عرض مشاركة واحدة
قديم 10-05-2007, 08:48 PM   #1


 
الصورة الرمزية نايف النمران
 
تاريخ التسجيل: May 2006
المشاركات: 8,506
معدل تقييم المستوى: 30
نايف النمران is on a distinguished road
افتراضي من قصص شائع الامسح الرمالي

[align=center][frame="10 70"]قصة شايع الأمسح و سعدون بن غرير
________________________________________
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته وبعد

قصة شايع الأمسح و سعدون بن غرير .. في البداية أحب أن أوضح للسادة القراء من هم أبطال هذه القصة .. التي جرت أحداثها قبل مائتي سنة هجرية أو أكثر .. أطرافها هم :

الطرف الأول " الشيخ سعدون بن محمد بن غرير " المسمى " محيّر بيض النعام " كان حاكما للإحساء وشرق الجزيرة العربية .. حاكما قويا و ذو سطوة .. إمتدت سطوته إلى نجد بشكل عام قبيل قيام الدولة السعودية الأولى .. لقّب بمحيّر بيض النعام لولعة الشديد بالقنص و صيد النعام .. فرض على الناس من حضر و بادية حضر صيد النعام .. كان مقر حكمه الإحساء في منطقة " هجر "

والطرف الثاني الفارس " شايع بن مرداس الرمالي الفضيلي السنجاري الشمري " المسمى ب " شايع الأمسح " لأنه ولد وأحد عينيه ممسوحة .. فارس شجاع و عقيد غزو و أحد المعروفين بالكرم " المفرط " .. أشتهر في وفته بكثرة الغزو والسطو على القبائل ..
تقول القصة أن الناس إشتكت من سطو " شايع الأمسح " لسعدون بن غرير .. و بغية تأديبه أرسل سعدون بن غرير فرسان و جيش ليقبضوا على شايع الأمسح .. وفعلا أتوا به مكتف و الأغلال في رجليه إلى مقر مخيّم سعدون بن غرير في الأحساء .. و أمر سعدون بن غرير أن يربط شايع الأمسح في طرف بيته وأن يسجن إلى أن يموت ..

مضت سنة وطلب شايع الأمسح من سعدون بن غرير أن يفكه .. و طلب سعدون من شايع أن يفتدي نفسه بالخيل و الأبل الشيء الكثير مما يفوق مقدرة شايع .. تعجيزا له ومضت خمس سنوات كان شايع في كل سنة يطلب من سعدون نفس الطلب .. ولما مضت تلك السنوات .. إستغرب سعدون بن غرير من عدم معاودة شايع الأمسح طلب فك سجنه وسأله ذلك بقوله (( هالسنة .. ما طلبتني أفكك ؟؟ )) و رد عليه شايع الأمسح وهو يتحسر (( صبي .. و زلّت عجاريفه )) أي أن لدي ولد صغير كنت ارجي ملاعبته وهو صغير .. قد كبر الآن ... !!

نأتي لذكر ولد شايع .. لمعرفة الجانب الآخر من القصة .. كان لشايع الأمسح ولد يسمى " عميرة " من زوجته الجميلة التي تلقب ب " كعيب الظبي " وشب الولد معتقدا أن أباه شايع قد مات .. إلى أن فوجيء بخبر أن أباه موجودا ولا زال على قيد الحياة بعدما تشاجر مع أحد الصبيان وهو يلعب معهم " المطارح " فقال له (( لو بك خير .. روح و دوّر على أبوك )) .. جا الولد لأمه وسألها عن أبوه .. فنفت في البداية .. ولمّا إستّل خنجرا ووضعه على بطنه مهددا إياها بالإنتحار .. أخبرته بقصة سجن أبيه ومحل سجنه عند بيت سعدون بن غرير ..

"عميرة " إنطلق من فوره على ذلول ومعه دليل متجها من أطراف حائل للإحساء .. طلبا لبيت سعدون .. ولما وصل الأحساء .. إستضاف عند سعدون بن غرير .. وبعد مضي ليلتين تحسس أخبار ابيه وإستخبر عن مكانه .. وفعلا أتى أبيه في منتصف الليل وقبل راسه وهو نائم .. إستيقظ شايع .. وتساءل عمن قبله وقال (( من أنت يللي حبيتن )) فلما عرّف عميرة أبيه بنفسه .. وحاول فك أغلال ابيه وقيد السلاسل .. قال له بوه لن تستطيع فعل ذلك بنفسك .. ولو حاولت أحس بك القوم .. الأمر يجب أن يتم بطريقة أخرى .. (( لآبد أن أجمر قلب سعدون بن غرير مثل ما جمر قلبي عليك )) وأمر شايع الأمسح إبنه عميرة أن يخطف إبن سعدون بن غرير ( غلام صغير ذو بضعة سنوات ) وينطلق به في جنح الليل عائدا لدياره في أطراف حائل ..

صحا مخيّم سعدون بن غرير على صياح وعويل زوجته .. أم الغلام وهي معتقده أن إما سبع إختطفه منها وهي نائمة أو أن رجلا قد أخذه ... وقامت الناس تدور على الغلام المفقود .. منهم من مشى على رجليه ومنهم من إمتطى ظهر الخيل والأبل .. والصياح والعويل قائم في بيت سعدون بن غرير .. حتى سعدون بن غرير أخذ يشهق في بكاؤه حزنا على ولده الذي لا يعلم مصيره .. كل ذلك و شايع الأمسح يضحك ..

إستغرب سعدون بن غرير من ضحك شايع الأمسح وقال له (( وراك تضحك .. منت خايف إني اذبحك )) قال له شايع (( إن ذبحتن .. ما شفت ولدك )) .. عرف سعدون أن ولده الغلام رهينة عند قوم شايع وقال له (( إطلب .. وش تبي )) .. قال شايع (( الطلب للي خذاه )) .. أرسل بعدها سعدون بن غرير مرسال لقوم شايع يطلب منهم فدية ولده فطلب منه عميرة حلال كثير و إبل وأن يرجع ابوه على فرس الشيخ سعدون بن غرير بالذات ..

تلخيصا لتلك القصة قال شايع الأمسح الأبيات التالية :

مضى لي ثمان سنين في حبس خيّر ~~ و بالتاسعة جاني صدوق الفـعـايل

جاني غلام(ن) مـا بعد ... خط شـاربه ~~ و لا جال في قلبه من الخوف جـايل

و دنّق علي.. مضنون عيني و حبني ~~ و دموع عينه .... فوق خدي شـلايـل

وأنا الحـديـد ..... بسـاق رجلي مغلّق ~~ ربيط (ن) كما حر (ن) شبك بالحبايل

ربطني كبير الجاه .... يطلب فطايري ~~ وضح (ن) ربن ...... بديـار زوبع جلايل

و طلب جوادين .. من الخيل غيرهن ~~ يعرفهن من مكـرمــــات الأصـــــايـل

و عيّوا بهن زوبع ... على وضح النقا ~~ فكّوا قفاهن .... مـقـحـمـين الدبــايـل

تعيش يا شبل (ن) سطا في حالك الدجا على ولد شيخ (ن) عمل بي هـوايـل

سطا وجاب الورع .... من ربعة أمه ~~ من حضن زين اللون .. شقرا جدايــل

سطا و زمّ الورع و مر (ن) و حبني ~~ و أطفا بصدري .... حاميــات الملايـــل

هديت و على درب (ن) صعيبن ولا هبا ~~ و نهب ورع من هدّا جميع القبـايـل

و شاله على قطّاعة البيد .. واجنا ~~ ما يلحقنّه منـــــــاتـلات الحبــــــــــايل

وأقفى على وضحى كما الهيق وصفه ~~ يشادي الهيق من شفا الريح زايل

و من عقب ماني حافي الرجل عندهم ~~ جوني بعد ذلك ..... يبون الجمايل

و جتني حليلة ليث هجر (ن) و شيخها ~~ تشلق هدوم الغي والقلب زايـل

قلت إبشري إبنك مع إبني وديعة ~~ يذرّيه ...... عن لفح الشتـا .. و القوايل

و فكوا حديد (ن) وسم ساقي بحجله ~~ تحمّلت شيله من سنين طـوايـل

و دنوا لها حمرا ..... من الهجن عِيرة ~~ و شــالوا و ركبت فوق زين الظلايل

و أنا فوق قبّا .... يوم أحلّي وصوفها ~~ ريميّة (ن) وإن ذيّرت من خــمـايــل

فرس من حما بيض النعام عن الملا ~~ شيخ (ن) تخضّع له شيوخ القبــايـل

تاطا على الديباج .... بـأربـع قيـونها ~~ و المال معنا ...... تقل يحداه صـايــل

من عقب مثباري ضهيد (ن) عندهم ~~ اليوم ...... يصلى كبودهم بـالغـلايـل

يعيش إبن شايع ... تقاضى بمطلبه ~~ من الجيش أيضا ومن خيار السـلايل

وأخذ بثـار أبوه .. و عمّه .. و عزوته ~~ و طال و طمّن راس من كان طـايـل

قرم (ن) نفل بالفوز من زايد السطر ~~ أبوه و جده مخضبين الســلايـــــــل

جاني إبن مرداس من مرقب العلا ~~ كبـار الحمايل .... من كبــار القبــايـل

عسى غلام (ن) ما فعل فعل والده ~~ تبكي عليه ..... منقضّات الجدايــل


كانت القصيدة ملخصا و خاتمة للقصة .. أرجوا أن تكون قد حازت على إعجابكم و لكم مني خالص التحية ..
__________________




[/frame][/align]
__________________



نايف النمران غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس