نص دجيجه وقطيعة خبز وحفينة رز !!

[align=center]قلم الصيدلي: نص دجيجه وقطيعة خبز وحفينة رز !!




يعاني بعض الناس من مشاكل صحية ويحاولون جاهدين مراجعة المستشفيات لعلاج تلك المشاكل، وبحسب طبيعة المرض يتطلب علاج بعض الحالات ممارسة الرياضة أو تبني نظام غذائي معين بالإضافة إلى استخدام الدواء ، مثل حالات مرضى السكر والدهون ومرضى الضغط ، وفي كثير من الحالات تفاجئ كمعالج(طبيب) أو كمراقب(صيدلي) بأن بعض المرضى لم يستفد من الدواء رغم استخدامه منذ فترة طويلة،

وعندما تعاد التحاليل والاختبارات لذلك المريض تجد أن النتائج لم تتغير بالشكل المطلوب ، فتقع في حيره ويساورك الشك في الدواء المستخدم ومدى فاعليته، هذا إذا تم استثناء إهمال المريض للدواء، وللتأكد من عدم إهمال المريض للدواء ولكي لا تفقد ثقتك بالدواء، تقوم بسؤال المريض عن كيفية استخدامه للدواء، وعندما يخبرك بطريقة الاستخدام الصحيحة ويؤكد لك بأنه لم يهمل أية جرعة منذ أن تم صرف الدواء له، تسأله عن نظامه اليومي لمعرفة المزيد ، فتفاجئ أيضا أن هذا المريض أو ذاك لم يتقيد بالنظام الغذائي الموضوع أو بالنظام الرياضي الموصوف ..

صادفت مريض يعاني من ارتفاع نسبة السكر بالدم وقد استخدم أنواع كثيرة من أدوية السكر ولم يستفيد الاستفادة المرجوة، فسألته عن نمط حياته اليومية وطبيعة الطعام الذي يأكله فأقسم انه لا يأكل الكثير وهو منذ أن أصابه هذا المرض وهو شبه صائم ومحروم من كثير من نعم الله سبحانه وتعالى، فقلت له حدثني بالتفصيل ماذا تأكل ،فأعاد ما قاله في المرة الأولى ثم زاد بأنه لم يذق كثير من الأطعمة منذ سنوات و..و..و، عندها عرفت انه يتهرب من الإجابة فسألته عن يومنا الذي كنا فيه وماذا (أكل) به فقال بسرعة (والله ما أكلت شي.. نص دجيجه) أي نصف دجاجه (وقطيعة خبز) قطعة من الخبز.. الله يعلم ما هو حجمها ثم زاد(وحفينة رز) أي حفنة من الرز- ملئ الكف- والحفنة إذا كان كف المرء كبيرا قد تصل إلى نصف كيلو من الرز(وتميرتين) أي حبتين من التمر(وعقبها تقهويت... وشربت لي كويسة شاي) شرب القهوة ثم شرب كأساً من الشاي (وعقبها غفيت لي ساعه) أي خلد إلى النوم.... ، لقد قام بتصغير الأشياء لكي يثبت انه لم يتناول ما يكفيه من الطعام، وما قال ( دجيجه وقطيعة وحفينه) بهذه الطريقة إلا محاولة منه لإخفاء الحقيقة ،عرفت ذلك من خلال مفردة (كويسة) تصغير(كاسة) أي كأس ، فأكواب الشاي تقريبا موحدة ولا اعرف كيف استطاع أن يجعل كوباً من الزجاج يصغر إلى الحد الذي لا يكفي إلا لرشفة واحدة من الشاي،مثل هذا المريض لا يرغب في معالجة نفسه ولا يساعد على ذلك حتى ولو استخدم الدواء، بل انتظامه في متابعة حالته في المستشفى وقيامه بالتحاليل والمراجعات الدورية لا تفيده الفائدة المرجوة دون قيامه بما هو مطلوب منه، فكثير من الأدوية قد لا تفيد إذا تم إهمال الجانب الآخر من العلاج والذي يتمثل بالتعليمات المرافقة لاستخدام بعض الأدوية ..

ص/ فاضل القعيشيش
مساعد مدير الخدمات الصيدلية
مستشفى قوى الامن


منقول من موقع الجمعية الصيدلية السعودية[/align]

[align=center]المصدر[/align]