عمر بن الخطاب والفتوى

لاحظوا أخواني الحكم البليغة في كلام مختصر من رجال الحكمة
عن أبي الحصين قال :
إن أحدهم ليفتي في المسألة ولو وردت على عُمر لجمع لها أهل بدر .
الله يرحم الحال في هذا الزمن الذي كُثر فيه المفتون من غير المتخصصين في العلم الشرعي انظروا إلى هذا الكلام الجميل يتكلم عن هذا الوقت الذي أصبحت الفتوى على كل لسان ، عمر بن الخطاب لا يستطيع أن يفتي في المسألة وهو عمر بن الخطاب رضى الله عنه الصحابي الجليل القريب من الرسول صلى الله عليه وسلم الفاروق الذي فرّق بين الحق والباطل وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة وهو ثاني الخلفاء الراشدين الذي قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوُّ عليها بالنواجذ ) . وهو الذي أيد الله سبحانه وتعالى قوله من فوق سبع سموات في الاسرى وهو الذي أكرمه الله برؤية المعركة وهو في المدينة والمعركة في بلاد الشام عندما قال وهو يخطب في المسجد ( ياسارية الجبل ) وسارية أحد قادة أجنحة جيوش المسلمين في بلاد الشام ، وهو الذي إذا سلك وادياً سلك الشيطان وادياً آخر لقوته في الحق وليس القوة الجسمانية كما يظن البعض ، وهو الذي هاجر إلى المدينة علناً حيث مرّ على صناديد قريش وهم في مجالسهم وقال لهم : شاهت الوجوه من أراد أن تثكله أمه أو ييتّم أولاده فليلحقني في ذلك الوادي ) يقول لو وردت عليه مسألة تحتاج إلى فتوى يجمع لها أهل بدر ليفتوه بها لا يستطيع الفتوى فيها ، وتعلمون أخواني من هم أهل بدر صحابة رسول الله صلى عليه وسلم وهم الذين أطلع الله على قلوبهم وغفر لهم ذنوبهم ، فما بالكم بمن يحمل الشهادة المتوسطة أو الثانوية ويفتى بمسائل تهتز لها الجبال . فلنحذر أخواني من الفتوى ونرجعها إلى أهلها ولو سلكنا هذا المسلك كلنا لصلحت الحال . وكما تعلمون أخواني أن الصحابة إذا جاءتهم الفتوى يتدافعونها فيما بينهم كل منهم يريد الآخر أن يفتوى فيها لخوفهم من الله وهم كلهم يعرفونها . والكلام كثير لاينتهي عن الفتوى والمفتين .
فأرجو من الله عز وجل أن يوفقنا جميعاً لكل خير وأن يفقهنا في ديننا إنه سميع مجيب . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

أرجو من الاخ أبو وائل تثبيت هذه الفتوى