الموضوع: هجرة عنزة
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-19-2009, 08:36 AM   #9




 
الصورة الرمزية ذيبان
 
تاريخ التسجيل: Jul 2009
المشاركات: 805
معدل تقييم المستوى: 197
ذيبان is on a distinguished road
افتراضي رد: هجرة عنزه

[align=center]ثم إن الشيخ كنعان بعد فترة من الزمن قرر الرحيل بعربان ولد علي للمقيض في سهول الشام وكان هو أول من نجع خارج الجزيرة العربية من أسرة الطيار ، وبعد أن وصل إلى البلقاء جائه النذير بأن زعيم قبيلة بني الصخر وهو الخريشا قد جيّش له عربان منطقة البلقاء وذلك لمنع قبيلة ولد علي من التوغل في أراضيهم وحيث أن هناك عداوة قديمة بينهم وذلك نتيجة لهزيمة الشيخ كنعان لهم في الجوف مسبقا ..

فما كان من الشيخ كنعان الطيار إلا أن أمر فرسان ولد علي بالاستعداد لمناجزتهم والمسير لمكان تجمعهم لمباغتتهم فيه.
وكانت تلك القبائل قد اختارت منطقة سوح ذياب بالقرب من الزرقاء في الاردن كمكان تجمع لها.


وفي الصباح الباكر فوجئت جموع بني صخر وأهل البلقاء بخيل عنزة وقد أطبقت متراصة وفي مقدمتهاالشيخ كنعان الطيار ، فاعتلى فرسان البلقاء وقبيلة بني صخر صهوات جيادهم استعدادا للنزال فبرز أحد فرسان عنزة بين الجمعين وأخذ يقول هذه البيتين :

يا من يبشر لي (الخريشا) (بكنعان(

ـــــــــــــــــــــــــــــــ الشيخ جاه يزرفل الخيل غايــــــــر

من فوق ضامر من سلايل كحيلان

ـــــــــــــــــــــــــــــــ اليوم بالبلقاء تدور الدوايــــــــــــر


عند ذلك صاح زعيم بني صخر الخريشا من بين فرسانه وأخذ ينادي معيراً ذلك الفارس قائلا : بأن هذا وقت اللقاء وليس وقت الشعر ، والسيف هو الللي يتكلم..

فخرج كنعان الطيار بين الجمعين ونادى شيخ بني صخر الخريشا للبروز له لمبارزته ليشهد كل سيف على صاحبه ، فبرز له دون ابطاء وماهي جولتان حتى تمكن كنعان الطيار من اسقاطه قتيلا بين الصفوف والتحم الجمعان قبائل ولد علي بقيادة الشيخ كنعان الطيار على قبيلة بني صخر ومن معها من قبائل البلقاء وكرت عليهم عنزة فهزمهتم وشتتتهم وكان من نتيجة ذلك اندحرت تلك القبائل المهزومة الى منطقة الغور.. وهكذا كان انتصار الطيار وولد علي في منطقة سوح ذياب على مشايخ بني صخر وقبائل البلقاء وتديرت بعد ذلك قبائل عنزة سلطة المنطقة ردحا من الزمن ثم بعد ذلك حدث خلاف بين قبائل عنزة لاداعي لذكره ، مما دعى قبيلة الحسنة أن تستأنف تقدمها نحو الشمال أيضا وكانت هذه المرة ديرة الشنبل وفي براري حمص وحماة حيث الهواء النقي والتربة الاكثر خصوبة والمراعي الواسعة وكان أيضا من أسباب هجرة الحسنة توافد موجات أخرى من قبائل عنزة وبالذات من قدم من بقية ولد علي بزعامة الطيار حيث هناك قسم سبقهم بزعامة إبن سمير ، وعادت المصاليخ الى بلادها في نجد بعد وفاة الشيخ جعدان أبو شاربين مخلفة ورائها مجموعة من بطونها وهم بطني الراضي والسودي بقيا حتى اليوم في حوران وبطن السريحين بقى في الرمثا بالاردن ، و تقدم الحسنة للشمال لم يكن بسهولة لان هناك قبيلة أخرى تحتم عليهم أن يواجهوها ، وهي قبيلة الموالي والتي كان لها النفوذ الاوسع علىعموم البادية السورية في بلاد الشام وكان هناك منطقة باسم (عامود الحمى) يحرم على أي وافد تجاوزه الا بأمرهم وبعد أن يخضع لطاعتهم ويدفع لهم (الخوة) المفروضة ، وطبعا قبيلة عنزة ذات كبرياء وسلطة وجاه وقوة ولاتقبل ذلك الامر أبدا ، فما كان للحسنة أن يتجاوبوا مع نظام الموالي وكانت الحرب الطاحنة بينهم ويذكر أحمد وصفي زكريا في كتاب عشائر الشام :
لقد تم إنتصار الحسنة بقيادة الملحم وتم فرض الامر الواقع وتديروا ديرة الشنبل وتقلص نفوذ الموالي إلى حد كبير وأصبح سكان تلك الديار يتوافدون مباركين ومؤيدين وقد استمرت هذه الاحداث ثمانين عاما إلى عهد محمود بن مزيد الملحم..
وهجرات عنزة لم تتوقف وكان بين قبائل عنزة اتصال دائم سواء بين الذين بنجد أو شمال الحجاز وخيبر الى وادي السرحان والجوف وحتى الشام والعراق ..فعندما علم بعض قبائل عنزة الاخرى بخصوبة الاراضي وتوفر الموارد والكلاء في تلك الديار ، بدأت هجرة ثانية من قبائل ضنا عبيد وهم الفدعان والسبعة وولد سليمان تتوافد على تلك البلاد وكانت الفدعان بمشيخة إبن غبين وابن قعيشيش حيث اندفعت بقوة واستوطنت في منطقة الفرات وما يسمى بالبادية الشامية ..
ثم قبيلة السبعة بقيادة ابن مرشد وابن هديب حيث استقرت ببادية تدمر..

ثم تلتها الهجرة الثالثة من ضنا مسلم بقيادة الدريعي بن شعلان ونايف بن شعلان ، فهاجروا من الجوف ومن معهم من قبيلة الرولة وبعض قبائل الجلاس من:

السوالمة بقيادة ابن جندل

والاشاجعة بقيادة ابن معجل

والعبدالله بقيادة ابن مجيد

حيث استقروا في الحدود الشرقية لغوطة دمشق وفي مناطق ضمير والناصرية وجيرود..



والهجرة الثانية في حدود عام 1230هـ أرتحل القسم الأعظم من قبائل ضنا عبيد (وهم الفدعان وولد سليمان والسبعة ) بقيادة الشيخ نايف بن غبين فنزلوا في مناطق الجوف وكان قد حفر الفدعان عدود صوير المعروفة في منطقة الجوف ثم وصلوا إلى مناطق في أواسط سوريا وكان وصول قبائل ضنا عبيد في أوائل القرن الثالث عشرالهجري ذكر ذلك الغزي في يوميات حلب عام 1230هـ ولهم أخبار كثيرة في بداية وصولهم من الحروب والنزاعات مع سكان البلاد سجّل بعض من أخبارهم الكتاب العرب والمستشرقون وقال الشاعرالفارس الشيخ ملعب بن محمد بن شعيل العواجي قصيده يذكر رحيل ضنا عبيد ويتوجد عليهم وذلك أن قبيلة ولد سليمان والسبعة والفدعان من ضنا عبيد قد أرتحلوا جميعاً في بداية الأمر ثم عاد البعض منهم إلى ديارهم خيبر لوجود املاك قديمة فيها وهذه قصيدة ملعب بن محمد بن شعيل العواجي :



قال العواجي والعواجي ملعـــــب

لو تدري العراف ما يستشيرهـــــــــــــا

يجول في بالي كثير القوافــــي

ولاقولها إلا حين يلمح نضيرهــــــــــــــــا

ماهي علي غروة عجيبة ملامحة

ولا هو علي عذر اتنقض جميرهــــــــا

فكرت باللي فرق أولاد وايــــــل

ابكي ودمع العين حرق نضيرهــــــــــــــا

نزول مقيمة شامخات بيوتهـــــــا

وضعون يقودهم شيخ الجهامه كبيرهــــــا

بتنا ندير الراي وجلا قلوبنــــــــا

وندير من صعبات الأريا عسيرهــــــــــا

بتنا ندير الرأي من شور شيخنـــــا

كبير قومه والمحايل يديرهـــــــــــــا

قال ارحلو ما عاد في نجد مقعـــــد

امشوا علي الصعبة ودوسوا خطيرها

وتحلحلت من ضلع المسمى ظعاين

ياما تفرق عن وريك نثيرهـــــــــــا

جينا الدعيجان وريعان شمـــــــــــر

وكم خفرة يصد عنها عشيرهــــــــــا

طلعـنـا مع ريعـان حايـل وموقــق

وخشوم سلمى فض عنها مجيرها

وردنا علي العظيمات عد ماهــو روى

شرب قليل القوم وظمي كثيرهــا

وصلة علينا ولد الكثيري غــــــــارة

الغارة القشر علي من يغيرهـــــــــــا

توحي نغيط الطيح بطراف قومــــــه

لج القطا لا نش عنها غديرهــــــــــــا

ضربنا علي الدهنا عروق تثنــــــــــا

وكم بنت شيخ خففت عن بعيرهـــا

حلنا وتسرسحنا من السير والسرى

وزمولنا ماعاد تسمع هديرهـــــــا

قطع بنا ابن غبين عشرين سمـــــرا

وفي دومة الجندل حفرنا صويرهــــا

وبصوير قيضنا وصرنا نزايلــــــه

وقفت ظعون الربع وابعد مسيرهـــا

وعدنا من الجوبة لنجد العذيــــــــة

دار ولفنا وردها مع صديرهـــــــــــــا

واقفت علي الشنبل جهامة ربوعنــــا

يقودها ولد الغبيني أميرهـــــــــــا

راموا لهم ديرة بها الريف والرخــــــــا

ديد العسل يعطي السبايا شعيرها

وجدي على الفدعان بواجة الدّيـــــر

وخيالة العرفا عزيز قصيرهــــــــــــا

اللابة اللي تاخذ الخصم عنــــــــــوة

ياويـــل والله بالملاقا نحيرهــــــــــــا

ياليت لو يلحق ظعنا ظعونهـــــــــم

عسى غليل الكبد يبرد هجيرهـــــــا

ياعل من يدعي للاجواد رحمـــــــــــة

في جنة الفردوس ينال خيرهــــــــا



يبين لنا الشيخ ملعب العواجي مسيرة ضنا عبيد بقيادة الشيخ نايف بن غبين وكيف تفرق أولاد وائل أي قبائل عنزة وذلك نتيجة للهجرات فقد هاجر من قبل ابن يعيش ولحقه ابن ملحم وابن سمير والطيار والان ضناعبيد ، وذكر أن نجد ليس بها مكان لهم بسبب الجدب والقحط الذي حل بها ويتكلم عن مسيرتهم من ديارهم وذكر بعض الاماكن التي تعبتر من ديار عنزة وأوديتها وجبالها مثل ضلع المسمى ، و وريك، ثم أنهم مشوا من ريعان شمر وموقق ويذكر أنهم نزلوا الجوف وحفروا مورد صوير الموجود في الجوف ، ويقصد بأن ولد سليمان هم من أصبحوا نزايله وأن بقية ضنا عبيد الفدعان والسبعة أكملوا سيرهم وأبعدوا وأن العواجي وقومه يذكر أنه عاد إلى نجد من الجوبة ( الجوف) ، لانه ولف منطقته ولا يستطيع هجرها ، ثم ذكر بأن قومه وجدوا ديار بها الريف والرخاء ، وأخذ يتوجد على قبيلة الفدعان ، وخيالة العرفا وهم قبيلة السبعة ويمدحهم ويتمنى لو أنه يلحق ظعن قبيلة ولد سليمان إليهم ربما يبرد غل الفرقا بالهجرة إليهم ، ثم يقول عسى من يدعي لهم بالرحمة أن يضعه الله في جنة الفردوس..



أما قبيلة العمارات من بشر من عنزة فقد كانت تملك الحناكية وكان تتنقل في المناطق المجاورة لها والعطن الذي في المدينة هو مكان إبل آل هذال والوعيرة ، وقد ذكر في بعض المصادر وجود لال هذال مشايخ العمارات في منطقة الفريش ، يقول المؤلف حمد الجاسر في كتابه المعجم الجغرافي صفحة 1088 المجلد 2 :

الفريش من قرى منطقة بدر في إمارة المدينة ، ويسيل الوادي من الطرف الشرقي لجبل ورقان وله روافد من الاطراف الشمالية وهو على بعد 48 كيلا من المدينة المنورة ..



وقد ذكر جون لويس بركهارت في كتابه رحلات في شبه جزيرة العرب صفحة 290 ما نصه :

ودخلنا واديا عريضا يسمى الفريش وسهل الفريش وفقا لما يقوله العصامي المؤرخ كان مسرحا لمعركة شرسة بين شريف مكة وقبيلتي الظفير وعنزة البدويتين في سنة 1063هـ ..انتهى

وفي سنة 1111هـ سجن الشريف سعد بن زيد شريف مكة مائة شيخ من عنزة وتم تتويج الشيخ هذال بن عدينان الحبلاني شيخ مشائخ على عنزة ..

وماهذه الاخبار الا دلالة على تواجد عنزة في منطقة الحناكية وما جاورها من قرى المدينة المنورة ونستدل من الموروث الشعبي القصصي أنه عندما كان العمارات بقيادة شيخهم إبن هذال يقطنون ماحول الحناكية ويتنقلون في المناطق التي من غرب المدينة في منطقة بدر مكان تواجد قبيلة صبح من حرب ذكر منديل الفهيد في صفحة 124 الجزء الثاني أبياتا لابنة أمير قبيلة صبح من بني سالم من قبيلة حرب حيث كان الشيخ ابن هذال قبل نزوحهم الى نجد قاطنين عندهم وحان وقت الفلاحة والماء مشروب من كثرة الادباش وأمير صبح استحى من الشيخ ( ابن هذال ) حتى لايبين له حاجتهم بالفلاحة لان معيشتهم على الله ثم الفلايح فقالت البنت ( ابنة أمير صبح ) هذه الابيات تبين لهم ما حدث وعندما سمعها الشيخ( ابن هذال ) شدوا الى ماء غيره فقالت :





يا شيخ قل للبدو عنا يشـــــدون

ـــــــــــــــــــــــــــــ نبي نقطب جونا بالزروعـــــــي

نبي انسقم غوشنا لايضيعـــــون

ـــــــــــــــــــــــــــــ الغوش لجتهم علينا تروعـــــــي

أنتم لكم جيش وخيل تعنـــــــون

ـــــــــــــــــــــــــــــ وأرزاقكم لا حظبن الجموعـــــي

وانتم ليا طاح الحياء له تنوعون

ـــــــــــــــــــــــــــــ فوق الجمال محنيات الضلوعـــي

كم سهلتن في عصير تبنـــــــون

ـــــــــــــــــــــــــــــ يتلي ضعفكم كل بيض فروعـــي



يتبع ////
[/align]
ذيبان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس