الدحــــــــــــــــه
وهي من صور الترويح في البداوة العربية المعاصرة حيث يضرب البدو خلالها الطبول، ويجتمع الشباب في جهة والفتيات في الجهة الاخرى، وترقص النسوة وهن متحليات بأفخر ثيابهن وبحيث يكن في أحلا زينتهن، ويتم الرقص على مرأى ومسمع من الرجال.
والدحة تلازم معظم مناسبات البدو السارة خصوصا" عند ختان صبيان البدو ، وقد تستمر الدحة في هذه الحالة عدة ايام . وتطول فترة الدحة أو تقصر حسب عمر الصبي المختون . وتحسب على اساس كل سنة من عمر الصبي بيوم من أيام الاحتفال . وفي آخر أيام الدحة تقوم كل فتاة من الحاضرات بالرقص وحيدة امام الجميع وهي باهرة الزينة .
هذا وبعد إنتهاء الرقص والطرب تقدم الخراف والهدايا المقدمة من أهل الصبي ومجامليهم ويتناول الحاضرون طعامهم وبأنتهائه تنتهي الدحة .
وعن طبيعة الفن البدوى وابعاده النفسية يقول الاستاذ مكى الجميل وهو يدلل على أن القناعة صارت جزءا" من المكونات النفسية للشخصية البدوية ،(( أن ذلك يلوح في فن البدوى . فبينما تطورت الفنون وتعقدت وصارت تعبر عن أدق المشاعر البشرية وبلغت شاوأ بعيدا" بقيت موسيقى البدوى على حالها متكررة النغمات متشابهة تعتمد على الايقاع الذى رافق أولى بواكير الفن الموسيقى لدى الانسان البدائى . بالاضافة الى رنة الحزن والعويل المتجليين فيها ، فهو دائما" ينعى وهو دائما" يذكر بالخير أراضي سكنها وفارقها وقوما عاشرهم وودعهم .
_ ثم يعود الاستاذ مكي الجميل ليعذر البدوي في رنة الحزن المخيمة عليه حتى وهو يروح عن نفسه فيقول : (( ان البدوي معذور في ذلك لانه كثير الفراق والوداع بترحاله وتنقله ، ولذلك فقد انطبع فنه بهذا الانطباع )) . ويقرر الاستاذ مكي الجميل انه يندر أن نجد عند البدوي لحنا" مرحا" راقصا" وإنما فيضا" من الآهات والحسرات والدموع .

المصدر: كتاب البداوة العربية والتمنية/ للمؤلف صلاح مصطفى الفول

وتقبلو تحياتي القلبيه
سعد تحسين العنزي.