الموضوع: هجرة عنزة
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-19-2009, 08:30 AM   #4




 
الصورة الرمزية ذيبان
 
تاريخ التسجيل: Jul 2009
المشاركات: 805
معدل تقييم المستوى: 197
ذيبان is on a distinguished road
افتراضي رد: هجرة عنزه

[align=center]يقول المؤرخ الدكتور جبرائيل سليمان جبور في كتابه البدو والبادية صفحة 242 :



النجعة وراء الماء والكلاء :



أن من شروط البداوة التنقل . وليس هذا التنقل هواية أو عادة ، ولكنه أمر فرضته حياة البادية . ذلك أن الماء أولا يكون في بعض الغدران والخبرات ، فلا يكاد ينزل عنده قبيلة ويردونه حتى ينقطع ويجف الغدير أو تجف الخبرة ، ويضطر أهل القبيلة إلى النجعة إلى مكان آخر فيه مياه . كذلك قد يكون في البقعة التي تحيط بمضاربهم لمسافة بعض كيلو مترات مراع تكفي إبلهم بضعة أيام ، فإذا إنقضت هذه الايام أتت الابل على النبت الذي فيها ، وإضطر البدوي إلى أن يطلب المراعي لابله في مواضع أخرى . وهذا وحده يفسر إرتحال البدو من موضع إلى موضع في البادية . والواقع أن النبت قليل متفرق فلا يكاد ينزل فريق من البدو في بقعة حتى ترعى الابل هذا النبت فينتقلون إلى مراع أخرى .



وقد تمر سنوات متتابعة يكاد ينعدم المطر فلا نرى أثرا للخضرة في أكثر بقاع البادية . وتعيش إبل البدو في هذه الحال على بقايا القليل من النبات اليابس المتخلف من السنين السالفة ، وتهزل فيموت كثيرا منها . وقد تضطر القبيلة إذا إنقطع الكلاء في مراعيها إلى أن ترتحل إلى أراض بعيدة عن الاراضي التي تخصها ، أو تألف النزول بها ، وفي مثل هذه الحالة كانت في الازمان السابقة للحرب الكبرى الاولى تغزو الاراضي التي تجد فيها مراعي فتشارك أهلها أو تجليهم عنها وتحلها..



ولايبقى البدوي عموما في بقعة واحدة زمنا طويلا حتى في مواسم المطر والخصب وفي الاراضي المرعة ، فإن الابل قد تفسد المرعى إذا كان مجالها محدوداً فينتقل البدوي إلى أرض أخرى تكون بكرا ً من حيث المرعى ، ويستمر في التنقل من بقعة إلى أخرى.



أما النجعة الكبرى إن جاز التعبير فهي في مواسم الشتاء والصيف ، فترى البدو بوجه عام يتركون البادية في الصيف عند إشتداد الحر وإنقطاع المياه

وينتظرون حتى تسقط الامطار في موسم الخريف وتمتليء بعض الغدران والخبرات في البادية فيأخذون بالعودة إليها . ولكل قبيلة ديرة أو مناطق معروفة يتنقلون بين أرجائها طيلة موسم الشتاء والربيع .



ومهما يكن من أمر فإن القبيلة عند تقريرها على إنتجاع أرض جديدة لاتنتقل إليها قبل التأكد أن الماء والكلاء فيها خير مما هما في الارض التي يحلونها ، ولهذا فترى الشيوخ ترسل رواداً قبل الانتجاع يرتادون لها الارض . وكثيرا ً ما تستعين القبائل الكبرى بالصلبة حين تكون النجعة إلى أرض بعيدة فيأتونها بالاخبار عنها وعن كلأها ومائها...





أما عن الحياة في نجد وظروف المعيشة والمناخ :



والحياة في نجد في بسيطة في متطلباتها بعيدة عن الترف ومستوى المعيشة بين الكفاف ، وأدنى منه ،وسد الرمق ، والكثيرون يعانو شظف العيش ، والمطر عنصر أساسي في الحياة ، فإذا قلت الامطار أو أنحبست أجدبت الارض وأصاب الناس القحط والجوع، نتيجة شح المواد الغذائية الضرورية وإرتفاع أثمانها ، فيموتون من الجوع ومن الامراض التي تنتج عن نقص التغذية ، واذا نزلت الامطار أخصبت الارض وانتعشت الحياة الاقتصادية.



