الموضوع: هجرة عنزة
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-19-2009, 08:31 AM   #5




 
الصورة الرمزية ذيبان
 
تاريخ التسجيل: Jul 2009
المشاركات: 805
معدل تقييم المستوى: 197
ذيبان is on a distinguished road
افتراضي رد: هجرة عنزه

[align=center]وبعد أن مكثت طلائع عنزة في الجوف زمنا يصعب تحديده ، رأت أن الجوف يضيق بها ولا يكفيها ، فاستأنفت زحفها نحو الشمال، وبلغت براري البلقاء وحوران ، وهناك اصطدمت بعشيرة السردية احدى عشائر الشام القديمة ايضا ، وكان للسردية شيخ يدعى المحفوظ السردي ، له سطوة ورفعة كبيرتان ، وجرت معركة حاسمة في جوار المزيريب أسفرت عن اندحار المحفوظ وحلفائه (أهل الشمال) وتفرقهم في فلسطين وغور بيسان وبذلك انتقلت الى عنزة سيادة البلاد الممتدة في شرقي دمشق وحوران الىالبلقاء ووادي السرحان والجوف وقد وقع إنتصار عنزة هذا على المحفوظ السردي في حدود سنة 1164هـ ...



وكان السردية في تلك الحقبة زعيم حلف بدوي مؤلف من عشائر تدعى (أهل الشمال( هي السردية والعيسى والفيحلية وقد ظل هذه الحلف الرباعي ضعيفا متفكاكا بعد أن صدمته عنزة حتى أواخر القرن المذكور ، حينما تولى قيادته مشايخ بني صخر الذين صاروا أقوى عضو فيه ، فبعد أن إستعادت هذه العشائر مكانتها الاولى بهذا التحالف ، أخذت تتحدى عنزة وتغير على مواشيها وتكرهها على مغادرة براري شرقي الاردت ، وكانت الحرب سجالا فيما يظهر ، ودامت إلى أواخر القرن الثاني عشر ، والجموع التي تقاتل عنزة وتكرهها كانت تستعين بشيعة جبل عامل أيضا ، وعشيرة عنزة التي كانوا يقاتلونها هي الاحسنة و الولد علي القادمتان في قيادة آل مزيد أي آل ملحم شيوخ الاحسنة ، فقد جاء مقال عنوانه ( جبل عامل في قرن من سنة 1167هـ إلى سنة 1247هـ) منشور في مجلة العرفان الصيداوية ( المجلد 28 ) عبارة خلاصتها أنه في ربيع الاول سنة 1193هـ ركبت خيل المتاولة أجمع من الصقر والسردية وبني صخر على رعية ( فاضل المزيد ) فالتقى الجمعان ، فقتل شيخ المتاولة ، وسلبت عنزة جميع خيولهم ، وما ألقت عليهم شيئا يستر أبدانهم ، فمات معظمهم من البرد ، ويبدو أن النصر حالف عنزة في آخر الامر فزحفت ولد علي نحو حوران والجولان ، وإتخذت لنفسها منازل ومقايظ ، وزحفت الاحسنة شمالا وبلغت ديرة الشنبل حيث المجال أوسع والمرعى أخصب ، ولما بلغت الاحسنة ديرة الشنبل في حدود سنة 1171هـ على ما يظن اخترقت حد قبيلة الموالي ونازعتها على مناطقها وأكرهتها على الجلاء عن مواطنها القديمة في أنحاء سلمية ، وعلى التراجع نحو ناحية العلا حيث إستقرت فيها حتى يومنا ، كما نازعت بقية عشائر ديار حمص وحماة وأخضعتها وفرضت عليها الخوة ، ثم توالت أمواج عنزة المتدفقة ونعني بها عشيرتي الفدعان والسبعة ، وقد إحتلتا براري حماة وحلب وقد عجز ولاة الترك في تلك الحقبة عن صد هذه الحركات الخطرة ، فأصبحت عنزة سيدة بادية الشام دون منازع ، حتى وادي الفرات وأطراف العراق ، وأخلت بالامن وشلت كل عمل في التجارة والنقل ، ومنعت كل عمران في القرى الشرقية..





وهنا نستعرض ما قاله الكولو نيل فردريك بيك في كتاب تاريخ شرق الاردن وقبائلها من بعض صفحات الكتاب بما يخص الهجرة :

صفحة 5 :إن أسباب هجرة القبائل العربية في جزيرتهم تكاد تكون واحدة في جميع أدوارها وهو أن ازدياد عدد السكان كان يزيد في حاجتهم الى الى اراضي يزرعونها


صفحة 6 : لم يقف سيل هجرة القبائل حتى يومنا هذا فقد كانت عشائر الرولة تقطن أرض زيزياء منذ ثلاثين سنة وفي صيف 1914 م . كانت ضاربة خيامها في الصحراء حول ثمد واليوم تسكن البادية السورية..


وفي صفحة 217 : ولما كان الكفاح بين بني صخر والسردية على أشده ظهر في الافق قبيلة أعظم وأكبر عددا . كانت هذه القبيلة عنزة وهي بطن من ربيعة العدنانية ولم تزل حتى يومنا هذا أكبر قبيلة في الجزيرة العربية . نهضت في ديار خيبر بالحجاز في الوقت الذي خرجت فيه قبيلة بني صخر من العلا..


ونزلت طلائع عنزة ، وهم الفدعان في أعالي الفرات ثم تبعهم (ضنا مسلم) بقيادة زعيميهم الكبيرين الطيار وابن سمير. وقد ذكرنا في في بحثنا عن السرحان حصار الطيار للسرحان في الجوف ، بينما كان بنو صخر ضاربين خيامهم في جنوبي فلسطين..


أغارت عشائر عنزة على شرقي الاردن وحوران وانتزعت السيادة من السردية وطردت معظمهم وأحلافهم الى وادي الاردن ، ولعل ذلك حدث في أوائل القرن الثامن عشر ، وذكر لان نيبور في عام 1761 أن عنزة أعظم وأقوى قبيلة في صحراء سوريا..


أغار السرحان في القرن السابع عشر أو قبل ذلك على حوران وبسطوا سيادتهم عليها ، وكانوا على رأس حلف كبير يدعى بأهل الشمال مؤلف من السرحان والعيسى والفحيلي وبعد حين انتقلت زعامة هذا الحلف الى السردية الذين لم يلبثوا أن ظهر لهم عدو منافس هو بنو صخر ، فتنازع الفريقان السيادة إلى أن جاءت عنزة وأخرجتهما من الديار الاردنية لكنها لم تقض على حلف الشمال قضاءً مبرما لانه تألف ثانية حوالي عام 1800م (1215هـ) وانضم اليه في هذه المرة بنو صخر ، وكان القصد من تأليفه قتال عنزة وطردها من البلاد..تمكن أهل الشمال في غضون القرن التاسع عشر من الوقوف أمام عنزة ومع ذلك فقد ظلت عنزة قويه عدة وعدداً ، ولما كانت تحشد قواها كانت تتفوق على بني صخر وأحلافهم وتدحرهم..



صفحة235 : كانت هجرة عنزة من الحجاز الى أطراف الهلال الخصيب طبيعية وهي إحدى الهجرات البدوية العديدة التي لم يقف سيلها ولا بزمن من الازمان..


وفي طريقها شمالاً مرت بالجوف فاصطدمت وقبيلة السرحان ودحرتها وظلت تتبعها الى أن طوقتها من جميع الاطراف وحدث ان كان بين السرحان رجل من بني صخر تمكن من الهرب الى قبيلته التي كانت حينذا في ديار غزة وأعلمها ما حل بالسرحان من القهر والانكسار..

استثمر بنو صخر هذه الفرصة للانتقام من أعدائهم الالداء عنزة فجمعوا جموعهم وسيروها تحت لواء زعيمهم محمد الخريشة لنجدة السرحان وبعد مسير ثلاثين يوماً وصلوا الجوف ونزلوا على عنزة على حين غرة وهزموها ، لكن لم تلبث عنزة أن اغارت عليهم وهزمتهم هزيمة منكرة ، وعطفت على السرحان واخرجتهم من الجوف جميعا ، عدا نفر قليل شق عليهم هجر مزارعهم وبيوتهم وتخلفوا في الجوف وكان لهم اعقاب لا يزالون يقطنون فيها الى يومنا هذا..



بعد هذا الانكسار خرج بنو صخر والسرحان الى البلقاء وتبعهم العنزيون الذين اصطدموا والمحفوظ السردي في معركة حامية قرب المزيريب الواقعة شمالي اربد على الحدود بين سوريا وشرق الاردن ، واسفرت النتيجة عن اندحار المحفوظ وحلفائه أهل الشمال وتفرقهم . فالجأ قسم منهم وهم بنو صخر والسرحان الى فلسطين وبذلك انتقلت سيادة البلاد الممتدة من دمشق وحوران الى الاردن ووادي السرحان والجوف الى عنزة



يتبع ////
[/align]
ذيبان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس