الموضوع: هجرة عنزة
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-19-2009, 08:33 AM   #7




 
الصورة الرمزية ذيبان
 
تاريخ التسجيل: Jul 2009
المشاركات: 805
معدل تقييم المستوى: 197
ذيبان is on a distinguished road
افتراضي رد: هجرة عنزه

[align=center]وبعد الرحيل الثاني للعمارات وهو هجرة مشعان بعد مناخ الرضيمة الى الشمال قال الشيخ عبدالله بن ماجد بن عبدالله الهذال قصيدة يتوجد على نجد وما أصابها من قحط بعد استقراره في الجزيرة بالعراق:


يا نجد لاجاك الحيا نادي لنا @@ وشبي لنا براس المقوقي نار
يا نجد لاجاك الحيا وصي لنا @@ وان زان وقتك فارسلي عمار
عبدٍ خذاله زوجه من هل القرى @@ شارت عليه وطاوع الاشوار
ومن طاوع العذرا على غير صايب @@ يصير كما اللي ضاع بالنهار

جلس قليل الفود من شان الغنم @@ وخلا بنات الهرش معنا ابكار
حلفت انا يانجد مارخصك عندي @@ مير الدهر والوقت فينا جار
سبعة سنين مالمع فيك بارق @@ مات الحلال ويبست الاشجار
جرتي علي وانا معذي جنابك @@ واليوم سكنك شاوي وحمار
حاميك انا يانجد بالرمح والقنا @@ في لابة تسقي الخصيم امرار
حنا شبات الحرب صبيان وايل @@ ملجأ الضعيف مدلهين الجار
حنا أهل العادات اخوان بتلا @@ الى جفتنا الدار نلقا دار
لاجارت علينا الديرة وامحلت @@ نلقا لنا ابدار العدو معبار
نجي على وضح النقا ونرهب العدا @@ ما كننا الا يمهم زوار
يانجد شفي فيك طيرة وعيرة @@ وغمر الحطب لاحط فوق النار
أقفيت من عندك بنمرا ضرية @@ عسامها يغطي الجبال اغبار
أدنا منازلنا بوادي النعايم @@ واقصى منازلنا بغار انشار

هذا ما أحببت أن أوضحه بشأن المفهوم الخاطىء حول إدعاء البعض أن قبائل عنزة خرجت من نجد بسبب معاركها مع قبائل أخرى ،ولكن المشكلة تحتاج شرح للمثل (كل قوم ولا عنزة)،،يجب فهم هذا المثل حتى نفهم من هي قبائل عنزة وأن شأن القبائل الاخرى من شأن عنزة وليس شأن قبائل عنزة من شأن القبائل الاخرى ..هذا ما أحببت أن أوضحه..



إن انتقال القبائل من مكان لاخر يسمى هجرة أو نزوح ويختلف هذا المسمى عن كلمة طرد أو إزاحة أو دحر فنجد أن الذي يهاجر ، يهاجر لاسباب اقتصادية ومعاشية كجدب الارض وضيق المكان والبحث عن موارد أكثر للمياه والبحث عن الاراضي الخصبة والبحث عن ديار تتسع لقبيلته أو عشيرته هذه هي أسباب الهجرة أو النزوح..

ونجد أن العديد من القبائل التي هاجرت كقبائل عنزة وشمر أو نزحت من ديارها وأماكنها التي كانت عليها ، هاجرت هجرة طبيعية للبحث عن الكلاء بسبب القحط الذي أصاب ديارها ، وعندما هاجرت فانها هاجرت قوية وصارعت أقوى القبائل هناك كقبائل حلف الشمال وقبائل الملي وبني صخر وغيرها من القبائل المتواجدة هناك وأصبحت هي القبائل المتسيدة لسلطة المنطقة ونجد أن ذكرها في أحداث المنطقة وتاريخها لا يمكن حصره..

بينما مسمى دحر أو طرد أو إزاحة هو تفكك للقبيلة أو الحلف الذي تم دحره ونجد أن القبيلة التي تم دحرها قد سقطت ولايوجد لها ذكر في التاريخ وتكون قد سلبت جميع أموالها وحلالها وتخضع بعد ذلك للقبيلة التي دحرتها أو أجبرتها على الطرد كما تضطر هذه القبيلة الى دفع الخوة الي القبيلة التي دحرتها بعد المعارك والحروب ...

ونجد كذلك أن القبيلة التي تم دحرها أو طردها لم يرد لها ذكر في التاريخ ولم يعد لها قوة كذلك ولم يذكر لها أحداث بعد أن تم دحرها وذلك بعكس القبائل التي هاجرت بقوتها وطبيعتها وفرضت لنفسها سلطة في المكان الذي هاجرت اليه..

ومن هذا المنطلق نتبين أن قبيلة عنزة هاجرت بطبيعتها وقوتها وصارعت أقوى القبائل المتواجدة هناك وأثبتت قوة سيطرتها وسلطتها في تلك المنطقة وأصبحت تأخذ الخوة من القبائل التي جعلتها ترضخ لقوتها وهذا نظراً لقوة قبائل عنزة وكثرة عددها ولما تمتلكه من الخيل الاصايل والابل الاصيلة..

وسوف نذكر هنا بعض مما ذكره المؤلفون والمؤرخون عن هجرة و قوة قبيلة عنزة وبعض من تاريخها :

ولتوضيح هجرة قبائل عنزة بشكل عام ومفصل سنتحدث هنا ما ذكرته المصادر مع توضيحه بالموروث الشعبي حتى تتكون صورة أوضح عن هذه الهجرة:


بدأت رحلة قبائل عنزة من نجد وشمال الحجاز في أوئل القرن الثاني عشر للهجرة وذلك على أثر القحط والجفاف الذي حل في البلاد والعباد فخرجت القبائل العنزية يتلو بعضها البعض ، وأول من هاجر هوالشيخ قعدان اليعيش الملقب (أبو شاربين) وهو من اليعيش زعماء الخرشة من المصاليخ ، وسمي بهذا الاسم نظرا لكثافة شاربيه وافتراقهما الى نصفين عندما يحتدم الصراع في المعارك ، وهاجر معه جماعته من المصاليخ ومن المنابهة التي خرج بها من خيبر التي تعتبر المقر الاساسي لعموم قبائل عنزة ، وقد خرج بمن معه في جحفل ضخم مقداره سبعة عطف بينهم الموسر في البلصان وابن رشود على القرشة، وفي خلال مسيرته وصلت طلائع قبائل عنزة الى منطقة الجوف ومكثت زمنا يصعب تحديده ، ووجدت أن الجوف يضيق بها ولا يكفيها وقد حدث لها أحداث وبعض المعارك مع قبائل تلك المنطقة وهي قبيلة السرحان وقبيلة بني صخر كان الانتصار حليف عنزة وإستأنفت بعد ذلك طلائع عنزة تقدمها نحو الشمال إلى أن بلغت براري البلقاء وحوران ، وكان يسيطر على هذه المناطق قبائل حلف الشمال وهم : السرحان وبني صخر والسردية والعيسى والفحيلية ، وأمير هذا الحلف هو المحفوظ السردي وكان مهمة هذا الحلف صد ورد أي موجة قادمة من الجنوب الى الشمال ، لان ذلك من شأنه أن يزاحمهم علىأرضهم وخيراتها ، بالاضافة الى تخوف هذ الحلف الكبير من تأثير تلك الموجات على نفوذهم وزعامتهم ، هذا بالاضافة لان تلك المناطق كانت أراضيها خصبة وبها موارد كثيرة للمياه..

بعد ذلك ، أنزل المحفوظ وسمح لطلائع قبيلة عنزة بالنزول الى جانبه وقضو فترة من الزمن ، ولكن بعد فترة وجد أن قبائل عنزة تزداد ورأى أعداداً هائلة وأن لديهم فرسان وإبل وخيل كثيرة ، وأنها ليست قبيلةً سهلة وخشي من إستفحال أمرهم وأن يسدون عليه الافاق ، فتشاور هو وقبائل حلف الشمال والتي منها بني صخر والسرحان وقد كان بينهم وبين عنزة مشاحنات سابقة ، فشاورهم ماذا يفعل كي يبعد قبائل عنزة عن بلاده ، فشار عليه أحد مستشاريه بأنه رأي فرسا أًصيلة عند أحد رجال قبيلة عنزة من الشراعبة من بني وهب ، وكان هذا الرجل جاراً للشيخ قعدان اليعيش (أبو شاربين ) ، فعندما علم بذلك المحفوظ السردي طلب تلك الفرس من الشيخ جعدان اليعيش ، فستأذن الشيخ قعدان جاره الشرعبي في الفرس ولكن الشرعبي رفض اعطاء فرسه مهما كانت الاسباب وكان المحفوظ مصر على تلك الفرس ، وقال للشيخ قعدان وقبائل عنزة الذين معه بأنه سيمنعهم من موارد الماء الموجودة في موقع)المزيريب والبجة) وسيعطيهم مهلة ثلاث أيام يتشاورون فيها أما الفرس أو يمنعهم من الموارد ، بعد ذلك تجمعت قبائل عنزة في مكان قرب أذرعات يسمى (رجم الشور) والذي لايزال يسمى كذلك حتى الان بهذا الاسم بالرغم مضي أكثر من مائتين وخمسين عاما,,,وهو في موقع قرب قرية (النعيمة) في بلاد حوران من سورية وتشاور القوم وكان أمامهم خيارين:


1- أما أن يسلموا الفرس للمحفوظ السردي وهذا عار ما بعده عار لان من يفرط بحقوق الجار أو الدخيل ليس من شيم العرب..


2-وأما أن يرفضوا الطلب وعندئذ فلا مفر من المجابهة مع المحفوظ المدعم بحلف من أقوى القبائل حينذاك..



مناخ ميقوع


فكان القوم بين مؤيد للحرب وبين تريث لها فقرروا بإرضاء المحفوظ بثلاثة من الخيل الاصايل بدلا من تلك الفرس ، وهذا ما تم فعلا ، الا أن إصرار المحفوظ على الفرس هذه بالذات قد أثار حفيظة أحد رجال المصاليخ وهو (حزيل الرعوجي) الذي دق على رأسه وقال : حيز، وهو اسم يطلقه على إبله (والله لا يشربن الحيز من هالماء لونه بين براطم عجايب) وهذه عجايب هي زوجة المحفوظ..


ولكن الشيخ قعدان اليعيش(أبو شاربين) كان هو الشيخ صاحب النظر الثاقب وبعد أن درس الموقف وجد أنه غير قادر على مواجهة هذا الحلف لوحده والذي يترأسه المحفوظ السردي والذي يضم خمسة قبائل :السرحان وبني صخر والسردية والعيسى والفحيلية ، فقرر الشيخ جعدان بالرجوع الى دياره خيبر ليستنجد بباقي قبائل عنزة هناك ويستعدوا للهجرة ، وعندما انتهت المهربات الثلاث التي أعطاها المحفوظ لقبائل عنزة ورأى أنهم رحلوا فأقسم بأن يلحقهم في عقر دارهم ويبيدهم عن بكرة أبيهم ، فخرج ولحق بهم وأدركهم في مكان اسمه ميقوع قرب الجوف فناوخهم ومعه عشرين بيرق من قبائل حلف الشمال وكان الامر بالنسبة لقبائل عنزة أما حياة أو موت ، فاستبسلوا في الدفاع عن جارهم ووفرسه وهزموا المحفوظ وجيشه الرهيب في مناخ ميقوع وانتصرت قبيلة عنزة..


وبعد ذلك وجد الشيخ قعدان أنه لا مفر من مواجهة هذا الحلف ودحره ، فأرسل الشيخ قعدان اليعيش (أبو الشاربين) هذه القصيدة على لسانه والتي قالها النجيدي بن مذهل المصلوخي ليستنفر قبائل عنزة في خيبر ليستحثهم على الخروج من مناطقهم واللحاق به مرغبا اياهم بطيب هواء البلاد التي وصل اليها وخصب أرضها وصفاء مواردها ، كما أرسل اليهم بعض من الاعشاب والكلأ دليلا على صدق ماوجده من خير تلك المناطق وكذلك لنجدة أقربائهم المنابهة ومن معهم من عنزة ضد هذا المحفوظ ومن معه من حلف الشمال..


