عرض مشاركة واحدة
قديم 02-06-2006, 10:57 AM   #1


 
تاريخ التسجيل: Jan 2006
المشاركات: 121
معدل تقييم المستوى: 225
ولد قحطان is on a distinguished road
Post التعليم في السعودية ..

التعليم في السعودية .. المقصف المدرسي يصرف على المدرسة.. والانجليزية تدرس بالعربي .. وضعاف التحصيل يصبحون أساتذة .. و النتيجة أن 5% فقط يرون أن التعليم (جيد):



أثار التحقيق الذي طرحته (الوفاق) مؤخرا حول قضية التعليم، ردود أفعال واسعة، اتضح من تحليل مضامينها أن معظم المشاركين مشاركون في العملية التعليمية مباشرة، باعتبارهم معلمين أو أولياء أمور، وأنهم عاشوا في دائرة التعليم، واتسمت تجربتهم بالايجابية أو السلبية.
وبتحليل مضمون ما تم مناقشته، أشار 65 % من المشاركين إلى (سلبية) التعليم مع ذكر ملامح ومسببات ذلك، في حين اكتفى 30% من المشاركين بطرح حلول عملية فقط و5% تحدثوا عن إيجابيات التعليم في السعودية.
من المفارقات التي تؤكد (سلبية) التعليم كمحور أولي في القضية، أن 40% من المشاركين صاغوا ملاحظاتهم بلغة ركيكة يشوبها العديد من الأخطاء اللغوية. كما لوحظ أن العديد من الأكاديميين ممن يحملون إجازة الدكتوراه شاركوا بأسمائهم الصريحة في رصد السلبيات وصياغة الحلول، إلى جانب العامة، والذين إما هم أساتذة أو أولياء أمور طلاب، ومن هؤلاء (المشاكس)، كما يبدو من اسمه المستعار، حيث يرى أن أساس المشكلة في المقصف المدرسي. يقول (في نظري أن أهم مسببات الفشل في التعليم هو المقصف المدرسي، فالمدرسة لا يمكن أن تطلب أي شيء من إدارة التعليم، لأن لديها مقصفا، فقد قال أحد المسؤولين "يا أخي عندك مقصف اصرف منه، يا ليت عندنا مقصف بالإدارة".
ووجه الدكتور عبد الله بن مرعي بن محفوظ سؤالا إلى وزارة التعليم العالي هو "هل الوزارة عقبة أمام التوسع في عدد المؤسسات التعليمية الخاصة أو الأهلية؟"، الدكتور بن محفوظ يجيب نفسه على سؤاله بقوله "الإجابة نعم بكل تأكيد، فكم من خطط خمسية للتنمية طافت والوزارة مازالت تدرس تفعيل اللوائح النظامية للجامعات والكليات الأهلية، أعظم الجامعات الأمريكية والأوربية افتتحت فروعاً لها في كل من دبي والشارقة (الجامعة الأمريكية) والدوحة (جامعة كورنيل) والمنامة والكويت، إلا في السعودية وقف النظام ضد وجودها، مع العلم أنها معترف بشهاداتها لدى التعليم العالي!".
ويطالب بن محفوظ أن يعمل المسؤولين في التعليم بالإطلاع على المؤشرات الديموغرافية للمملكة العربية السعودية، حيث سيرون بأنفسهم أن نسبة النمو السكاني للمملكة تعتبر من أعلى مستويات النمو العالمية، لذلك يجب على الوزارة التوسع والتطور في حجم ونوعية التعليم العالي.
ويقول بن محفوظ بحسب إحصائية عام 1415هـ بلغ عدد الطلاب والطالبات 165 ألف، وعام 1420هـ بلغ العدد 430 ألف طالب وطالبة، وفي 1425 هـ وصل العدد إلى أكثر من 750 ألف طالب وطالبة لذا فإنه ليس من العدل إجبار السعوديين على الذهاب إلى الأردن واليمن والسودان ومصر ودول الخليج بحجة عدم وجود أماكن لهم في وطنهم، والسبب برأيه معروف مسبقا، لأن الوزارة متصلبة في إعطاء التراخيص لجامعات أو كليات خاصة أو الاعتراف بهم، ومهما كانت الأعذار ما زالت الجامعة العربية المفتوحة في السعودية غير معترف بشهاداتها إلى اليوم.
تتراوح دائرة السلبيات من انتقاد عالي إلى منخفض بحسب شخصية المشارك. بعضهم يفضل الكوميديا في رصد المواقف التي تلخص رأيه في قضية التعليم، فمثلا نايف رصد خبرا استفزه له علاقة ارتباطية بما قاله الدكتور بن محفوظ، فقد قال "التعليم لدينا يحتاج إلى shift+delet وإعادة تأسيس من جديد". ثمة نموذج آخر لمواطن أطلق على نفسه مسمى (مدرس ثانوي في حفر الباطن) يسرد حادثة وقعت تفاصيلها داخل مدرسته. يقول "طرفة حصلت أمامي وأنا عند مدير المدرسة، حيث ولي أمر أحد الطلاب طلب من المدير مساعدة ابنه في النجاح. هل تعلمون لماذا؟ لأنه يريد لابنه أن يطلع أي شي حتى لو طلع مدرس، يعني إن المدرس ليس له قيمة".
مسألة اختيار الطلاب لدراسة التخصصات التي تؤهله ليكون معلما، يراها أبو بدر الرويلي سببا لتدنى مستوى التعليم. يقول "اختيار المعلم من أسباب هذا المستوى لأنه لا يذهب إلى كلية المعلمين إلا ضعيفو التقدير أما من يحصلون على تقدير ممتاز فيختارون الكليات الأمنية".
أبو فارس التميمي، يطرح سلبيات من خلال نماذج حياتية، بقوله "ندرس الإنجليزي 6 سنوات ولو سألك أحد ما عن الحروف الأبجدية، لم نأتي بإجابة صحيحة، فهذا معناه خلل في التعليم ككل، ويستلزم المعالجة".
(الأميري) كما سمى نفسه، يرى المسألة معاكسة لما رآها التميمي، يقول "انظر إلى عدد المواد في كل صف، ففي بعض الصفوف تصل إلى 18 مادة، ويتساءل بقوله ماذا سيستفيد طالب في الابتدائي من معرفة مناخ الصومال وجيبوتي، وما فائدة أقسام الجامعات من تدريس أوروبا القديمة أو الأدب الانجليزي.
الأميري يرى ضرورة تقليل المواد واختصارها، وأن تكون مركزة في الجوانب العلمية. ويضيف إلى ذلك، ملاحظته حول النشاطات اللا منهجية التي ترهق يوم الطالب والمعلم، حيث يرصد قيام بعض المدارس بالتخصص في إعداد حفلات الاستقبال لضيوف المنطقة.
السلبيات التي صاغها المشاركون تتنوع ما بين سياسة في المناهج، وما بين سياسة إدارة التعليم ذاتها. عبر عن ذلك (ابن البلد) الذي وجه سؤالا إلى وزير التعليم العالي هو "ما رأيك في الأولوية لافتتاح فرع جامعة، هل هي المدينة التي عدد سكانها 62 ألف نسمة وتبعد عن أقرب جامعة 100 كم؟، أم المدينة التي عدد الطلبة والطالبات بها 100 ألف وعدد سكانها 338 ألف وتبعد عن أقرب جامعة 500 كيلومتر؟، مشيرا إلى أن المدينة الأولى التي أقر معاليه لها جامعة هي الزلفي، والمدينة الثانية التي نسيها معالي الوزير هي حفر الباطن.
المشاركات كانت بعضها هادئة تصيغ فكرتها استدلالا بوقائع منها مثبت، ومنها غير مثبت. والبعض الآخر كان يصيغ فكرته عاطفيا دون أية وقائع. سعود نموذج لذلك، فقد كان غاضبا من التعليم السعودي بمعناه العام.
يقول سعود "كلنا يعرف أن التعليم عندنا متخلف جدا، ويخرج رهبانا، ولا يخرج أناس مبدعين، إذا لم نعلمه الانجليزي والكمبيوتر فماذا نعلمه". وتمتد درجة غضب سعيد إلى المقارنة مع دول الجوار. يقول سعود "أصبحنا ندرس عندهم، ونشتري سياراتنا من عندهم، ونستثمر أموالنا عندهم".
أما أم صبا من المنطقة الشرقية فقد كانت أكثر هدوء من سعود، حيث ذكرت وقائع يمكن إثباتها عيانا، تقول "العديد من المواطنين اضطر لنقل أبنائه لمدارس خاصة في دولة البحرين، بينما كان من المفترض أن تصب هذه الأموال في اقتصادنا الوطني، تعليمنا يحتاج إلى مناهج جديدة متطورة تواكب العالم الحديث وتفيد أبناءنا في حياتهم".
ويرى بندر أن المشكلة لا تكمن في شخصية الوزير إطلاقا، إنما في حيثيات التعليم والخطط الإستراتيجية له. ويشير بندر إلى مثال للإستراتيجية القائمة بقوله إن صلاحيات إدارة التعليم في كل منطقة تتحدد فقط في تنظيم حفل سنوي أو مهرجان، أو أداء برتوكولي فقط. ويطالب بندر أن يتم منح الإدارة التعليمية في كل منطقة صلاحيات أكبر مما عليها الآن، كي يكون الأداء أفضل.
ويلخص بندر رأيا يعارض نظيره (مواطن) الذي يطرح مشروعا لتعيين 10 وزراء للتعليم، كي لا ينفرد واحد بقرار يجب أن يتم جماعيا. يقول "التعليم ليس حقلا للتجارب". إلا أن (خالد) يعالج المشكلة بطريقة أكثر شمولية، ملخصا السبب في مثلث واحد بالقول "المشكلة تكمن في أمر واحد وهو أن الطالب والمعلم وولي الأمر هم نتاج مجتمع واحد"، برأيه أن المشكلة في تنشئة المجتمع الذي يتصف بكونه غير عملي، وغير منظم.
الدكتور علي بن أحمد الرباعي الذي كتب باسمه، تأكيدا على كون المضمون التفاعلي للقضية يتطلب درجة عالية من الشفافية والصراحة ابتداء بالأسماء وانتهاء بفك وتركيب المشكلة، يقول وهو يسرد حادثة تكشف ظاهرة اجتماعية يشترك فيها أكثر من طرف "كنت ذات يوم في إحدى المكتبات، دخل شاب وشابة في العشرينات من العمر، قال الشاب لأحد عمال المكتبة: ما عندكم أمانة في الشغل الأبحاث لم تقبلها المشرفة" وأردفت الشابة "يجب إعادة كتابتها فلا يمكن أن أدفع ثمنه ولا أحصل على درجة مناسبة". رد العامل"من هو الشخص الذي تم الاتفاق معه؟" أجاب الشاب "واحد من عمال المكتبة" طال الجدل وارتفع الصوت من الطرفين، وظهر لي أن الموضوع طبيعي، لا يعدو اختلافا على (سلعة وسعرها)، هذا نموذج ربما يتكرر في معظم المكتبات التي تقدم (خدمات للطالب) تشمل كتابة الأبحاث وفق طريقة (المقاولة من الباطن).
ويخشى الدكتور الرباعي أن تكون بعض أبحاث الدراسات العليا تعد بنفس الطريقة، حيث تؤدي إلى تخريج "علماء مقاولات" يمارسون "الفهلوة" في مستقبل الأجيال.
ثامر أحد حاملي الشهادات العليا، غير المشبوهة بالتأكيد، يسأل عن أي تعليم يناقش المشاركين "فهـل يعقـل أنني مواطـن سعـودي وأحمــل درجـة الماجستيـر في تخطيط وتطويـر المناهـج العامـة وطرق التدريـس الحديثــة، ومنـذ أكثـر مـن شهريـن وأنـا أبحـث عـن وظيفـة ولـو بنـد أُجــور، ولـم أجــد". سليمان العنزي استفزته كلمة (تخطيط) ليقول "يبدؤون بتعريفات كثيرة للتخطيط، ويشرحون عناصره، ثم ماذا؟ ثم لا شيء، أي تخطيط وأي تنطيط".
من التخطيط الذي وصفه العنزي بـ "التنطيط " إلى الهرم التربوي، حيث وصف (مظلوم) التعليم بمثل قال فيه "شد لي وأقطع لك"، مشيرا إلى تفشي الواسطة من الهرم التربوي إلى مدير المدرسة، حيث الجميع يعمل على توظيف (عيال عمه) و (جماعته).
الألمعي له رأي في سياسة إدارة المصادر البشرية، يقول "سياسة التعليم بالتلقين وما دمنا نتعامل مع عقول طلابنا على أنها أوعية لحفظ المعلومات بهدف تفريغها في أيام الاختبارات، وما دمنا لا نحترم عقول طلابنا من خلال حثها على التفكير والإبداع، وما دام المعلم لا يمارس مهنته من منطلق الرغبة والحب، وما دمنا وما دمنا.. فلن يقوم للتعليم في بلدنا قائمة".
ولكن لماذا لا يمارس المعلم مهنته من منطلق الرغبة والحب؟ (مدرس ثانوية في حفر الباطن)، يرى أن السؤال واسع جدا، تسبقه أسئلة ضيقة تؤدي إلى الجواب الشمولي. الأسئلة الضيقة كما يطرحها لماذا مدير الثانوي ليس له مميزات؟، فهل يعقل أن تتساوى أعماله مع أعمال مدير الابتدائي؟. لماذا المدرس الخبرة الذي له في التعليم 30 عاما مثل المعلم الجديد الذي له سنة و3 سنوات؟.
أبو فهد يتوجه بانتقاداته في ذات المجال، حيث السلبيات تطال سياسة إدارة المصادر البشرية في التعليم. أبو فهد الذي يعمل معلما، يسرد حكايته من واقع تجربة مدرسية. يقول "هل يعقل أن المعلم يخسر صحته ويتعب ويشقى ولا يستلم إلا أربعة آلاف في المستوى الثاني؟".
ثمة أشياء "تقهر" هكذا عبر أبو فهد عن مشاعره، خاصة عندما يتم تصنيف خريجي كليات المعلمين بمستويات أعلى، علما أن الجامعي على حد رأيه يستحق المستوى الخامس، وكذلك إلى بدل سكن وتأمين صحي. ويضيف أبو فهد "أنا أحد معلمي الصفوف الابتدائية، لقد مرضت في هذه السنة أكثر من أربع مرات بسبب صحة الطلبة الذين أدرسهم، والله العظيم بأنهم يحملون أمراضاً لا توجد حتى في مستنقعات نيجيريا".
سلبيات سياسة التعليم من مناهج وإدارة مدرسية وإدارة بشرية انتقلت دائرتها إلى أدوات تطبيق التعليم، مثل المباني المدرسية التي يراها (قلم محايد) مشكلة بحد ذاتها. يقول "يا وزير أنا أسمع بعض المدرسين يقولون لي صبغنا اليوم غرفة الفصل، ومرة أسمعهم يقولون المكيفات اشترينها، ومرة عبيناها فريون، ومرة البرادة ومرة الحمامات". قلم محايد يزعم أن إدارة التعليم تشير إلى كل مدرسة باستخدام أرباح المقصف في إجراء عمليات الصيانة.



يتبع
__________________
[poem font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
خذني بحضنك مبطي ما غفيت...!= وإن لمحت دموع عيني سو نفسك ما لمحت
خذني فحضنك وفتش جروحي وإن قضيت...؟ =هزلي كتفي وقلي: عيب تبكي لو سمحت
ضمني يمك وضحكني لامني بكيت...= ودي أذكر كيف كانت ضحكتي لامني فرحت...!
[/poem]
ولد قحطان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس