عرض مشاركة واحدة
قديم 02-20-2006, 01:31 AM   #1


 
الصورة الرمزية فواز أبوخالد
 
تاريخ التسجيل: Nov 2005
المشاركات: 5,685
معدل تقييم المستوى: 339
فواز أبوخالد will become famous soon enough
افتراضي شارك معنا .... ما الأدب .......؟

ما الأدب ؟

عندما نتمثّل:
وإنّي لتعروني لذكراك هِزَةٌ ... كما انتفض العصفور بلّله القطر
( وهِزَةٌ ) بكسر الهاء لا فتحها؛ لأنّها اسم هيئة لا اسم مرة..

عندما نتمثّل هذا البيت فإنّنا نحمّله مشاعرَ صادقةً..
جالت في حواشينا فترةً عشنا بها ومعها أحلاما وردية قد تكون اندفاعاتٍ غير مبرَّرة وغير مبرِّرة كذلك..

والبيت قادر على حمل هذا الانسياب العاطفي ـ وإن انقطع تاليا ـ؛ لأنّ قائله الأول وفّق للغة تجاوزت لغة الاتصال اليومي.. وفارقت اللغة العلمية الصارمة..

وقد نعاتب بطريقة غير مباشرة فلا نملك إلا أن نقول:
سقى الله نجدا والمقيم بأهلها ـ وإن كانوا طارئين ـ
سحابا غوادٍ خاليات من الرعد

نعاتبه بذلك على نقض عرى حبال كانت في طريقها لإحكام الفتل..

وقد نضمّن مشاعرنا قول الآخر:
ومن ذا الذي ترضى سجاياه كلها... كفى المرء نبلا أن تعدّ معايبه

وربما أضفنا: وإن تكُ ذا عتبى فمثلك يعتب..

وقد نحمّله ما حدث أو جزء كبير منه مردفين ما ينبئ عمّا جُبِلت عليه نفوسنا:
وارتمى كبر الليالي دونها ... ليّن الناب كليل المخلب

فربما نكون ممّن لا يقبل أن توضع له خطوط حمراء هلامية عند التواصل..

وقد نزيد:
أثني عليّ بما علمتِ فإنّني ... سهلٌ مخالقتي إذا لم أظلم
فإذا ظلمت فإنّ ظلمي باسل ... مرّ مذاقته كطعم العلقم

هذا من باب ـ أمّا قبل ـ
وهذه جملة وطريقة ابتكارية شقّها لنا يراع فاضل غائب.. أستعيرها منه؛ لأشمّ بها ومنها رائحته؛ فلا أظنّه باخلا بذلك.. فقد تلبّس صفة طالما رماني بها؛ ليواري سوءته الانقطاعية..



وأمّا بعد:
فمن خلال المنتدى الأدبي لعليّ ـ بصحبة من يريد المشاركة الفاعلة وإبداء الرأي ـ نحاول حرث مصطلحات نتداولها كثيرا دون أن ندرك مدلولاتها؛ لنتبادل ـ أولا ـ الرأي حولها دون مشيخة أدبية أو وصاية فكرية..


ما الأدب ؟
سؤال يبدو بسيطا.. ولكن قلما تعثر له على جواب واضح..

وهل تدخل فيه المشافهة؟
أم الاقتصار على المكتوب؟

وهل يطلب في الكتابة نمط راقٍ..؟
وبمَ نسمّي ما افتقد ذلك؟

وهل تلج الرسومات بابه؟
وهل القصد فيه ملزِم؟
أم تقبل الكتابة الأدبية في أي سياق جاءت؟

واللغة وتعريفنا لها يتحكّم في نظرتنا للأدب..
فهل كل إيصال لغة؟
أم المنطوق وحده؟

وهل اللغة: طريقة إنسانية خالصة وغير غريزية لتوصيل الأفكار والانفعالات والرغبات بوساطة نسق من الرموز المولَّدة توليدا إراديا..

أم هي: كفاية غريزية مستقرة في كفاية المتكلمين..

أم كما يقول ابن جنّي: أصوات يعبّر بها كل قوم عن أغراضهم..

بانتظار التواصل لمزيد من تطارح الأفكار..

م ن ق و ل
__________________
.............
موقع فواز أبوخالد :
..........
فواز أبوخالد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس