|
منتـدى الأدب العــربـــي الشعر - النثر - الخواطر- مؤلفات |
الذهاب إلى الصفحة... |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
02-09-2007, 09:29 PM | #1 |
تاريخ التسجيل: Nov 2005
المشاركات: 5,685
معدل تقييم المستوى: 340 |
إِنَّ البطولــةَ أَن تمـوتَ مـن الظَّمـا ...!!
عمر المختار لأحمد شوقي :
........... رَكَـزُوا رُفـاتَكَ فـي الرّمـال لِـواءَ = يَســتنهضُ الـوادي صبـاحَ مَسـاءَ يـا وَيْحَـهم! نصبـوا مَنـارًا مـن دمٍ= تُوحِــي إِلـى جـيل الغـدِ البَغْضـاءَ مـا ضـرَّ لـو جَـعلوا العَلاقَة في غدٍ = بيــن الشــعوب مَــوَدَّةً وإِخـاءَ? جُـرْحٌ يَصيـحُ عـلى المدَى, وضَحِيَّةٌ = تتلمَّسُ الحريَّـــــةَ الحــــمراءَ يأَيُّهــا الســيفُ المجــرَّدُ بـالفَلا = يكسـو السـيوفَ عـلى الزمان مَضاءَ تلــك الصحـارى غِمْـدُ كـلِّ مُهَنِّـدٍ= أَبْــلَى فأَحســنَ فـي العـدوِّ بَـلاءَ وقبــورُ مَـوْتَى مـن شـبابِ أُمَيَّـةٍ = وكهــولِهم لــم يبْرَحُــوا أَحيـاءَ لــو لاذَ بــالجوزاءِ منهـم معقِـل = دخــلوا عــلى أَبراجِهـا الجـوزاءَ فتحــوا الشَّــمالَ: سُـهولَهُ وجبالَـهُ = وتوغَّلــوا, فاســتعمروا الخـضراءَ وبَنَــوْا حضـارتَهم, فطَـاوَلَ ركنُهـا = (دَارَ الســلامِ), و(جِــلَّقَ) الشَّـمّاءَ خُـيِّرْتَ فـاخْتَرْتَ المبيـتَ على الطَّوَى = لــم تَبْــنِ جاهًــا, أَو تَلُـمَّ ثَـراءَ إِنَّ البطولــةَ أَن تمـوتَ مـن الظَّمـا = ليس البطولـــةُ أَن تَعُــبَّ المــاءَ إِفريقِيــا مَهْــدُ الأُســودِ ولَحْدُهـا = ضجَّــتْ عليــكَ أَراجـلاً ونسـاءَ والمسـلمون عـلى اخـتلافِ ديـارِهم = لا يملِكـون مـعَ الـمُصَـابِ عَـزاءَ والجاهليــةُ مــن وَراءِ قُبــورِهم = يبكــون زَيْــدَ الخــيل والفَلْحـاءَ فــي ذِمَّــة اللـهِ الكـريمِ وحفظِـه= جَسَــدٌ (ببرْقة) وُسِّــدَ الصحــراءَ لـم تُبْـقِ منـه رَحَـى الوقـائِع أَعظُمًا = تَبْــلَى, ولــم تُبْـقِ الرِّمـاحُ دِمـاءَ كَرُفــاتِ نَسْــرٍ أَو بَقِيَّــةِ ضَيْغَـمٍ = باتـــا وراءَ السَّـــافياتِ هَبــاءَ بطـلُ البَـداوةِ لـم يكـن يَغْـزو على = "تَنْكٍ", ولــم يَـكُ يـركبُ الأَجـواءَ لكــنْ أَخـو خَـيْلٍ حَـمَى صَهَواتِهـا = وأَدَارَ مـــن أَعرافهــا الهيجــاءَ لَبَّــى قضـاءَ الأَرضِ أَمِس بمُهْجَـةٍ = لــم تخْــشَ إِلاَّ للســماءِ قَضـاءَ وافــاهُ مَرْفــوعَ الجــبينِ كأَنــه = سُــقْراطُ جَــرَّ إِلـى القُضـاةِ رِداءَ شَــيْخٌ تَمــالَكَ سِــنَّهُ لـم ينفجـرْ = كـالطفل مـن خـوفِ العِقـابِ بُكـاءَ وأَخــو أُمـورٍ عـاشَ فـي سَـرَّائها= فتغـــيَّرَتْ, فتـــوقَّع الضَّــراءَ الأُسْـدُ تـزأَرُ فـي الحـديدِ ولـن ترى = فـي السِّـجنِ ضِرْغامًـا بكى اسْتِخْذاءَ وأَتــى الأَسـيرُ يَجُـرُّ ثِقْـلَ حَـديدِهِ = أَسَـــدٌ يُجَــرِّرُ حَيَّــةً رَقْطــاءَ عَضَّــتْ بسـاقَيْهِ القُيـودُ فلـم يَنُـؤْ= ومَشَــتْ بهَيْكلــه السّــنون فنـاءَ تِسْـعُونَ لـو رَكِـبَتْ مَنـاكِبَ شـاهقٍ = لترجَّـــلَتْ هَضَباتُـــه إِعيـــاءَ خَـفِيَتْ عـن القـاضي, وفات نَصِيبُها = مــن رِفْــق جُــنْدٍ قـادةً نُبَـلاءَ والسِّـنُّ تَعْصِـفُ كُـلَّ قَلْـبِ مُهَـذَّبٍ =عَــرَفَ الجُــدودَ, وأَدرَكَ الآبــاءَ دفعــوا إِلـى الجـلاَّدِ أَغلَـبَ مـاجدًا = يأْسُــو الجِـراحَ, ويُطلِـق الأُسَـراءَ ويُشــاطرُ الأَقــرانَ ذُخْـرَ سِـلاحِهِ= ويَصُــفُّ حَــوْلَ خِوانِـه الأَعـداءَ وتخــيَّروا الحــبلَ المَهيــنَ مَنيّـةً= للَّيْــثِ يلفِــظ حَوْلَــهُ الحَوْبــاءَ حَـرموا الممـاتَ عـلى الصَّوارِم والقَنا= مَـنْ كـان يُعْطِـي الطَّعْنَـةَ النَّجْـلاءَ إِنـي رأَيـتُ يَـدَ الحضـارةِ أُولِعَـتْ= بـــالحقِّ هَدْمــا تــارةً وبِنــاءَ شـرَعَتْ حُـقوقَ النـاسِ فـي أَوطانِهم= إِلاَّ أُبـــاةَ الضَّيْـــمِ والضُّعَفــاءَ يــا أَيُّهَـا الشـعبُ القـريبُ, أَسـامعٌ = فـأَصوغَ فـي عُمَـرَ الشَّـهِيدِ رِثاءَ? أَم أَلْجَـمَتْ فـاكَ الخُـطوبُ وحَـرَّمت = أُذنَيْــكَ حـينَ تُخـاطِبُ الإِصْغـاءَ? ذهــب الـزعيمُ وأَنـتَ بـاقٍ خـالدٌ = فــانقُد رِجـالَك, واخْـتَرِ الزُّعَمـاءَ وأَرِحْ شـيوخَكَ مـن تكـاليفِ الـوَغَى= واحْــمِلْ عــلى فِتْيـانِكَ الأَعْبـاءَ ... |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
انواع عرض الموضوع |
الانتقال إلى العرض العادي |
الانتقال إلى العرض المتطور |
العرض الشجري |
|
|