عرض مشاركة واحدة
قديم 05-19-2007, 12:00 AM   #1




 
الصورة الرمزية عبدالله العنزي
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
الدولة: أرض الله الواسعة
المشاركات: 822
معدل تقييم المستوى: 227
عبدالله العنزي is on a distinguished road
افتراضي علوش العنزي ( قصة و قصيدة )

[align=center]



كان مجلس محمد العبدالله الرشيد يجمع شيوخ القبائل و الشعراء و الفرسان و

الوجهاء في حايل ... في احد الايام التي كان فيها مجلس محمد العبدالله الرشيد مليء

بالشيوخ و الوجهاء و الشعراء ... امر محمد الرشيد بأن تصب القهوة للضيوف و

الجلوس ... و كما هي العادة يقوم صبابين القهوة بالبدء بمن هم على يمين الامير

لأهميتهم ... و كان ممن على الجهة اليمنى ( ليس على يمين الامير مباشرة ... و

لكن ليس ببعيد عنه) شخص يدعى علوش بن ظويهر العنزي ... و علوش كان

رجلا عارفا بأمور القهوة و بطعمها و يعرف طعمها اذا دخله شيئا غريب ... وكذلك

كان هناك بعض الرجال عارفين بأمور القهوة وصنعها ممن كانوا جلوساً في

مجلس الامير محمد العبدالله الرشيد ... و صل فنجان القهوة لعلوش .. فعندما

رشف منه رشفة و احس بطعم غير معتاد في القهوة ... فماذا فعل ؟ ..... فهق

المسند الذي خلفه و ابعده عن الجدار و سكب فنجان القهوة على الارض ... و هذا

الفعل يعتبر في سلوم العرب ( عرف العرب ) عيب و اهانة لصاحب المجلس ... و

اثناء هذا رأه ابن رشيد ... و بادر ابن رشيد بصوت جهوري مرتفع ... و بلهجة

أهل الشمال : وراك تسفيت الفنجال يا علوش ؟! ... ( أي لماذا سكب الفنجان و لم

تشربه ) فأجابه علوش : و الله مالي نظر بالقهوة اليوم يا طويل العمر ( أي ليس

لي خاطر في شرب القهوة هذا اليوم ) ... فرد عليه ابن رشيد بغضب اكبر: و شلون

مالك نظر وانت كل يوم تشرب منها ؟! فطلب علوش السماح من ابن رشيد ليتكلم...

فسمح له ابن رشيد ... فقال علوش : القهوة صايدة يا طويل العمر ( أي ان

القهوة تحتوي على طعم غريب ... اثر دخول شي ما عند طبخها ) ... فأستغرب ابن

رشيد و قال وهو غاضباً : صايدة ... و شلون صايدة؟! ..... فرد علوش بثقه : ايه

نعم صايدة قعسي ( القعسي حشرة صغيرة سوداء اكبر من النملة بقليل ) و ان ما

كانت قهوتك صايدة ... رقبتي لك رهينة ... أي بمعنى انه تحدى الامير ابن رشيد و

اعطى رقبته رهناً لما يقول و اثبات لصحة كلامه ... في هذه اللحظة و المجلس

يسوده الصمت الا صوتي علوش و الامير ابن رشيد ... فأمر ابن رشيد بأن يؤتى

بالدلة و تصب القهوة بالقدر و ان يوضع ليف لكي يتم تصفية القهوة عن البن و ما

شابهه ... و بالفعل قام القهوجي ( الشخص الذي يصب القهوة ) بصب القهوة على

الليف و القدر تحتهما ... و قام ابن رشيد بتحريك البن الذي كان يتجمع على الليف

بواسطة عوداً كان بيده ... و بالفعل وجد حشرة القعسي مهترئه كأنها ورقة شاي

سوداء .... هنا إلتفت ابن رشيد على علوش و سأله بأستغراب : وشلون عرفت ان

القهوة بها قعسي؟! ... فجاوب علوش و هو جالس بطريقه تدل على الفخر و

لأثبات صحة كلامه و فوزه بالتحدي : القهوة يا طويل العمر بها طعم حموضه ....

فألتفت ابن رشيد على رجل من كبار قومه و سئله بصوت خافت : كم له يوم وهو

ضيف عندنا؟ ... فأجابه : يومين يا طويل العمر .... فرد ابن رشيد : خلوه يقعد

ابي اختبره و اشوفه هو صحيح انه يعرف بالقهوة والا هي مرة و صابت معه ...

اختلى ( ذهب للخلاء بعيد عن انظار الناس ) مع كبار قومه و اخذ يسئلهم عن

الاشياء التي يمكن ان يضيفها الى القهوة و التي من الصعب ان يتطعم بها شارب

القهوة و من الصعب ان تغير من طعم القهوة ... فقال بعضهم : نحط بها ورقة

عرفج يا طويل العمر ... و قال الاخر : نحط بها نينخة يا طويل العمر و قال الاخر

رأيه .... و هكذا ... فأمروا القهوجي بأن يضيف ما طلبوه منه الى القهوة ...

واخذت القهوة تصب و تدار بالمجلس ... واخذ ابن رشيد يسأل علوش: هاه يا

علوش القهوة بها طعم شين اليوم؟! فيجيب علوش : ايه نعم .... بها عرفج .... بها

نينخة ... و هكذا .... يوم عن يوم اشتد استغراب ابن رشيد و غضبه ... و يفكر في

شيء يضيفه الى القهوة و لا يستطيع علوش ان يعرفه ... اتى احد اقارب ابن رشيد

من الحج ... فكان معه مسواك جديد طري ... و علم بالتحدي بين الامير ابن رشيد

و علوش ... فأقترح على ابن رشيد ان يقص جزء من المسواك وان يضيفه الى

القهوة و يبهرها حتى يصعب على علوش الاستطعام بها ... و بالفعل فعلوا ذلك ...

فأمر القهوجي بأن تصب القهوة و تدار على المجلس ... فسأل ابن رشيد : هاه يا

علوش القهوة بها طعم شين اليوم ؟! ... فرد علوش : ايه نعم ... بها طعم أراك (

الأراك هي الشجرة التي يؤخذ منها المسواك ) .... بعد التفكير و الاقتراحات بين

الامير ابن رشيد و كبار قومه ... امر ابن رشيد القهوجي بأن يطبخ مع القهوة

فنجان بن ني اخضر غير محموس و فنجان بن آخر محموس حمساً كثيراً الى

درجة حرق البن ... وبالفعل طبخها القهوجي حسب ما امر به و بهرها ... ثم اخذ

يصب القهوة ... فسأل ابن رشيد سؤاله المعتاد : هاه يا علوش القهوة تشوف بها

طعم شين اليوم ؟! ... فأجاب علوش : ايه نعم بها طعم نيات و بها طعم حرق ....

هنا أيقن ابن رشيد انه مهما فعل سيعرف علوش ما قد اضيف الى القهوة ... فقال

ابن رشيد : اسمع يا علوش ... كلما يصير القمر مثل الباكورة وجهك اشوفه ... و

كلما ينوبك من قهوة ومعاميل و غيرها علي انا ألين ما اموت ... ( أي كلما صار

القمر بدراً تعال و خذ كلما تحتاجه من قهوة و مستلزماتها الى ان يتوفاني الله )

فهذا في ذلك الوقت كان اكبر تكريماً لأن القهوة و ما يلزمها هي اساس الضيافة و

الفخر و الكرم عند العرب ... حضر هذه الحادثة شاعر اسمه ( محمد أبا الروس

الذويبي من قبيلة حرب ) فصاغ هذه القصيدة مسجلاً فيها هذه القصة المشهورة

فقال فيها :




[poem=font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
تستاهل الكيف الحمر يا بن وايل=أنت الذي تستاهل الكيف كله

ياللي نقدته وسط ديوان حايل=لولاك يا علوش محدن فطن له

بدلال من يجعد صقا كل عايل=الضيغمي ريف اليدي المقله

الضيغمي مردا المهار الاصايل=يا ما انقطع بساقته من سجله

يا بان ظويهر ما بها قول قايل=تستاهل الفنجال لا جا محله

يا ناقد الدلال بحكم الدلايل=يا ريف هجن و المزاهب مقله

ربعك بني وايل مجاز القبايل=أهل الجموع الراسية و المظله

زبن الدخيل اللي توطاه طايل=الجمع دونه و الرمك مردفن له[/poem]






هذه القصة من رواية الراوية المشهور محمد الشرهان








تحياتي و تقديري للجميع[/align]
__________________
التوقيع الجديد تحت الإنشاء
عبدالله العنزي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس