كونوا على حذر من .. " محكمة النيات " ..

[align=center][align=center]

كونوا على حذر من .. " محكمة النيات " ..



[motr]منقول ....بقلم علي عوض[/motr]

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ..

"وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ" ..


مساكين نحن البشر .. كم هي نفوسنا ضعيفة .. وكم صدرونا ضيقة .. أكتب هذه المشاركة تأثرا بواقعة حقيقية ..
ساعات ياأحبتي في الله نقوم بنتصيب أنفسنا قضاةً .. لكننا لانقبل بوجود محامي ..
فنصدر الحكم الإرتجالي في لحظة غضب مع أن من شروط القاضي الشرعية ألا يصدر حكمه وهوغاضب ..
أتدرون ياأحبتي من المتهم أمام المحكمة التي أقصدها هنا .,
إنها النية ..
نعم ساعات نحاكم النية .. مثلما نصبتُ نفسي قاضيا أنا وحاكمت نية أخ عزيز وصديق قريب .. قد يكون حصل سوء فهم بيني وبينه في السابق
لكن مع كل سوء فهم وبعد أن أترك محكمة النيات يزول سوء الفهم وتتوثق الصلة ويكبر الحب في الله ..
حاكمته واتهمته بناء على قرائن سابقة وصفحات قد طويت ، لذا فإني أشهد الله أن هذا الأخ العزيز
قد أبعدته من دائرة التهمة وإني على ثقة بأن الله سيفضح كل من تسبب في إيقاد نار الفتنة بين الإخوان ..


أحبتي في الله جميعا ..
لنفكر بعقولنا قبل مشاعرنا .. لنسمع للمتهم .. ونسمح له بإحضار المحامي فمثلما نحن قضاة اليوم سنكون غدا في قفص الإتهام ..
إن الذي يجعل محكمة النيات تتجبر وتتكبر وتعاند وتصدر أحكامها هو سبب واحد لاثاني له .. وهو سوء الظن وهو مذموم بصفة عامة يجب أن يترفع عنه المسلم، بل الواجب عليه أن يكون حسن الظن على الدوام، ولا أريد بكلامي هذا أن يكون المسلم مصدقا لكل ما يقوله الناس وما يفعلونه دون تفحص وتفكر وتدبر، بل المقصود أن يكون حسن ظنه بالناس داعيا لعدم أخذ مواقف مبدئية منهم بمقاطعتهم أو رفض كلامهم وآرائهم، بل إن عليه أن يكون واسع الصدر يسمع من الآخرين، ثم يعرض ما يسمعه على عقله وقلبه، فما وافقهما من القول والفعل قبله ما لم يخالف شرع الله عز وجل، وما رفضه عقله وقلبه -وكان مخالفا لشرع الله- فليرفضه ولا يأخذ به، هكذا يجب أن يكون المسلم دائما: "كيّس فطنّ"، من الكياسة والفطنة.

والإنسان ياأحبتي في الله - كل إنسان- لا يحب أن يعامله أحد بطريقة سيئة، والنفس مجبولة على حب من يحسن إليها وبغض من يسيء إليها، لكن الله أنعم علينا بنعمة النسيان، فلو كان الإنسان سيتذكر كل إساءات الناس إليه في حياته لكره الناس كلهم ولتحولت حياته إلى جحيم لا يطاق.

وتذكرك للإساءة الماضية واستمرارك فيه قد يحيل حياتك إلى حلقات لا تنتهي من الكراهية وسوء الظن؛ وهو ما قد يؤثر على تصرفاتك وردود فعلك تجاه الآخرين ، مما قد ينفر الناس منك ويصرفهم عن مصاحبتك..
ولذا فإنني أنصح نفسي أولا وكل من تسرع في إصدار الأحكام .. أنصحه بالتالي :

1- التوجه إلى الله بالدعاء أن يجعلك ممن يحسن الظن بالآخرين " (وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ )،

والإستعاذة بالله من الشيطان الرجيم : (وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ).

2- أن نعود أنفسنا على تذكر المواقف الجميلة والتصرفات الحلوة من الناس تجاهك، بل ويمكننا أن نحتفظ بهذه الذكريات حتى إذا وقعنا في مشكلة مع أحد نتذكر ذكرياتنا الرائعة معه فتهدأ النفس وينشرح الصدر .

3- لنكن على علم أن إرضاء كل الناس غاية لا تدرك، وما أجمل قول الشاعر:


وما أحد من ألسن الناس سالمًا =ولو أنه ذاك النبي المطهر
فإن كان مقدامًا يقولون: =أهوج وإن كان مفضالا يقولون: مبذر
وإن كان سكّيتا يقولون: أبكم =وإن كان منطيقًا: يقولون مهذر
وإن كان صوامًا وبالليل قوامًا= يقولون: زوار يرائي ويمكر
فلا تكترث بالناس في المدح و الثناء= ولا تخش غير الله والله أكبر



أدين نفسي أحبتي بكلامي أعلاه وأعترف بتسرعي ولعل الكتابة العلنية هي التي تساعد في الحد من هذه الأمور ..
أسأل الله أن يحفظنا جميعا بحفظه وأن يكتب لنا السعادة في الدنيا والآخرة ..
[/align][/align]