقة الأفق الجميل العاري
ويبن لي كنه المهابة في الربى ..... والسر في جذل الغدير الجاري
وبشاشة المرج الخصيب ووحشة.... الوادي الكئيب وصولة التيارِ
وإذا الدجى أرخى عليَ سدوله ..... أدركتُ مافي الليل من أسرارِ


وهنا أدركت أن همه الجمال وهمي حب الجمال فقلت :

ياليتني حنشولي .......وأسري عليك بليلة
وأجلس معك كل الليل ...... أنا وانتي بتعليلة
وأبوق منك حبه ..... ياالتلبسين الشيلة

?

?
__________________
طير شلوى

التعديل الأخير تم بواسطة طير شلوى ; 04-08-2006 الساعة 04:06 AM
طير شلوى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس