العودة   منتديات الويلان > ۝۩۩۝ المجالس العـامه ۝۩۩۝ > المنتــدى العــــام

    إضافة رد
     
    أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
    قديم 01-01-2007, 03:02 AM   #21




     
    تاريخ التسجيل: Feb 2006
    المشاركات: 196
    معدل تقييم المستوى: 226
    اميرالعذاب is on a distinguished road
    افتراضي رد: شهادة التاريخ: عقدٌ من حياة صدام ... في ميزان الإسلام

    [align=center]العبرة الرابعة ـ الحذر من اليهود:

    من الحقائق التي لا ينبغي أن يغفل عنها من يريد أن يتصدى لقضية الأمة الكبرى، هو استبانة سبيل المجرمين، ورصد كيدهم، وأخذ الحذر منهم، والاعتبار بما صنعوا بغيره من قبل، وجعل ذلك جزءًا من الإيمان، فالمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين ... وهنا نتساءل هل كان صدام عدوًا لليهود حقيقة ؟

    والجواب: إن قول البعض أن صدامًا عميل لليهود ليدل على مدى المكر اليهودي الذي جعل هذا القائل الحاذق ضحية من ضحايا اليهود، وهو يرى بعينه ويسمع بأذنيه ما صنع اليهود بصدام ... ثم يبقى يقول: كذبت عيني وأخطأت أذني وصدق اليهود، ولكن سينقطع نفس من يعتقد هذا الأمر من كثرة ما سيحتاج إلى تأويل مواقف هذا الرجل ويحملها على أسوأ المحامل من كثرة مواقفه المعادية لليهود، بل من منهجيته في عداء اليهود حتى يخال لك أنه ليس لهذا الرجل من هم في الدنيا إلا الإعداد لليهود، ومعاداة اليهود، والثبات على ذلك حتى آخر نفس في حياته ولو كلفه ذلك ملكه، وحياته، وقد كان منه ذلك وقد كان من اليهود ما رأينا ...!

    وسوف نتناول عينات من عداء صدام لليهود وعليك أن تقارنها بالمواقف الأخرى لأمثاله ....

    الموقف الأول ـ الصراع النووي:

    الحقيقة أن هذه حلقة واحدة من الصراع، لكنها حلقة مظلمة وطويلة ومريرة ومستمرة إلى لحظة سقوط بغداد .. وبعدها انفتح الطريق أمام اليهود ..

    صراع متواصل بين المخابرات الإسرائيلية والمخابرات العراقية ... وملاحقات حول صفقات أرادها العراق، وأراد منها الحصول على السلاح النووي، وعلماء عراقيون كثر أرسلهم صدام كي يتمكنوا من هذا العلم ليأتوا بسره إلى العراق من أمريكا وفرنسا وبريطانيا وغيرها من الدول ... وعلماء عرب استقطبهم صدام ومنحهم كل ما يريدون حتى يحققوا حلمه باقتناء السلاح الذري، ومصانع حاول شراءها وخصوصًا من أوروبا الشرقية ومن الجمهوريات الروسية المنحلة، ومحاولات ... ومحاولات .....

    وقصص تكفي لعرض مسلسلات بوليسية تلفزيونية تستمر لسنوات ..!

    وعلى سبيل المثال نذكر من تلك القصص ما ظهر للناس من طرد وقتل بعض العاملين من إحدى الدول العربية في العراق وترحيلهم إلى بلادهم ... ذلك أن العراق حين فتح الباب أمام هذه الجالية للعمل في العراق في الزراعة والصناعة والتجارة المحلية وغيرها، حتى بلغت أعدادهم أكثر من ثلاثة ملايين ... عندها تمكن الموساد من خلال رجاله المتغلغلين في هؤلاء من دخول العراق حتى استطاعوا أن ينفذوا إلى أضخم معامل التصنيع العسكري العراقية، حتى يتمكنوا جيدًا من تلك المصانع إلى اللحظة الحاسمة التي استطاعوا تفجير عدد منها في وقت واحد، وقد كان منها مصانع صواريخ ضخمة ... وبعد التحقيق تبين أن الموساد هو صاحب اليد الخفية فيها ... فتتبعوا بقايا رجاله وعملائه في العراق فأخذوا جزاءهم .. ورحل من رحل منهم إلى بلدهم ... وبقي أكثر هؤلاء في العراق وهم يشهدون إلى هذا اليوم بأنهم عوملوا معاملة الضيف طوال إقامتهم الطويلة، إلا بعض حالات فردية لا يمكن إنكارها ...

    أما صدام نفسه فقد كان يأمر مرارًا بوجوب مساواة هؤلاء بالعراقي في كل شيء ...

    لقد كانت ضربة أليمة وموجعة للتصنيع العراقي في ذلك الوقت العصيب !

    الموقف الثاني ـ ضرب المفاعل النووي العراقي:

    لقد كانت إسرائيل أكثر حذرًا وأبعد نظرًا من هؤلاء العرب الذين أساؤوا الظن كثيرًا حين علمت أن العراق قد أوشك على الانتهاء من استكمال المصنع الذري العراقي، وما بقي بينه وبين صناعة القنبلة الذرية إلا أشهر ...

    لقد كانت إسرائيل أكثر وعيًا من هؤلاء الذين ظنوا أن العراق إنما صنع هذه الصناعة العظيمة للهجوم عليهم، في وقت لم يكن صدام قد هاجم فيه الكويت بعد ..!

    هذا وهم يعلمون أن هذه الدول أهون من أن يستخدم صدام معها السلاح الذري ...

    والدليل ظاهر ... أليست إيران أقوى دول المنطقة ... لقد ذاقت إيران أقسى هزيمة ... وتجرع الخميني عندها السم باعترافه هو ... هذا ولم يستخدم معها صدام سلاحًا ذريًا ... فكيف يطلق ذلك السلاح على الكويت وهي لم تقف من أولها إلى آخرها أمام جيوشه ساعة واحدة ؟!!

    إذًا فدعوى أن العراق إنما أراد امتلاك السلاح الذري لتهديد دول الجوار، إنما أراد به الأمريكان والإسرائيليون إعانة دول الجوار عليه إذا ضربوه، وقد كان لهم ذلك ..

    وإن الخطأ الذي يبقى معذبًا لصدام ـ بغير شك ـ حتى يموت، هو وقوفه تلك الليلة وبيده قطعة بحدود النصف ذراع، وقد ظهر منتشيًا يتساءل .. أتعرفون هذا ..؟ هذا هو القاذف الذي صنعه أبناء العراق .... والذي به سوف أحرق نصف إسرائيل !

    نعم؛ لقد أراد صدام بهذا الخبر المفاجئ أن يضع إسرائيل أمام الأمر الواقع فلا تستطيع عمل أي شيء إذا علمت بأنه تم للعراق استكمال صناعة القنبلة الذرية كي تمضي الأشهر المتبقية فيتم له ما يريد فعليًا ... ومن يدري فلعل ذلك كان نتيجة شك منه أن لدى إسرائيل علم بعدم انتهاء صناعته، فأراد أن يقطع المسألة عندهم ... فأعطاهم هذه المعلومة كي يسقط في أيديهم ... ولعل إسرائيل كانت على علم مسبق بما وصل إليه البرنامج الذري العراقي من خلال خيوط أخطبوطها المهيمن على عموم مصادر السلاح الذري في العالم، أو لعلها تفحصت المفاعل الذري العراقي من خلال الأقمار الصناعية الأمريكية التي ما وجدت الرنين الذري أو الوميض الذري في المفاعل فاستعجلت الهجوم . فكانت تلك الضربة القاضية بالمعونات العربية المعروفة !

    لقد كان صدام والإسرائيليون يعرفون جيدًا النص الوارد في بعض الأسفار[سيكون ملك بابلي يحرق نصف إسرائيل] ...!

    أما هؤلاء العرب فما كانوا يعرفون أكثر مما يقال لهم، ولا يثقون إلا بعدوهم ..!

    وبعدما دمرت إسرائيل المفاعل الذري العراقي قام صدام وقال: سوف نرد على إسرائيل في اللحظة المناسبة ...ومنذ ذلك الحين وهو يسعى لتحقيق وعده ذاك ... وجاء دور المدفع العملاق ... والذي ظنناه في وقته وهمًا مصطنعًا أراد العدو من خلاله أن يقدم مبررًا لضرب العراق، ولكنه كان فعلًا حقيقة ... وقد شرع العراقيون يبنون موقعًا للمدفع تحت الأرض بأربعة عشر طابقًا، وأما وصف طبقة الخرسانة وضخامتها فهذا شيء مذهل، وأما قصة المدفع الأساسية فإن الذي أبدع فكرته كان عالمًا كنديًا ... فذهب إلى أمريكا وعرض عليهم الفكرة .. فرفضوها لسببين:

    الأول: استغناؤهم عنها بالصواريخ ...

    والثاني: تكلفته الباهظة ...[/align]
    __________________
    ذاكرة ...معروضة للبيع..!!
    .
    .
    .
    اميرالعذاب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
    قديم 01-01-2007, 03:04 AM   #22




     
    تاريخ التسجيل: Feb 2006
    المشاركات: 196
    معدل تقييم المستوى: 226
    اميرالعذاب is on a distinguished road
    افتراضي رد: شهادة التاريخ: عقدٌ من حياة صدام ... في ميزان الإسلام

    [align=center]علمًا بأنه لا يوجد في أمريكا ولا في غيرها مدفع عملاق، وحين علم صدام حسين به أرسل له مباشرة ووقع معه اتفاقًا سريًا، وشرعوا في العمل ... وجيء بقطعة عملاقة، وعندها اكتشفت للمخابرات البريطانية الخبر وأمسكت السفينة ...

    وكان مدى هذا المدفع أكثر من ألفي كيلو متر ... أي أبعد من إسرائيل ويغني عن الصواريخ في الوصول إلى الهدف المطلوب ..

    ومع هذا استمرت محاولاته المستميتة لتحقيق وعده ...

    ولقد بدأ الرئيس العراقي المخلوع بمفردة عربية غريبة، حين فكر بإنشاء جيل من العلماء العراقيين الكبار، فكان يسمى [أبو العلماء]، فلقد جعل جلّ وزرائه من أساتذة الجامعات وحاملي شهادات الدكتوراه، ومنهم علماء كبار في علوم الذرة كالدكتور [عامر رشيد] وزير النفط العراقي وزوجته العالمة الجرثومية المسماة في أمريكا بـ [الجرثومة]، وعالم الذرة الدكتور [همام عبد الخالق] وزير التعليم العالي والبحث العلمي، وهو مطلوب لأمريكا وإسرائيل قبل الحرب، وقد أشاعوا أنه سلم نفسه ... والله أعلم بالحقيقة .

    ثم أنشأ جيلًا كبيرًا من العلماء، وأغدق على إبداعاتهم، وأنفق على دراستهم في الخارج وأتى بهم إلى العراق ووفر لهم ما يريدون، وأنشأ لهم وزارة أسماها: وزارة التصنيع العسكري، وهيئة كبرى اسمها: هيئة الطاقة الذرية ... وأتى لهم بعلماء ذرة من روسيا المتفككة وغيرها ... وما يأتي بعالم إلا ويجعل العراقيين يصحبونه، حتى يأخذوا عنه علمه .

    وللحقيقة التاريخية المتيقن منها نقلًا عمن سمع صدام نفسه، أن العلماء العراقيين بلغوا أكثر من سبعين ألف عالم متخصص، وهاهم اليوم في أرض العراق كل واحد منهم ثروة سائبة لا يساوي شيئًا، مع أن الحقيقة أن بئر النفط لا يساوي عالمًا واحدًا منهم، لكنهم أصبحوا بعد صدام ثروة بلا حام، وصغارًا كالأيتام، وأصفارًا بلا أرقام ... كيف وقد كان الأهل والأرحام من كثير من الدول العربية يتشفعون عند صدام كي يسلمهم إلى عدوهم من أجل أن يحققوا معهم ... لكنه أَنِفَ من هذا الخلق ولم يفعل كما فعل الرئيس الليبي معمر القذافي بأصحاب ' لوكربي '، حتى قامت الحرب فعلًا وهو ثابت، ولا أحد من الأهل والأرحام اليوم يجرؤ أن يأوي واحدًا منهم في بلده ... لتدخل إسرائيل فرقًا خاصة للبحث عنهم في جنبات العراق .. هذا إن بقي أحد منهم حتى اللحظة في العراق، ومنهم من لجأ إلى إيران حتى ينجو بنفسه وقد كانت الفرحة الإيرانية كبيرة بهم، فهم من سيرفعون من مستواها النووي، ويا حسرتا على مثل هذه الكنوز العراقية والتي ستجعلها بلا شك إيران أدوات في توسيع نفوذها و إرهابها في منطقة الخليج بالذات .

    والواقع أن ما وجدته أمريكا من الوثائق السرية العسكرية في الملفات العراقية يساوي عندها احتلال العراق كله، فبها طوقت أعناق بلدان، وبها كشفت أسرار شركات، وبها عرفت علمًا وعلماء ... وبها قفزت على الجراح بالحراب .

    ولم يكن هؤلاء العلماء صورًا ولا أسماء بلا حقائق .. بل شهدت السوح لهؤلاء العلماء بإنتاج عجيب، وليس إنزال أو إسقاط طائرة الاستطلاع الأمريكية أمر سهل، ولا إنشاء مئات المنشآت العسكرية شيئا قليلا ولا صناعة طائرة استطلاع أمرا تافها .. ويبقى الاكتفاء الذاتي من قطع الغيار للمصانع العراقية والآليات إنجازًا لم تستطع الدولة المطلقة السراح الوصول إليه فكيف بالعراق المكبل من أكثر من عقد من الزمن ...

    لكن كل ذلك ... وغيره أصبح اليوم تاريخًا سيئًا..!

    الموقف الثالث ـ الانتفاضة الفلسطينية:[/align]
    __________________
    ذاكرة ...معروضة للبيع..!!
    .
    .
    .
    اميرالعذاب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
    قديم 01-01-2007, 03:06 AM   #23




     
    تاريخ التسجيل: Feb 2006
    المشاركات: 196
    معدل تقييم المستوى: 226
    اميرالعذاب is on a distinguished road
    افتراضي رد: شهادة التاريخ: عقدٌ من حياة صدام ... في ميزان الإسلام

    [align=center]الموقف الثالث ـ الانتفاضة الفلسطينية:

    وجدت الانتفاضة الفلسطينية من نظام صدام المخلوع ما لم تجده من كثير من الدول التي تنادي بحب فلسطين ... هذا إن وجدت منها أكثر من مواد إغاثية أو إعانات لصندوق المنظمة تصرف في كل شيء إلا فيما يقوي الانتفاضة ...

    وقد كانت المعونات العراقية مركزة بالدرجة الأولى على ما يسعر الانتفاضة ... وكان منها السرية ومنها العلنية، وأعلم الناس بهذا هم الإسرائيليون والمجاهدون الفلسطينيون واسألوا قادة حركة حماس سؤالًا خاصًا لاأمام تلفاز أو جهاز تسجيل فالخبر عندهم يقين ... نعم إن إسرائيل تعرف ذلك جيدًا ... وإلا كيف تضع وزيرًا خاصًا بالعراق اسمه وزير الدولة للشؤون العراقية ...

    وفي آخر زيارة شارون لأمريكا قال بوش لشارون: لعل الانتفاضة أتعبتكم وآذتكم ..؟! فقال شارون: 'إن الانتفاضة مثل الزكام .. أما العراق فهو الصداع النصفي ..!'.

    وقد قال بوش وطاقمه مرارًا وتكرارًا: 'بأن السلام بين إسرائيل والعرب لن يتحقق مادام صدام في السلطة، وسنتمكن من تحقيق السلام بعد زوال هذا النظام ؟!'

    وقال أيضًا 'ولن نتمكن من تحقيق مشاريع السلام ومشروع خارطة الطريق إلا بذهاب صدام ! وسيكون العالم أكثر أمنًا بذهاب صدام ...' أي أمنًا لهم ولليهود .

    وآخر ما سمعنا ما نقلته إذاعة سوا الأمريكية الناطقة باللغة العربية عن وزير الخارجية كولن باول وذلك في 3-7 – 2003 م في تمام التاسعة وسبع عشرة دقيقة مساءً عندما صرح بقوله: ' لقد آن للعراقيين وغيرهم من دول الشرق الأوسط أن يمدوا يد السلام للإسرائيليين بعد ذهاب دكتاتور العراق' ويقصد به صدام حسين .

    وقد صرح شارون تلفزيونيًا قائلًا: لم تستعد دولة مثل استعداد إسرائيل لهذه الحرب. ولذا فقد كانت فرحة اليهود الإسرائيليين بسقوط بغداد أعظم من فرحة الأمريكان أنفسهم، حتى قال بعض مسئوليهم: 'الآن يعيش الإسرائيليون بأمان'. وهذا التصريح في الإذاعة الإسرائيلية، ولو رصدت ردة فعل اليهود بسقوط بغداد، لأظهرت أنها كانت في نظرهم أكبر من احتلال بلد ... إنما كانت تعني سقوط نبوءة النهاية لدولة إسرائيل على يد هذا الآشوري ...

    ومع هذا، وحتى تلك اللحظة وبعض الذين يعيشون على أوهام الأوهام يقولون إنه عميل لليهود ... حتى جاءت الضربة للعراق ... فقالوا: استنفذ دوره وجاؤوا بغيره !

    ولو عاد غدًا لقالوا: ظهرت اللعبة ... ! ... وهكذا .. سلسلة لا تنتهي أبدًا .

    وكأن أمريكا ما ابتدأت بالضربة الأولى التي سمتها [ قطع رأس الأفعى ]، وكأنها ما تقصّدته مرارًا، وكأنها ... وكأنها ...

    وإلى متى ...؟

    ولماذا يطبق صدام حسين كل هذه التطبيقات العملية الشرعية ـ التي ذكرنا بعضها ـ لمدة عشر سنوات ؟

    لماذا يبني جيلًا ..؟

    لماذا لم يجعله مجرد كلام ....؟

    لماذا ...؟ ...... ولماذا .......؟ ........ ولماذا ..........؟

    ثم لماذا لم يتبع سياسة اليهود في إفساد الأخلاق، ونشر الأفيون في شعبه .. لماذا ..؟

    ولماذا ظهر رأس اليهود بمجرد سقوط رأسه ... وجاء الحاخامات لينشئوا فجأة في بغداد خمس معابد يهودية، كما نشرتها الصحف بتاريخ 23 / 4 / 2003 .

    وهاهم يرون اليوم الحقيقة، وكيف أصبح الباب الإسلامي مفتوحًا على مصراعيه أمام الإسرائيليين لا يستطيع أن يمتنع من مال ولا أمر، حتى أن الإنسان أصبح يشفق ـ والله ـ على بعض المسؤولين العرب وعلى المسؤولين السوريين خصوصًا الذين كانوا يرددون أقوى العبارات والمصطلحات، ويشنون أقسى الهجمات الخطابية على أمريكا، أما اليوم فيراهم الرائي وقد تغيرت نبرتهم تمامًا، أما رئيسهم فما عاد يصرح تصريحًا علنيًا، وأما الشرع فقد نشف ريقه في مؤتمره الصحفي مع وزير الخارجية المصري، وتقعقعت أسنان مندوبهم الدائم في الأمم المتحدة وهو يتصل بالهاتف مع الجزيرة.

    فليسأل هذا المتوهم نفسه: على من كان يستند أمثال هؤلاء يوم أن كانوا شجعانًا ؟

    أليسوا مازالوا جميعًا موجودين على كراسيهم وفوق عروشهم ؟

    فماذا تغير، ومن الذي غاب عن الساحة ...؟!

    عندها يعرف الجواب: إن الغائب هو صدام !

    أترى إسرائيل اليوم لو طلبت من إحدى دول الشرق الأوسط رفع العلم الإسرائيلي على أضخم مبنى فيها لجعله سفارة إسرائيلية فهل ستمتنع هذه الدولة عن تنفيذ هذا الطلب، بل هذا الأمر ....! بينما وقف صدام بمسدسه أمام جميع القادة المجتمعين في آخر مؤتمر لهم في بغداد قائلًا:' والله ... من يعمل أي علاقة مع إسرائيل أقتله بهذا المسدس ... ولو كان على فراشه '.

    ويخبرنا أحد الوزراء الذين حضروا ذلك المؤتمر أن الرئيس الليبي معمر القذافي اقترح قبل تهديد صدام لهم مقترحًا [ غريبًا كعادته ] يطالب فيه بكسر الحاجز النفسي مع إسرائيل، يقول هذا الوزير: فقاطعه صدام وقد بلغ به الغضب منتهاه، وصاح عليه بأعلى صوته باللهجة العراقية: 'إنجب' بمعنى: اخرس . فسكت القذافي ولم ينبس ببنت شفة ...! ثم هددهم بما ذكرنا آنفًا.

    وستمر الأيام ... وسيرى الناس التهافت على التشرف بخدمة إسرائيل ... بعد التغيرات الأخيرة حيث كان الكل يخشى أن يمد اليد للحبيبة إسرائيل للسلام بينما يبقى صدام منفردًا عن ذلك، وبالتالي يحصل له التفرد في الموقف، ولكن الوضع الآن اختلف!

    وقد كان أول قرارات الحكومة العراقية بعد صدام في اجتماع من تسموا بالضباط العراقيين الأحرار في مركز العلوية عمل جيش عراقي صغير لا يهدد جيرانه !

    والأمر عند صدام أكبر من ذلك فلقد طلب العراق أكثر من مرة السماح له بقتال إسرائيل من خلال فتح الحدود أو نحو ذلك، فامتنعت دول الطوق من تلبية طلبه، كما امتنع المؤتمر العربي في بيروت والمؤتمر الإسلامي في قطر مناقشة ذلك، واكتفى بالاستماع وهو يرتعد الفرائص ....

    ومن يستمع إلى أحاديث صدام في خطاباته أو لقاءاته الرسمية أو الشعبية، وكيف يتحدث عن اليهود، والألفاظ التي يذكر عنهم مما يستحقونها ... يعجب حقيقة من أمرين:

    الأول: هو البغض والكره الذي يعتلج في صدره عليهم بحيث لا يترك مناسبة إلا ويذمهم فيها .. في الوقت الذي نرى جميع رؤساء العالم ووزرائهم يتجنبون الاقتراب من هذا الحمى المخيف ... ومن جازف فسرعان ما ينال عقابه علانية ...

    الثاني: ترك صدام الهجوم عليهم بالألفاظ التي يستخدمها العلمانيون والقوميون والوطنيون العرب إلى الألفاظ الشرعية كـ [ لفظ اليهود وأبناء القردة والخنازير .. ونحو ذلك من الألفاظ الشرعية ]

    ثم جاء مؤتمر بيروت، وقد ألقى عزت الدوري في خطاب نيابة عن صدام حسين وأعلن فيه خطة عسكرية جاهزة لقتال اليهود موزعة الأدوار، فما تكلم أحد بكلمة واحدة، بينما شكل المجتمعون لجنة لبحث المطلب المقدم من معمر القذافي بإدخال إسرائيل في الجامعة العربية، ومناقشة فكرة هدم المسجد الأقصى وبناء مسجد آخر بدلًا عنه في فلسطين .

    ولقد اقترح صدام على العرب منذ زمن بعيد وكرر مقترحه مرارًا بإنشاء صندوق دائم للجهاد في فلسطين ولأهالي فلسطين بحيث يقتطع من الدول النفطية عن كل قيمة برميل دولار أو أكثر أو أقل لفلسطين ؟ وأكد عزت الدوري هذا المقترح في المؤتمر الإسلامي الذي انعقد أخيرًا في بيروت .

    وله إعانات كثيرة جدًا للشعب الفلسطيني فمن إعانته للانتفاضة الفلسطينية: كفالته عائلة كل شهيد فلسطيني وذلك بمنح عائلته منحه قدرها خمسة وعشرون ألف دولار واسألوا قادة حماس لماذا قمتم معه في موقفه من حرب الكويت ولماذا ناصرتموه والجواب ماكان يعطيه لشهدائهم وأيتامهم وأراملهم ....

    وبعد السؤال والتحري الميداني ممن نعرف وممن لا نعرف، تبين أن هذه المنحة تصل حقيقة للعائلة وفي أسرع وقت ممكن حتى قال رامسفيلد بعد إحدى العمليات الفلسطينية الكبرى ناسبًا إياها لمعونة صدام: [حتى تعرفوا أي عدو لنا هذا الرجل ... إنه يغري الصغار بالمال كي يقتلوا أنفسهم].

    كما يعطي لكل من يهدم بيته خمسة وعشرين ألف دولار بشرط ألا يخرج من فلسطين ..

    ولقد صرح الشيخ الشاعر محمد صيام بعد مؤتمر إسلامي انعقد في بغداد سنة 2002 بأن الرئيس العراقي المخلوع أمر بتسجيل كل عائلة فلسطينية في البطاقة التموينية العراقية كي يتكفل بها كما يتكفل بكل عائلة عراقية ... على أن تذهب الشاحنات إلى الحدود الأردنية ويتم استلامها هناك وإيصالها لأهل فلسطين ولكن فعلت الحكومة الأردنية كل المعوقات دون وصول هذه المساعدات في وقتها المناسب.

    ومن المعلوم أن كل دارس فلسطيني له الحق أن يدرس في الجامعات العراقية مجانًا مع السكن الداخلي، وانظروا ماذا حصل للعائلات الفلسطينية بعد سقوط نظام صدام . أصبحت فريسة لكل غادٍ ورائح، شردهم شيعة العراق من بيوتهم رغم أن أصحاب هذه الطائفة يتشدقون بفلسطين ليل نهار وفلسطين عنهم بعيدة، فصارت الشوارع مأواهم، والمزابل طعامهم، افترشوا الأرض، وتلحفوا السماء، هربوا من اليهود، وسقطوا في أيدي يهود المسلمين من شيعة الخميني .

    الموقف الرابع ـ الحرب الاقتصادية:[/align]
    __________________
    ذاكرة ...معروضة للبيع..!!
    .
    .
    .
    اميرالعذاب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
    قديم 01-01-2007, 03:09 AM   #24




     
    تاريخ التسجيل: Feb 2006
    المشاركات: 196
    معدل تقييم المستوى: 226
    اميرالعذاب is on a distinguished road
    افتراضي رد: شهادة التاريخ: عقدٌ من حياة صدام ... في ميزان الإسلام

    [[align=center]الموقف الرابع ـ الحرب الاقتصادية:

    يكفي شاهدًا لكل أحد على حقيقة الحرب ما بين صدام وإسرائيل هو مطالبة إسرائيل فور سقوط بغداد بإعادة إصلاح الأنبوب النفطي الواصل ما بين كركوك وبين حيفا، ولو أوصله صدام لما علم بذلك أحد، وما استطاع أن ينتقده أحد، ولَمَا دخل ذلك في ممنوعات الحصار .! بل سيكون من أهم أسباب رفع الحصار .

    لكنه العداء الحقيقي العميق لبني صهيون !

    هذا بالإضافة لمقاطعة العراق كل الشركات اليهودية في العالم ولو لم تكن في إسرائيل، ولقد اشترط العراق من بين دول العالم جميعًا على أي شركة تريد أن تعمل في العراق أن لا تعمل في إسرائيل وتوقع على تعهد صريح بذلك ..!

    فماذا ترى لو عملت بهذا العقد بقية دول العالم العربي والإسلامي ... أما يعني مقاطعة، بل قطع إسرائيل .. ولكن ...!

    ومن يدخل بعض السفارات العراقية .. ولا ندري لعلها كلها ... يجد لوحة مكتوب عليها: 'لا تمنح فيزة دخول العراق للأجنبي' ونعتقد أن هذا في الفيزا الشخصية، أما الشركات فهؤلاء يدخلون كشركات، ولذلك فإن العراقي الذي يخرج من العراق إلى البلاد العربية ويرى الأجانب في الأسواق الإسلامية يتقلبون في البلاد يستغرب أشد الاستغراب، فهذا منظر غير مألوف في العراق !

    ولقد نادى صدام مرارًا بوجوب قطع النفط والغاز عن إسرائيل وما التفت إليه أحد ولقد باشر بقطع النفط فعليًا عن أمريكا ـ إبان الانتفاضة ـ وأذاع الخبر في خطاب بنفسه على العالم، وجعله مبررًا بمساعدة أمريكا لليهود، وجعله شهرًا كاملًا وظن البعض أنه أوقع بني جلدته جميعًا في حرج بالغ ... وما علم أن بني جلدته قد عوضوا نقص النفط العراقي، ومع هذا، فقد قال البعض وقتها: إنها اتفاقية بينهما من أجل تحسين صورة صدام !

    لكن يبقى السؤال يقول: ماذا ولو أن دولة واحدة من دول أوبك كإيران وافقت صدام جدلًا على إيقاف النفط؟ لكانت أوقعت العالم في ارتباك عظيم .... ولكن إيران كعادتها تخلفت بعدما تحدثت عن ذلك، وأفسد العالم كله عمل صدام وأبطلوا مفعوله .... مع أنه شهر ليس إلا ...!

    ويخبر بعض الأخوة المثقفين من الخليج من الذين لا يعرفون الكثير عن صدام وليسوا من المحبين له ... بحقيقة عدائه لليهود، ونعرفهم جيدًا ولانريد ذكر أسمائهم ... أنهم يعرفون صديقًا تونسيًا يخبرهم بأنه التقى صدام في القاهرة سنة 1970 أو 1971 .. فقال له صدام: أنا أعرف أن لليهود قوة ونشاطا في الأرجنتين، وأنا أريد منكم أن تشكلوا جبهة لمقاومة اليهود هناك، وأنا أتكفل بالتمويل، يقول وكان يعطينا شهريًا مائة ألف دولار .

    أما الميزان الشرعي لهذا الموقف من اليهود ...

    أولاً: فنحن نؤكد أن الإسلام يجعل من معاداة اليهود المحاربين لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم ولدينه وللمؤمنين مبدءًا أصيلًا في دين الله تعالى، وأننا نتمنى هزيمتهم في كل ميدان من ميادين الحياة، والأمر لا يحتاج هنا إلى تفصيل ولا يفتقر إلى تعليل، حتى لو أن كوريا مثلًا حاربت أمريكا لتمنينا أن تنتصر كوريا على أمريكا، ليس ذلك حبًا في كوريا، وإنما بغضًا في أمريكا لموالاتها ورعايتها لليهود .... فكيف إذا حمل راية العداء لليهود رجل يحكم بلدًا مسلمًا وصار يرفع شعار الإسلام في آخر خمس أو ست سنوات بوضوح على غبش يخالطه، وينادي لا إله إلا الله صباح مساء و.... و..... ويحاربهم كما يصرح لأنهم يهود قتلة الأنبياء، ولأنهم سموا النبي صلى الله عليه وسلم، ويحاربهم غيرة على أعراض المسلمين والمسلمات في فلسطين وانتصارًا للمظلومين في فلسطين ؟!

    ثانيًا: فإن الموقف الذي يقفه صدام من اليهود في عالم اليوم لم يقفه أي حاكم على وجه الكرة الأرضية طولًا وعرضًا ولا يجرؤ حتى رئيس أمريكا ولا أي عضو في الكونغرس الأمريكي على الوقوف ببعض من موقف صدام، فلقد جعلوا عضو الكونغرس جيمس موران الأمريكي عبرة لغيره، لأنه قال عن حرب العراق:' هذه الحرب لمصلحة اليهود '. كما جعلوا رئيس وزراء النمسا يوركن هايدر عبرة لغيره أيضًا لأنه شكك في مذابح هتلر لليهود، وهكذا صنعوا بوزيرة المالية الفرنسية وبكل مسؤول أيًا كان وأنى كان وأيًا كان بلده ... وأذلوا بوتين وهو رئيس روسيا حين حاول المساس بتاجر يهودي روسي من أفراد شعبه ...!

    أما صدام فإنه لا يفتأ أبدًا من ذكر حقده على اليهود، ومحبة الانتقام منهم، ولقائهم عسكريًا فضلًا عن إطلاق الصواريخ عليهم .

    إذًا فلم يكن موقف صدام موقفًا خطابيًا مجردًا، إنما موقف صدقته آلاف المواقف والأعمال لو استطعنا إحصاءها ...

    حتى إن كلمة صدام التي ألقاها عنه وزير الخارجية العراقي ناجي صبري في مجلس الأمن الدولي والعالم يعد للحرب على العراق قال صدام: 'إن بوش يتهمنا بأننا نعين الفلسطينيين على الانتفاضة أما في هذه فقد صدق بوش ونحن فخورون بهذا لكن الذي يؤسفنا كثيرًا أن أيدينا تقصر عن الوصول إليهم ' أي بالقوة العسكرية '.

    وبينما نجد أن أعظم دول العالم في مجلس الأمن لا تجرؤ على ذكر المفاعل النووي الإسرائيلي بكلمة ... لم يترك المندوب العراقي جلسة إلا وتكلم فيها على إسرائيل ..!

    بل إن الإنسان والله ليعجب من هذا الرجل وهو يعلم بأنه يستطيع أن يصرف الحرب عن نفسه بأن يجعل لإسرائيل سفارة في العراق ويفتح أنبوب كركوك فورًا إلى إسرائيل ليقيم علاقات تجارية معها ويخفض جيشه، ومع هذا لم يفعل بل استمر على مهاجمتها، بل إن الإنسان ليستغرب من ثباته حتى آخر لحظة قبل ابتداء الحرب والعروض تنهال عليه إلى حين يصل الأمر إلى تضحيته بملكه، وهذا خطابه بعد سقوط بغداد فيما يبدو بتاريخ 9/4/2003 والذي بثه تلفزيون أبو ظبي فقط وهو ينطق بآخر كلمة في خطابه ـ عاشت فلسطين حرة أبية !!

    والعجيب حقًا ما نشرته جريدة البيان الإماراتية في عددها 8335 صورة لكرسي شخصي لصدام حسين لم نره ولا مرة واحدة في التلفزيون أو الصحافة العراقية، أي أنه ليس للإعلان والدعاية والمزايدة مكتوب في أعلاه ' نصر من الله وفتح قريب ' وأسفل منها فوق رأس صدام مباشرة صورة لقبة الصخرة ومكتوب على يمين الكرسي وعن يساره ' القدس لنا '

    وكنا نتابع التلفاز العراقي بدقة في آخر سنة من أجل تكوين صورة صحيحة عن بعض الأحداث استعدادًا لاحتمالات الحرب ولم نجد خلال هذه الفترة أي صورة لمدخل كركوك، وبعد سقوط العراق وجاء الإعلام العربي والغربي يصور لنا كركوك وإذا مدخلها الرئيس ليس عليه سوى صورة المسجد الأقصى مع العلم أن كركوك هي محافظته الأولى فمسقط رأسه فيها .

    ثالثًا: مشكلة صدام أنه اجتمع في نفسه النظرة الدينية والوطنية تجاه فلسطين فهو يحارب اليهود لأنهم قتله للأنبياء ويحتلون أرضًا مقدسة وفي نفس الوقت يحاربهم وطنية وعروبة وبالتالي تداخلت الأهداف وتضادت التصورات، وهذا الذي جعل مثل هذه الدعاوى تبقى في ضعف رغم التضحيات في سبيلها، فنصر الله الذي وعد به لا يكون إلا لجند قالوا حميه لله وانتصارًا لدينه فقط، ونظرا لخطأ هذا الصور فقد رأيناه على أصحابه، فالذي ينظر إلى كثير من كبار المتحدثين العراقيين يشعر أنه لا يكاد يجد فارقًا جوهريًا ما بين نظرة 'أبو نضال' وغيره من الشيوعيين وبين نظرة أصحاب صدام، فعداؤهم لليهود لأنهم مغتصبون فلسطين .. نعم إن فلسطين كافية ولكن الواجب هو الربط العقدي ما بين فلسطين والعقيدة ... فهي أكبر من قطعة أرض يمكن أن نفاوض عليها. إنها جزء من الإيمان الشرعي ... فهل يفاوض على الإيمان .

    الواجب هو الربط القرآني الذي يذكر تاريخ اليهود مفصلًا وخصوصًا مع موسى ومع نبينا عليه الصلاة والسلام، هذا الطرح يجعل العداء مع اليهود ليست امتدادا لإرث ورثناه من زعماء عرب شتموا اليهود علنًا، بل الواجب أن تُغرس هذه العقيدة في نفوس الجيش بهذا الشمول واضعين نصب أعينهم أنّ هدف القتال مع اليهود لإعلاء كلمة الله وقتل أولياء الشيطان، وأنه قتال لله تعالى وحده، وانتقامًا لأنبياء الله تعالى، وانتقامًا للمؤمنين في أرض الله عمومًا وغيرة ونصرة للفلسطينيين على وجه الخصوص، وحماية الناس من شر محدق .[/align]
    __________________
    ذاكرة ...معروضة للبيع..!!
    .
    .
    .
    اميرالعذاب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
    قديم 01-01-2007, 03:10 AM   #25




     
    تاريخ التسجيل: Feb 2006
    المشاركات: 196
    معدل تقييم المستوى: 226
    اميرالعذاب is on a distinguished road
    افتراضي رد: شهادة التاريخ: عقدٌ من حياة صدام ... في ميزان الإسلام

    [align=center]إن القضية بهذا العمق وبهذا الاتساع تأخذ وضعها الصحيح في الصراع، ذلك أن اليهود يحاربوننا من منطق ديني عقدي قديم متجدد، كما أن القضية بهذه المنهجية تتميز بمعتقدها الشرعي، وبعدها المنهجي عن كل الواقفين ضد إسرائيل من رسميين ومنظمات لأسباب وقناعات معروفة .

    الموقف الخامس ـ خطر اتحاد صدام حسين مع تنظيم القاعدة:

    من المعلوم أنه ليس من عدو لليهود على وجه الأرض أشد من عداوة الإسلاميين لليهود، كما وأشد الإسلاميين عداوة في [ القتال ] و فيما نعلم هم تنظيم القاعدة والذي يتبع زعيمه أسامه بن لادن، والذي سبب قيامه أصلًا هو محاربة اليهود وكل من ساهم في دعمهم، ولو كان ثمة توافق وتعاون وقع ما بينهم وبين صدام لفجّر ذلك العالم على اليهود ولبلغت يد تنظيم القاعدة حيث بلغت يد صدام، ولكن القاعدة تحسن العمل الجهادي أكثر من العمل السياسي، وهذه نقطة ضعف كبيرة فيها، بخلاف القائد خطاب في حرب الشيشان فقد كان يتقن العمل العسكري والسياسي، حتى وصف في الصحافة الروسية بأنه أفعى ذات ذيلين، وكانت هناك إشارات من جهة صدام تجاه تنظيم القاعدة، و لكن القاعدة فيما يبدو لم تتنبه لتلك الإشارات ..... ذلك أن المتابع لخطابات صدام من جهة وخطابات متحدث القاعدة سليمان أبو غيث وزعيم التنظيم أسامة بن لادن من جهة أخرى، يجد المغازلة المستمرة بأساليب مختلفة من صدام، لكنه يجد في الوجه المقابل النفرة والتكفير والبراءة من قبل أسامة وأبو غيث لصدام علانية ... في وقت كان الطعن في صدام نصرة لأمريكا ... ولعل القاعدة خشيت أن تفقد عددًا كبيرًا من مؤيديها نتيجة مثل هذا التوافق لو تم بينهما، وإن كان كما يقول عدد من المختصين أنها ضيعت فرصتها الذهبية في احتضان دولة لها، ونجزم أن مثل هذا التنظيم قد اعتمد مثله مثل بقية الجماعات الإسلامية على مصادر عراقية قديمة قد نقلت لهم أخبارًا على خلاف التغيرات الأخيرة للرئيس المخلوع وبالتالي فاتتها فرصة عظيمة، وكما يقول السياسيون: [إن الإسلاميين لا يعرفون متى يركبون الخيل وإذا ركبوها لا يحسنون التعامل معها] والواقع يشهد لهذا كثيرًا نقولها والله بكل حزن وأسى .

    نعم: لقد استمر صدام في مغازلتهم ... فهو لا يقول أسامة مجردًا .. ولكنه يقول: السيد أسامة . كما سمع ذلك كل من سمع لقاءه مع الصحفي الأمريكي راذر، والذي بثته محطة العراق الفضائية، وقد حاول الصحفي جرجرته مرتين إلى شتم زعيم تنظيم القاعدة بأي طريق، فأبى ... بل امتدحه وأشار إلى أنه بطل وغيور، وراذر يقول 'قل كلمة يسمعها الشعب الأمريكي خاصة كي يبرئك ويقف معك ضد الحرب' فيزيد صدام إصرارًا ويقول مبررًا هدم البرجين بعمل أمريكا في فلسطين ولكنه قال: 'أما حكم السيد أسامة فيّ فأنتم تعرفونه وقد ذكره في رسالته الأخيرة '!

    وقد كان صدام يشير إلى أمور منها: اهتمامه برسائله، وأن هذه كانت الرسالة الأخيرة ولعله كان ينتظر منه إشارة أو نحوها، وأنه حكم ابن لادن فيه كان هو: التكفير ...

    وهذا اللقاء محفوظ عندنا كما في لقاء راذر .

    ومن مغازلته لتنظيم القاعدة ذكره مرتين في اجتماعه مع قادة الحرس الجمهوري والمقاتلين حيث كان يضرب لهم مثلًا في قصة من قصص ثبات المجاهدين العرب فيقول وهو يعرض ذلك في معرض القدوة والتضحية 'موقف أولئك السبعة من المجاهدين العرب في المستشفى الذين صبروا للرشاشات والدبابات وما استطاع الأمريكان اقتحام المستشفى أيامًا، حتى جاءت الطائرات التي دكته دكًا' ... كان يذكر هذا الموقف بإكبار لهم، ثم يقول: 'فإن سألتم عن السبب كان الجواب واحدًا: إنه الإيمان ' .

    وفي خطابه الذي سمي ' الاعتذار من الكويت ' قال للمجاهدين العـرب بالحرف الواحد ' تعالوا فلنتعاون تحت راية ربنا ' وفي هذا إشارة إلى خطة تعاون وليس انضمام، وفيها تحديد للهدف، فما قال فلنتعاون تحت راية حزبنا ولا شخصنا وإنما تحت راية ربنا ...

    نعم لقد كان ثمة تباين في التصور، أثمر خللًا في الصلات من بينهما ... ولعلهم قاسوا على الموقف من أنصار الإسلام، مع أن صداما لم يضرب أساسًا أنصار الإسلام، ولم يساعدهم فيما نعلم، والذي يجب أن نعلمه أن صدام يعلم عن أنصار الإسلام كجماعة إسلامية جهادية، وهو والله لو أرادها لما أعجزه شيء عن الوصول إليها فتستطيع طائراته أن تصل إليها وتلقي عليهم من القنابل التي ضاقت منها مصانع صدام، بل لو أراد صدام لأحرقها بصواريخها ولن يغضب هذا أمريكا لأنها ستؤدي إلى القضاء على عدو إسلامي يحتمل منه شر كبير عليها . فلماذا لم يفعل صدام هذا ؟ نترك الجواب لك صاحب عقل . مع محاولة أن لا ننسى أن هذه الجماعة عددها قليل جدًا يقارب الثمانمائة، وبالتالي لن تكون في ميزانه لها أثر كبير على الساحة القتالية وإن كانت لها شأن آخر في ميزان الله تعالى .[/align]
    __________________
    ذاكرة ...معروضة للبيع..!!
    .
    .
    .
    اميرالعذاب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
    قديم 01-01-2007, 03:11 AM   #26




     
    تاريخ التسجيل: Feb 2006
    المشاركات: 196
    معدل تقييم المستوى: 226
    اميرالعذاب is on a distinguished road
    افتراضي رد: شهادة التاريخ: عقدٌ من حياة صدام ... في ميزان الإسلام

    [align=center]صدام ما بين الدول العربية ودول الجوار ...


    لقد كانت علاقات صدام بجيرانه هي الذريعة الكبرى على الإطلاق لضربه، ومحاولة الخلاص منه مرارًا ... فجيشه الكبير يهدد جيرانه !!! وأسلحة الدمار الشامل التي يمتلكها تهدد جيرانه !!! وغروره وجنون عظمته يخيف جيرانه !!! ويبث الفزع في قلوبهم !!! فما هي حقيقة ذلك في الواقع أولاً ...؟! وما قيمة ذلك في ميزان الإسلام ...؟! وماذا سيسجل التاريخ ؟!

    أولا ً: حرب إيران

    ربما يقول القائل كما روج الفرس وأبواقهم، في داخل العراق وخارجه ... أن صداما هو الذي أدخل العراق حروبًا متتابعة أولها مع الجارة [ المسلمة ] إيران !

    نعم، هكذا يقول كل العرب والمسلمين مع أن الحقيقة على العكس من ذلك ... ولكن لأجل الحقيقة التاريخية نقول إن نسى هؤلاء فلن ينسى التاريخ بأي شيء رد الخميني على رسالة التهنئة التي أرسلها له صدام بإقامة جمهورية إيران الإسلامية ؟

    لقد رد عليه بقوله: السلام على من اتبع الهدى ... حتى قال صدام إنه يكفرني ..؟

    ألم يعلن الخميني وجوب تصدير الثورة، ووجوب تحرير العتبات المقدسة قبل الحرب ...؟

    ألم يبدأ الفرس بتفجيرات في الجامعة المستنصرية وغيرها ؟

    ألم يبدأوا باحتلال المخافر الحدودية ؟

    فهل الموقف الصحيح هو أن يخلي صدام ما بين الخميني وبين العتبات المقدسة ؟! أم يخلي بينه وبين فلسطين كما قال الخميني: إن الطريق نحو فلسطين يمر عبر النجف الأشرف!

    فأحلام الخميني لم تكن بغداد ولا النجف فحسب ... إنما كانت جميع الدول العربية التي في الطريق من النجف إلى فلسطين .

    فأين أحدث الحرم والتي ذهب ضحيتها بالمئات ؟ وأين جريمة نفق المعيصم والتي قتل فيها أكثر من 400 نفس مسلمة ؟ وأين جريمة تفجير موكب أمير الكويت ؟ وأين جرائم التفجير التي هزت الكويت في الثمانينات ؟ والعجيب أن الكويت اتهمت فيها إيران صراحة، وبعد الغزو العراقي على الكويت بدأت صحافتها تتهم العراق بتلك التفجيرات . ولاندري كيف يفجرها العراق مع أن الكويت من الداعمين الأساسيين له في الحرب ... ياليت لقومي عقل به يفهمون .... ثم أين القلاقل التي هزت البحرين ولم تنته إلا قبل سنة ونصف فقط [ مؤقتًا ] وكلها عن طريق نظرية تصدير الثورة الخمينية؟ وأين القلاقل التي فعلها الشيعة في شرق السعودية لما فعلوا تفجيرات الخبر وغيرها ؟ وأين ذهبت الجزر الإماراتية الثلاث التي استولت عليها إيران مع أن التاريخ يشهد لها أنها لم تكن إلا إماراتية ؟

    والعجيب أن الدول المعنية بالقضية الإيرانية تضحك على شعوبها ؟ فإذا غضبت على إيران ذكرتها بأنها السبب في حرب الخليج الأولى .. وإذا غضبت على العراق قالت أنتي التي هجمتي على دولة إيران المسالمة .. وهكذا تمشي الشعوب وفق خطة يجن منها المجنون قبل أن يعقلها العاقل .

    ونحن نسأل من كان راغبًا في الحق: هل كانت الحكمة أن يترك صدام جيوش الخميني تجتاح العراق وتنتقل إلى الكويت والجزيرة والخليج والشام حتى تعانق إسرائيل ليكتمل الحلم التوراتي من الفرات إلى النيل؟!

    ومع كل هذا نقول إننا لا نؤيد اتخاذ قرار تلك الحرب أبدًا، ولكن طبيعة الرجل القتالية غلبت كل شيء ... وكان أمر الله قدرًا مقدورا...

    نعم، إنه قدر الله وسنة الله في المدافعة ... وإلا أي عراق سيقف أمام خامس قوة في العالم وقد امتلكت أضخم سلاح في الشرق بعد روسيا، خلّفه لها ابن أمريكا الشاه , بالخبراء والقادة ؟! أي رجال سيقفون في وجه رجال عقيدة حمقاء، انطلقوا بذلك السلاح، وبتلك الكثرة الكاثرة، وبأيديهم مفاتيح الجنة، طالبين تحرير الحسين من أسره، والأخذ بثأره، فاندفعت أمواج متتابعة نحو العراق هي أضعاف أمواج المغول .؟

    فهل ترون جيش العراق سيصمد لهذه الهجمة لو كان برئاسة فلان وعلان ممن ترون من أصحاب الكراسي، أو برئاسة أي رئيس للعراق سابق ؟

    إن الحقيقة تقول أن العلامة الفارقة الفاصلة في رد أخطر هجمة عقدية باطنية في التاريخ المعاصر على الإسلام لم تكن إلا: صدام ... الذي استطاع أن يسخر الشعب العراقي سنة وشيعة لهذه الحرب سواء كان رغبة أو رهبة .

    نعم، نقول هذا: وإن خالفناه فيما خالفناه فيه ... إلا أنها حقيقة ... حقيقة ينبغي للمسلمين لو فعلها بوذا لهم لشكروه عليها، ولو دمرت فرنسا الكيان العبري لشكرناها على ذلك، ولقد تفاعل المؤمنون ـ من قبل ـ أعظم التفاعل مع الروم ضد الفرس ... وسجل الله في كتابه العزيز وبشرهم بنصره هو سبحانه للروم، ولكن السؤال: هل كان الروم مسلمين ؟

    إن من لم يشكر الناس ... لم يشكر الله، ومن شك في ذلك فليتصور للحظة واحدة فقط وبصدق: ماذا لو اجتاحت إيران العراق وقتها ؟... أي شيء سيقف أمام هذا المد الباطني وأي الدول الأخرى ستثبت أمامه ؟

    إن الجيوش الفاتحة لتلك البلاد الإسلامية أمام الهجمة الباطنية لن تكون خارجية فحسب إنها جيوش في الداخل ... من أهل الرفض من مواطني تلك البلاد !

    فإذا لم يذكر هذا الفضل بقية الدول المجاورة، أفنترك التاريخ ينساه ؟ أم نترك اليهود يسودونه ؟ أم نترك الباطنيين يلطخونه ؟

    ثانيًا: احتلال الكويت

    الكويت ... وما أدراك ما الكويت ... يقولون لأجل احتلاله الكويت يحدث اليوم ما يحدث، وصدام هو الذي أتى بأمريكا للخليج أساسًا !

    ولا ينبغي لكاتب التاريخ أن يقتطع واقعة معينة من الحياة ليحكم عليها منفردة .. ثم يريد من الأجيال تصديقه فيما يكتب ...! فمما لا شك فيه أن لاحتلال الكويت أسبابه التي لم تعد خافية على أحد، ولا ينبغي أن يجتزأ الناس النظر إلى ردة الفعل العراقية المتهورة، وينسون أساس المؤامرة ... وقضية المؤامرة ليست هنا وهمًا، ولا استنتاجا، بل هي ظاهرة قاطعة قد عجز الكويتيون عن الإجابة عليها، حين عجزوا عن الإجابة على أسئلة صدام الأربع في رسالته التي اشتهرت، برسالة الاعتذار .

    قال للكويت في تلك الأسئلة: لقد أعطيتمونا معونات بصورة هبات، وما أن انتهت الحرب حتى حولتموها إلى ديون ثم ديون حالة الأجل، ثم بعتم هذه الديون لأمريكا ... فهل هذا جزاؤنا لما حميناكم ودفعنا بشبابنا ونسائنا تجاه تصدير الثورة الخمينية التي كانت ستنالكم وغيركم ؟!!!

    وحاول الكويتيون الإجابة من خلال لقاءات تلفزيونية مع عضو مجلس الأمة محمد جاسم الصقر، ومشاري العنجري .. وغيرهما ... لكنهم في النهاية لم يستطيعوا إنكار هذه الحقيقة فضلًا عن الإجابة عليها ؟

    قال لهم: تعلمون حاجتنا بعد خروجنا من الحرب لتقوية الاقتصاد، فأغرقتم السوق بالبترول، ونحن لا نستطيع أن نواكب المعروض لحاجتنا إلى الصيانة والميناء، ولم يستطع الكويتيون إنكار ذلك ...!

    قال لهم: أوصلتم سعر البرميل إلى ستة دولارات والتي لن يكون منها إلا زيادة انهيارنا فهل هذا حقنا عليكم ؟!!! ولم ينكر الكويتيون ذلك ...!

    قال لهم: كنتم تشفطون النفط من حقولنا ونحن منشغلون بدفع إيران عنكم .. ولم ينكر الكويتيون ذلك ...!