فنزول الامطار وانحباسها ، له أثر مباشر في حياة الناس ، فإذا شحت الامطار أوانعدمت هلكت الاموال وانقطعت سبل وأصاب البلاد الجدب وانتشرت المجاعات مما كان سببا في موت بعض الناس ، وجلاء أهل نجد عن بلادهم..

المصدر – صفحة 44 – تاريخ ابن عباد



ويقول ابن ربيعة في مقدمة تاريخه :

وكثيرا ما كانت أزمات القحط والجدب سببا في جلاء أهل نجد عن بلادهم وهجرتهم إلى العراق أو الشام ..

المصدر – صفحة 41 – تاريخ ابن ربيعة





· تقول الليدي آن بلنت في كتابها (رحلة الى بلاد نجد ) مانصه صفحة 285 :

قلة الكلاء في نجد..


وقد اختفت (عنزة) من نجد ، لقد شرعت في الهجرة شمالاً منذ حوالي مائتي عام وقد استمرت منذ ذلك الحين ، تنتقل في هجرات متوالية ، حتى هجروا جميعا منازلهم الاصلية .. انتهى كلام الليدي..



· ويقول أحمد وصفي زكريا في كتابه عشائر الشام صفحة 66،67:



وهجرة العرب البدو من جنوبي الجزيرة العربية وأواسطها إلى بوادي العراق والشام ومصر ، وإنسياحهم فيها كان يحصل على هيئة موجات تتابع ورودها منذ آلالاف السنين ، ولا يزال حتى يومنا هذا ، وتعزى هذه الهجرات إلى أنه في كل قرن أو قرنين يزداد عدد سكان تلك الديار العربية ، وتضيق بوفرة مواليدها فتصير مواردها ومعاطنها غير كافية لسد الحاجة ، أو تتبدل الظواهر الجوية فيها وتتحول الشروط الاقليمية ، فلا تعد المعيشة سائغة ، كما جرى في مشارق اليمن وأدى إلى إنحطاطه وزوال دول المعينيين والسبأيين والحميريين منه ، أو تأتي أعوام قحط جائحة ، فتضطر موجة من القبائل الى أن تنزح نحو الشمال، وتزحف وتفتش عن بقاع أمرع وبراري أوسع ، فلا تجد ذلك الا في اطراف العراق والشام ومصر المسماة بالهلال الخصيب ، فالموجة القادمة منها إذا وجدت أمامها عشيرة سبقتها في الهجرة تسعى لدفعها واحتلال مكانها بالقوة والغلبة أو بالاتفاق والانضمام ، فإذا ظفرت تضطر السابقة المغلوبة إلى مزاحمة الاسبق والاضعف منها . وهكذا يزحم المتأخر المتقدم ، ويدفع القوي الضعيف كل في دوره ، وينازعه منزله ومرتعه ، وكلما فرغت البادية من موجة من سكانها البدو واحتوتهم المعمورة ، تأتي موجة جديدة من صميم الجزيرة العربية فتملاء الفراغ وتحل مكان من هجروا البداوة وتحضروا ، وهكذا دواليك والامثلة على ذلك كثيرة ، تراها في عشائر شمر وعنزة التي جاءت على هيئة موجات وزاحمت ( عربان الديرة ) في بادية الشام بعد أن كان عربان الديرة هي السائدة المنفردة في هذه البادية ، وقد إستولت عليها من عشائر أٌقدم منها تحولت عن البداوة وذابت في بوتقة الحضارة ..