وعند وصول النجيدي الى خيبر قال هذه القصيدة يستحث الشيخ ابن سمير والطيار وباروخ بن خليل من مشائخ وفرسان قبيلة ولد علي ، والقعقاع من مشائخ الرولة ونايف بن غبين من مشائخ الفدعان ، وابن معجل شيخ الاشاجعة وابن جندل شيخ السوالمة من مشايخ عنزة فقال :

قال النجيدي من عذيات النبـــا @@ ألذ من در البكار العسايــــــف
وخلاف ذا ياركب فوق عوصـا @@ مافوقها كود خرجها والسفايــــف
فوقها اللي لقطع الفيافي امضرا @@ يبي السرى وعن نومةالليل عايف
أدل من القطاة في داجي الدجــى @@ رامت ضنها بالحزوم الصلايــــف
قم يانديبي بالعجل لاتونــــــا @@ أزبن على اللي زبنوا كل خايـــف
أولاد وايل وين ربعي نخيتكــــم @@ مروين مصقول السيوف الرهايـف
سلم على صبيان وايل جميعهــــم @@ اكبارهم واصغارهم باللفايـــــف
سلم على كل المشايخ وحثهـــــم @@ من روس لابة ما خلطهم عذايـف
سلم على القعقاع وانخ ابن جندل @@ وسلم على الطيار والشيخ نايــف
وسلم على ابن سمير ثم ابن معجل @@ وباروخ زبن التلافات التلايــف
سلم وعلمهم بيوم جرالنـــــــا @@ جتنا جموعٍ كثيرة وأغلبتها ردايف
جونا هل البلقا جموع يجرهــــا @@ شيخٍ يبي يوفي ديون وحلايـــــــف
جونا على ميقوع عشرين بيـــرق @@ وأقفوا يجرون الندم والحسايـف
بالقيض حدونا على شان جارنـــا @@ وعيوا علينا بطيبات المصايــف
خيل اقبلانا يوم اتشلا بخيلـــنا @@ مثل السباع الجايعات الهوايـــف
ينخن الصاعديات في صيحة لـــهن @@ ينخننا عن عايزات الكشايــــف
وعجنا رقاب الخيل لعيون خودنـا @@ صفوة رجال وعايزين الكلايـــف
عاداتنا بالكون نرخص عمارنـــا @@ ونجود بالارواح دون العطايـــــف
وحنا الذي مانقبل الضيم والقهر @@ غش على كبد المعادي امسايـــف
ويلان وين انتم ترى اليوم يومكم @@ والا مع الاجناب ننهج عرايــــف





وعند وصول القصيدة الى قبائل عنزة سرعان ماخرج فاضل بن مزيد الملحم شيخ قبيلة المنابهة ومعه الموجة الاولى من قبائل عنزة من الحسنة وقسم من الشراعبة والبوعيد من الخماعلة وعدد قليل من المجاهمة من الموايقة من السبعة وقسم من المصاليخ الذين بقوا بخيبر ولم يلحقوا بالشيخ قعدان اليعيش (أبو شاربين) ، وعندما علم المحفوظ السردي بوصول موجة أخرى من قبائل عنزة هاجر الى بلاده ولحقته قبيلة عنزة بقوة رادعة هناك وتقابل الجمعان في معركة (المزيريب) الشهيرة عام 1720م 1164هـ تقريبا حيث انتصرت فيها قبائل عنزة من المصاليخ والحسنة بالاشتراك مع قسم من الشراعبة والخماعلة ، على حلف الشمال وقتل بهذه المعركة المحفوظ السردي زعيم الحلف وسلبت خيوله وأخذت عنزة جميع حلاله وتديرت بنو وهب من عنزة ديرة حوران ..

يتبع///
[/align]
ذيبان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس