العودة   منتديات الويلان > ۝۩۩۝ المجالس العـامه ۝۩۩۝ > المنتــدى العــــام

     
     
    أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
    Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
    قديم 04-16-2007, 10:12 PM   #1






     
    الصورة الرمزية أبـــ بنت ـــوهـا
     
    تاريخ التسجيل: Mar 2006
    المشاركات: 18,134
    معدل تقييم المستوى: 30
    أبـــ بنت ـــوهـا has a spectacular aura aboutأبـــ بنت ـــوهـا has a spectacular aura aboutأبـــ بنت ـــوهـا has a spectacular aura about
    افتراضي ôعـقــاااااااب ô

    [align=center]

    ~*¤ô§ô¤*~عقاب~*¤ô§ô¤*~



    لم يسألني أحد من أي جنس أريد أن أكون ، حتى أختار جيناتي وأعضائي وقدري العائلي
    المرهون للعقاب ومع ذلك قالوا لي أنني ((عقاب ))
    ولا أدري عن أي جرم اقترفوه . لعلني أنا التي اقترفته حين أتيت أنثى ،
    ولم أحقق رغبة أبوي في أن أكون ذكر ، يحمل أسم العائله ويرفع شموخ القبيلة .
    كان قدري أن أكون أنثى في رقعة أرض خلقت لتاج الذكور وصولجانهم وسط الإماء والجواري ، ومساحة وعي ، مبتور نصفها الآخر ، لاتزهو بغير الذكورة ولاتشمخ إلابها .
    وكان هذا كافياً كي يسود وجه أبي من الغيظ يوم بشّر بميلادي ، وأن تحمل أمي عذاب ذنبها وذنبي في جريمة اقترفناها معاً كأثنين إحداهما التي أَنجبت والثانية التي أُ نجٍِبت .
    لذالك أسموني (( عقاب )) هل كان عقاب لي أم لأمي ؟
    أم هو عقاب ألهي لأبي جعلني الله وسيلة قصاص به ؟
    أبي الذي لم يرى في ميلادي إلا جزاء لذنب اقترفه ولم يبح لنا يوماً به .
    غير أنني أنا التي كنت المعاقبة بامتياز ، ليس فقط باسمي الذي كرهته طوال حياتي ،
    بل بتمييزهم الذي تجلت ملامحه وقسوته حين غفر الله لأبي كل ذنوبه ،
    ورزقه من بعدي بأخ ذكر أشرقت له جدران البيت وهللت له القبيلة ،
    فأهملت من بعد مجيئه حتى النسيان ، حين وضعت على هامش اهتمامات والدتي التي ارتفعت عزة أمومتها على يديه ،وعلى رف مهملات أبي الذي شمر عن ساعديه،
    ليعتني بأبنه الذكر القادم إليه من عفو الله ورضاه ،
    بعد ثلاث بنات سخرن لخدمته وللتنازل عن متطلباتهن حتى الملحة منها مقابل كماليات الأخ المبجل . ولأنني كنت الأكبرمنه مباشره بفارق عام ونصف العام ،
    أحسست عميقاً بفارق المعاملة وقسوة تميزها ،
    وباغتراب حاد وسط أقرب مكان وأناس إلي : بيتنا وأبي وأمي .
    لم يكن أحد واعياً لعذابات طفولتي التي كثيراً ماكنت أحتمي من مرارة غربتها بحلاوة أحلام يقظتي الكاذبة ، فأخال نفسي صبياً أنعم بمزايا ذكورتي ، وأرتفع على ذروة اهتمامات المحيط والبيت ، وأغرف من دلا ل أمي ومن مفخرة أبي ، وأحمل أسماً يشرف تاريخ أنجابهما منذ أن وعيت وجودي ومعنى أسمي يؤرقني ،
    وقصة موجة الحزن الغائمة التي اجتاحت بيتنا وقت ميلادي ، والتي طالما كرروا روايتها على مسمعي تغرس جذور الدونية واللاقيمة في وعيي ولاوعيي . منذ أن ولدت وأنا أحمل وزر وجودي , وخطيئة أنوثتي التي كلما تفجرت معالمها في جسدي أزداد شعوراً بالتضائل , وأزداد كرهاً لنفسي ولعنة أسمي التي تطاردني كثيراً أينما كنت ,
    حين أبتعد عن محيط عائلتي ومكان سكني أو دراستي , أغتنم الفرصة لأغيرها ,
    فأدعي إذا سألني أحداً أن أسمي ( فرح ) أو ( نعمة ) أو ( هيبة )
    وأرجع إلى جدران غرفتي وأنا مبتهجة منتشية بكذبتي البيضاء ,
    وأن هناك في هذا العالم من يعرف أنني فرح ولست عقاباً .
    لعلني تفوقت في دراستي حتى أغير قدري وأعوض نقصي , وحتى أقنعهم بجدواي وقدرتي على أن أكون مفخرة للعائلة . وأنتزعت شرعية كينونتي قسراً حين حققت تألقاً دراسياً ومركزاً وظيفياً شد أنظارهم نحوي وألسنتهم للثناء علي في كل حين ومناسبة . لكن من يغير أسمي ويجتث جذور مرارته المتأصلة في وجداني ,

    أنا الموءودة تحت كثبان جاهليتهم منذ قرون , وقد نفظت عني ثقل رمالي وأنتصبت واحة مخضرة في قلب صحرائهم الجرداء ؟
    وهل سيدركون يوماً أنني كنت المعاقبة ولم أكن العقاب ؟
    أنا لست عقاباً ........... لست عقاباً ,
    فهل يسمعون ؟
    هل يفقهون ؟
    هل يتقون ؟



    بقلم الشاعرة والكاتبة التونسية ( كوثر الزين )
    [/align]
    __________________
    أبـــ بنت ـــوهـا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
     


    الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
     

    تعليمات المشاركة
    لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
    لا تستطيع الرد على المواضيع
    لا تستطيع إرفاق ملفات
    لا تستطيع تعديل مشاركاتك

    BB code is متاحة
    كود [IMG] متاحة
    كود HTML معطلة

    الانتقال السريع


    الساعة الآن 09:02 PM.


    Powered by vBulletin® Version 3.8.8
    Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.