    إلا أنهم قالوا أخذنا 25 ألف برميل !!! وهل يعقل خلال هذه السنوات لم يأخذوا سوى خمسة وعشرين ألف فقط ؟!!! ثم أي شيمة عربية أو إسلامية تجعل هؤلاء القوم يستغلون حالة جارهم في الحرب - والتي أتاهم نصيب منها من خلال تفجير موكب الشيخ جابر - من خلال نهب بتروله وثروته ؟!!!

    قال لهم: جاء لكم قائد القوات الأمريكية ' شوارسكوف' لغزو العراق بعد ذلك، وعمل معكم خططًا ومؤامرات، وعندنا وثائق تثبت ذلك، ولم ينكر الكويتيون مجيئه في تلك الظروف ...!

    إلا أنهم قالوا إنه جاء عابر سبيل ولم يبق في الكويت إلا يومًا أو يومين !!!

    لقد قدموا له بطريقة مفاجئة كل هذه الإثارات المريبة ... هذا وهو خارج للتو منتشيًا منتصرًا على إيران ... ومن: إيران ! ... ثم تأتي الكويت وتفعل كل هذا ... ومن: الكويت ؟!

    نعم، ومن الكويت ... ؟! وكأنهم قاسوا ردة كل فعل فعلوه، فكانت ردته مثلما توقعوا وربما أكثر ... وكانت الكويت هي المهلكة لصدام وللأمة قبل ذلك . [/align]
    __________________
    ذاكرة ...معروضة للبيع..!!
    .
    .
    .
    اميرالعذاب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
    قديم 01-01-2007, 03:12 AM   #27




     
    تاريخ التسجيل: Feb 2006
    المشاركات: 196
    معدل تقييم المستوى: 226
    اميرالعذاب is on a distinguished road
    افتراضي رد: شهادة التاريخ: عقدٌ من حياة صدام ... في ميزان الإسلام

    لقد تذكرنا قصة لاعب مصري نزل إلى أرض الملعب مع منتخب بلاده، وأخذ المسكين الكرة على صدره فضربه لاعب من دولة غربية من خلفه على عجيزته بخفية ـ فيما يبدو ـ فاستشاط المصري فلطمه على وجهه أمام الحكم وأمام الناس، فطرده حكم المباراة فورًا، فخرج مغضوبًا عليه من الحكم، ومن الجماهير المصرية، بل ومن فريقه ومدربه .... وربما من أهل بيته ...!

    وبقي اللاعب المصري المسكين مخطئًا في نظر الجميع ـ وهو المطرود المظلوم ـ وبقي الخنزير الغربي هو البريء ! فمن يصدق اليوم عكس ما كان يعتقده وما شاهده بعينه ....؟!

    لقد ابتدأنا بالسيئ المسلّم به من التهم في تاريخ صدام أما الوجه الآخر فإنا سنذكره سريعًا حتى لانطيل على قارئنا الكريم .

    إن شهادة التاريخ تحكي لنا بعد سقوطه حكاية السودان ونصرته له حينما تقوى قرنق بالخطط الأمريكية والأسلحة والخبراء الإسرائيليين، وزحف من جنوب السودان حتى أصبح على مقربة من الخرطوم، فما أنقذه جيرانه ولا عرب آخرون ولا مسلمون، إنما كان الغوث من صدام حيث فتح جسرًا جويًا عسكريًا إلى السودان، وسيطر طيرانه على سماء السودان، واندحر قرنق إلى أن تخلى عن جميع مواقعه الرئيسية الأولى، واستتب التمكين للسودانيين إلى أن دخل صدام الحصار، وعلى العكس من ذلك فقد وجد الجيش السوداني صناديق أسلحة كتب عليها مصنع دولة عربية مع قوات قرنق النصرانية .. والله إنه الفرق بين الفرقتين ..

    ويشهد التاريخ والمؤرخون المصريون المنصفون بأن الطائرات الأولى التي عبرت خط بارليف ودكت الخطوط الإسرائيلية كانت طائرات عراقية ...

    ويشهد التاريخ بأن الدولة العربية الوحيدة الحاضرة في حرب اليمن والتي كان لها نصيب الأسد من تحرير اليمن من الشيوعيين وطردهم إلى الأبد حتى عاد اليمنان يمنًا واحدًا هي العراق بالطائرات العسكرية العراقية التي أرسلها صدام مع الخبراء العسكريون لهذه المهمة واسألوا رئيس اليمن، واسألوا رئيس تجمع الإصلاح الشيخ الأحمر .

    والعجيب أن أكثر من ثلاث دول عربية أرسلت أسلحتها ودبابتها تناصر الجيش الشيوعي الجنوبي في حربه مع اليمن الشمالي وأرسلوا معهم بعض الخبراء .

    وهذه الأردن أعطاها صدام أرضًا طويلة في العراق ... بينما الآخرون يتقاتلون على الحدود ... كما أن صداما أعطاها البترول وجعل نصفه هبة والنصف الآخر بسعر رمزي وفي شكل بضائع ... وهكذا أعطى سوريا البترول .

    وفي مقابل كل هذا لم يشترك أي جيش عربي أو إسلامي مع العراق في حربه ضد أمريكا ... بل كان الأمر على العكس من ذلك تمامًا ..

    هنا أتوقف .... لأترك حكم التاريخ للتاريخ، وأترك الحكم الشرعي لكم ...

    والحكم لله أولاً وآخرًا ...

    إن كراهية الحكام للرئيس العراقي المخلوع لم تكن من قبيل الكراهية النفسية وتنافر الطباع الخلقية فحسب، فربما كانت من قبل كذلك، أما بعد ذلك فقد اتخذت مناحي عملية، واتفاقات سرية، ابتدأت بُعيد الانتهاء من الحرب العراقية الإيرانية، وقد تجلت في مؤتمرات الوزراء والقمم الأخيرة هادفة إلى إعطاء أمريكا المبرر لضرب العراق بمباركات من بني الجلدة، حيث يحمّل هؤلاء العراق مسؤولية الحرب من خلال مطالب تعجيزية، وذلك بعدما يئست أمريكا من إقناع شعوب العالم بمبرراتها، جاءت تأخذ وتقدم حجتها للعالم بموافقة العرب على ذلك، وهم أحق النــاس بالعــراق ... قائلة لهم .. ولستم عربًا أكثــر من العــرب ...!

    ولقد فاحت الأخبار وظهرت علانية، بأن الجولات التي قام بها بعض الرؤساء إلى الدول الأوروبية المعارضة لضرب العراق ... إنما كانت وساطات تهدف إلى تثنية تلك الدول الرافضة لضرب العراق عن موقفها .... لقد كان هؤلاء يعملون كمراسلين ممتهنين مجانًا عند الإدارة الأمريكية، وجاءت بعد ذلك المكافآت ثمنًا لهم .
    __________________
    ذاكرة ...معروضة للبيع..!!
    .
    .
    .
    اميرالعذاب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
    قديم 01-01-2007, 03:17 AM   #28




     
    تاريخ التسجيل: Feb 2006
    المشاركات: 196
    معدل تقييم المستوى: 226
    اميرالعذاب is on a distinguished road
    افتراضي رد: شهادة التاريخ: عقدٌ من حياة صدام ... في ميزان الإسلام

    [align=center]طلوع البشائر

    الذكريات الأليمة .. والواقع الحزين

    إن المسلم وهو يقف في هذه المرحلة التاريخية الأليمة ... يقف على أطلال حزينة ..... تحكي ضياع خلافة قديمة ....!

    يقف هنا وهو يرى تدرج زوال سلطان أمة ... عن أعظم دار خلافة إسلامية من حيث عمرها، وغزارة إنتاجها، وكثرة علمائها، وسعة امتدادها ...

    يقف في لحظة من الزمن ـ وهو واحد من أهل فترتها ـ ليرى تساقط الخلافات الإسلامية تباعًا من الأسفل إلى الأعلى ... تمامًا كما هو ابتداء خلق الإنسان وموته، فالروح ابتدأت من الأعلى وسرت إلى الأعضاء إلى الأسفل، لكن سحبها يبتدئ من الرجلين حتى ينتهي بالرأس ..!

    فها هي الخلافة العثمانية قد ذهبت أولًا وهي آخر الخلافات، وجاء اليوم دور بلاد الخلافة التي بعدها ... دار الخلافة العباسية وما كادت بغداد تسقط من هنا حتى ابتدأت أمريكا بتهديد دار الخلافة التي بعدها مباشرة الخلافة الأموية، مع التلميح في حواشي الكلام وعوارضه إلى الخلافة الأولى .... الخلافة الراشدة !

    يقف أحدنا في هذه الحقبة من الزمن ـ وهو أحد أبنائها ـ ليقول له التاريخ:

    ذق ما ذاق قبلك ممن شهدوا ضياع الخلافة الإسلامية، وشهدوا زوال سلطان الإسلام عن ديار الإسلام ! أم حسبت أنك ستفلت من سنة الله الماضية، القائمة، الدائمة ... وقد فعلت ـ وأبناء جيلك ـ كما فعل المضيعون من قبل وزيادة !

    ذق ما ذاقه من شهد نكبة زوال شمس الإسلام عن بلاد الأندلس !

    ذق ما ذاقه من شهد زوال الإسلام عن فرنسا وبلاد أوروبا !

    ذق ما ذاقه من شهد نكبة الـ 48 من أهل فلسطين !

    وأن لك اليوم أن تتجرع مرارة سقوط خاتمة الخلافة الراشدة ومحضن الخلافة الأعظم في تاريخ الإسلام .. بغداد، وبلاد الرافدين ....!

    يقف المسلم متألمًا على هذه الأطلال مطأطئ رأسه تارة، مما أصابه من الهوان والمهانة والإهانة، رافعًا رأسه مرة أخرى شاهقًا نحو البعيد متسائلًا:

    إلى متى ستبقين يا دار الخلافة تحت سلطان هؤلاء ..... إلى متى ....؟!

    ومتى سيتوقف نهم المغضوب عليهم والضالين من ابتلاع بقية بلاد المسلمين ؟

    أسئلة متتابعة تحكي مشاهد التاريخ الماضية يجدها المسلم اليوم حاضرة أمام عينيه على بساط هذه الأمة ـ بساط التيه الجديد ـ فلا يدري أحدنا هل سيرى رد الكرة لهذه الأمة أم سيموت وسيكون ممن تطويه سنة الاستبدال ليحرم تذوق ' وأخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب '، يموت بمرض صدره، وغيظ قلبه ولا يجد دواءه: ' ويشف صدور قوم مؤمنين ويذهب غيظ قلوبهم '. يقف أمامها وهو يبكي بكاء الأيتام على مائدة اللئام ... اغرورقت عيناه ثم سالت دمعاته حتى بلت خديه .. وهو يقول إيهٍ عليك أمة مكلومة ...

    ومع هذا تبقى الحقائق القادمة .. آتية لا ريب ... قريبة مشرفة على ساح هذه الأمة بإذن الله تعالى .... طلائعها منيرة فواحة طيبة أحيانًا كتباشير الأزهار بمقدم الثمار .. وأحيانًا أخرى مظلمة حالكة كطلائع الفجر قبل انفلاقه ...

    إن الدراسة الصحيحة المتكاملة للتاريخ هي التي لا تقتصر على سرد ما مضى من أيام الله، ولكنها الدراسة التي تستخلص العبرة من أيام الله الماضية لأيام الله الباقية ..

    الدراسة التي تعد ما أخبر به الوحي من قادم الموعود كما مضى من سالف العهود ...

    فما مضى مما شاهده الناس من انتصار الفرس كما بقي مما أخبر الله به من غلبة الروم: ' ألم . غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين .لله الأمر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله '

    وجاء ذلك اليوم الموعود من الله وفرح فيه المؤمنون بنصر الله ... وتحول ـ بعد هذا ـ هذا اليوم بنصره وفتحه وفرحه إلى تاريخ يحكى كيوم من أيام الله تعالى ..

    ومن هذا الباب كان تمام فقه الإمام ابن كثير حين ألحق النهاية بالبداية، فجاء كتابه متكاملًا مستحقًا بحق وصف ' البداية والنهاية '

    وها نحن في هذه الدراسة التاريخية قد عرفنا البداية .. فماذا بقي عن النهاية ..؟ وكم بقي من النهاية ...؟ وهل سنشهد البشائر الموعودة فنفرح بنصر الله ...؟ لتتحول تلك الأيام الجميلة إلى أيام من أيام الله الماضية .

    إن معرفة ذلك لا تتم إلا بدراسة الأخبار الشرعية التي تحققت قطعًا، والأخبار المنتظرة غيبًا وسمعًا ... عندها تقترب الصورة من الاكتمال، ويبدو الموعود من الأحوال، كالمشاهد للعيان من الأفعال، وهذا ما نود دراسته مختتمين هذا البحث به وذلك بتثبيت ما أثبته الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، مستخلصين من مجموع تلك النصوص اقتراب البشائر من الوقوع، ذاكرين الأدلة على هذا الأمل الموعود، والفرح القريب المنشود . مما يختص منها بالعراق فحسب .

    الأدلة على طلوع البشائر [/align]
    __________________
    ذاكرة ...معروضة للبيع..!!
    .
    .
    .
    اميرالعذاب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
    قديم 01-01-2007, 03:21 AM   #29




     
    تاريخ التسجيل: Feb 2006
    المشاركات: 196
    معدل تقييم المستوى: 226
    اميرالعذاب is on a distinguished road
    افتراضي رد: شهادة التاريخ: عقدٌ من حياة صدام ... في ميزان الإسلام

    [align=center]المطلع الأول: انحسار الصراع نحونا

    من نظر في توزيع الصراع على المساحة الجغرافية على الكرة الأرضية في هذه الحقبة الزمنية من عمر هذه الحياة، وجد حقيقة لا يمكن بأي حال من الأحوال تجاهلها أو الوصول إلى تنزيل صحيح للأدلة الشرعية دون النظر فيها، تلك هي حقيقة انحسار الصراع عن بلاد الكفار إلى بلاد الإسلام ... فإننا شهدنا في عمرنا هذا القصير حركة الصراع بين قوى العالم المتصارعة، وكيف أخذت تنسحب شيئًا فشيئًا عن أطراف الكرة الأرضية مقتربة من ساحة الصراع الختامية ومنها إلى نقطة الصراع النهائية ..

    فلقد شهدنا حروبًا باردة وأخرى ساخنة بين تلك الدول البعيدة عنا، ثم ذهبت تلك السخونة منها حتى تحولت إلى باردة وها هي تبرد وتبرد عندهم حتى غدت كتلًا جليدية متجمدة متمثلة في اتحادات دولية وتحالفات أممية قاسمهما المشترك هو الشرك بالله رغم الاختلاف في كل شيء ... وبقي الجزء النافر والمتناثر عن تلك الكتلة هو دول العالم الإسلامي وقاسمهما الوحيد هو التوحيد ...

    وإن الأدلة على أن ساحتنا الإسلامية ثم ساحتنا العربية وأخيرًا ساحتنا الشامية هي ساحة الصراع الختامية أدلة لا تقبل المنازعة، فمنها: أحاديث الملاحم الثابت وقوعها في بلادنا ومنها أحاديث المهدي ... ومنها أن الدجال يطوف بالأرض وفي ختام رحلته يعود إلى هذه البلاد ليدخلها، فيمنع من مكة والمدينة والطور والمسجد الأقصى ... ومنها نزول عيسى عليه السلام في بلادنا وعلى نزوله تعلق الأمم آمالها، ودعوى نصرته هي مقصود جميع الأديان في آخر الزمان ... حتى النار التي تخرج فإنها تحشر الناس إلى الشام، فهي أرض المحشر والمنشر ...

    وما الحرب على العراق إلا مرحلة من مراحل تحول الصراع إلى هذه البلاد العربية بعد ما كانت ساحته إسلامية أفغانية ولهذه الحرب ارتباطها الوثيق والمستقبلي بساحة الصراع العربية، بل الشامية، إذا ً فإن هذه الحرب أكدت حقيقة شرعية على الواقع وهو دخول الصراع العالمي إلى مرحلته الجديدة وربما الأخيرة، وذلك بدخوله إلى أرض الصراع النهائية، وهي الأراضي العربية، وما إعلان الروم ' أمريكا وبريطانيا ' التهديدات لسوريا إلا إتمامًا لحلقة الصراع وإثباتًا للنصوص واقترابًا من مركز الصراع النهائي ... ألا أنها أرض الشام والله أعلم ....

    المطلع الثاني: ابتداء ولادة العصائب

    إن هذا ليس كلامًا حماسيًا للاستهلاك وإثارة الغيرة والثورة فينا .. ذلك أن العراقيين هم أسعد المسلمين بالمهدي' هذا قدر الله لهم وأنعم بقدر الله واختياره ودليل ذلك حديث فيه كلام بين التضعيف والتحسين يؤيده أثر صحيح له حكم المرفوع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم .

    أما الحديث فهو ما رواه أبو داود عن أم سلمة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: 'يكون اختلاف عند موت خليفة فيخرج رجل من أهل المدينة هاربا إلى مكة فيأتيه ناس من أهل مكة فيخرجونه وهو كاره، فيبايعونه بين الركن والمقام ويبعث إليه بعث من الشام، فيخسف بهم بالبيداء بين مكة والمدينة، فإذا رأى الناس ذلك أتاه أبدال الشام و عصائب أهل العراق فيبايعونه ...' رواه أحمد وأبو داود والطبراني، والحديث ضعفه جماعة من أهل العلم وحسنه آخرون منهم ابن القيم في المنار المنيف، والحديث يحتمل التحسين لمجموع طرقه .

    أما الأثر الصحيح، فلقد ثبت عن سالم بن أبى الجعد قال: 'خرجنا حجاجا، فجئت إلى عبد الله ابن عمرو بن العاص فقال: ممن أنت يا رجل؟ قال: قلت من أهل العراق، قال: فكن إذا من أهل الكوفة فقلت: أنا منهم قال: فإنهم أسعد الناس بالمهدي' والأثر صحيح كما ذكرنا وهذا غيب والغيب لا يعلم إلا بوحي، من هذا الأثر يتبين مكانة أهل العراق بالنسبة لأنصار المهدي، ومكانتهم في التغيير العالمي المنتظر، وعبد الله بن عمرو لم يقل هذا الحديث برأيه، وابن كثير في كتابه القيم ' الفتن والملاحم' قال عن المهدي 'ويؤيد بناس من أهل المشرق ينصرونه، ويقيمون سلطانه، ويشيدون أركانه'.

    ولا خلاف بأن أهل العراق بالنسبة للمدينة مشرق، ولا يقال اعتراضا على هذا بأن غير العراق بالنسبة للمدينة مشرق مثل إيران، والجواب ظاهر من نفس الحديث وهو أن ابن عمرو ذكر أهل العراق تحديدًا وهذا يقطع بالمقصود، ثم إن ما جبل عليه أهل العراق طوال التاريخ من النجدة والنصرة، يقول صاحب كتاب عون المعبود شرح سنن أبى داود للعلامة أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادى ما نصه في تفسير كلمة 'عصائب أهل العراق': أي خيارهم من قولهم عصبة القوم خيارهم قاله القاري، وقال في النهاية جمع عصابة وهم الجماعة من الناس من العشرة إلى الأربعين ولا واحد لها من لفظها، ومنه حديث على رضى الله عنه الأبدال بالشام والنجباء بمصر و العصائب بالعراق، أراد أن التجمع للحروب يكون بالعراق وقيل أراد جماعة من الزهاد وسماهم بالعصائب لأنه قرنهم بالأبدال والنجباء انتهى .

    فالظاهر والله أعلم أن هذا الظرف هو الظرف الأنسب لولادة العصائب العراقية، فالحافز موجود، والسبب مشروع، وأهل العراق مؤهلون بفطرتهم إلى هذا النوع من التصرف، فترويضهم من قبل الصليبيين أمر محال، كيف وهم من أكثر الناس اشتياقا للجهاد في سبيل الله في كل مكان، ولو لا ما كانت ظروف الحصار ورسوم السفر إلى الخارج لضاقت الساحة الأفغانية بالمجاهدين العراقيين، ولقد أصبح أكثر اسم يتسمى به المواليد الجدد في العراق هو أسامة [زعيم تنظيم القاعدة]، وأصبحت أخبار المجاهدين الأفغان تعلق في المساجد يوميًا ... كما تنشر يوميًا بالصور الممكنة في الصحف الرئيسة للدولة مما لا يوجد له نظير ـ فيما نعلم ـ في البلاد العربية والإسلامية .

    ولعل الأيام القليلة القادمة ستشهد ـ والله أعلم ـ أعمال تلك العصائب المباركة المتناثرة على أرض العراق وفي مناطقه، وهذا ما يوحي به الحديث الشريف أنها ليست عصبة واحدة ولا عصبتين إنما هي عصائب عديدة ... وكثرة هذه العصائب يوحي بكثرة العدو وانتشاره، وهذا هو الواقع على أرض العراق ... وأن العصائب العراقية ما تكونت لما قام المهدي أو بأمر المهدي، وإنما هي موجودة بالأساس ... فكان خروج المهدي سببًا لخروجها للبيعة .. ولنصرته .

    وهذا لا ينفي أبدًا إمكانية اجتماع أهل العراق على قيادة شرعية تطرد الروم الصليبيين الغزاة عن بلادهم أو أنها تطردهم ثم تجتمع على قائد واحد وتحديد الكيفية لا يعنينا كثيرًا .

    المطلع الثالث ـ انتهاء مرحلة حصار العراق :

    عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: 'يوشك أهل العراق ألا يجبى إليهم قفيز ولا درهم، قلنا: من أين ذاك ؟ قال: من قبل العجم يمنعون ذاك، ثم قال: يوشك أهل الشام ألا يجبى إليهم دينار ولا مدي، قلنا من أين ذاك ؟ قال: من قبل الروم ثم سكت هنيهة، ثم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يكون في آخر الزمان خليفة يحثي المال حثيًا لا يعده عددًا'.

    ربما يتساءل البعض: كيف يكون الحصار من قبل العجم كما في الحديث ... والواقع الذي نراه أن الحصار من قبل الروم، كما هو الحال في حصار الشام ..؟

    والجواب عن هذا من جهتين: من جهة السبب ومن جهة المنفذ، فإن السبب الحقيقي في حصار العراق هو حربه مع إيران وانتصاره عليها، الذي جعل الكافرين ينصبون له مصيدة الكويت ... فحرب الخليج الثانية إنما هي امتداد لحرب الخليج الأولى مما نتج عنها الثمرة المرتقبة وهي حرب الخليج الثالثة .

    ومن جهة أن الروم لم ينفذوا الحصار على العراق إنما الذي ينفذه حقيقة هم إيران وتركيا وبقية دول الجوار، وما كانت الروم إلا مراقب لتنفيذ الحصار كما أنها مراقب لخطوط العرض .

    ومن المستبعد أن يكون ثمة حصار آخر يصدق عليه الحديث، بحيث أن العجم يحاصرون العراق، فالنبي صلى الله عليه وسلم قد ذكر حصارًا واحدًا للعراق وواحدًا للشام .

    فكم من علامة على نبوته صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث العظيم؟ وكم من علامة على اقتراب الساعة؟ وكم من علامة على اقتراب دور العراق الإسلامي العالمي؟

    لقد قاله المصطفى صلى الله عليه وسلم قبل دخول العراق في الإسلام، ففيه علامات عديدة: علامة على إسلامها وعلامة على حصارها وقد وقعت العلامتان، وعلامة على تدهور العملة، وعلامة على ضيق في العيش، وفى الطعام، وعلامة على القهر عليها من خارجها لقوله: ' يمنعون ذاك '، وعلامة على أنه سيشمل العراق جميعا فيه دلالة على ظهور التقصير من الأمة نحو العراق . كما أن فيه استثارة نبوية لهمة المؤمنين في ذاك العصر وفى كل عصر أن يهبوا لنجدة إخوانهم وإلا فما مدلول هذا الإخبار الأليم على نفوس الأخوة المؤمنين نحو إخوانهم، وما سر سؤال الصحابة رضي الله عنهم؟.

    إن مما يثير العجب والإعجاب هو تخصيص ذكر حصار العراق، فالأحداث في حياة هذه الأمة المعاصرة كثيرة لكنها لم تذكر كلها، ولو ذكرت فرضًا فإنها لم تحفظ، وكل ذلك بأمر الله تعالى واختياره، أما حصار العراق فيذكر على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم على وجه التخصيص، ويحفظ في كتاب من أصح كتب الحديث في صحيح مسلم أليس ذلك الحفظ بإرادة الله تعالى ' أليس له من حكمة بالغة'؟.

    إن معرفة جميع الحِكَم أمر راجع لعالم الغيب والشهادة وحده، لكن الذي يتجلى أمامنا والله أعلم أن سرّ التخصيص في هذا الحديث أن الحدث حدث دولة وليس فرد، وأنه حدث عظيم في حياة الأمة والأمة معنية به من أوله إلى آخره ... وها نحن نراه وكيف أصبح مرحلة فاصلة في حياة الأمة مرحلة تحول رهيب من حال إلى حال ... بحيث لا يقتصر أثرها على العراق وحده بل يعم الأمة ويعم البشرية جميعًا، ابتداء بحصاره وانتهاء بتتابعاته .

    ونحن إذ نذكر هذا فإنما نذكره كحدث وقع، وعلامة نبوية نظنها تحققت ... والبشرية جميعًا عليها شهود، وهم حول العراق قعود ... لكن وقوع هذه العلامة لا يعني انتهاءها وانقضاءها، بل ثمة تتابعات لا يعلم مداها إلا الله تعالى ... فالمذكور هنا هو الحصار، ودام الحصار اثني عشر عامًا، وجاءت بعده جيوش الصليب، وها هي تهم بالانتقال إلى بلاد الشام لتفضي إلى مرحلة أخرى مذكورة في هذه السنة ...

    ولكن السؤال كيف تعتبر هذه العلامة بشارة وفيها ما فيها، نعم: إنها بإذن الله بشارة لأنها إذ وقعت ورأيناها علمنا أننا أصبحنا اليوم أقرب ما نكون إلى مراحل النصر على أعداء الله تعالى ... وتعليل ذلك: أن الحياة تسير منطلقة إلى منتهاها، والزمن يمشي يمثله الليل والنهار ... لا يتوقف إلا إلى أجله المسمى ... لكن هذا الزمن ليس له من معلم يتعرف عليه فيه الناس الذين يعيشون فيه ... فجاءت هذه العلامات لأهداف عظيمة منها أنها جاءت تبيانًا للناس موقعهم من عمر الزمن ...؟ أين هم الآن؟

    فإذا رأى الناس علامة، علموا أنهم قطعوا مرحلة أو شوطًا بمضي تلك العلامة ... وأصبحوا من الساعة أقرب ... وهذا من هذا الباب .. وهذا بغير شك يدفعنا إلى مزيد من العمل .[/align]
    __________________
    ذاكرة ...معروضة للبيع..!!
    .
    .
    .
    اميرالعذاب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
    قديم 01-01-2007, 03:24 AM   #30




     
    تاريخ التسجيل: Feb 2006
    المشاركات: 196
    معدل تقييم المستوى: 226
    اميرالعذاب is on a distinguished road
    افتراضي رد: شهادة التاريخ: عقدٌ من حياة صدام ... في ميزان الإسلام

    [align=center]المطلع الرابع ـ ابتداء زوال أمريكا :

    يقول أبو قبيل: كنا عند عبد الله بن عمرو بن العاص وسأل أي المدينتين تفتح أولا ً: القسطنطينية أم رومية ؟ فدعا عبد الله بصندوق له حلق، قال: فأخرج منه كتابًا، قال: فقال عبد الله: بينما نحن حول رسول الله صلى الله عليه وسلم نكتب إذ سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي المدينتين تفتح أولاً: قسطنطينية أو رومية ؟

    فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم 'مدينة هرقل تفتح أولاً'. يعني قسطنطينية. أخرجه الحاكم وهو صحيح

    جاء في معجم البلدان لياقوت الحموي ج3 ص113: 'رومية: هي مدينة شمالي غربي القسطنطينية بينهما مسيرة خمسين يوما أو أكثر وهي اليوم بيد الإفرنج'. وهي اليوم عاصمة إيطاليا.

    وفي الحديث فوائد عظيمة:

    الأولى: أن هذا الحديث العظيم آية من آيات النبوة ذلك أن القسطنطينية قد فتحت وهي المدينة التي تسمى [إسلام بول] أي مدينة السلام، وقد حرف اسمها إلى [استنانبول] وقد حظي فاتحوها بتزكية رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أن فتحها وقع سنة 1453 م على يد السلطان محمد الفاتح رحمه الله تعالى، فلقد جاء في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري في التاريخ الكبير وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ' لتفتحن القسطنطينية، فلنعم الأمير أميرها ولنعم الجيش ذلك الجيش'.

    الثانية: مثلما تحقق الجزء الأول من الحديث فلا بد من أن يتحقق الجزء الثاني منه حتمًا مقضـيًا، كما أن الليل يعقبه النهار وأن النهار يعقبه الليل ... إذًا ففتح المسلمين لعاصمة روما وعد حق وخبر صدق .

    الثالثة: هذه علامة ـ والله أعلم ـ على زوال ملك أمريكا وقوتها ووحدتها وسيطرتها وأنها علامة على ظهور نجم أوربا كقوة مسيطرة بديلة لأمريكا ـ والله أعلم ـ .

    فالنبي صلى الله عليه وسلم ذكر بلدانًا تدخل الإسلام بأسمائها وذكر أماكن لم يعرفها المسلمون حال الحديث ووقع ما أخبر به صلى الله عليه وسلم غير أنه لم يذكر هنا 'أن المسلمين سيفتحون أمريكا ولا واشنطن' ولم يذكر أن المسلمين سيغزونها بل ذكر روما أو رومية، وعدم ذكر النبي صلى الله عليه وسلم لأمريكا يعني أنها لن تكون مركزًا للقوة وقت الفتح، كما لم يذكر موسكو وقد كانت قبل ذلك هي الأقوى وهكذا هوت موسكو، وواشنطن على إثرها هاوية بإذن الله تعالى، ولو لم تكن روما هي مركز القوة وبقيت واشنطن هي القوة العظمى كما هو الحال الآن لما كان لفتح المسلمين لروما كبير فائدة، ذلك أنهم لو فتحوها الآن مثلا ًلكان من المقطوع به أن قوة عظمى كأمريكا ستخرج المسلمين من روما، وعلى هذا فإن افتتاح المسلمين لروما كما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم إنما يعني سقوط مركز قوة النصارى وعاصمتهم وسقوط ساريتهم ومقر قيادتهم وعواصمهم الأخرى من باب أولى أو أنه سقوط لآخر مدينة عندهم، والله تعالى أعلم .

    ويستأنس لهذا الاستنباط بما يحدث الآن من أحداث حيث إن علامات انهيار أمريكا أصبحت ظاهرة بل متسارعة .

    لكن كم سيستغرق ذلك ؟[/align]
    __________________
    ذاكرة ...معروضة للبيع..!!
    .
    .
    .
    اميرالعذاب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
    إضافة رد


    الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
     

    تعليمات المشاركة
    لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
    لا تستطيع الرد على المواضيع
    لا تستطيع إرفاق ملفات
    لا تستطيع تعديل مشاركاتك

    BB code is متاحة
    كود [IMG] متاحة
    كود HTML معطلة

    الانتقال السريع

    المواضيع المتشابهه
    الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
    40موقفاً لصدام لم تسمع بها ( منقول) ولد نمران منتدى أستراحة الويــلان 11 05-04-2007 11:55 PM


    الساعة الآن 10:19 AM.


    Powered by vBulletin® Version 3.8.8
    Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.