· ويقول أحمد وصفي زكريا في كتابه عشائر الشام ص 108 مانصه:


وكانت طلائع عنزة (الاحسنة والولد علي) قد خرجت بعد شمر في حدود سنة 1112هـ من شمالي الحجاز وبلغت وادي السرحان ، ثم اطراف البلقاء واشتبكت مع عشائر هذه الانحاء (السرحان والسردية والفحيلية وبني صخر) وكان هذا التحالف يسمى حلف الشمال فهزمته عنزة ..
اما الاحسنة فاستمرت في سيرها نحو الشمال وبلغت أنحاء حمص وحماة في حدود 1171هـ ودحرت الموالي نحو منازلها الحالية في العلا (شرقي قضاء المعرة )، ثم صارت تزاحم شمر على المراعي والمناهل الشرقية في أنحاء جبل البشري وجبل العمور ، فاضطرت شمر الى ان تعبر الفرات في عهد رئيسها فارس الجرباء ، وتستقر في الجزيرة ..ثم توالى قدوم بقية عشائر عنزة ...



فهجرة بني خالد وشمّر وعنزة والعقيدات في القرن 11 و 12 و 13 كانت آخر الهجرات البدوية الكبرى على أن هجرات صغيرة ما برحت تقوم بها بعض ذيول قبيلتي شمر و عنزة العظيمتين وتتوالى بين ذهاب وإياب ، كما عملته أخيرا فرقة الولد سليمان من عنزة فقد كان هؤلاء آخر من نزح ووافي بادية الشام ، ثم على إثر حادث سوف نذكره في بحثهم رجعوا إلى نجد ، وكذلك عملت بعض فرق العبده وسنجاره وأسلم من قبيلة شمر ، فقد كان هذه الفرق متخلفة في نجد فجاءت تلتحق بفرقها الاصلية الضاربة في الجزيرة الفراتية..



ويقول أحمد وصفي زكريا أيضا في كتابه عشائر الشام صفحة 358 :



إن مواطن عنزة في الاصل بين أواسط نجد وشمالي الحجاز ، وكانت عنزة قد إحتفظت بالسيادة بعد أن طردت قضاعة من ديار العرب في عهد سابق ، وفروع عنزة الان كثيرة وقد إنتشرت في سائر البلاد العربية واستقرت منها أقسام منها في الشام والعراق ونجد وشمالي الحجاز ، ومنها فروع تحضرت واستقرت في بلاد معينة من نجد وساحل خليج البصرة ، وأكثر عنزة ما زال على بداوته الصرحاء مثل الرولة والمحلف والولد علي والعمارات والسبعة والفدعان وولد سليمان والاحسنة ، وبعضها إنتقل إلى حياة الحضارة ، ففي نجد وساحل الخليج ثلاث عائلات حاكمة من أصل عنزي ، آل سعود في نجد وآل صباح في الكويت وآل خليفة في البحرين..







· وذكر في نفس الكتاب عشائر الشام لوصفي زكريا صفحة 361:



كانت عنزة بين الحجاز ونجد في شمالي وادي الرمة من جنوبي غرب تيماء وحتى خيبر ، وكان يحاددها من الشمال عشيرة بني صخر ، فأدى هذا الجوار إلى عداء شديد بين الفريقين ظهر أثره في الحوادث التي أعقبت خروج عنزة من مواطنها إلى الشام ..





وكانت هجرة وفود عنزة الى بلاد الشام طبيعية وبسبب الجدب والضيق وبالتتابع على مثال الهجرات البدوية العديدة والتي سيلها لم ينقطع..واختلفت الاقوال ايضا في من كان أول عنزة في القدوم الى بلاد الشام والغالب انها الاحسنة وولد علي ، ثم بعد مدة لحقتها عشائر الفدعان والاسبعة والعمارات وآخر من جاء الرولة..


ويقول في تاريخ شرق الاردن وقبائلها:



أن عنزة حينما جاءت مرت شمالا في طريقها بالجوف ،فاصطدمت بالسرحان أحدى عشائر الشام القديمة ، وقد كانت السرحان نزحت من حوران على أثر حربها مع السردية وانكسارها ، وجاءت قبيل ذلك وتديرت الجوف . فدحرت عنزة السرحان وبني صخر الذين هرعوا الى نجدتها بحكم عداوتها القديمة لعنزة ، ومازالت حتى أخرجت السرحان من الجوف ، وأكرهتها على الرجوع الى حوران عدا نفر قليل منها لايزال لهم هناك أعقاب..


يتبع /////
[/align]
ذيبان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس