أشورث ملقي القنبلة الذرية على ناكازاكي توفي عن 93 عاماً بأزمة قلبية

أشورث ملقي القنبلة الذرية على ناكازاكي توفي عن 93 عاماً بأزمة قلبية
واشنطن، لندن الحياة، أ ف ب - 08/12/05//

يصعب تقدير الأفكار التي جالت في رأس فريدريك أشورث، أو الصور التي تراءت له، وهو يفارق الحياة أول من أمس في مدينة فينيكس بولاية أريزونا، جنوب غربي الولايات المتحدة. فضابط البحرية الاميركية الذي ألقى القنبلة الذرية على مدينة ناكازاكي اليابانية، أواخر الحرب العالمية الثانية، مات عن 93 عاماً، من جراء أزمة قلبية، على ما أعلنت عائلته. وفي الحالات كافة، هو عمر قد يموت صاحبه من دون أن تُتاح له قوة التفكير والتذكّر والتصوّر، خصوصاً وقد أجريت له من قبل عمليات جراحية عدة في قلبه.

لكن يبقى أن الحياة التي غادرها، والأهوال التي انطوت عليها، كفيلة، من حيث المبدأ، بإنتاج ما لا يُحصى من ألبومات وحِكَم وقصائد. فلواء البحرية المتقاعد أشورث هو من كان، بحسب قريبه غلين سميث، على متن الطائرة القاذفة «بي - 29» التي ألقت قنبلة وزنها 4.5 طن على المدينة اليابانية، لتنهي الحرب.

وهي مناسبة تعيد فتح التاريخ وذاكرته. ففي 9 آب (اغسطس) 1945، بعد ثلاثة أيام على سقوط القنبلة الأولى على هيروشيما، كان أشورث يحلّق فوق ناكازاكي ويعاقبها بالموت المعمّم. يومها قضى ما بين مئة ومئة وخمسين ألفاً في ذاك المرفأ في جنوب اليابان. وما هي الا ثلاثة أيام حتى استسلمت الدولة الامبراطورية المعتزة بنفسها، وتنتهي الحرب في شرق آسيا، وتوقع اليابان على استسلام نقلها من ثقل تاريخها الامبراطوري الى ما هي عليه اليوم.

ودور أشورث، على ما يبدو، لم يقف عند التنفيذ في اللحظة الأخيرة. فهو، أصلاً، كان أحد المهندسين الرئيسيين لمشروع مانهاتن، البرنامج السري الذي اطلقته الحكومة الاميركية ابان الحرب لتجهيز الولايات المتحدة بترسانة نووية. وقد تم اعداد البرنامج في لوس ألاموس بنيومكسيكو وقُدرت تكاليفة بحوالي بليون دولار فيما استُخدم في اعداده 130 ألف شخص.